ربما تعرف شخصًا دمث الخلق ولا يعرف السباب طريق فمه، لكن صفحته على الفيس بوك أكثر تحررًا وجرأة على «الشتيمة»، سواء كانت فى محلها أم لا.. لكن الأكيد أن هذا التطور فى العلاقات القريبة البعيدة، فتح مساحات لتناول كثير من الموضوعات التى كانت من المحرمات، وأبرزها الجنس، تناولاً شعبويًا ومتحررًا من كل المعايير الأخلاقية والاجتماعية التى كانت تكبلها من قبل. مجموعات كبيرة على فيس بوك، قامت وانتشرت لأنها ساحات مفتوحة للتفكير دون قيود، والشتيمة بلا استهجان، والسؤال فى الموضوعات الجنسية بلا حرج. «جت فى السوستة» سمع الكثير منا حكاية الجروب الأشهر للرجال «جت فى السوستة» بعد أن تجاوز عدد أعضائه المليون، ودار الجدل حول فضول النساء ورغبتهن فى التعرف على محتويات الصفحة التى قطعت على كل مشتركيها عهدًا بعدم تسريب أى من منشوراتها. بدأت المجموعة كما يحكى محمد س (30 سنة) وهو من أوائل المشاركين فى المجموعة، بأن أول مؤسسى الجروب كان يبحث عن حلول ومشاركات علمية سواء نفسية أو بالأدوية لبعض مشكلات الخصوبة وضعف الانتصاب التى اكتشف أنه يعانى منها بعد زواجه بفترة قصيرة، وبدأت دعوة الأصدقاء والمتخصصين لهذا الجروب المغلق على الذكور فقط، ليدلى كل بدلوه فى هذا الأمر، سواء من خلال تجارب شخصية أو علمية متخصصة. يقول محمد: «سريعا زاد عدد الأعضاء، ليتجاوز المليون ذكر مصرى، يناقشون أى موضوع قد يخطر على الأذهان دون أى قلق، بالتعبيرات الدارجة، فكونك داخل مجتمع من الذكور أمر يجعلك أكثر تحررًا فى استخدام الألفاظ، لأنها تكون أكثر دقة فى توصيل المعنى والتعبير عما يجول بخاطرك» تحول «جت فى السوستة» إلى واحة فضفضة، يتابع محمد : «أنت لا تحمل هم أن يخدش كلامك حياء أحدهم، الكل هنا منفتح، ومدرك أن هذه المساحة يجب الدفاع عنها».. المجموعة لم تقف عند حد تبادل الخبرات فى حل مشاكل الخصوبة، لكن ظل طابع استخدام الألفاظ النابية والشتيمة جزءًا لا يتجزأ من أى أفكار أخرى تطرح على المجموعة مثل تأسيس مشاريع صغيرة، أو تعلم اللغات الأجنبية، وكيفية تأسيس شقة وشراء الأجهزة، وخلافه مما يشغل بال أعضائها، وغالبيتهم ينتمون إلى نفس المرحلة العمرية 20 إلى 35 سنة. «كيف تشقطين ذكرًا»؟ فى أرض النساء لم تصمد سرية المجموعات، سريعًا انتشرت سكرين شوت من صفحة «كيف تشقطين ذكرا» السرية، وفى أقل من ثلاثة أيام صار الفيس بوك كله يحكى عن المجموعة التى تخصصت فى مساعدة العضوات على جذب انتباه الشاب الذى تحبه. الفتيات على المجموعة كن متحررات، فى استخدام اللغة الدارجة، لكن معظمهن لم يستخدمن السباب الفج على طريقة «جت فى السوستة»، ونشرت المجموعة فى قواعدها أن هدف المجموعة هو تبادل المعلومات حول «الضحية» الذى تسعى خلفه الفتاة مع صورته وبياناته، وشددت المجموعة على أنه ممنوع «شقط» ذكر مرتبط، وممنوع ال«شقط» من إحدى العضوات. لكن تراجعت شعبية «كيف تشقطين ذكرا» بعد أن تعرضت إحدى الفتيات إلى تسريب صورها، وفبركة حكاية عنها، إلى أن وصلت هذه الصور لأهلها فى الصعيد! قبل جروب الشقط، كانت مجموعة «I know him» والتى تقوم فكرتها على أن تضع كل فتاة صورة شريكها للتحرى إذا ما كان على علاقة بأخريات أم لا، وكانت النتيجة أن عددًا من الفتيات فبركن قصصًا حول صور الذكور الموضوعة على الجروب، وكانت النتيجة أن كثيرًا من العضوات تعرضن إلى مشكلات بسبب هذه القصص المختلقة. ونتيجة فكرة تسريب الصور و«الاسكرين شوت» على صفحات الفيس بوك، تخشى كثير من العضوات التحرر فى استخدام الشتيمة وحكاية تفاصيل كثيرة عن نفسها تقول نهى م (24 سنة)، التى حكت أنها انضمت للمجموعتين على سبيل المرح والتسلية: «من الصعب أن تشارك فتاة عن نفسها تفاصيل وأسرار على صفحات التواصل الاجتماعى، ففى النهاية لا يمكن أن تضمن هذه الفتاة أن مؤسس المجموعة فتاة أم شاب يدعى أنه فتاة، كما أنه لا توجد طريقة للتأكد من أن أصحاب الحسابات المشاركة صحيحة!». التسريب والخوف من الفضائح لم يمنع النساء من الاستعانة بصفحات التواصل الاجتماعى للسؤال ونشر المشكلات بلا اسم، فهن أكثر حاجة للفضفضة والتحرر، هذا ما تؤكده سمر. ن (30 سنة) وهذه الصفحات كثيرة لكن أشهرها على الإطلاق problem consulting of bride group والتى تنشر فيها الفتيات مشكلاتهن دون اسم، عن طريق إرسالها للأدمن، وترد عليها العضوات بخبرات مشابهة أو مشورة، أو عن طريق بوست آخر من الصفحة دون اسم. تسأل المخطوبات والمتزوجات عن مشاكلهن الجنسية، والاجتماعية، والأمراض، وتحكى دون قيود، لكن بتحفظ وحيد هو استخدام لغة خالية من السباب. الاسم الحقيقى.. شتيمة أما المجموعات السرية التى رفض الأدمن نشر اسم المجموعة واكتفى فقط بالإشارة لها ب «سيك...جي» والتى تضم حوالى 3000 عضو وعضوة كانت القواعد أكثر صرامة حول سرية المجموعة، وتعنى المجموعة بالأساس بمناقشة الموضوعات الجنسية، وتثقيف الشباب ومساعدة الأعضاء حل مشكلاتهم. ويقول الأدمن أهم قواعد المجموعة هو إضافة الأعضاء الذين تعرفهم بشكل شخصى فقط، وإثبات أن هؤلاء الأشخاص مهتمون فعلا بالنقاش والتفاعل، ولا يهدفون للتلصص ونشر بوستات من المجموعة خارج نطاقها، وعدم مضايقة أعضاء المجموعة من الذكور للإناث أو العكس. لا يتحفظ أدمن «سيك...جي» على استخدام الألفاظ وتسمية الأشياء بأسمائها الفجة دون تجميل أو تمويه، فهو يراها جزءًا من اللغة الدارجة، وبداية علامات الصحة الجنسية! يقول الأدمن س أ (35 عاما):» إن أكبر بوستات الجروب كان حكاية أحد المشاركين بأنه قرر اختبار الجموح خلال علاقته بزوجته، واتفقا على إطلاق العنان لكليهما، فوجهت له زوجته «شتيمة» أثناء العلاقة، وهو أمر لم يستطع قبوله، وصدمه سلوك زوجته خلال العلاقة حتى أنه لم يستطع الاقتراب منها مرة أخرى لفترة دامت شهوا، واعتبر هذه الواقعة شرخًا فى علاقتهما». حكى المشارك هذه التجربة بحثًا عن حل، خاصة أنه كان يظن أن حالة الجموح فى العلاقة الزوجية ستجعلها مختلفة بعيدًا عن الرتابة والملل، ولكن اختبار الأمر عمليًا كشف له العكس تمامًا وأنه لم يتقبل الأمر. شارك فى التجاوب مع هذا البوست وحده أكثر من ألف عضو فى الجروب على مدار أيام متواصلة لطرح كل منهم وجهة نظره فى الأمر، وهى وجهات نظر تنوعت بين التحفظ الشديد وحتى الانفتاح الشديد، ومحاولات للبحث عن حل. يؤكد «س. أ » أن دوره كأدمن للمجموعة هو الحفاظ على النقاش مفيدا ودون ممارسة أى رقابة على المناقشة مهما اتسمت بالغرابة، وأن أحد أهم حيله فى ذلك هو تغذية النقاش بموضوعات ومقالات علمية ونفسية وطبية.•