بدأت الحرب بصورة مبكرة والإعداد لها من الآن على منصب الكرسى الأول للجبلاية والتجهيز للانتخابات القادمة التى ازدادت حدتها أو وتيرتها قبل الآوان، لكن ما يحدث مجرد مسألة جس نبض فى محاولة للبحث عن الذات أو كل راغب أو حالم فى مقعد الرئيس القادم للجبلاية ولكل طرقه الخاصة به التى يستخدمها، سواء كان ذلك فى إطار الطرق المشروعة أو غيرها من الطرق الأخرى من أجل التربع على عرش الجبلاية «اتحاد الكرة» خاصة أن المعركة حطت بأوزارها فى صورة مشتعلة أو قبل الهنا بسنة كما يقولون، فالباقى من الزمن قبل لا يتجاوز ال150 يومًا ولكن الذين يحلمون بالكرسى يعدون أنفسهم من الآن فصاعدًا. ودون شك، المنافسة على رئاسة الجبلاية ستكون حامية الوطيس وقد تحمل الكثير من المفاجآت ومن ثم يطلقون عليها أم المعارك أو نمبر وان لا سيما أن المهندس هانى أبوريدة مازال متمسكًا بمنصبه الذى كان يشغله من قبل لكنه استقال أو أقيل عقب انتكاسة المنتخب الوطنى فى نهائيات الأمم الأفريقية التى أقيمت داخل الديار المصرية 9102 ، فالمهندس أبو ريدة يرى أنه الأحق بالمقعد الرئاسى مرة أخرى وبما يشغله فى مناصب حيوية أو حساسة فى مجال اللعبة عالميًا وقاريًا وبدأ بالفعل يستعيد الكثير من توازنه عقب الإخفاق الأخير للمنتخب الوطنى 9102 وما تبع ذلك من تداعيات أضرت كثيرًا بالجبلاية، فأبوريدة يتمتع بعمق علاقاته مع الكبار واتصالاته المستمرة مع الأطراف المؤثرة فى العملية الانتخابية أو الأعضاء للجمعية العمومية لاتحاد الكرة، إلى جانب سمعته الطيبة وعلاقاته المتميزة من خلال «الفيفا» أو الاتحاد الدولى لكرة القدم، وكل هذه المقومات تصب فى صالحه، خاصة أنه على الجانب الآخر لم يتوقف الأمر لمجرد التصريحات أو النية فى خوض انتخابات الجبلاية وعلى مقعد الرئاسة تحديدًا وظهرت أطراف أخرى فى هذا السباق المحموم من أجل التربع على كرسى الجبلاية من جديد، كما أن أبو ريدة لا توجد عنده أى موانع قد تعوقه عن الترشح حتى لو كان قد تقدم من قبل باستقالته أو اضطر لذلك ومعه مجلس إدارته بالكامل عقب فضيحة المنتخب فى الأمم الأفريقية الأخيرة وخروجه أيضًا من نهائيات مونديال العالم الذى أقيم بروسيا 8102 بثلاث هزائم أخرى وفضائح أخرى من العيار الثقيل أو عدم الانضباط فى معسكر المنتخب فى المونديال وهو ما أضر بسمعتنا كثيرًا ولم يحقق الاتحاد السابق أى جديد ومع ذلك مازال التمسك بالمنصب هو الشعار السائد حاليًا. ولاتزال بالونات الاختبار فى مهدها وعلى وتيرة واحدة فى رحلة لجس النبض مبكرًا ولكل حالم بمنصب فى الجبلاية. وعلى الجانب الآخر، يستعد الآخرون ومنهم تحديدًا «أحمد شوبير» نائب رئيس الجبلاية الأسبق والمستقيل، فى الغمز أو كذلك التلميح بأن من حقه أن يقود الجبلاية خلال الفترة المقبلة وأنه الأحق بالجبلاية من منطلق ما يملكه من مقومات تجعله قادرًا على التطوير والنهوض إلى الأمام لمستقبل أفضل للكرة المصرية. ولذا لم يُخف من خلال برنامجه نيته عن خوض انتخابات رئاسة الاتحاد القادمة وبصرف النظر عما يكون منافسوه وأعلن عن عزمه لخوض غمار المنافسة على مقعد رئيس الجبلاية وحتى لو كان منافسه الأوحد هو «هانى أبوريدة»، فالطموح بالتوفيق أو النجاح من حق أى إنسان واستغل فى ذلك هجومه الذى لا يتوقف على رجال الجبلاية المستقيلين رغم كونه أحدهم إلا أنه أعلن إبراء ذمته فيما حدث للمنتخب قبل الرحيل وانقلب عليهم واحد تلو الآخر. ورغم ذلك سوف تشهد الساحة الكروية المزيد من المشاحنات بعد أن انكشفت النوايا وهى تحمل شعار «أكون أو لا أكون» وفى جعبتها الكثير وكواليس تجرى من خلف الستار ولكل راغب فى الترشح نهجه أو أساليبه الخاصة به والزج بكل الملفات حتى لو تطلب الأمر فضح كل مستور وفى محاولات للعمل على شق الصفوف أو القوائم والعمل الدءوب لكسب أصوات الجمعية العمومية وبشتى الطرق فى الوقت الذى يمكن أن تلعب فيه العلاقات وأواصر الصداقة دورًا مهمًا أو مؤثرًا فى ترجيح كفة مرشح على آخر أضف إليه التربيطات إياها والعمل على اختراق أو شق الصفوف داخل الجمعية العمومية ذاتها ممثلة فى الأندية صاحبة الحق فى الاختيار لرجال الجبلاية خلال السنوات المقبلة إلى جانب محاولات اللعب على وتر العواطف وشراء الخواطر ورد الجميل بعد الوصول إلى المقعد. وكم يكون خطيرًا جدًا أن تكون مثل هذه الأساليب الرخيصة هى الطريق إلى الجبلاية أو الفيصل فى تحديد المصير أو الطرف الفائز على كرسى الجبلاية، حتى لو وصل الأمر إلى الخوض فى الأعراض أو حتى الذمم، ولا ننسى دومًا بأن الكثيرين يطلقون على أى انتخابات بأنها بمثابة «اللعبة القذرة» بما تتضمن من أساليب ملتوية أو طرق غير أخلاقية وهو السلاح الذى يستخدمه بعض الخصوم ضد منافسيهم. فالانتخابات قد لا تفرز الأحسن فى بعض الأحيان، لكن لا بد أن يحترم الجميع رأى أصحاب الحق الشرعى فى الاختيار، وعن نفسى أتمنى أن يكون الفائز دائمًا هو الذى يستحق بالفعل تلك الثقة عن جدارة وليس العكس. كما أن رجل المرحلة القادمة حتمًا أو لا بد أن يكون لديه الكثير من الخطط البناءة والنهوض بالكرة المصرية وليس العكس. ورغم ذلك قد تكون الرغبة فى الترشح مجرد حدث عارض قد يتمسك به صاحبه أو يتنازل عنه وهذا ما يردده البعض عن «شوبير» منافس «أبوريدة» المقترحين وقد تعلمنا من التجارب السابقة أو الدروس بأن كل شيء قابل للتغيير بين لحظة أو أخرى و«شوبير» يرى نفسه بعيدًا عما حدث للمنتخب أو برئيًا منه بسبب قصر الفترة الزمنية التى قضاها داخل الجبلاية أو كنائب للرئيس السابق أبوريدة. ورغم ذلك تظل صورة «هانى أبوريدة» هى الأبرز أو التى تكون مفضلة من جانب أعضاء الجمعية العمومية، خاصة أن الكثير منهم يدينون له بالولاء ومن ثم الثقة فى اختياره من جديد رئيسًا للجبلاية. رغم وجود مؤشرات تدلل بأن لعبة المناورات فى خوض انتخابات الجبلاية المقبلة لن تنحصر بين أبو ريدة أو شوبير إنما هناك أطراف أخرى سوف يتم الدفع بها خلال هذا الصراع الرئاسى تحديدًا ومنهم على سبيل المثال لا الحصر رجل الأعمال الناجح ورئيس الأهلى السابق «محمود طاهر» الذى لم ينف رغبته فى هذا الأمر أو كذلك المهندس خالد عبدالعزيز والبقية تأتى.