محمد عبدالمنعم كمال شاب يبلغ من العمر 19 عاماً كان القدر ساقه في هذه اللحظة ليصبح شهيداً، فعندما رأي صديقه مصاباً بالرصاص الحي ويسقط علي الأرض في منطقة حدائق القبة توجه لكي يحمله بعيداً عن الرصاص الحي فإذا برصاص القناصة يخترق بطنه، وبالفعل حمله أخيراً الأكبر مصطفي (20 سنة) والذي نزل من البيت ليبحث عن أخوه الأصغر عندما سمع بأحداث إطلاق النار عند قسم الحدائق وتحدث مصطفي مع أخيه قائلاً ألم أقل لك أن تأتي فرد عليه كنت أحمل أحد أصدقائي المصابين والرصاصة جت في بطني وفي هذه اللحظة كان واعياً هكذا تقول أخته الكبري هبة «لقد عانينا بشدة في دخول المستشفي لأنهم رفضوا في البداية استقبال حالات إصابة الرصاص الحي وبالفعل دخلنا بصعوبة ولم نكن نحن فقط ولكن كانت هناك العديد من الأسر التي لديها مصابون وجرحي برصاص حي ودخل إلي العمليات لنعرف أن الرصاصة تسببت في هتك في الطحال وفص الكبد والمرارة والمرئ وتوضح هبة أننا لم نعرف أي شيء عما جري لأخينا محمد طوال يوم الجمعة نتيجة انقطاع الاتصال إلي جاء أخي مصطفي صباح السبت وقال لنا إن محمد أصيب في حادثة بالموتوسيكل وقع علي قدميه وذهبنا إلي المستشفي أنا وإخوته ووالدته حيث إن والدي متوفي وحاولنا نقله لمستشفي القصر الفرنساوي ولكن كانت حالته حرجة وبالفعل أجريت له عملية ثانية لوقف النزيف وقبل دخوله للعمليات قال لنا كلمة واحدة (أنا مش هخرج تاني) ولم يمكث بالعمليات سوي نصف ساعة وخرج للرعاية المركزة وكانت حالته حرجة ولم تجد معه الصدمات الكهربائية وفارق الحياة. وتضيف هبة لقد اكتشفنا بعد دفن أخي أن مستشفي الدمرداش استخرجت الشهادة بأن سبب الوفاة هبوط في القلب وليس نتيجة طلق ناري وذهبنا إلي المستشفي و«عانينا الأمرين» بسبب تعنت المستشفي في استخراج الشهادة وبعد مشقة قمنا باستخراج مستند رسمي يفيد بأنه توفي نتيجة طلق ناري بالبطن والصدر أدي إلي هبوط حاد بالدورة الدموية ثم أدي إلي توقف عضلة القلب مما أدي إلي الوفاة. وتواصل هبة حديثها أن محمد كان يعمل سائقاً وفي هذا اليوم لم يعمل نتيجة المظاهرات والاضطرابات التي كانت موجودة بالشارع وقالت أخي راح ينقذ صاحبه فعاش صديقه وتوفي أخي.