يظهر فى تلك اللحظة الحرجة جدا، اللحظة التى إما أن يرتد بعدها المتحرر من الأمية، إلى نسيان ما عرفه، حتى مع حمله «للشهادة»، أو أن ينجح فى التعلق بأول درجات السلم التعليمى، ليمضى إلى حيث تذهب به باقى الدرجات. قد لا يلاحظ الكثيرون هذا البطل الذى يدفع ويدافع، يشجع ويبحث عن الحلول، ويأخذ بيد «البطل الأول» أو المتحرر، هو صاحب «البطولة الثانية» التى يستحق أن يكرم من أجلها مثلما يكرم المتحرر «البطل». لا يمكن أن تخلو قصة نجاح «من محو الأمية إلى الجامعة أو إلى الدبلوم أو حتى إلى الماجستير والدكتوراه»، من غير هذا البطل، «الجسر» المفقود بين شهادة محو الأمية وطريق التعليم، فالشهادة التى تعادل – نظريا- شهادة «الابتدائية» لا يمكن لصاحبها أن يذهب بها للصف الأول الإعدادى، فهو لم يتعلم الإنجليزية ولا الهندسة ولا الدراسات الاجتماعية، وليس هناك فى المنظومة التعليمية تلك «الوصلة» التى تكمل الفارق بين الشهادتين، ليعبرها المتحرر. البعض اعتبر «مدارس المجتمع أو مدارس الفصل الواحد» هى تلك الوصلة النظامية التى يعبر عليها الأطفال حتى 14 أو 16 سنة، لكن آن الأوان لأن تجلس كل الأطراف المعنية معا، لخلق هذه الوصلة لجميع المتحررين.