كان سؤال ريم طالبة الفلسفة مفاجأة لم يتوقعها الأستاذ، إذ تساءلت ريم ذات العشرين ربيعا: هل حاجة الإنسان للجنس كحاجة الطعام والشراب وإذا كان كذلك، فلماذا نهمس به؟ تعالت ضحكات الأولاد والبنات وبعضهم أخفي وجهه خجلا بينما صاح الآخرون مؤيدين سؤال زميلتهم ريم. ولكن الأستاذ قرر الإجابة ليحسم الأمر وقال: حين نتكلم عن الجنس، نتناوله من جانبه النبيل وهو أن الجنس سبب في وجودنا جميعا. وحاجتنا له مثل حاجتنا للطعام والشراب مبررات لوجودنا أحياء أما فكرة الهمس بالجنس فغير واردة إذا كنا نؤصل الأشياء ونتكلم عن ماهيتها كطلاب فلسفة. الهمس بالجنس معناه أننا نريده بشكل غير نبيل مثل القطط والكلاب وحتي هذا الجنس العلني لصالح الحيوان. ومن الممكن القول أن الوجود البشري كله ثمرة جنس. هدأت المحاضرة، ورمقت ريم أستاذها بنظرة إعجاب فقد كانت مسحورة به وبلعت إهاناته السابقة وتريد أن تعود إلي جلساته التي تصفها بأنها «ترد الروح» وتجعلها «بني آدم» لها شعور وتملك أن تسأل وتتساءل! -- بعد المحاضرة ذهبت ريم إلي غرفة الدكتور وطلبت الإذن بالدخول وجلست أمامه صامتة، طال الصمت. الأستاذ لا يريد أن يفتح المواضيع وريم تريد - بخبث - أن يبدأ هو بالحديث. وبذكائها الأنثوي فكت خصلات شعرها وانسدلت فوق كتفيها وحينئذ تكلم الأستاذ: وبعدين في شقاوتك؟ ردت ريم: أنا بحب اتشاقي عليك وافتكر عمري وشبابي لايقين علي شقاوتي والا عاوزني ألبس نضارة كعب كوباية وألبس خيمة أكفن بها نفسي بدري؟! قال الأستاذ وهو مبهور بشخصيتها وهي مأخوذة بسحره: مكنتش عارف إن دماغك متسائلة وعندها جرأة السؤال. قالت ريم: من غير أسئلة، نفضل في العتمة رد الأستاذ: أسئلتك يا ريما فيها شك حركت خصلات شعرها بدلال عندما نطق اسمها ريما وقالت: حضرتك علمتنا إن الشك جسر لليقين - كان الأستاذ سعيدا بالحوار وتذكر أن زوجته لم تفرحه يوما بأي نقاش يعطيه الفرصة للكلام والتعقيب، فالبيت هو المكان الوحيد الذي لا يعترف به وسأل نفسه همسا: هل مؤسسة الزواج تقتل المشاعر وتطحنها بالروتين والملل؟ - بدأ الأستاذ يشعر أن أنوثة ريم تحرك مشاعره نحوها وعقلها المتسائل. مشاعر الحب لريم تكاد تفضحه. بريق عينيه! وللحكاية بقية..