قبل ثورة يوليو بعامين، نجح طه حسين فى سنة 1950 باستصدار قرار بمجانية التعليم الثانوى، إبان توليه لوزارة المعارف، ليصبح التعليم قبل الجامعى كله مجانيًا. ومع ثورة يوليو 1952، يتولى واحد من أعضاء مجلس قيادة الثورة، وزارة المعارف فى سبتمبر 1954، وهو كمال الدين حسين المولود فى 1921 بمحافظة القليوبية، ليطبق رؤية الثورة فى التعليم، خلال السنوات الست التى قضاها فى الوزارة، فيحول اسمها من وزارة المعارف إلى التربية والتعليم، لإيمانه بأهمية التربية قبل التعليم. وقد واكب توليه لوزارة التربية والتعليم العديد من القرارات الاجتماعية لثورة يوليو، التى سعت لرفع مستوى معيشة الناس وانحازت إلى الطبقات الفقيرة التى طال حرمانها، حتى كانت السياسات الاشتراكية سنة 1961 والتى كان من نتائجها قرار مجانية التعليم الجامعى والعالى، ليصبح التعليم كله بالمجان. وسعت وزارة التربية والتعليم فى عهد كمال الدين حسين إلى توحيد عملية إعداد المعلمين عبر معاهد إعداد المعلمين وكليات التربية فحسب، وساهم فى تأسيس نقابة المعلمين واختير نقيبًا للمعلمين عام 1959. وأحدث كمال الدين حسين ثورة فعلية بإنشاء العديد من المدارس فى الأرياف والقرى وزيادة البعثات التعليمية للخارج، فضلا عن التوسع فى التعليم الصناعى. وطبق كمال الدين حسين رؤية حكومات الثورة فى التعليم، بجعل المواطنة هى الهدف الأول للتعليم، من خلال توحيد أنواع التعليم الذى كان بعضه أهليًا وبعضه أجنبيًا، وحاصر التعليم الخاص على اعتبار أن التعليم الحكومى إصبح بالمجان، ودمج التعليم الأزهرى فى جسد التعليم المصرى فى سنة 1961، ليفتح قنوات انتقال الطلاب والمعلمين بين التعليم الأزهرى والتعليم الحكومى، وتدريس المقررات الحكومية نفسها فى المعاهد الأزهرية. أراد كمال الدين حسين أن يحقق التعليم قيمة المواطنة، التى تعنى المساواة القانونية والواقعية الكاملة بين المواطنين جميعًا، وفى مختلف الحقوق والواجبات السياسية والمدنية، والمشاركة فى بناء الوطن والقيام بأعبائه، وأصبح توجه الطلاب نحو القومية والحرية توجهًا رئيسيًا. وسعى من خلال الأنشطة التعليمية إلى التأكيد على فكرة المواطنة من خلال بعث الروح الوطنية والتأكيد على البطولات المصرية فى مواجهة الغزاة على مر العصور.