«اشمعني الشباب طلع يطالب بحقه، أنا كمان عايز أطالب بحقي بطريقة سلمية» هكذا قال الشهيد مؤمن عيد حسانين عبدالمعطي لأمه قبل نزوله للمشاركة مساء في جمعة الغضب، ولكنه ذهب ولم يعد إلا شهيداً هكذا تقول والدة الشهيد، مؤمن يبلغ من العمر 22 سنة حاصل علي دبلوم تجارة ويعمل في محل ملابس، لقد قمنا بشراء الشبكة في الخامس والعشرين من شهر يناير استعداداً لخطوبته علي الفتاة التي اختارها قلبه وكان من المفترض أن يتم ذلك في السابع عشر من مارس المقبل ولكن رصاص القناصة سبقه ومات، وفي يوم الجمعة توجه مؤمن لزيارة خطيبته في أبوزعبل وكنت قلقة جداً عليه نتيجة المظاهرات والأحداث التي كنت أسمعها، حتي إن والده كان لديه (نوبتجية) في المستشفي وعندما سأل علينا للإطمئنان علي الأولاد لم أقل له أن مؤمن مازال بالخارج ولكني عدت وذكرت له أنه لم يأت بعد فرد علي (بأنه مش هايجيلك تاني) وبعد فترة عاد لي مؤمن وجلس معنا وتناولنا العشاء سوياً مع باقي إخوته الخمسة وكان مؤمن يريد أن ينزل وقال لي (اشمعني الشباب يطالب بحقه أنا كمان عايز أطالب بحقي). وبالفعل نزل مؤمن مع أخويه ياسر ووائل مع الجيران وبعدها اتصل بي أبني ياسر وقال لي إن (مؤمن انضرب بالنار) وذهبوا به إلي المستشفي الذي يعمل به والدهم وعندما وجدوه يخرج من المستشفي (قالوا له إن مؤمن انضرب بالرصاص في ظهره). وما هي إلا لحظات وتوجه الأب مسرعاً لرؤية ابنه ليسأله من الذي ضربك فرد عليه (كنا واقفين كلنا كشباب وطلعوا علينا بالرشاشات) فسأله من؟ فقال: (ضباط قسم حدائق القبة) ومات وكانت هذه آخر كلمات الشهيد مؤمن. وانهمرت دموع الأم قائلة: (لقد شعرت بالخوف وأحسست أن أحداً من أبنائي سوف يموت عندما قال لي الثلاثة (مؤمن، وائل، ياسر) إنهم يريدون أن ينزلوا الشارع وسألت نفسي من الذي سوف يموت واختار الله مؤمن. وتقول والدة الشهيد «مؤمن كان حنين فعندما كان يأخذ مرتبه كان يعطيني منه للمساهمة في البيت، ثم سكتت قليلاً وقالت لي الشباب اتظلم في الدنيا وخصوصاً الفقراء.