«الأميجرومى» فن يابانى بأيد مصرية خيوط حريرية تغزلها أنامل فتاة بموهبة فريدة فتجعلها تكشف أسرارًا كامنة بخيوط الكروشيه؛ لتصحبك إلى عالم تحول فيه تلك الخيوط لقطع فنية فى شكل عرائس ودُمى هو عالم «الأميجرومى». «لم يكن الكروشيه هواية بقدر ما كنت أعشق كل ما هو مُصنع يدويًا» هكذا بدأت حديثها سارة سنجاب 25عامًا ابنة محافظة دمياط، خريجة كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، فلم تروقها فكرة العمل بمجال دراستها، فلم تجد به ما يشبع شغفها. أحبت سارة شغل الكروشيه، فرأت أنه باستخدام بعض الخيوط وإبرة يمكنها أن تصنع شيئًا مبدعًا وعمليًا، فاستطاعت أن تضفى سحرًا خاصًا للمشغولات اليدوية، فأضافت إليها البهجة، وجعلت من بعض الخيوط الملونة عرائس باهرة الصنع. تقول سارة: قررت منذ 6سنوات أن أخوض تجربة الكروشيه وبدأت بالفعل بالتعليم الذاتى عن طريق اليوتيوب حتى أتقنته، وبدأت بصناعة كوفيات وشنط وملابس أطفال وأصبح الأمر يأخذ اتجاهًا عمليًا أكثر. لم تكتف بما تعلمته، بل حرصت على تطوير موهبتها، فأشارت إلى أنها منذ عام ونصف تعرفت على فن جديد، فلم يقتصر الكروشيه على صناعة الملابس فقط بل يوجد فن للمجسمات بالكروشيه يسمى «الأميجرومى» وهو فن يابانى الأصل، لكنه مجال متعب ويحتاج لإتقان ودقة عالية. وتابعت سارة بقولها: «لأنى بحب جدًا الألعاب والعرائس قررت أن أخوض تجربة فن «الأميجرومى» ورغم صعوبته، فهو عمل شاق ومجهد جدًا للأيدى، لكن النتيجة التى أصل إليها تمحى كل شعورى بالتعب والإجهاد». فى بادئ الأمر تعرضت سارة لانتقادات عائلية خاصة من والدتها، والتى كانت تحثها على العمل بمجال دراستها، لكن سرعان ما تقبلت الأمر بعد أن رأت الموهبة التى تمتلكها ابنتها وبشهادة الكثير، فأصبحت تساعدها فى اختيار الألوان وتفاصيل التصميم وباتت أكبر مشجع لها ولفنها. كانت صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» هى البداية لتحويل تلك الهواية لعمل فعلى فاختارت لها اسمًا يعكس هويتها وهو «بتاعة عرايس» فقد أصبحت العرائس هى كل ما يشغلها وتسعى إلى تطويرها باستمرار. أصبح صناعة الدُمى بالكروشيه هو عمل سارة ومشروعها الصغير الذى بدأت به دخولها المجال العملى فلاقت أعجاب الكثير على صفحتها على فيس بوك؛ وأخذ البعض يطلب الدُمى بمواصفات محددة، فالبعض يطلب دمية تشبه شخصية مفضلة له والبعض يطلبها تشبهه شخصيًا، فالشبه يكون فى الملابس ولون الشعر والعيون. وعن كيفية صناعة العرائس بالكورشيه، تقول سارة: استخدم خيوط الأكريليك والشعر الحرارى وأشتريه أون لاين لأنه يتم استيراده من الخارج، فالخامات التى تصنع منها العرائس غالية الثمن لذلك تكون الدُمى أسعارها مرتفعة نسبيًا فأصغر عروسة فالحجم تكلفتها ما بين200 إلى 300ج، فمن يعمل فى هذا المجال يضع نسبة ربح بسيطة لمراعاة البيئة المحيطة، لكن إذا توافرت الخامات بمصر سيكون السعر أفضل كثيرًا. «جاليرى» مخصص للألعاب بالكروشيه نُصدر منه للخارج وتكون ألعاب الأطفال بأيد وصناعة مصرية وسيعمل به أيد عاملة مهرة تتقن شغل الكروشيه ويصبح مصدر دخل للكثير، هذا هو الحلم الذى يستوطن مخيلتها وتسعى إليه متحدية كل العقبات التى تواجهها، فيصبح هو الدافع لكى تستمر فى طريقها.