بالفعل والعمل أو القول توتة.. توتة خلصت حدوتة أطول دورى فى تاريخ الكرة المصرية بعد أن اعتلى فرسان الأهلى الصدارة وأعلنوها مدوية بأنه لا تراجع أو استسلام أمام كل الصعوبات.. فالأهلى البطل لم يكن حدوتة بمعنى الكلمة بل مرادف لها، أو ذلك الشيء الذى كان بمثابة الوهم أو أحلام اليقظة كما ظن الآخرون ذلك، لكنها الحقيقة العارية التى تشبه إلى حد كبير حكايات أو قصص ألف ليلة وليلة، فغالبًا ما يكون البطل حتى النهاية بشخصيته التى لا تقارن أو يضاهيها أحد وينافسه فى ذلك الأمر. لقد توج الأهلى رسميًا بطلاً للدورى المصرى لموسم 2018/2019 وليحتفظ بلقبه المفضل حتى النهاية وللعام الرابع على التوالى ليضرب الرقم القياسى فى عدد مرات الفوز بدرعه المفضل وليضع فى دواليبه اللقب رقم 41 فى تاريخه الكروى، وفى المقابل أقرب الأندية إليه منافسه التقليدى الزمالك الذى لم يحصل على سوى 12 بطولة فقط وهذا هو الفارق. ذلك اللقب الذى خرج عن مساره المعتاد فى كل شيء هذا العام أو كأنه فى مهب الريح بعد أن كثرت المنازعات وازدادت المشاكل بالتهديد والوعيد وتوالت التأجيلات بما جعل الدورى الأعجب على مستوى العالم والذى امتد قرابة العام أو أكثر قليلاً من الأيام. كزسى فى الكلوب ورغم الفرحة الكبرى للأهلى وجماهيره العريقة فى كل مكان باحتفاظه بلقبه المفضل فإن مباراة القمة التى أقيمت يوم الأحد الماضى لم تكن هى الفيصل فى التتويج لكنها مباراة ذات طابع خاص أو بطولة قائمة بذاتها والتى لم نلحق بنتيجتها لظروف الطبع رغم كونها مباراة مجرد تحصيل حاصل بلغة الأرقام بعد أن حسم الأهلى البطولة قبل انتهائها رسميًا خلال المحطة الختامية للدورى، وأنا على ثقة بأن لاعبى الأهلى يضعون فى الاعتبار بأن فرحتهم لن تكتمل إلا بالفوز على الزمالك وبالنسبة للأخير فإن الأمر بالنسبة له مختلف بعد أن فقد البطولة بفعل فاعل من عندهم ويريدون بدورهم أن يبرهنوا عن أنفسهم ويهزمون غريمهم التقليدى الأهلى ليفسدوا فرحته ورغم ذلك الأهلى فى قرارة نفسه يريده احتفالاً كاملاً وما عدا ذلك مرفوض والفوز يؤكد أحقيتهم أو جدارتهم باللقب وفى المقابل أيضًا الزمالك ليس عنده ما يبكى عليه بعد أن ضاع الدورى ومن هنا تأتى حدة اللقاء الذى لم نلحق به لظروف الطبع. بطل حتى النهاية يستحق مجلس إدارة النادى الأهلى برئاسة الكابتن محمود الخطيب والجهاز الفنى بقيادة الأرجوانى «لاسارتى» وكذلك اللاعبون وسائر الأجهزة الإدارية والطبية أن نرفع لهم جميعًا القبعة، بعد أن تحدوا كل ما هو صعب وانتصروا فى النهاية بمزيد من الجهد والعرق والتخطيط الجيد، وعلينا أن نتذكر جيدًا أن الأهلى البطل كان ضمن الفرق المتأخرة فى الترتيب لجدول الدورى بسبب كثرة التوقف وكذلك التأجيلات لمشاركاته فى البطولتين العربية والأفريقية، إلا أن شخصية البطل لم تفارقه ولو مجرد لحظة واحدة وقبل كل التحديات وبروح قتالية كما نعهدها لتعويض فارق النقاط الأكبر نسبيًا ومن ثم العودة من جديد أو «الريمونتادا» لمكانه أو موقعه المفضل على القمة وبمزيد من الجهد والعرق والكفاح طوال الموسم الطويل جدًا!! انقلاب مسيرة الدوري ولمن يفهمون هل يصدقون أن فريق الأهلى خلال شهر يناير الماضى 2019، أى عند منتصف عمر البطولة أو مشوارها كان قابعًا فى مركز متأخر وبرصيد متدنٍ من النقاط 27 نقطة فقط وفى المقابل الفريق المتصدر وهو الزمالك فى جعبته 41 نقطة وهو فارق ليس بالقليل ولكن الأهلى كعادته يكشر عن أنيابه ويعبر عن شخصيته ومكانته بكل قوة حتى يعود لموقعه المفضل، خاصة أنه كان يعانى منذ البداية بمسلسل الإصابات المتوالية للاعبيه الأساسيين بسبب تلاحم المواسم المحلية والمشاركات الخارجية. والأهلى كما يعرف الجميع لا يتوقف غروره دومًا إلا بالبطولة ويرفض تمامًا لقب «الوصيف» أو المركز الثانى الذى أصبح المكان المفضل لمنافسه التقليدى الزمالك. وفى الوقت ذاته يعمل فى صمت ولا يتكلم كثيرًا أو ينساق إلى مسلسل الدوامات أو المشاكل والأزمات لكنه يعمل فى هدوء ودون ضجيج ويؤدى بروح الفريق وشخصية البطل وفى إطار نظرية الكل فى واحد وتلك العوامل التى يفتقدها الكثير من الأندية بما فيها الزمالك وحتى فريق «براميدز» المدعم بالنجوم على كل لون وبأعلى الأسعار لم يصمد طويلاً وتراجع عن المقدمة رغم فوزه على الأهلى مرتين، فإنه افتقد شخصية البطل. يقولون بأن الأسماء أو كذلك الشخصيات إلى زوال أما الأهلى فسيظل دائمًا هو الأهلى صرحًا عملاقًا لا يزول بأخلاقياته ومبادئه. الدورى يا بيه.. ولمن يضحك! «سيد عبدالحفيظ» أحد فرسان إدارة الفريق الأحمر ومدير الكرة بالأهلى هو بحق أحد الرجال الذين صنعوا النصر والاستقرار داخل صفوف الفريق الأهلاوى وكان مشاركًا وبقوة فى الإنجاز الذى تحقق حتى لو كان ذلك من خارج الخطوط، لكنه كان ضابط الإيقاع وقائد الانضباط لفريقه الأهلى وهى إحدى سمات القلعة الحمراء قالها متأثرًا وبالفم المليان العبرة دائمًا ما تكون فى النهاية فالذى يضحك أخيرًا يضحك كثيرًا، والأهلى سيبقى بشخصيته القوية وكرامته ووطنيته وكذلك رجاله وأبطاله. وأضاف بأنه لم يفقد الثقة يومًا ما بفريقه حتى فى أحلك الظروف ودائمًا ما نكون فى مسألة تحد مع النفس.. ولذا نحن نستحق التتويج بالبطولة فى عامها الرابع على التوالى، حيث إننا أصحاب النفس الطويل والخبرات العريضة فى التعامل مع كل المواقف كى نتأهل لما نريده أو نهدف إليه، وعليكم أن تحكموا بالعدل فقد كان فريق الأهلى يحتل ترتيبًا لا يليق به بالمرة لسبب أو لآخر وكان رصيده 27 من النقاط فى منتصف الدورى بينما المتصدر وهو الزمالك رصيده 41 نقطة ويومها أعلنت بأن فريقى سيفوز بالدورى وساعتها علق البعض بأننى أحلم أو فى غيبة من الزمن، وبفضل شخصية الأهلى استطعنا تقليص الفارق من النقاط حتى الوصول إلى القمة بعد 6 شهور فقط لنتربع على المقدمة حيت الفوز باللقب المستحق لنا فى نهاية المطاف. واستطرد عبدالحفيظ قائلاً: طالبت من قبل المزيد من الصبر وعدم الاستعجال أو استباق الأحداث حتى وصلنا إلى الهدف بالتتويج وعندها فرحنا كثيرًا ورسمنا السعادة على وجوه كل جماهير الأهلى العظيمة. كلمة السر مع الشياطين وهذا الدورى ذو نكهة فريدة أو مذاق خاص بسبب ما مر به من أحداث وتداعيات لم تحدث من قبل، وفى الوقت نفسه تعاملنا بهدوء وفى صمت وبأسلوب العقل كى يعود الأهلى إلى مكانه الطبيعى على القمة وحتى النهاية، ويبقى أن تعرفوا إلى أى درجة وصلت حالات التهكم والسخرية من الأهلى من خلال التعليقات ووسائل الميديا المعروفة بأن الأهلى فى طريقه إلى المنطقة الدافئة لأنه بردان شوية وقد أفلت بأعجوبة من شبح الهبوط؟! ولا تعليق.. واعترف أيضًا «سيد عبدالحفيظ» بأن الدورى المنتهى لم يكن الأصعب فقط لكنه كان الأقوى بل أهم دورى يفوز به فريقه طوال تاريخ الدورى، واخترت كلمة «ألذ» بالنسبة لنا بعد أن تحملنا الكثير وصبرنا ضد التجاوزات نحونا ورغم ذلك حصلنا على الدورى يا بيه عن جدارة واستحقاق متفوقين على كل الفرق. أيضًا أتوجه بكل الشكر والتقدير لجماهير الأهلى التى تحملت معنا الكثير ولم تهاجم فريقها عقب أزمة مباراة صن دوانز بطل جنوب أفريقيا والخسارة بالخمسة لأول مرة وهنا أقول لهم افتخروا بناديكم ولأن ثقتكم به لم تتأثر أو تتراجع يومًا ما. مسامح كل الذين أساءوا نحوي وقال عبدالحفيظ نحترم كل الأندية الصغير منها قبل الكبير ونقدرها جميعًا لأن هذه سمات الصرح الكبير المسمى بالأهلى.. ونحن بدورنا نكن كل تقدير لنادى الزمالك وعن نفسى مسامح كل الناس، أما الذين تهكموا على الأهلى ووجهوا له الإساءات فليس من حقى أن أسامحهم أبدًا. أخيرًا.. أتمنى أن يكون الموسم الجديد مختلفًا فى كل شيء وفى ظل وجود جدول للمباريات معروف مسبقًا للجميع ومحدد من الألف حتى الياء حتى تستقر الأمور ولا يتكرر ما حدث خلال أطول دورى فى تاريخ الكرة المصرية. الأرجوانى «لاسارتى»: قبلت المهمة.. وقلبنا الأوضاع! أما المدير الفنى للأهلى «مارتن لاسارتى» والذى تدور بشأنه حالة من الجدل أو النقاش بشأن مستقبله مع النادى الأهلى بأنه تسلم مهمة القيادة ولم يكن فريقه متقدمًا فى الترتيب ويومها توقعت الكثير من الصعوبات ومنذ رحلة البداية لتولى المسئولية فقد كان الفريق فى مركز متأخر مقارنة للمتصدر وهو الزمالك، وكان ضمن المطالب أن أحقق الفوز بالدورى ولم أتوقف عند هذا الأمر كثيرًا، وقبلت المهمة، وأنا أعمل فى صمت واستطعنا بعدها أن نقلب الأوضاع لصالحنا. وأنا أشكر كل لاعبى الأهلى الذين شاركوا أو الذين لم يشاركوا بعد أن حققنا بطولة صعبة للغاية ومن خلال دورى لم أر له مثيلاً!! وفيه لم أكن أعلم ماذا يكون فى الغد وكان لابد أن ننهى كل شيء لصالحنا وقد كان ونفكر من الآن فيما هو قادم. وعن استمراره مع الأهلى من عدمه، أكد أنه مازال مرتبطًا بعقد رسمى معه وهو مستمر ما لم يحدث جديد من الطرفين. ومن المواقف الطريفة جدًا عندما عبر عن نفسه بالشكل أو «النيولوك» الجديد الذى ظهر به بذقن وشنب وعلق على ذلك ساخرًا: «أنا أكسب من دونهم أيضًا وهذه حرية شخصية لا يسأل صاحبها فيها». أصحاب الفرح.. يعبرون عن أنفسهم عبر «حسين الشحات» لاعب النادى الأهلى الأكبر سعرًا وصاحب هدفى التأكيد للفوز باللقب فى شباك المقاولون العرب بأن فريقه الأهلى كبير وليس عنده شيء اسمه المستحيل وكثيرًا ما ينتصر على أى عقبات أو صعوبات تواجهه أو تقف أمامه وما حدث ليس بجديد على ناديه الأهلى فهو نادى البطولات والإنجازات التى تزخر وتمتلئ بها دواليبه.. والأهلى هو مدمن للدورى ولا يفارقه. نعم أعترف بأننى لم أكن راضيًا عن مستواى فى البداية، لكنى فى مباراة المقاولون عبرت عن نفسى وأحرزت أغلى هدفين فى حياتى الكروية وهذا أعتبره بمثابة عربون للتصالح بينى وبين جماهير النادى الأهلى الكبيرة. التونسى «على معلول» الظهير العصرى للأهلي عبر عن نفسه قائلاً: أنا فرحان بما حققناه وسط أجواء مشتعلة وألف مبروك لكل عشاق الأهلى صاحب اللون الأحمر وكم عانى من الإصابات للاعبيه، وأنا واحد منهم ولكن تجاوزنا كل هذا بالصبر والدقة فى العمل، كما أن لقب أو درع الدورى أصبح بالنسبة للنادى الأهلى شيئًا عاديًا ولكن هذا اللقب هو الأصعب بسبب الظروف التى مررنا بها خلال الدورى، وعن استبعاده عن المنتخب التونسى فى أمم أفريقيا: أحترم أى قرار والحمد لله أنا مكمل مع النادى الأهلى الكبير.. واختتم كلامه بأنه سعيد أيضًا بكونه أحد هدافى النادى الأهلى العظيم. «رامى ربيعة» المدافع الصلد: الحمد والشكر لله أولاً وأخيرًا بعد أن توج جهودنا بالحفاظ على الدرع وخلال عام طويل استطعنا أن نعبر عن أنفسنا بقوة ونحقق الهدف، ونحن تحت ضغوط صعبة، لاسيما فيما يتعلق بإصابة العديد من نجوم ولاعبى الأهلى خلال هذا الموسم وعن نفسى كنت واحدا منهم عانى كثيرًا من الإصابة وده شيء من عند ربنا لا اعتراض عليه. وأضاف: الذى أعادنى لصفوف الأهلى بعد سلسلة من الإصابات تلك العزيمة التى أتمتع بها وإيمانى الشديد بالله فى الشفاء وعن بطولة الدورى قال: إنها الألذ لأنها جاءت بعد مشقة طويلة أو ولادة متعثرة. الأهلى انتصر.. وكنا نبكي الحارس العملاق «أحمد الشناوى»: أقر وأعترف بأن الأهلى انتصر على نفسه وتحدى الجميع وفاز بأصعب لقب عبر تاريخه الممتد فلم نمر بمثل هذه الظروف أو تلك الملابسات وهذا الكم الكبير من الشهور وأقول لكل زملائى أحسنتم فقد كنتم جميعًا رجالاً بمعنى الكلمة بعد أن تجاوزتم كل ما هو صعب أو مستحيل بالنسبة للبعض.. وتذكروا كم من المباريات المؤجلة وضعتنا فى مكان غير لائق، وبعد أن كانت مثل هذه المواقف تضعنا تحت ضغط رهيب ولكن فى النهاية الأهلى هو الأهلى ودائمًا كبير فى كل حاجة. وإحنا كأولاد تربينا داخل جدران القلعة الحمراء لا نعرف شيئا اسمه الهزيمة أو الخسارة، وأى موقف سيئ حدث لنا من قبل كان على سبيل الصدفة التى سرعان ما نتجاوزها جميعًا، ولكم أكشف سرًا عندما كنّا نخسر أو حتى نتعادل بفرق الناشئين فى الأهلى نظل نبكى بعدها فالأهلى لا يعرف لغة الخسارة. أخيرًا مبروك لمجلس إدارة الأهلى والجهاز الفنى والإدارى واللاعبين وفوق هؤلاء جميعًا جمهور الأهلى العظيم. الكابتن.. والتصالح مع الجمهور «حسام عاشور» كابتن الأهلي: إنجاز تاريخى يتحقق يضاف إلى رصيد نادى المجد والبطولات والقرن الأفريقى، فكم أنا سعيد وبفرحة غامرة لكونى أكثر لاعبى الأهلى حصولاً على بطولة الدورى والألقاب الأخرى. وعن تعثر الأهلى فى بداية الدورى عبر عاشور بأن الأهلى طول عمره لا ينظر إلى نتائج الفرق إنما يرى نفسه من خلال أقدام لاعبيه ورءوسهم فى الفوز بالبطولات «وياريت هذا الدرع الغالى أو الخاص جدًا يكون بمثابة تصالح مع الجماهير الحمراء بعد خروجنا من دورى الأبطال الأفريقى وبصورة غير متوقعة ومؤسفة للغاية.. ألف مبروك وليس بجديد أن يكون الأهلى دائمًا هو البطل». أخيرًا ومن خلال كلمات مقتضبة قال «العامرى فاروق» نائب رئيس الأهلى: العبرة غالبًا ما تكون بالنهاية وليس العكس، فالدورى هذا الموسم لكن يكن طبيعيًا بكثرة توقفه وتأجيلاته أو مشاكله ولدرجة أنه لم يحدث من قبل وطوال تاريخ الدورى المصرى أن تتم الاستعانة بهذا الكم الكبير من الحكام الأجانب بسبب عدم الثقة فى حكامنا ورغم كل هذه الظروف المعاكسة انتصر الأهلى وبقيت مبادئه راسخة وهو دائمًا البطل المتوج بما يملك من قدرات وأسس ومميزات متفردة وحالة من الاستقرار داخل إدارته كما عهدنا ذلك منذ تأسيس هذا الصرح العملاق.. مبروك للأهلى وجماهيره العريقة فى كل مكان.