إيمان سعيد واحدة من الأمهات التى تهتم بالتواجد مع أولادها فى أى نشاط مدرسى يقومون به، وعندما طلبت المدرسة فى إحدى المرات ابتكار نشاط جديد يتم تنفيذه مع الأطفال، اقترحت أن يقوم كل طفل برسم شخصية من خياله تسمى «صديقك الخيالى» ليتم تنفيذها على شكل عروسة. بنات وسيدات أبدعن فى أفكارهن ونجحن فى تحقيق طموحاتهن، واجهن كثيرًا من الصعوبات والتحديات وتغلبن عليها، وكانت لديهن القدرة على الاستمرارية، ليبهرن العالم بأعمالهن اليدوية المميزة، وأثبتن أن عالم ريادة الأعمال ليس للرجال فقط، فى السطور التالية ترصد «صباح الخير» المشروعات الصغيرة والشركات الناشئة التى أسستها رائدات أعمال.
كوكيز وكاب كيك من قشر الفاكهة
شيماء أحمد، تخرجت فى كلية الزراعة قسم علوم الأغذية، جامعة القاهرة، ركزت فى مشروع تخرجها على إعادة استخدام قشر فاكهة البرتقال بعد تجفيفه ووضعه فى مخبوزات صحية، عن طريق تقليل الدقيق الأبيض واستبداله ببودر قشور الفاكهة. تقول شيماء ل«صباح الخير»: هدف مشروعى هو الاستفادة من القيمة الغذائية الموجودة بالقشرة المهدرة، فقررت فى شهر يوليو العام الماضى، أن أحول مشروع تخرجى إلى شركة صغيرة اسمها Ecobake تقدم مخبوزات صحية من بودرة قشور جميع الفواكه، دون استخدام سكر أبيض، لأن له أضرارًا على الصحة، فاستبدلته بالعسل الأبيض، حتى يناسب مرضى السكر، جميع منتجاتى خالية من المواد الحافظة، لم أغفل الأشخاص الذين يعانون الحساسية من أى نوع غذائى مثل الجلوتين أو اللاكتوز، فقدرت أصنع لهم أنواعًا مختلفة من الكيك يناسب صحتهم. شاركت شيماء فى معارض مختلفة لكى توصل فكرتها عن التغذية السليمة، «شاركت بالكاب كيك والكوكيز والبراونيز والدونتس الصحى».
شيماء واجهتها صعوبات فى التمويل وتقبل الناس لفكرتها، لكن تغلبت عليها، وتحلم أن يصل مشروعها إلى العالمية».
بالحب والبهجة حولت «آمال»هوايتها إلى بيزنس صغير
آمال فاروق دنيا، الحاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال، والماجستير فى الإدارة، والتى تعمل فى شركة استشارات إدارية ومشروعات، تحب الكروشيه منذ أن كانت طالبة تواظب على حضور حصص الاقتصاد المنزلى.
فجأة منذ ثلاث سنوات قررت أن تحول شغفها بالكروشيه إلى واقع، وأن تخصص جزءًا من وقتها فى دراسة الخيوط والألوان ومتابعة كل جديد فى أعمال الكروشيه.
تحكى آمال: بدأت أشتغل أعمال كروشيه لأهلى والمقربين منى، نصحونى إنى أطور من موهبتى، فبدأت أتابع قنوات على اليوتيوب، وأبحث عن خبرات عالمية فى صناعة الكروشيه وأعمال الهاند ميد، لاحظت أن الموضوع شدنى ومش مجرد هواية فى وقت فراغ»! تتابع: «طورت من موهبتى، بعد ما واجهت صعوبات كثيرة، أولها أنى أعلم نفسى بنفسى، ومنذ حوالى سنة بالضبط، دشنت صفحة على الفيس بوك عن منتجاتى، نالت استحسان الجميع، وحولت شغفى الفنى إلى مشروع صغير، معمول بطاقة كلها حب وألوان وبهجة حمل اسم «جولشان»، وفوجئت بطلبات كثيرة من المشغولات التى أعجبت الناس، حملت منتجاتى اسم برند مشهور، وعملاء من خارج مصر بقت تطلبه، وكل ده حفزنى على الاستمرار».
أشارت آمال إلى أكبر الصعوبات التى واجهتها، هى ثقافة المستهلك تجاه الهاند ميد، إلى جانب التسويق والتمويل، ولكن استطاعت خلال عملها بالمجال أن تعيد ثقتهم مرة أخرى فيه، لأنه عمل يحمل جهدًا وطاقة ومشاعر مميزة.
وعن أمنياتها وأحلامها اختتمت قائلة: «أتمنى إنى فى يوم أحقق حلمى وأدرس التصميم وأصبح مصممة عالمية فى مجالى ومشروعى يكبر، لأنه يمثل بلدى مصر، فهى دائمًا تتميز بأفضل الصناعات اليدوية، وأتمنى يكون فيه مكان يجمع كل المبدعين فى أعمال الهاند ميد لتناقل الخبرات».
شذى تتخصص فى هدايا الهاند ميد
شذى متولى البالغة من العمر 21 عامًا، من قاطنى محافظة الشرقية، والطالبة بكلية طب بيطرى، بدأت رسم منذ ثلاث سنين، بعدها اكتشفت موهبتها وصقلتها من خلال فيديوهات تعليمية على اليوتيوب.
وظفت «شذى» فنها فى الأعمال اليدوية من خلال مشروع صغير لتصميم الهدايا، وأنشأت جروبها الخاص لعرض وتسويق لوحاتها ومنتجاتها من علب الذكريات والكروت (المراسيل) فى محافظات كثيرة».
وعن الدعم النفسى وأمنياتها تقول: «حصلت على إعجاب ودعم المحيطين بى، خاصة والدتى، ساعدتنى إنى أطور من نفسى خلال فتره قصيرة، وأتمنى الحصول على فرصة أكبر للتطوير من ذاتى ومنتجاتى، ومشروع الجاليرى الخاص برسوماتى ومنتجاتى يكبر معايا».
بسنت تركت عملها من أجل عرائس «توت عنخ أمون»
رغم دراستها للسياسة والاقتصاد فى الجامعة الأمريكية، ودراستها العليا فى إدارة الأعمال، وعملها فى وظيفة حكومية على مدار 12 عامًا، لكنها فضلت العودة لحبها للرسم والمشغولات اليدوية والتفرغ له، فقررت «بسنت سعيد» عمل تصميم يدوى للعرائس، وبعد أكثر من محاولة وتعليم ذاتى نجحت فى إتقان عملها فى كل خطواتها بداية من اختيار الخامات والألوان وحتى التصميم.
تقول بسنت: «لم يوافقنى المحيطون بى على ترك عملى والتفرغ لتصنيع العرائس، لكن صممت على قرارى ومتأكدة هاوصل للنجاح اللى بتمناه، صقلت موهبتى واستعنت بكتب تعليمية من أمريكا وكندا، إلى جانب فيديوهات تعليمية على اليوتيوب، وبالفعل أسست شركتى الخاصة باف دولز عام 2017، ولاحظت ردود أفعال إيجابية، ووجدت الكثير من الناس مؤمنة بفكرتى فى صناعة عرائس للشخصيات الفرعونية، مما شجعنى على تأسيس ورش عمل للتدريب».
الصعوبات التى قابلت بسنت لم تكن سهلة، مثل العثور على الخامة المناسبة لتصنيع العروسة، وعدم وجود حذاء صغير مناسب لحجم العروسة، فتوجهت لمصنع أدما لاب لتصنعها خصيصًا».
وعن أحلامها المستقبلية تقول: «أنا حققت جزءًا صغيرًا من أحلامى، وبحلم إنى أنجح فى إحياء تراثنا المصرى القديم بفن العرائس اليدوية، وأنجح فى تشغيل عدد كبير من السيدات للتحسين من مستوى معيشتهن».