سجل عقد التسعينيات الظهور الأكبر للكرة المصرية التى عادت لساحة المونديال عقب غياب طويل 56 عاما منذ الظهور الأول واليتيم فى نفس البلد الذى صعدت له.. وتواجدت فيه إيطاليا وكانت مازالت تحمل الرقم القياسى فى المنتخبات الأطول غيابا فى تاريخ البطولة، وكان هذا الغياب منح المنتخب المصرى قوة فى الأداء وروحا قتالية عالية فسرها قصيرو النظر من الخبراء بأنها الطريقة الدفاعية البحتة من الجنرال الجوهرى، ونسوا كفاح الفريق وصموده فى الخروج بأقل خسائر. رغم عدم صعوده للدور الثانى فى البطولة الأقوى كأس العالم، ولكن جاءت نتائج المنتخب المصرى رغم النجوم على طريقة إدارة جاءت محترمة فى اللقاءات الثلاثة وللتاريخ نقوم بتسجيلها فى تلك السطور تحت عنوان: حتى لا ننسي. • اللقاء الأول تم فى 12 يونيو من العام 1990 بحضور 33 ألف متفرج فى ستاد باليرمو وانتهى بالتعادل الإيجابى 1/1 أحرز لهولندا كيفت فى الدقيقة 59 من عمر اللقاء، وتعادل مجدى عبدالغنى لمصر فى الدقيقة 82 من عمر اللقاء بأشهر هدف فى تاريخ الكرة المصرية حتى الآن، حسب دعاية مجدى عبدالغنى له. • اللقاء الثانى تم فى نفس الاستاد باليرمو فى يوم 17 يونيو بين مصر وأيرلندا وانتهى بالتعادل السلبى صفر/صفر وأدى المنتخب الوطنى المصرى لقاء تجسدت فيه معانى الصمود والروح القتالية. • اللقاء الثالث كان بين مصر وإنجلترا يوم 21 يونيو ضد إنجلترا بكل ثقلها وتاريخها والتى خطفت الفوز عن طريق رأس مارك رايت فى الدقيقة 59 من عمر اللقاء بخطأ دفاعى ساذج، تسبب فى إقصاء المنتخب المقاتل عن الصعود، ولكن سجل يا تاريخ. أسماء نجوم مصر فى هذه البطولة هم أحمد شوبير، ثابت البطل، أيمن طاهر «حراس المرمي»، هانى رمزى، هشام يكن، ربيع ياسين، أحمد رمزى، أسامة عرابى، إبراهيم حسن، أحمد الكاس، إسماعيل يوسف، مجدى عبدالغنى، طاهر أبو زيد، طاهر سليمان، حسام حسن، جمال عبدالحميد، عادل عبدالرحمن، صابر عيد، علاء ميهوب، أشرف قاسم، أيمن شوقى، مجدى طلبة، الجهاز الفنى والإدارى محمود الجوهرى «مدير فني» فتحى مبروك «مدرب»، حازم كرم «مدرب حراس مرمي»، سمير عدلى «مدير إداري»، د.أحمد ماجد الخطيب «طبيب». وكان هذا التواجد فى كأس العالم الإطلالة الأقوى للكرة المصرية فى عقد التسعينيات. وانطلق هذا الجيل نحو صناعة أمجاد كروية رائعة ومن المفترض أن تكون الساحة الأفريقية هى موطنها الأول عن بطولة الأمم الأفريقية والتى كانت انطلاقتها فبراير 1990 أى قبل 5 شهور من انطلاق كأس العالم لذا فضل الجنرال الجوهرى المشاركة بالمنتخب الأوليمبى ولم يضعها فى برنامج الإعداد لكأس العالم فسافر المنتخب الأولمبى الثانى ووقع المنتخب المصرى فى المجموعة الأولى مع الجزائر «الدولة المضيفة» ونيجريا وكوت ديفوار، وجاءت نتائجه كالتالى الهزيمة من كوت ديفوار 1/3 والهزيمة من نيجيريا 1/صفر والثالثة من الجزائر 2/صفر، وخالى الوفاض خروج لأول مرة يتلقى ثلاث هزائم، والواضح أنها لن تكون الأولى فقط.. فقد شاركت مصر فى البطولة رقم 18 بالسنغال 1992 ووقعت فى المجموعة الثانية وانهزمت من زامبيا بهدف للا شيء ثم من غانا بنفس الهدف الوحيد وفى تونس 1994 نفخ الله فى صورة المنتخب المصرى الذى وقع فى المجموعة الثانية بجوار نيجيريا والجابون عقب تغيير نظام المجموعات، ففازت مصر على الجابون فى اللقاء الأول برباعية للا شيء، ثم تعادلت مع نيجريا صفر/صفر وصعدت للدور الثانى والذى سرعان ما خرجت منه عقب الهزيمة من مالى بهدف وحيد. بطولة جنوب أفريقيا 1996، قرر المصريون الصعود للدور الثانى ولكن سرعان ما عادوا للهزيمة أمام زامبيا بثلاثية لهدف. فى بوركينا فاسو 1998، وعقب خمس مشاركات مصرية دون نتيجة صعد فراعنة التسعينيات منصة التتويج على حساب منتخب الأولاد «جنوب أفريقيا» بهدف ولا أروع لكارم مصطفى وأحمد حسن «قبل العمادة» وتوج حسام حسن بلقب الهداف برصيد 7 أهداف. وتم اختيار الجوهرى أحسن مدرب فى القارة السمراء، وها هو يصبح أبرز مدرب كرة قدم فى هذا العقد التسعينيات عقب تحقيقه الحسنيين مع منتخب بلاده الوصول لكأس العالم، وإحراز لقب الأمم الأفريقية بعد غياب. ملحوظة: أضاف لهذا الإنجاز كونه الفرد الوحيد الذى حقق تلك البطولة لاعبا ومدربا، ولكن هل هناك فى جراب الجوهرى بطولات؟ الأرقام والتاريخ يقول نعم إنه البطولة العربية التى حصل عليها المنتخب المصرى عام 1993 بقيادة فنية لهذا الرائد الرياضى الجميل محمود الجوهري.