صناعة الأبطال لا تأتى صدفة، بل ببطولات وتضحيات أخرى للآباء والأمهات تتوارى وراء تألق وتفوق أبنائهما دراسيا ورياضيا، ويقف خلف معجزة التنس ساندرا سامح بطلة مصر والعرب التى حصلت على لقب أفريقيا 8 مرات والمصنفة رقم 361 عالميا ، وحاملة علم مصر فى افتتاح أولمبياد الشباب فى الصين عام 2014، قصة كفاح وتضحيات لوالدة البطلة «إيمان محمد» الأم التى تعشق الرياضة، وتعرف كيف تصنع الأبطال، وتشارك مع ابنتها فى أدق تفاصيل مشوار الكفاح ولحظات الألم وفرحة البطولات. ساندرا دائما ما تشيد بفضل والدتها عليها ودورها فى دعمها ومساندتها، وبقلب أم منتهى سعادتها لحظات الفرح بالنصر وتتويج ابنتها بالبطولات تقول إيمان محمد والدة البطلة ساندرا: «أشعر بقمة السعادة بتفوقها هى وشقيقتها، وأن الله لم يضيع مجهودى واجتهادهما هباءً، بما حققته ساندرا من بطولات، فقد بذلت مجهودا شاقا، وللحق فإن والدهما هو من شجعنى على التحمل وأن أكمل المشوار الذى بدأته معها وشقيقتها الكبرى سيرين. البداية كانت مع سيرين ابنتها الكبرى التى بدأت برياضة الباليه وعمرها خمس سنوات، واستمرت فيه حتى أصبح عمرها تسع سنوات، واستقر بنا الحال على أن تمارس رياضة التنس، وكان هدفى أن تمارس بناتى رياضة تستمر معهما طوال العمر، ساندرا كان عمرها خمس سنوات فشد انتباهها مضرب التنس بألوانه ولم أتوقع أن يكون لدى إحداهما موهبة مميزة فقد كان هدفى الوحيد ممارستهما الرياضة للحفاظ على صحتهما. تشرد أم البطلة قليلا ويخيم على وجهها القلق وتقول: «أعيش أياما صعبة جدا عندما تسافر ساندرا وحدها، لذلك أحاول قدر المستطاع أن يكون سفرها من غيرى قليلا جدا، وحتى لو كان والدها معها، أتواصل معها طوال الوقت لأنها من النوع الخجول، وكتومة جدا، والحمد لله أنا وبناتى أصدقاء ولا توجد أسرار نخفيها عن بعضنا، وأتحدث معهما باستمرار فى كل شيء مع الاحتفاظ طبعا بالخط الأحمر بين الأم وبناتها»، وأدعو دائما أن يحفظها الله وتعود بالسلامة ، لا أدعو لها بالفوز لأنه لا يوجد أى لاعب أو لاعبة يكسب أو يخسر طوال الوقت، وأكون فى قمة السعادة، عندما أراها تتألق أثناء وجودى معها فى بطولات عالمية. اللحظات الصعبة تضيف وعلامات الرضا تكسو وجهها قائلة: «سوف تقدر ابنتى قيمة ما كنت أفعله من أجلها عندما تتزوج وتنجب أبناء، وقد كانت أصعب لحظات حياتى، عندما أصيبت ابنتى سيرين، بسبب رفعها ثقلا زائدًا فى إحدى بطولات القوى البدنية، مما عرضها لإصابة فى الظهر، دخلت بسببها فى رحلة علاج. وبالنسبة لساندرا كانت أصعب لحظة عندما شاركت فى بطولة «اليو أس أوبن» وكانت بمفردها فى أمريكا برفقه مدربها أثناء إحدى المباريات، ووقعت على الأرض مغشيا عليها، وكليتها توقفت عن العمل، فعشت أصعب 4 ساعات فى عمرى، لأنى لم أكن أملك شيئا أفعله لأجلها، فرفعت يدى إلى السماء ودعوت لها الله قائلة «بنتى فى حماك يارب رجعها لى بالسلامة» وأقول لها ولشقيقتها دائما: «إننى كنت ناجحة ومتفوقة وأطلعهما على شهادات التقديرالتى حصلت عليها، وأوضح لهما أننى أوقفت مشوار نجاحى لأكمله فيهما، وأرجوهما استكماله بالجد والاجتهاد وعدم تضييع الوقت فى ما لا يفيد، وأرى أن نجاح أو تفوق أى طفل وصناعة بطل منه، يعود أولا إلى اتفاق الأب والأم، فلابد أن يكون هناك مناخ أسري متجانس وهادئ، حتى يتوفر لهم الاستقرار النفسى.