فى عيده ال60، قالت إن «ماسبيرو» يمثل مصر الحديثة، منذ الستينات والسبعينات والثمانينات، فقد كان التليفزيون المصرى يذيع غزو القوات المشتركة للعراق وسقوط نظام صدام حسين على الهواء، وهذا كان يشكل وجدان الناس، وحتى بعد الشكوى من انخفاض مستوى البرامج، كل الناس يعرفون بوجود مشكلة مثل الزيادة السكانية من ماسبيرو، أو موعد التطعيمات أو غير ذلك. لكن أستاذة الإذاعة والتليفزيون وعميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، د. منى الحديدى، ترى أن التليفزيون يحتاج للكثير ليستعيد مجده.. سألناها عن مستقبل التليفزيون المصرى والعالمى، فوضعت حلولًا للواقع، ووصفت لنا مستقبله بعيونها الخبيرة.. فى رأى د. منى الحديدى أن على التليفزيون المصرى أن يلبى احتياجات المجتمع والجمهور، سواء فى التليفزيون الرسمى أو فى القنوات الخاصة باختلاف فلسفتها وأهدافها، من خلال التكامل والتنسيق بين كل الجهات ذات الصلة بالسياسات الإعلامية للتليفزيون المصرى.. ومن أجل هذه المهمة، يحتاج التليفزيون إلى دعم حقيقى، ليقوم بالأدوار المنتظرة منه، لخدمة احتياجات الداخل، بتقديم مضامين تخص القضايا المحلية، وفى مقدمتها شرح استراتيجية التنمية، 2020-2030، عبر إعداد جيد يطور المضمون المقدم، ليعبرعن المجتمعات المحلية وطموحها.. يحتاج التليفزيون المصرى لدعم أيضًا، ليمكنه مخاطبة الخارج، والتواصل الفكرى والثقافى مع الدول أو الشعوب الصديقة وأيضًا مواجهة من يمثلون لنا دولًا أو قوى معادية.. يحتاج أيضًا أن يكون عادلًا فى تقديم محتوياته، بما يناسب الخريطة السكانية فى مصر، فمن غير المعقول أن يكون نسبة الأطفال تقترب من نصف المجتمع المصرى، ولا توجد قناة موجهة ومخصصة أو برامج معدة خصيصًا لهم، وتراعى أيضًا جميع محافظات الجمهورية، بتغطية ومتابعة قوية لكل محافظة.. وتؤكد الحديدى أنه من غير المعقول أن يظل التليفزيون المصرى يعيد بث ما تم تقديمه فى القنوات المركزية فى الماضى، فعليه أن يقدم إنتاجًا جديدًا من الدراما والأغانى، فهذا أيضًا مرتبط بتحقيق التنمية المستدامة، فالإعلام به تنمية مستدامة حين يحدثنا عن الغد والمستقبل عامة، وينشر أعمالًا جديدة وعصرية.. على التليفزيون مهمة إبراز واكتشاف ورعاية المواهب المحلية، بالاعتماد على الأساليب العلمية فى إدارة المؤسسات الإعلامية، على سبيل المثال الاعتماد على العلوم الحديثة ك (Media Management)، والتجارب والبحوث وعمل الإحصائيات الدورية عن الجمهور، فضلًا عن ضرورة الربط ما بين التليفزيون المصرى والتكنولوجيا الحديثة، وأخيرًا الاستعانة بالأشخاص المدربة والمؤهلة للعمل فى التليفزيون. المستقبل للمشاركة والتخصص اختلف دور التليفزيون، تشرح د. منى: فى الماضى كان دوره إرسال الرسالة التى تستحوذ على متابعة الجمهور، أما الآن فيسعى لزيادة المحتويات المباشرة (On Air)، لإتاحة التفاعل والمشاركة بين المشاهدين والتليفزيون، على سبيل المثال الرئيس يخطب ونحن نشاهده مباشرة، ونشاهد كواليس الخطاب حتى من قبل وصول الرئيس وكذلك بعد انتهاء الخطاب. . ورغم ما اعترى القنوات المتخصصة حاليًا، ترى «الحديدى» أن المستقبل سيكون للقنوات المتخصصة، بل وتلك شديدة التخصص، والقنوات الإخبارية التى تجعل المشاهد مشاركًا فى الحدث، كما سيحدث تكامل ما بين الوسائل الإعلامية التقليدية كالتليفزيون وما بين التكنولوجيا الحديثة والإنترنت، فعلى سبيل المثال فإن كبرى القنوات تستعين من خلال عمل مواقع إلكترونية وصفحات لها على اليوتيوب والفيس بوك والتطبيقات الأخرى، لكى تستفيد من التطورات والوسائل التكنولوجية الحديثة فى نشر وتسهيل وصول الجمهور لمشاهدة القناة أو برامجها، من أى وسيلة كانت. ديكورات وهمية ومذيع افتراضى تستشرف الحديدى تليفزيون المستقبل، بأنه سيستثمر التليفزيون التكنولوجيا الحديثة فى صنع الرسوم المتحركة عبر برامج أجهزة الكمبيوتر المتعددة، مما يجعل من السهل تقديم وإعداد محتوى جيد ذي إمكانيات مرتفعة فى وقت قصير، سيسعى تليفزيون المستقبل نحو استخدام الديكورات الوهمية والفيديوهات الافتراضية، فقد يتحدث المذيع من محافظة ما دون الذهاب إليها، دون أن يشعر المشاهد بذلك إطلاقًا، لذا أصبح من الضرورى على العاملين فى التليفزيون التطوير من أنفسهم عبر الإلمام بتطورات التكنولوجيا لتحسين جودة الرسالة الإعلامية والنهوض بالتليفزيون. وتابعت «الحديدى» إذا شاهد الجمهور برنامجًا أو مسلسل ما عبر مواقع الإنترنت، فالاختلاف سيكون فى الوسيط الذى تعرض له المشاهد، لكن يبقى المحتوى تليفزيونيًا، فلا ضرر من مشاهدة المواد التليفزيونية عبر المواقع الإلكترونية فذلك لا يقلل من كثافة المشاهدة.. كلما زادت هذه الوسائل والمواقع فإنها تتيح فرصة أكبر للمحتوى التليفزيونى للانتشار والوصول للجماهير العريضة مهما اختلفت الوسيلة، فالراديو فى بداياته كان لا يمكن الاستماع إليه إلا عن طريق المذياع فى المنزل، أما الآن فأصبح بإمكان الجمهور الاستماع إلى الراديو فى السيارة أو من خلال الهواتف المحمولة أوالإنترنت وهذا لا يغير من طبيعة المحتوى الإذاعى فى شىء.