كانت لقرون مركزًا للفكر والثقافة فى العالم القديم، بل كانت أعظم عواصمه، أسّسها الإسكندر الأكبر عام 333 قبل الميلاد، وكانت عاصمة لمصر فى عهود الإغريق والرومان والبيزنطيين حتى دخلها العرب فانتقلت العاصمة إلى الفسطاط عام 641 م، أثّرت بكتابها وعلمائها فى الثقافة الإنسانية من خلال مكتبة الإسكندرية التى كانت جامعة عريقة، واشتهرت بمَدرستها الفلسفية واللاهوتية، ولاتزال آثارها وأمكنتها التاريخية ومغانيها وحدائقها وبناياتها القديمة مزارًا يؤرخ لدورها الثقافى والفكرى.
فى كل حى أثر مُهم، المسرح الرومانى فى «كوم الدكة»، الذى شُيد فى القرن الرابع الميلادى، وهناك المتحف اليونانى الرومانى، ومتحف البرديات الفرعونية فى «رشدى» ومتحف كفافيس فى محطة الرمل، ومتحف الفنون الجميلة الذى تأسّس عام 1954م.
ومركز محمود سعيد، وأدهم وسيف وانلى، ومتحف الفن الحديث فى «جناكليس»، ومتحف المجوهرات المَلكية فى «زيزنيا»، ومتحف الأحياء المائية الذى تأسس 1930م.
قصورها غَنّاء، ففيها قصر المنتزه، وقصر أنطونياس فى «المنتزه»، وقصر رأس التين فى بحرى.
أمّا حدائقها فثقافة للعَين، ومتعة بصرية من لوحات الطبيعة، فهناك حدائق المنتزه، وكانت تحيط بالقصور الملكية السابقة، وحدائق أنطونياس وبها تماثيل على الطراز اليونانى، وهناك الحديقة الدولية، وحديقة النزهة.
تلك هى الإسكندرية « قطر الندى، نفثة السحابة البيضاء، مهبط الشعاع المغسول بماء السماء»- كما وصفها نجيب محفوظ.
فهى تنوُّع حضارى وثقافى على مدى تاريخها، وانفتاح على الحضارات والثقافات بموقعها الفريد على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وفى هذا الملف إطلالة على الإسكندرية مدينة الثقافة والفن، سِحر الشِّعر، وعطر الفن، وأهل البحر.
ترابها زعفران
وصفها إدوارد الخراط- أحد أبنائها المبدعين- فى روايته «ترابها زعفران» فكانت بطلته فى أكثر من رواية فى عشق المدن. ووصفها محمد جبريل فى رواياته «رباعية بحرى»، وكان كل جزء على اسم أوليائها الصالحين «أبو العباس»، و«ياقوت العرش»، و«البوصيرى»، و«على تمراز».
ووصف طبيعة الحياة فى حى بحرى الذى اختصه ليكون بطل كتاباته فى رواية «أهل البحر» و«غواية الإسكندرية»، وفى كتابه «حكاية عن جزيرة فاروس» يقول: «بحرى هو الاختيار الطبيعى، أعرف ناسه، ومساجده، وبيوته، وميادينه، وشوارعه، وأزقته، أستدعى الذاكرة فترتسم بانوراما المكان بكل أبعادها، أنا لا أستطيع أن أتصور شخصياتى إلا نادرًا فى غير تلك المنطقة التى تبدأ بسراى رأس التين، وتنتهى بنهاية شارع الميدان، عالم يفرض نفسَه فى كل ما أكتب».
أمّا إبراهيم عبدالمجيد فقد كتب «ثلاثية الإسكندرية»، رواية من ثلاثة أجزاء على مدار خمسة عشر عامًا، وهى: «لا أحد ينام فى الإسكندرية» 1996م، و«طيور العنبر» 2000م، و «الإسكندرية فى غيمة» 2012م.
وفى كتابه «ما وراء الكتابة» يصف تجربته فى الكتابة، ويتحدث عن ثلاثيته التى كانت المدينة هى البطل لا الشخصيات.
بل إن الروائى والشاعر البريطانى ( 1912 - 1990م) قد كتب أيضًا رباعيته الشهيرة عن الإسكندرية، وكان كل جزء باسم شخصية «جوستين»، و«بلتازار»، و«ماونت أويف»، و«كليا». هذه هى الإسكندرية الكوزموبوليتانية فيما يتجلى من آثارها، ومبانيها، وتأثيرها فى الكثيرين من الأدباء والشعراء والفنانين، وتلك هى المدينة لاتزال تلهم فنانيها بالكثير؛ حيث تتجلى عبقرية المكان.
سايكو سكندرى
ويقول الشاعر والروائى السكندرى أحمد فضل شبلول عن تأثره بعبقرية المكان أنه ابتكر نوعًا من المقطوعات الشعرية على غرار قصائد «الهايكو اليابانى»، وأسماها باسم «الهايكو السكندرى»، وهى إبحار فى مَحبة المكان، لها خصوصيته، وتتغنى بالبحر، وبالمدينة باعتبارها مدينة متجددة دائمًا، وأنه كتب أكثر من مائتى مقطوعة شعرية، ومنها:
«أضم أصابع كفى على حفنة موسيقى
أطلقها فى وجه الريح
يصحو بيتهوفن من رقدته
يقبض درويش على آلته
وأسير إلى كوم الدكة
مع امرأة حلوة «قامت تعجن فى الفجرية».
ويقول فى مقطوعة أخرى:
«صديقى.. شقيقى نبىّ البحار
متى سوف تأتى إلى إسكندرية
نتوق إلى لمعان العيون وراء الملاءة
نتوق إلى سور كورنيشها فى الغروب
وسحر البراءة».
وعن الحركة الأدبية يقول أحمد فضل شبلول: «هى حركة نشطة جدّا، سواء فى قصور الثقافة أو خارجها، والظاهرة الجديدة التى يمكن رصدها بزوغ جماعات أدبية وثقافية مثل جماعة «أكوا»، برعاية المبدع د. شريف عابدين ورشاد بلال وهو قاص وروائى، ود. هانى المرعشلى أستاذ الفلسفة، وهناك أيضًا ندوة «لقاء الثغر» الذى أشرف عليه، وهو نشاط شهرى يستضيف المبدعين الكبار فى جميع المجالات، ومن جميع المحافظات، ومَقرّه فى «كامب شيزار»، بالإضافة إلى نشاط قصور الثقافة، والمراكز الثقافية الأجنبية، وأنشطة متحف الفنون الجميلة، ومتحف محمود سعيد، يوميّا هناك أكثر من فاعلية ثقافية فى المدينة، تُعَبر عن نبض الحركة الأدبية فى الإسكندرية.
وهناك أيضًا قصر ثقافة الحُرية الذى تحوَّل إلى مركز الحرية للإبداع، وفى هذا القصر تعلمت فنون الأدب وفنون الخط العربى.
ولاتزال أنشطته تضم نادى القصة، ونادى المسرح، وقاعات الفنون التشكيلية.
وهناك أيضًا مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية التى أحدثت حراكًا أدبيّا ونقديّا كبيرًا؛ حيث تعد المكتبة ومنذ افتتاحها عام 2002م إطلالة العالم على الثقافة المصرية، وإطلالة مصر على ثقافة العالم من خلال الفعاليات الثقافية مثل مهرجان الشعر على مستوى البحر المتوسط، ومهرجان الشعر الإسبانى، وغيرها من فعاليات. وعن تأثير الإسكندرية فى رواياته يقول: فى روايتى «الماء العاشق» عدت إلى تاريخها القديم فهى تمثل لى المجد والفخر، فقد كانت من أهم المدن العالمية، وفى روايتى «الحجر العاشق»، وهى رواية خيال علمى استلهمت أيضًا روح الإبداع فى المدينة».
وعن أبرز شعراء الإسكندرية يقول شبلول: «من الأصوات الراسخة عبد المنعم الأنصارى، وفوزى خضر، وفهمى إبراهيم، وعبدالمنعم سالم، وصبرى أبوعلم، ومحمود عبدالصمد زكريا، وأحمد فضل شبلول».
ومن شعراء الثمانينيات: «جابر بسيونى، أحمد شاهر، على عبدالدايم، ود. كاميليا عبدالفتاح».
ومن شعراء التسعينيات فى الفصحى: «عاطف الحناوى، وأحمد حنفى»، ومن شعراء العامية: «محمد مكيوى، وزينات القليوبى، وكامل حسنى».
ومن أبرز شعراء العامية فى السبعينيات: «نجوى السيد، وآمال بسيونى، وإيمان حسن، ووفاء بغدادى».
أمّا فى فن الرواية: «إبراهيم عبدالمجيد، ومحمد جبريل، ومصطفى نصر، وسعيد سالم، وسعيد بكر، وأحمد حميدة».
الروائى مصطفى نصر يصف عشقه للمكان، وتأثيره الساحر فى كتاباته فيقول لى فى حوار معه: «نشأتُ فى حى شعبى وهو حى غربال فى محرم بك، وكتبتُ روايات كثيرة عن هذه الأحياء، منها: «الجهينى»، و«ليالى غربال»، هذا الحى كنز كبير للكتابة، وقد كان منطقة زراعية، وتحولت إلى أراضى بناء، كانت قريبة من ترعة المحمودية، رصدت عملية التكوين، معظم سكان المنطقة من مراغة فى سوهاج وكانوا قد أتوا إلى الإسكندرية قبل ثورة يوليو 1952م، نقلت روح المكان فى كتاباتى، ونشرت رواية «الهماميل» فى سلسلة روايات الهلال، والرواية تدور أحداثها فى قرية «الهماميل»، وهى قريبة من المنشية، ورصدت فيها الحركة الوطنية فى الإسكندرية ضد الإنجليز، فى فترة الحرب العالمية الثانية، وكتبت روايتى «إسكندرية 1967م» من خلال حدث حقيقى فى يوم 5يونيو، ومحاولة إسرائيل نسف السفن الحربية فى الإسكندرية فأرسلت غواصة، وستة ضفادع بشرية، فقبض على اثنين منهم، وأربعة ذهبوا للاختباء عند طبيب فى بحرى كان عميلًا للموساد اسمه «ديفيد منشى أوزر»، والأهالى تمكنوا من القبض عليهم.
وكتبت أيضًا عن يهود الإسكندرية فى رواية بعنوان «يهود الإسكندرية» استغرقت منى ثلاث سنوات.
وعن منطقة «غربال» كتبت أيضًا رواية «الجهينى»، وكانت تدور أحداثها حول أول انتخابات برلمانية فى مصر عام 1957م، وبطلها من مراغة سميته الجهينى، وقد كتب عنها جمال الغيطانى الذى شجعنى على التعمق والكتابة عن الحى الذى أحببته حى «غربال» فكتبت روايتى «ليالى غربال»، وكذلك شجعنى على ذلك الناقد د. سعيد الورقى الذى كان يحضر معنا دائمًا ندوة الاثنين بقصر ثقافة الإسكندرية، كانت تشرف على الندوة حينذاك فى أواخر الستينيات عواطف عبود، وكان يحضرها العديد من كبار النقاد والمثقفين، ومنهم د. على نور أستاذ الأدب اليونانى، وكان رئيسًا للبرامج الثقافية بإذاعة الإسكندرية، ومن المبدعين محمد حافظ رجب، ومن النقاد نبيل فرج، ود. محمد على أبو ريان، ود. محمد مصطفى هدارة، ود. محمد زكى العشماوى، وقد كان لهم تأثير كبير فى الحركة النقدية والأدبية فى الإسكندرية.
تعمقت فى حى غربال وتكوينه الاجتماعى والشعبى، كما كتبتُ عن حى بحرى فى روايتى «إسكندرية 1967م»، فهو حى ثرى بسكانه كان فيه باشوات، وفنانون، وصعاليك، وكل يوم لا بُدّ أن أذهب إلى هناك، وأزور أصدقائى هناك، وأزور المرسى أبو عباس.
وعمّا يميز الطابع الخاص للأدب فى الإسكندرية يقول مصطفى نصر: «تتميز المدينة منذ القِدَم بالانفتاح على تيارات ثقافية متعددة، فقد كان يعيش هنا جاليات كثيرة من اليونانيين والإيطاليين، وكانت الحركة الفنية والسينمائية هنا مزدهرة، ولذا كتبت رواية عن سينمات الإسكندرية، فلكل سينما قصة قبل انتشار التليفزيون، سينمات درجة ثانية وثالثة، كتبت عن سينما «الجمهورية»، وسينما «الدرادو»، وسينما «الهامبرا» بمحطة مصر، وسينما «النيل» بكرموز، وسينما «فريال» و«بارك»، و«ستراند»، و«راديو» بمحطة الرمل، وسينما «ركس» بالمنشية. وأذكر أن سينما «ريكس» كانت تَعرض فى اليوم أربعة أفلام، وتعيد العرض الأول، أمّا فى شهر رمضان فكانت تَعرض حفلتين، واحدة قبل الإفطار، وأخرى بعد الإفطار، وكانت هناك حفلة من الساعة 3 إلى الساعة 6 يوم الأربعاء للنساء فقط.
وقد أحدثت هذه السينمات حركة فنية وثقافية، وقد شاهدت الأفلام السينمائية قبل أن أتعلم القراءة والكتابة، كانت التذكرة بتسعة مليمات، وبعد ذلك دخلناها بثلاثة قروش، وكان التليفزيون ثمنه غالٍ، وكنا نتفرج عليه فى محطة الرمل، كان مَن يشترى تليفزيونًا كأنه اشترى عزبة!
وكتبتُ عن فنادق مهمة فى إسكندرية مثل «البوريفاج»، الذى لم يعد موجودًا الآن، وكان له شاطئ خاص فى منطقة لوران، وهو الفندق الذى تم فيه تصوير فيلم «الرجل الثانى»، وفيلم «أجازة غرام»، و«فيلم الزوجة 13»، وفيلم «مراتى مدير عام». وكان التعليم نفسه يكفل لنا فرصًا لتنمية التذوق الفنى، ففى سنة سادسة ابتدائى فى مَدرستى «العطارين» أرسلوا لى بالتوجه للمَدرسة لامتحان موسيقى، ولم أكن درستها، وعرفوا أن لى أذنًا موسيقية، وفى العزف طلبوا منّى أن أقلد نغمة موسيقية عُزفت على البيانو فقلدتها، ونجحت، وقضيت سنة واحدة فى سكن داخلى بالمدرسة يعلمنا مدرسون من الأجانب العزف على البيانو والكمان، بل الباليه، وكانت مدام فيكتوريا تدرب الباليه، لكننى لم أستطع ذلك لأن وزنى كان زائدًا على المطلوب فلم أحظ بحصة باليه، لكنى درست العزف الموسيقى وكانت هذه الدراسة مجانية بما فيها السكن الداخلى، وكان هذا النظام مطبقًا على مَدرستين فى الإسكندرية: مدرسة العطارين للبنين، ومدرسة نبوية موسى للبنات، وكانتا من أهم مدارسها، وكان ذلك عام 1963م، فى عهد عبدالناصر.
أمّا الشاعر د. فوزى خضر فيتحدث عن عبقرية المكان متمثلة فى البحر الذى ألهم الشعراء والروائيين السكندريين، وقد سجل د. محمد مصطفى هدارة فى كتابه «الإسكندرية فى عيون الشعراء»، ورصد هذا التأثير، البحر بحضوره الآسر، بعواصفه، وشواطئه، وثورته يضعنا فى جو أسطورى، وقد صدر الكتاب فى ثمانينيات القرن الماضى، وقد كتبت ديوانًا شعريّا بعنوان: «ولهية إلى الإسكندرية»، وهى قصائد من أوراق من مذكرات الإسكندر فتخيلته إنسانًا معاصرًا اضطر إلى السفر إلى بلاد النفط، وتحول من فارس عملاق إلى رجل قصير يعايش الواقع المرير، فيعود إلى الإسكندرية.
ومعظم دواوينى يظهر فيها تأثير البحر، ومنها ديوان «أمواج فى بحر الحروف»، و«مسافات السفر»، و«من سيرة الجواد المعاند»، و«من سيمفونية العشق».
ويتحدث عن دور قصر ثقافة الحرية فى الحياة الأدبية السكندرية، فيقول: «كان له دور كبير وكان به نادٍ للسينما، وآخر للقصة، وكذلك كان يوجد نادٍ للمسرح، ونادٍ للشعر التحقت به، وكنت أحضر وأتفاعل مع كل أنشطة نوادى الفنون الأخرى، فى نادى السينما تفرجت على أعمال مهمة، مثل: هاملت فرأيته بخمسة إخراجات مختلفة: روسى، وألمانى، ودانماركى.
وكذلك كان المركز الثقافى الروسى يقدم ندوات مهمة، وكان يشرف عليه حسين عبدربه، وقد كان مدير المركز فى ذلك الوقت، وكان محمد غنيم مدير قصر ثقافة الحرية، بينما قام د. السيد الزيات بدور ثقافى مهم من خلال ندوات الاتحاد الاشتراكى، وكان ذلك كله يدفع بالحيوية للحياة الثقافية فى الإسكندرية.
وقد حصل د. فوزى خضر على جائزة الدولة التشجيعية فى الشعر عام 1994م عن ديوانه «النيل يعبر المواسم»، وقد حصل على الدكتوراه فى رسالته عن «عناصر الإبداع الفنى فى شعر ابن زيدون» دراسة فى الأدب الأندلسى، وله برنامج شهير فى إذاعة البرنامج العام يحتوى على ثلاثة آلاف حلقة، وكان بعنوان «كتاب عربى علم العالم، وحصل على الجائزة الأولى فى التأليف الإذاعى والتمثيل والإخراج، وتناول فيه تاريخ علماء العرب الذين أسهموا فى تقدم الحضارة الإنسانية، ومنهم جابر بن حيان، وابن سينا، ومحمد بن الحسن الشيبانى صاحب كتاب «المغازى الكبير»، وطبعته جامعة الدول العربية عام 1957م، وقد تأسّست جمعية باسمه فى مدينة جوتنجن فى ألمانيا، ويلتحق بها كبار فقهاء القانون الدولى فى العالم. وقد أصدر خضر مسرحية شعرية عن «ابن سينا»، وعمل مستشارًا ثقافيّا لإقليم غرب ووسط الدلتا مشرفًا على الأنشطة فى مرسى مطروح والإسكندرية والبحيرة.
وقد تحدث عن زوجته الشاعرة السكندرية الراحلة نجوى السيد التى أصدرت 11 ديوانًا شعريّا، منها: «شهرزاد»، و«حبات الحروف»، وأصدرت مسرحية شعرية بعنوان: «هدى شعراوى»، وحصلت على جائزة الدولة التشيعية فى شعر العامية عام 2008م.