الكاتبة لميس جابر هى زوجة الفنان يحيى الفخرانى كانا زميلين بكلية الطب على مدار 6سنوات كاملة، ولم يفترقا منذ بداية تعرفهما بالجامعة،.. 48 سنة بالتمام والكمال عاشتها الكاتبة لميس جابر فى منزله كزوجة وأنجبت ابنيه شادى وطارق وأصبحت جدة لكُلاً من « سلمى وآدم ويحيى ولميس» والطريف أن أبناء وزوجات وأحفاد « يحيى الفخرانى ولميس جابر» يعيشون فى منزل واحد. أسرة مترابطة لم يكن اختلاف الديانة بين الكاتبة لميس جابر ويحيى الفخرانى سببًا فى أى أزمة، ولم يعكر صفو حياتهما الزوجية غيرة أو أنانية، نجاح حياتها الزوجية جاء على خلفية امتلاكها الحكمة والثقافة والذكاء وقبلها الإرادة، وتكمن كلمة السر فى التكوين الفكرى والثقافى للكاتبة لميس جابر فى والدها. • عن نظرة لميس ومفهومها للحب والزواج.. قالت: شباب هذه الأيام يعتبر الزواج « تجربة» كأنهم هايطلعوا رحلة ترفيهية، «التجربة» بالنسبة لهم ليست بقيمة مسئولية الزواج، «الحُب» شيء لطيف لكن لابد أن تكون نهايته «زواج ناجح»، وهذا فى حد ذاته «مسئولية» وفى رأيى أن «المرأة» هى السبب الأول والأخير فى نجاح أو فشل الزواج، لأنها هى الأكثر صبرًا وتحملاً فهى بمثابة « الخيمة» اللى مضللة على حياتها الزوجية، وإذا كان الزواج «كقيمة» بهيافة فكر الأجيال الجديدة لابد له من الفشل وسيتبعة تدهور شديد فى مفهوم « العائلة». اكتشفت أن «الزواج» لابد أن يكون «لوجه الله» بدون أغراض، ممكن جدًا تلاقى شخص جيد جدًا لكن اختياره لشريكة حياته سيئ جدًا لأنه أعتمد على مواصفات شكلية يريدها فى شريكة حياته ولم ينتبه للأشياء الأهم التى تجعله يعيش معها عمره كله، ونفس الشيء ينطبق على الفتاة التى تُسيئ الاختيار، المواصفات الشكلية لا تقيم حياة زوجية سليمة، الوسامة والجمال لن تدوم والمناصب والثراء غير مضمون استمراره. • تدهور العلاقة الإنسانية فى زيجات الجيل الجديد أصبحت واضحة بطريقة تدعو للتعجب. عن ذلك قالت الكاتبة لميس جابر: كنا زمان نقول على الزواج التقليدى أو زواج الصالونات وما شابه ما هو إلا «بيعة وشروة» وكنا رافضين الزواج بهذه الطريقة، للأسف هذا الفكر القديم تم إحياؤه فى زيجات الجيل الجديد، بنات هذا الجيل يفكرون فى ثمن الشبكة والمؤخر وهل خطط السفر للخارج كأجازة ترفيهية موجودة فى خطط العريس أم لا ؟! وطبعًا هذه الأشياء وراءها «أُم وأب» يدعمان فكرة «حلاوة أبنتهم العريس هاياخدها بكام»، للأسف هذه المُغالاة فى الطلبات تعجز أى شاب وتحول بينه وبين الزواج المضبوط. بالمناسبة أنا لم أكتب مؤخر فى قسيمة الزواج ولم أطلب شبكة ليس من المنطقى أرغم الزوج على الحياة الزوجية لمجرد أنه عاجز عن دفع «المؤخر»، أنا مُقتنعة تمامًا أن الإصرار على نجاح الحياة الزوجية يرجع أولاً وأخيرًا «للمرأة» رغم قلة «الفلوس واللبس والفُسح والشوبنج»، إذا كان لديها الإصرار على النجاح ستفعل.. الحمد لله عُمر زوجى ما اشتغل من أجل الفلوس مهما كانت مُتطلبات الحياة، كان لدينا القدرة على تأجيلها بمنتهى البساطة، أنا ممكن أجلس فى البيت شهرًا بدون خروج وبا أبقى سعيدة لكن الرجل تركيبته مُختلفة يحب الالتقاء بأصدقائة فى الأماكن العامة. • تربية الأبناء فى الصغر تؤهلهم لإقامة حياتهم الزوجية عن ذلك قالت: عودت أبنائي شادى وطارق منذ بلوغهما عمر 12 عامًا مشاركتى فى تحمل المسئولية بالمنزل، ولم يكن فى ذهنى نهائى أنهما سيرتبطان بزوجتين لهما حياتهما العملية، وعندما ارتبطا بزوجاتيهما كان شيئًا طبيعيًا مشاركتهما المسئولية مع زوجاتهما، مثلاً شادى عندما رُزق بطفل «يحيى» كان يتولى مهمة نظافته «استحمامه وتغيير البامبرز» وخلافه. هناك نقطة مهمة كُنت حريصة عليها أيضاً مع أبنائى انعكست على تعاملاتهم فى الحياة حالياً، أنا مُقتنعة تمامًا بمبدأ «البيت لا بد أن يكون له رُبان واحد»، «يحيى» زوجى كان يرى أبنائه يوم الجمعة فقط لا غير، بالتالى أنا التى كنت أتعامل معاهم، لذلك حرصت على إبراز «السلطة الأبوية» فى كل موقف، فإذا كان لديهم نية لعمل شىء لن يرضينى كُنت أقول لهم «بابا مش موافق» ورأى أبوك هو الكلمة الأولى والأخيرة فى البيت، كُنت أعى تمامًا أهمية حضور السلطة الأبوية حتى فى غياب الأب لأن هذا سينعكس بالتبعية على احترام الطفل مُستقبلاً لأى سلطة خارج منزله سواء مدرس أو ناظرمدرسة أو عسكرى. وتضيف:جيل الستينيات كان كله مُتمرد وحريص على المظاهرات، لكن هذا الجيل داخل البيت يكن كل الاحترام والتقدير لوالدية على خلفية استيعابة الكامل لقيمة «الأب». • «الغيرة» قد تدمر الحياة الزوجية ماذا كان مساحتها فى حياتك خاصة أنك زوجة لمُمثل له جماهيرية لا يستهان بها؟ لا أذكر إطلاقاً مواقف جعلتنى أشعر بالغيرة لأننى دخلت «المطبخ الفنى» مع يحيى مُبكرًا دائمًا معه أثناء تصوير أعماله أو أثناء قيامه بالبروفات، لذلك عرفت الحياة الفنية على حقيقتها، الغيرة فيها نوع من التفاهة وعادةً الرجل الغيور إما «دلوع» وحاسس بنفسه أو راجل شكاك، والأخير ما ينفعش لإنجاح زواج، أيضًا الراجل قد يفضل إنهاء الحياة الزوجية بسبب غيرة زوجته الناتجة عن دلع أسرتها لها. • إذا أردنا تقديم نصيحة للشباب المُقبل على الزواج ماذا تقولين له؟ أولاً: عدم الإقدام على الزواج كنوع من التجربة الجديدة، لأن مصيرها هايكون «الفشل» لابد من توافر إرادة لنجاح الزواج، وإذا أرادت المرأة النجاح ستعرف جيدًا كيف تفعل ذلك. ثانياً: الاختيار الصادق لشريك العمر ويكون تركيز الطرفان على الأشياء الدائمة التى تقوي العلاقة الإنسانية بينهما وليس على المظاهر الزائلة. ثالثاً: على شريكة الحياة زرع كيان محترم للأب فى أولادهما. رابعاَ: القدرة على تحمل تقلبات الظروف المعيشية اليوم زوجها يكسب كثيرًا، غدًا أقل عليها العيش تحت أى ظرف.