ما الذى يجب أن يقوم به المعلم حين يبلغه طفل بأنه يتعرض للأذى والاعتداء عليه أو التنمر به؟ سؤال جاء على لسان الكثير من المعلمين الذين شاركوا فى الحملة القومية #أنا_ضد_التنمر عبر موقع الحملة على «يونيسيف»، وجاء الرد من خلال خبراء الحملة فى عدة خطوات محددة. 1- خذ الأمر على محمل الجد، واشكره وعبر له عن تقديريك لأنه تحدث إليك. 2- طمئنه بأن هذا الأمر ليس خطأه، واظهر تعاطفًا معه، وساعده فى الدفاع عن نفسه، واسأله ما الذى يمكن عمله حتى يشعر بالأمان. 3- تحدث مع كل طفل شارك في التنمر على حده، وتجنب توجيه اللوم إليه أو انتقاده أو الصياح فى وجهه، وقم بتشجيع الصدق ومكافأته، وقم باتخاذ إجراءات ضد المتنمِر واشرح ما حدث لأولياء الأمور والطلبة. 4- تابع الموضوع بانتظام من الطفل الذى تعرض للأذى عن كيف تسير الأمور، والجأ للإخصائى الاجتماعى إن كنت لا تعرف ما يجب القيام به. «لما تبقى تخين وكمان يتيم» رضا علي، الشاب العشريني، يتذكر بضحك عندما كان ينادونه فى المدرسة «ياتخين، ياعجل» ويمنعونه من المشاركة فى فريق الكرة معهم، لأن وزنه ثقيل، وحركته بطيئة، وكيف أنه أخذ سنوات ليتخلص من وزنه الزائد، لكن مابقى فى ذاكرته أن مدير المدرسة الخاصة التى كان يدرس فيها مع اخوته فى دار الأيتام، كان يتعمد أن يربط بين أى خطأ يرتكبه أحدهم وبين أنه ابن دار كذا، « مع إن الخطأ ده ممكن أى تلميذ مش يتيم ولا متربى فى دار أيتام يعمله، يكسر حاجة، يشتم، طيب عاقبنى على الخطأ زى أى تلميذ فى المدرسة من غير ما تقول عشان أنا جاى من دار». «واجه العنف بالود» تتبنى المعالجة النفسية والإكلينيكية، زينب علي، تدريب الأطفال الذين يتعرضون للمضايقات من زملائهم أو معلميهم، بشكل دائم بسبب لون بشرتهم السمراء أو حتى أسمائهم التى تبدو صعبة أو غير مألوفة للآخرين، مثلما حدث مع ابنتها «ود صاف»، المأخوذ من الكلمة العربية الفصيحة «الود الصافى»، حيث نطقته المعلمة بطريقة غير صحيحة وهى تضحك، مما شجع التلميذات في الفصل على تقليد المعلمة، فطمأنت الأم الابنة بأنها ستفهم المعلمة معنى اسمها، وأن عليها أن تفخر باسمها وتوضح معناه للناس. وكتبت الأم خطابًا للمعلمة، أو ضحت لها فيه معنى اسم الابنة، وعتاب من الأم بأنه لم يكن يتوقع منها هذا التصرف، وتداعياته، فما كان من المعلمة إلا أن اعتذرت بطريقة ذكية للطفلة أم التلميذة، مثنية على معنى اسمها، الذى أخطأت فى نطقه. تعلق زينب: علاج العنف المتبادل بين الأطفال أسهل منه كثيرًا بين الكبار، «المهم فقط كسر دائرة العنف، أو إيقافها، الأطفال يقتنعون سريعًا بأنهم مثل بعضهم، وأن اختلافهم عادي، وأنهم مثل بعضهم لأنهم ينتمون إلى حى واحد وبيوتهم بجانب بعضها، إذا قيل لهم هذا بود، وهو دور الإخصائى الاجتماعى فى المدرسة والأم والأب والمسئولون عن الرعاية فى أى مكان يعيش فيه الطفل. ومع أن التنمر لا يفرق بين الذكور والإناث، مثل «الأشول، والأحول، التخين.....»، إلا أن اهتمامات الفتيات بالتفاصيل يعرضهن للتنمر أكثر من بعضهن، فنعومة الشعر مثلا أو خشونته لها أهمية كبيرة عند الفتيات، ويمكن أن تكون ذات الشعر الخشن «كرتة، ليفة، منكوشة» وغيرها. تقول زينب للأطفال: «قدامك طريقان، إما أنك تظهر أنك شخص بارد مابيحسش، فتغيظ اللى بيضايقك، وتخليه يعرف أنه مش همك ومش متضايق منه، فيتوقف عن أذيتك، وتضيع عليه متعته بأنه بيضايقك، لأنه شخص عنده عدوان عايز يفرغه على من يراه أضعف منه. الطريق التاني، أنك تأخذ حقك بالذوق، يعنى تشتكيه للمدرس أو المدير أو الإخصائى الاجتماعي، وإذا لم يفعلوا شيئًا، ممكن تتوجه للوزارة مع أسرتك وتقدموا شكاوى رسمية، أو تتصل بخط نجدة الطفل». تقول إن نصائحها تحمى الأطفال من مشاعر الحزن ممن يأذيهم، وتحميهم عندما يكبرون من أن يتألموا ويمرضوا إذا تنمر بهم أحد الجيران أو زميل أو مدير بالعمل، وقد يصل الأمر إلى أن يتركوا العمل، لكنها تؤكد أيضا أن هناك مسئولية على المعلمين وإدارة المدرسة للانتباه إلى الطريقة التى يفصل بها الطلاب عن بعضهم خلال حصص التربية الدينية، وما يترتب على هذه الطريقة من التنمر ببعض الطلاب فيما بعد، وأيضًا الطريقة التى يعامل بها أصحاب البشرة السمراء والتى يربط بعض المعلمين بينها وبين أصول عرقية يعتبرونها دونية، وبالتالى يشجعون باقى الأطفال على التنمر بهؤلاء. وطالبت إدارات المدارس جمع التلاميذ فى حصص للتربية الأخلاقية، لمناقشة مثل هذه الأمور بود ووعى ومحبة. • لماذا لا يتدخل الأطفال الذين يشهدون واقعة التنمر؟ تظهر الأبحاث أن أفضل تدخل لوقف التنمر يكون من الأطفال الذين يشهدون الواقعة، وليس من الكبار، ولكن فى معظم الحالات، لا يتدخل هؤلاء الشهود لأنهم: - يعتقدون أن طفلاً آخر سوف يتدخل. - يخافون من تعرضهم للإيذاء أو أن يكونوا من غير المحبوبين. - أن يكونوا من أصدقاء المعتدى «حتى لو كانوا لا يحبون ما يفعله». - لا تربطهم صداقة بالطفل الذى يتعرض للتنمر. •