اتخذت شيماء محمد قرارها بإغلاق حسابها الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بعد وصولها لمرحلة شديدة الاكتئاب، جعلتها تتخذ قرار الاستقالة من العمل والتفكير جديا فى الطلاق من زوجها بعد 15عاما من الاستقرار، بسبب اطلاعها الدائم على مشاكل السيدات فى الجروب الشهير «حد يعرف». قرار إغلاق الفيس بوك لم يكن قرار شيماء الشخصى، لكنه نتاج جلسات طويلة مع طبيبها النفسى، بعدما أفصحت له بكل ما بداخلها، فنصحها أولا بالابتعاد عن العالم الافتراضى الملىء بالمشاكل ذات التأثير السلبى على روادها، وبالفعل أغلقت شيماء الفيس بوك منذ أكثر من 9 أشهر وأصبح الواتس آب هو طريقة التواصل الوحيدة مع أصدقائها المقربين. «تأثرت فى الفترة الأخيرة بمشاكل السيدات على جروب الفيس بوك، ففى الصباح أقرأ مشاكل من تعانى من بخل زوجها ومساءً من تشكو العنف والاغتصاب الزوجى وبدأت أرى نفسى مكان كل واحدة منهن وأتخيل مشاعرها وكيف يمكننى التصرف إذا وصلت فى يوما ما لمثل هذه المشاكل مع زوجى وبدأت من هنا الخلافات التى بدأت تتلاشى، بعد إغلاق صفحتها «أصبحت أكثر هدوءًا وراحة»، هكذا قالت شيماء عن تجربتها التى دفعتها للتخلى عن إدمان العالم الافتراضى الأزرق الذى لا تنوى العودة إليه من جديد. «عندما أريد أن اتخذ قرارًا هامًا أختفى عن الفيس بوك تمامًا، فهو مشتت للانتباه والتركيز وبين الحين والآخر تغرينى صوت الإشعارات لأدخل واتصفح هذا العالم الافتراضى دون التفكير فى الأمر الذى أريده». إغلاق نهى حمدى للفيس لا يستمر أكثر من أسبوع واحد فهى ما زالت فى بداية العشرينيات وتغريها صفحات الفيس بوك المليئة بأحدث صيحات الموضة وتريد مشاركة أصدقائها الكثير من المناسبات والاحتفالات الخاصة بهم، لكنها تفضل الابتعاد عنه فقط عند رغبتها فى التخطيط لحياتها وأيام الامتحانات. لا تكن كتابا مفتوحا ولا حكما على تصرفات الآخرين «السوشيال ميديا والفيس بوك تحديدًا وسيلة تواصل اجتماعى هدفها التواصل والإطلاع على العالم الخارجى ولكن بشروط وضوابط تتوافق مع ثقافة البلد التى نعيش فيها وبما لا يؤثر على الصحة النفسية والمستوى الأخلاقى للأفراد المستخدمة لهذه الوسيلة»، هكذا لخص فتحى الشرقاوى أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس الخطوط العريضة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعى. يقول فتحى الشرقاوى إن الشعب المصرى برمته هو الأسوأ فى استخدام السوشيال ميديا وتقتصر فائدة هذه المواقع عند الأغلبية العظمى من المصريين على التسلية وتضيع الوقت، بالإضافة لذلك يقوم المصرى بتقليد الآخرين تقليدًا أعمى دون مراعاة العادات والتقاليد التى اعتدنا عليها، ولعل أبرز التصرفات غير اللائقة التى قام بها المصريين مؤخرًا على السوشيال ميديا هى تجربة تحدى الكيكى، الذى خاضها المشاهير والكبار والصغار أيضًا، وانتقد الشرقاوى أيضًا الآباء والأمهات اللذين يُفعلون حسابات على السوشيال ميديا لأبنائهم الذين لم يتجاوزاوا الخمس سنوات الأولى من عمرهم. وصف الشرقاوى روشتة للاستخدام الصحيح للسوشيال ميديا، كانت بدايتها عدم استخدامها أكثر من ساعتين يوميًا على أن لا تكون المدة كاملة بل يجب تقطيع الساعتين على مدار اليوم، وتحكيم العقل فى جميع التصرفات التى يقوم بها مستخدم السوشيال على حسابه الشخصى فعليه أن لا يجعل حياته الشخصية كتابًا مفتوحًا أمام جميع الأصدقاء وألا يجعل نفسه حكمًا على تصرفات الآخرين. من الأشياء المهمة التى لفت الشرقاوى الأنظار إليها، هو عدم الانسياق وراء الطاقة السلبية التى تنشرها الكثير من صفحات الفيس بوك والجروبات الخاصة، والتى بدورها تجعل الشخص يرى الحياة سوداوية ويتملك منه مشاعر اليأس والإحباط.