منذ أن أجهضت مصر بثورة 30 يونيو مخطط جماعة «الإخوان» الإرهابية وداعميها الذى استهدف اختطاف الدولة المصرية وتغيير هويتها، كشفت هذه الجماعة عن وجهها القبيح للعالم أجمع. لم تترك هذه الجماعة لعبة من ألاعيب أهل الشر أو طريقًا إلا سارت فيه للنيل من الدولة المصرية وشعبها الأصيل ودرعها الواقية «القوات المسلحة»، إلى أن تم تصنيفها فى الكثير من الدولة باعتبارها جماعة «إرهابية». مع إعلان المجمع الانتخابى رسميا الأسبوع الماضى فوز «جو بايدن» فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية بدأت محاولات الاخوان اللعب على وتر وضع جديد للجماعة الارهابية مع الإدارة الامريكية الجديدة ظن قيادات الإخوان أن الرئيس الأمريكى الجديد قادم بعصا سحرية سيغير بها أحوال هذه الجماعة التى انكشف أمرها وعلم الجميع بألاعيبها. العلاقات الدولية مبنية على المصالح المتبادلة، فكل دولة وعلى رأسها أمريكا – مع أى رئيس- ستبحث عمن يحقق المصالح المشتركة لها ومصر دولة محورية بعدما استعادت مكانتها فى الإقليم والعالم وعلاقتها الاستراتيجية مع واشنطن لن تفسدها جماعة إرهابية. لكن الغباء دفع الجماعة لمغازلة «بايدن» عبر إصدار إبراهيم منير «نائب المرشد» بيانا قبل ايام ادعى أن انتصار بايدن هو «الفوز الذى يبرهن على أن الشعب الأمريكى ما زال قادرًا على فرض إرادته». وتوجهت الجماعة الإرهابية بعد صدور البيان إلى الإدارة الأمريكية الجديدة بنداء يؤكد على أن «الأوان قد آن لمراجعة سياسات دعم ومساندة ما اسمته الجماعة الإرهابية «الدكتاتوريات» حول العالم»! كارت محروق إسلام الكتاتنى، الباحث فى الحركات الإسلامية، والمنشق عن جماعة الإخوان المحظورة، أكد أن المشهد السياسى فى مصر وفى العالم تغير حاليًا تمامًا عما كان قبل 2011، فقد انكشفت هذه الجماعة وأفعالها من إرهاب وتخريب وأصبح الجميع يعلم أنها جماعة كانت تنفذ أجندات دول أخرى، ولم يعد لها ظهير شعبى. وفسر «الكتاتنى» سر استخدام أمريكا لهذه الجماعة فيما قبل 2011، أنها تصورت فيهم بديلاً للأنظمة الموجودة فى وقتها، لتنفيذ مخططاتهم وتحقيق مصالحهم التى فى منطقة الشرق الأوسط. وتابع: «جماعة الإخوان تواجه رفضًا شعبيًا فى الكثير من الدول، ولا يمكن لأى سياسى حتى لو مبتدئ أن يعاملهم حاليًا فى 2020 بنفس أسلوب ما قبل 2011 ، فقد تغير الواقع تمامًا، وأصبح لدى مصر نظام سياسى قوى، وإرادة قوية، مستبعدا فكرة أن يلجأ «بايدن» لدعم هذه الجماعة، فلم يعد الإخوان جماعة لها ثقل فى الشارع، وبالتالى أصبحت كارتا محروقا لأمريكا». ويشير الكتاتنى إلى أنه فى 2011 كانت الولاياتالمتحدة تنظر للإخوان على أنهم جماعة سنية تستطيع أمريكا استخدامها للضغط على إيران «عدوهم الأول» بها، فالقصة لم تكن مصر فقط، إنما هى مصلحتهم فى العالم أجمع، لكن بعد اكتشاف الاخوان وسقوطهم، تغير الأمر. ويوضح: «الباحث فى شئون الحركات الإسلامية» أن الديمقراطيين والجمهوريين، ينفذون أجندة واحدة وخطوطهم العريضة واحدة، مشيرًا إلى أن جماعة «الإخوان» الإرهابية ظنت أن «بايدن» سيكون معه الحل السحرى لمشاكلهم، إلا أن هذا لن يحدث لأن أمريكا تحكمها مصالحها فى المقام الأول والأخير، ومصلحتهم مع الإخوان انتهت». ويفسر الكتاتنى بيان الإخوان لبايدن بأنهم يسبقون بعرض خدماتهم مثلما كان يحدث مع الإدارات السابقة، وهذا إن دل فإنما يدل على غبائهم السياسى. «رهان خاسر» ويرى د. إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة أن رهان الإخوان على الإدارة الأمريكية الجديدة خاسر أولاً لأن ما حدث فى 2011 لن يتكرر مرة أخرى، وثانيًا ترتبط مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بعلاقات قوية وثيقة، وأمريكا دولة عظمى وتولى بالضرورة اهتمامًا شديدًا بالعلاقات مع مصر كدولة محورية بالمنطقة. وتابع: «مصر دولة رائدة ومؤثرة إقليميًا، وهناك تلاقٍ بين مصالح الدولتين خصوصا بعد أن استعادت مصر المكان والمكانة فى المحيط الإقليمى والدولى، ولن تستطيع جماعة إرهابية إفساد هذه العلاقة بينهما؛ خاصة أن العلاقات بين البلدين لا تعتمد بالضرورة على الحزب الذى ينتمى إليه الرئيس الأمريكى، وشخصه، فعلى سبيل المثال: فى معاهدة السلام، الرئيس الأمريكى هنرى كسينجر هو من قام بمجهود كبير لإنجاحها، وهذا الرئيس كان ينتمى للمعسكر الديمقراطى وليس الجمهورى. وأوضح «بدر الدين» أن الإخوان أغبياء لو ظنوا أن فوز بايدن سيبدل الموقف تجاههم، فهذا تقدير خاطئ لأن العلاقات المصرية الأمريكية تقوم على أسس وركائز قوية ولن يؤثر بها شىء، وخاصة جماعة الإخوان. ويؤكد د. إكرام أن الإدارة المصرية تغيرت وأصبحت أقوى، والمنطقة تغيرت، والعالم كله تغير، والسياسة الأمريكية لا تقوم على أشخاص، فأمريكا دولة مؤسسات ولن تلتفت لجماعة انتهت مصلحتها معها. 3078 3079