أكاديمية خاصة لتعليم الفتيات القيادة..و «السهار » كسرت حاجز الخوف وسافرت من الإسكندرية ل «القاهرة وبورسعيد » رغم التحديات المجتمعية التى تواجه الفتيات اللاتى يقدمن على استخدام السكوتر، كوسيلة مواصلات للتنقل من مكان لآخر، فإن هذا لم يعق معظم الفتيات للإقدام على الخطوة، فقد تمكن من قيادة السكوتر مساواة بالرجال، وبدأ المجتمع بتقبل الفكرة بشكل أفضل عامًا بعد الآخر. استطاعت ابنة الإسكندرية «منى السهار ،»البالغة من العمر 32 عامًا، وتعمل مهندسة زراعية، فى خلال 4 أعوام، أن تصبح أشهر مدربة قيادة سكوتر بعروس البحر الأبيض المتوسط حاليًا؛ بعد أن كان حلمها أن تقود السكوتر فقط لقضاء أعمالها اليومية بعيدًا عن الزحام. بدأت «منى » رحلتها منذ أربع سنوات، عندما قررت أن تستغنى عن سيارتها، فعلى حد تعبيرها «كانت مركونة تحت البيت »، موضحة أنها كانت لا تفضل استخدامها كثيرًا بسبب ازدحام الشوارع بشكل مستمر، وتعلمت قيادة السكوتر مع أحد زملائها فى البداية، مؤكدة أنها واجهت اعتراضًا كبيرًا فى بادئ الأمر من عائلتها، لكنها تمكنت من إقناعهم بوجهة نظرها بعد ذلك، موضحة لهم أنه آمن وأفضل بكثير فى استخدامه بالشوارع المزدحمة. تطورت الأوضاع فيما بعد مع «منى »، وبدأت تعلم فتيات غيرها قيادة السكوتر، فبعد 6 شهور فقط من تجربتها مع قيادته، بدأت بتدريب أول فتاة على قيادة السكوتر، وكانت صديقة لها وانضممت إلى جروبات لقيادة السكوتر. ولمدة ثلاث سنوات، تنظم «منى » مسيرات على البحر أسبوعيًا، وتمتد إلى مناطق بعيدة مثل هيلتون الكينج، تحت راية «رود كابتن » بالتعاون مع أحد زملائها، وذلك من خلال تجمع نسائى ضم أكثر من 130 امرأة، إلى أن قررت أن تخرج إلى طرق أخرى وتكسر حاجزًا آخر، وهو أن تسافر بفريق مكون من 40 فردًا للقاهرة وبورسعيد، فقد كانت كابتن الفريق ومسئولة عنه، وهذا جعلها تشعر بمسئولية كبيرة تجاه كل فرد فى الرحلة، وهو ما أثار شغف الكثير للتجربة وسافرت بعدها توفر أشخاصًا للتدريب، ولم يقتصر الأمر على تعليم البنات فقط، فقد بدأت بتعليم رجال أيضًا، ودربت حتى الآن أربعة رجال وثلاثين بنتًا، وسوف تنظم مسيرة على البحر تضم كلآ من قامت بتدريبهم. وعن الأكاديمية، تقول «السهار »: إنها تستقبل الفتيات والسيدات من أول سن القيادة وحتى50 عامًا، فالأكاديمية أساسها الفتيات لكنها عدة مرات. تضاعفت شهرة منى فى مجال قيادة وتعليم السكوتر، وأصبح من يتعلم معها ينصح غيره بالذهاب لها والتعلم من خلالها، حتى قررت أن تنشئ هذا العام أكاديمية لتعليم قيادة السكوتر باسمها، وهى «السهار أكاديمى ،»وتعتبر الأكاديمية الوحيدة لتعليم قيادة السكوتر، بخلاف أماكن بيع السكوتر التى بدأت بتعليم الرجال أيضًا، ومدة التدريب هى6 حصص من ضمنها حصة نظرى وكل حصة ساعة واحدة يتمكن بعدها المتدرب من القيادة، حتى إن لم يكن لديه أى خبرات سابقة فى مجال قيادة السكوتر. وتتابع: «أقوم بتعليم القيادة فى شوارع مختلفة والتدريب على تفادى المطبات والثبات والدوران وأنظم للمتدربين بعد انتهاء التدريب جدول مواعيد للقيادة فى أوقات مختلفة للاعتياد على أوقات الزحام .» وأشارت «منى » إلى أن قيادة السكوتر للبنات الآن أصبحت شيئا طبيعيًا، بل الكثير من الناس يدعمها ويشجعها وهو ما جعل الآباء والأمهات هم من يتواصلوا معها لتدرب بناتهم وهم مطمئنين عليهن، وهذا ما يجعلها تشعر بالرضا عن عملها واختيارها لهذا المجال.