انتهى الصراع على لقب سوبر الكرة المصرية لصالح الزمالك على منافسه اللدود الأهلى المتصدر لقمة الدورى المحلى، ولكن البيت الأبيض أعلن عن نفسه بمنتهى القوة وحقق ثنائية كروية لم يكن يحلم بها من قبل وجمع بين السوبر المصرى والأفريقى فى دراما كروية لم نعهدها من قبل ونادرًا ما تحدث. وفى الوقت الذى صعد فيه الزمالك إلى قمة الكرة الأفريقية أو كذلك المصرية، فإن الفرنسى «باتريس كارتيرون» ومعه جهازه الفنى ومعهم اللاعبون قد أغلقوا تمامًا صفحة السوبر المزدوج ليتفرغوا ويركزوا فيما هو قادم وهو الأهم وحتى لا يفقد لاعبو الزمالك تركيزهم ويسرفون فى الفرحة بالانتصارات الأخيرة، لاسيما أن البيت الأبيض أمامه مهمة ليست بالسهلة عندما يصطدم مرة ثانية أو يوم الجمعة القادم 82 فبراير فى مباراته الأولى للدور ربع النهائى أمام «الترجى» التونسى من خلال دورى الأبطال الأفريقى وفى مباراة قد تختلف كثيرًا عما شهدناه فى مواجهة السوبر الأفريقى الأخيرة التى فاز بها الزمالك وما يزيد المباراة سخونة نتيجة المباراة الأخيرة فيما بينهما والتى انتهت بفوز الأبيض بالثلاثة مقابل هدف واحد فى العاصمة القطرية، وهو ما يجعل الترجى أكثر حذرًا أمام الزمالك فى هذه المواجهة ويعمل لها ألف حساب وبمبدأ بأنه لا بديل عن الفوز هذه المرة ولحفظ ماء الوجه. التاريخ الأبيض يرجح كفة الزمالك ويسعى الفرنسى «كارتيرون» المدير الفنى لنادى الزمالك بعد أن توج نفسه بأغلى لقبين «سوبر مصرى وأفريقى» على حساب الأهلى والترجى أن يمنى نفسه بالزحف نحو اللقب الأفريقى الجديد ويواصل انتصاراته المدوية داخل القارة الأفريقية والجدير بالذكر هو أن الزمالك قد سبق له أن خاض أمام الترجى ثلاث مباريات فى دورى الأبطال الأفريقى بمصر ولم يخسر الزمالك على أرضه وبين جماهيره لكنه حقق الفوز فى مباراة واحدة وتعادل فى مباراتين، وفى المقابل فاز الترجى فى مباراة وحيدة فى تونس. ولذا يسعى الزمالك جاهدًا بأن يهزم الترجى كلاكيت تانى مرة وبعدد من الأهداف قد تريحه فى لقاء الحسم بتونس أو بمجموع الأهداف فى المباراتين. وقد يعيد التاريخ الكروى نفسه من جديد فليست هذه المرة الأولى التى يلتقى فيها الفريقان حيث سبق والتقيا معًا من خلال دورى الأبطال الأفريقى 6 مرات من قبل حقق الزمالك الفوز فى مباراتين بالسوبر الأخيرة وتعادل فى 3 لقاءات وفاز الترجى فى مباراة واستطاع الفريق التونسى أن يغزو شباك الزمالك 6 مرات بينما تفوق عليه الزمالك بنسبة الأهداف مؤخرًا. يمتلك الفريقان العديد من الأوراق الرابحة التى تؤكد علي صعوبة المواجهة بالنسبة للفريقين، وبصرف النظر عن المباراة الأخيرة على لقب السوبر الأفريقى.. ولكن تبقى لمباراة الذهاب فى مصر أهميتها والتى يسعى فيها الفارس الأبيض لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة حتى يتسنى له مواصلة مشواره الأفريقى حتى المحطة الأخيرة للفوز باللقب، وفى الوقت الذى يعمل فيه فريق الزمالك بتأمين نفسه واضعًا فى الاعتبار بأن لكل مباراة ظروفها الخاصة بها سواء هنا أو هناك. وبالنسبة للزمالك فإن الأمر قد يكون مختلفًا كثيرًا بالنسبة له من خلال مباريات الدورى الذى يتصدره الأهلى وبفارق واضح من النقاط بينما «الترجى» التونسى بدوره مازال على صدارة الدورى هناك وبفارق 01 نقاط عن أقرب منافسيه وهو نادى «الصفاقسى» وقبل أمتار قليلة من خط النهاية.. ورغم أن الزمالك مازال منتشيًا بانتصاراته المتوالية ويعيش أحلى فتراته لكنه مر من قبل بمراحل متقلبة فى الدورى المحلى أبعدته عن المقدمة رغم أنه يتبقى النصف الثانى كاملاً من عمر الدورى. الأهلى يقابل «صن داونز» بروح التحدى والثأر وعلى الجانب الآخر، مازال الأهلى متأثرًا من ضياع لقب السوبر أمام منافسه التقليدى الزمالك والخسارة عالقة فى الأذهان رغم تفوقهم فى مجموع شوطى المباراة واستحواذهم لكنهم أضاعوا أهدافًا بالجملة جعلتهم يخسرون فى النهاية حتى لو كان ذلك من خلال ركلات الترجيح إياها. كذلك فإن الأهلى ولاعبيه ومعهم السويسرى «رينيه فايلر» وجهازه المعاون يتذكرون جيدًا ما تعرض له الأهلى من هزيمة قاسية فى جنوب أفريقيا من قبل وبخمسة أهداف نظيفة أمام «صن دوانز» والتى كانت سببًا مباشرًا بالإطاحة به من دورى الأبطال الأفريقى فى نسخته الماضية وفى واحدة من أسوأ مباريات الأهلى أفريقيًا.. وهذا ما جعل الكل يركز فى المباراة القادمة بالقاهرة من أجل الفوز بالمباراة وإحراز أكبر عدد من الأهداف فى شباك المنافس وهذا أيضًا جعل الجميع يتكاتفون ويركزون في المباراة وعلى رأسهم «رينيه فايلر» المدير الفنى السويسري الذى أغلق تمامًا أحداث مباراة السوبر أو تداعياتها من أجل مزيد من الهدوء والتركيز. وقد يرى البعض بأن خسارة الأهلى لكأس السوبر المحلى قد تنعكس أو يلقى بظلالها فى المباراة، إلا أن مثل هذه الهواجس لم تنل من قوة وإصرار أو عزيمة لاعبى الأهلى فى المضى قدمًا نحو اللقب الأفريقى. كما أن مواجهة الأهلى «وصن داونز» سوف تأخذ طابع التحدى والثأر من هزيمته المفاجئة من قبل فى جنوب أفريقيا، وليس مهمًا أن يحقق الأهلى مجرد الفوز ولكنه لا بد أن يترجم كل الفرص إلى أهداف قد تنفعه كثيرًا فى لقاء العودة خارج الديار، خاصة أن المنافس ليس بالخصم الهين فهو يتميز بالأداء البدنى الفائق إلى جانب مهارات لاعبيه وبناء على ذلك فإن مباراة يوم السبت المقبل 92 فبراير تعتبر مسألة حياة أو موت بالنسبة للاعبى الأهلى من أجل رد الاعتبار لما حدث من قبل، إضافة إلى أن الفوز وبعدد معقول من الأهداف يجعل فرصة الأهلى هى الأقرب قبل المواجهة الثانية أو لقاء الحسم فى جنوب أفريقيا وحتى يكون ذلك بمثابة حافز قوى للاعبى الأهلى من أجل العبور إلى الدور نصف النهائى لدورى الأبطال الأفريقى. ورغم أن الأهلى قبل هذا اللقاء المرتقب فى البطولة الأفريقية خسر بطولة السوبر المحلى بركلات الترجيح أو الحظ أمام الزمالك نتيجة 4/3 غير أنه قدم أداء نال استحسان الكثيرين واستحوذ على مجريات الأداء وكان الأقرب إلى الفوز لكن لاعبيه تسابقوا فى إهدار الفرص المتاحة وبشكل غريب. ورغم ذلك فالأهلى يعتبر فى أفضل حالاته هذا الموسم بعد أن تأهل للدور ربع النهائى على حساب الهلال السودانى فى مباراة عصيبة ولكنه يسير فى خطى ثابتة نحو الهدف أو بالاحتفاظ بلقبه المفضل فى الدورى ومازال متصدرًا قمته حتى الآن ومنذ الأسبوع الأول أو البداية. ورغم ذلك يبقى دورى الأبطال الأفريقى الهدف الأكبر بالنسبة له ولجماهيره وكذلك إدارته، لاسيما أن اللقب الأفريقى لدورى الأبطال الأفريقى غائب عنه منذ 7 سنوات كاملة، حيث لم يتمكن الأهلى من الفوز به منذ هذا الوقت رغم تأهله أو وصوله من قبل للنهائى مرتين أمام الوداد المغربى والأخرى مع الترجى التونسى وخسر اللقب أمامهما فى مجموع المباراتين. ولذا، فإن الكل مصمم على التألق واستعادة اللقب الأفريقى وتحقيق الفوز التاسع له بالبطولة ومن ثم العودة من جديد للمشاركة فى مونديال العالم للأندية.. وفى الوقت ذاته، فإن السويسرى «رينيه فايلر» المدير الفنى للأهلى يعرف تمامًا أهمية تلك المواجهة الصعبة أمام «صن داونز» وقد حرص على مشاهدة عدد من المباريات للمنافس ضمن البطولة أو كذلك فى الدورى الجنوب أفريقى للوقوف على نقاط القوة أو الضعف داخل خطوط الفريق. ويعلم تمامًا بأن الكل ينتظر هذه المباراة المهمة والتى لابد من عبورها بالفوز وبعدد أو نسبة معقول من الأهداف خاصة أن المباراة المصيرية ستكون على أرض وبين جماهير الفريق المنافس. وكذلك فإن لاعبي الأهلى قد استوعبوا الدرس جيدًا أو بما حدث لهم من قبل وقد انصب تركيزهم على هذه المواجهة الثأرية. وكذلك فإن «فايلر» يعرف جيدًا بأن مسألة بقائه أو استمراره مع الأهلى قد تكون مرهونة بهذه البطولة القارية المهة وبفوزه بها أكثر منه شيئا آخر.. وحتى لو حقق الفوز بالدورى المحلى.. وعلى الجميع أن يتذكر لماذا استغنى الأهلى من قبل عن «لاسارتى» المدير الفنى الأرجوانى ومن قبله «كارتيرون» المدير الفنى الحالى للزمالك ولذا أؤكد بأن نتيجة مباراتى الأهلى مع «صن داونز» الجنوب أفريقى سوف تحدد مصير المدير الفنى السويسرى «فايلر» أو بنسبة كبيرة. وعلى هامش اللقاء فإن الأهلى قد التقى من قبل مع «صن داونز» الأفريقى فى 6 مباريات من قبل فى دورى الأبطال الأفريقى وكان الفوز من نصيب الأهلى فى ثلاث مواجهات بينما انتهت مباراتان بالتعادل وحقق «صن داونز» الفوز على الأهلى بالخمسة فى واحدة من كبرى المفاجآت الموسم الماضى، وهى ما سوف تلقى بظلالها فى مباراة السبت القادم.