أول وآخر مرة تخرج فيها للإحتجاج، لم تكن أيقونة ميدان التحرير ذات انتماءات سياسية.. ولا كانت ناشطة بأى جمعية أو جماعة. فلم تكن سالى زهران تؤمن بأية أحزاب.. فقط حزب مصر، قبل أن تدفع حياتها ثمنا لمن أرادوا إثناءها عن المشاركة فى حزب مصر.. بحب مصر. خرجت أيقونة التحرير لأول مرة دعما للثورة يوم جمعة الغضب.. خاف أصدقاؤها.. على جسدها النحيل.. ففى تلك الأيام كان كل شىء مباحا.. الضرب مباح.. والتهديد مباح.. لكن أحدا لم يكن يدرى أن الرصاص الحى مباح.. ولا أن القتل كان أيضا مباحا. تربت سالي فى القاهرة قبل انتقالها للإقامة مع أسرتها بسوهاج.. وهناك التحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية.. فتعلمت الإنجليزية.. وأتقنتها كما أتقنت حب بلادها.. وماتت من أجل حب بلادها. بلا جريرة قتلوا أيقونة التحرير.. بلا سبب بقروا بطنها واسالوا دمائها.. ضربوها بالعصى على رأسها الصغير، فأوقفوا نشاطها على «الكى بورد» مطالبة بحياة كريمة للمصريين. لم تكن سالى ناشطة سياسية ككثيرين أحبوا بلادهم.. وإذا كانت سالى أدمنت حب بلادها بضغطات «الكى بورد».. فقد غنت على نغمات مصرية بانضمامها لمشروع كورال الشكاوى.. حيث عبر شباب كثيرون عن رغباتهم فى إنهاء الفساد.. وتدعيم الخدمات واحترام البسطاء.. فللبسطاء عند سالى معنى.. وللحلم لدى سالى كان هناك مكان.. لكنهم قتلوها وقتلوا الحلم.. كانت الأحلام.. تقتل هناك!؟