كم تمنيت أن يجمعنى القدر بها ولو لجلسة واحدة « هند رستم» من منا لم يفتقد هند رستم ؟؟.. هذا بالنسبة للجمهور، فماذا عن الابنة والصديقة التى شاركتها مشواراً طويلاً، بسنت حسن رضا، الابنة الوحيدة لهند رستم، التى أنجبتها من المخرج حسن رضا قبل بلوغ العشرين وتحملت مسئوليتها فى سن صغيرة، وتخطت علاقتهما الشكل التقليدي لعلاقة الأم وإبنتها. وعام بعد الآخر تكبر بسنت وترتبط أكثر بوالدتها وتجمعهما ذكريات، تسترجعها معى فتضحك أحيانا، وتبكى أحيانا أخرى. ساعتان من الذكريات الممتعة لأقرب النجمات إلى قلبى مع ابنتها بسنت رضا. بدايتها ما ساعدها على دخول الوسط الفنى هو استقرارها مع والدتها لأن أسرة والدها كانت ترفض دخولها الوسط الفنى، بل قاطعوها بمجرد دخولها الوسط الفنى.. فبعد انفصال والديها التحقت بالمدرسة الألمانية لفترة ومع انتقال والدها لإحدى المحافظات تسببت زوجة والدها فى خروجها من المدرسة لتنتقل بعدها لتعيش مع والدتها. قوتها بعيدا عن انها والدتى هذه المرأة شخصيتها جبارة وقوية . انا أو أى امرأة أخرى مرت بما مررت به هى اشك انها كانت تستطيع الاستمرار، ابتعدت عن اهل والدها رغم انها كانت اسرة غنية جدا.. تركتهم لتعيش مع أهل والدتها فى الإسكندرية فى منطقة محرم بيك فى مستوى اجتماعى مختلف وكان أهل والدتها اسكندرانية من اصول مغربية. فكان لهذا التناقض والمستويات الاجتماعية المختلفة التى عاشتها فى طفولتها أثر كبير فى تكوينها النفسى ومنحها اختلافاً وتميز اً، عن اى فتاة فى مثل عمرها ، والدتها كانت تتسم بالطيبة وتوفت فى عمر الثانية والاربعين، والتحقت هند بالفن فى عمر السادسة عشر، وفى نفس الوقت اصبحت مسئولة عن والدتها ورعايتها الصحية فى عمر صغير.. تكمل بسنت: لهذه الاسباب وفقها الله فى مشوارها لنيتها الطيبة و عملت بجد لسنتين تقريبا وفى الثالثة أصبحت نجمة.. شاهدها والدى المخرج حسن رضا وكان يشبه بشكل كبير نفس أسلوب وحياة والدها وتلك الأسرة الارستقراطية وأعجب بها وتزوجها ولكن حدث الطلاق سريعا وكانت وقتها حاملاً فىَّ وهى فى الثامنة عشرة او التاسعة عشرة تقريبا تحمل طموحها ومستقبلاً لا تعلم عنه شيئاً ومسئولية عن طفلة وعن والدتها ،كانت وحدها تماما فى هذا العمر.. استعانت بعدها بمدرسين لتعلم الفرنسية والعربية لانها لم تستكمل تعليمها الرسمى لكى لا تكون أقل من أحد. الأم «هند رستم » كانت صعبة جدا فى التعامل وصارمة فى تربيتها لى وعندما كنت أبكى بسبب هذا تحاول ان تقنعنى ان تصرفاتى محسوبة على أكثر ممن هم معى، لأنه سيتم تعريفى بانى ابنة هند رستم والحكم سيكون بشكل مباشر علىَّ انا ،بالاضافة انها مسئولة عنى كأب وأم وهذا كان يجعلها اكثر حدة لشعورها بالمسئولية.. اعتقد ان هذا بسبب تشبعها من تربيتها الصارمة وحياتها مع اسرة والدها بالإضافة إلى أننا كنا نعيش وحدنا قبل زواجها بأنكل فياض فكان خوفها مضاعف ،كانت ست قوية وبيتوتية جدا وأحبت أسرتها وظلت مع زوجها الدكتور فياض خمسين عاماً .. عندما كانت تحضر الى مدرستى كان الجميع ينبهر بوجودها سواء المدرسون اوالطلبة والكل يتسابق لرؤيتها وكان هذا يسعدنى جدا ولكن ليس لحد الغرور ولكنى كطفلة كنت أشعر بالسعادة والزهو.. عندما كبرت فى السن كانت تحرص على سفرنا معا للخارج من فترة لاخرى، وتقول لازم تسافرى حتى اذا تزوجت ولم استطع السفر بعد الزواج، أكون (شبعانة ) وعندما أتزوج يكون معيار اختيارى للزوج هو شخصه وليس شيئاً آخر. • وهل تخلت عن صرامتها أثناء تربيتها لحفيدها؟ - نعم لدرجة اننى كنت اشعر بالغيرة أحيانا وأقول لها أنت تعاملين ابنى بطريقة مختلفة وتحبينه اكثر منى، وعندما تغضب من سلوك ما كانت تطلب منى انا معاقبته وليس هى كى لا تصطدم معه لحبها الشديد له . • ماذا ورثت من طباعها ؟ - كنا نعيش فى بيت واحد وانا مثلها قليلة الخروج فكان بيننا رابط مختلف وغريب فحتى بعد زواجى وسفرى للسعودية كانت هى منهارة وانا كان لدى رغبة للعودة طوال الوقت. ورثت منها الشهامة والقدرة على الوقوف بحدة فى المواقف كما أنه معروف فى شارعنا فى منطقة الزمالك أن أى مشكلة ستقوم مدام هند بحلها وكانت دائما محل ثقة الجميع، ورثت منها خفة الظل فكان معروفاً عنها ميلها للدعابة ولكنى لم أرث عنها عصبيتها الشديدة. • متى يراودك الشعور بأفتقادها؟ - منذ يوم رحيلها من ست سنوات لم يقل حنينى وأفتقادى لها وأتساءل: كيف يمكن أن يتعامل أحد مع هذا الشعور وهذا الاشتياق، فى سنواتها الأخيرة عشنا وحدنا بعد وفاة دكتور فياض قبلها بعامين، وبعد وفاته أغلقت حجرتها ولم تدخلها وأصبحت تنام فى غرفتى.. وكانت كلما كبرت أصبحت أشعر أنها ابنتى وليس العكس ولم نترك بعض دقيقة لذلك لم استطع الجلوس فى المنزل بعد رحيلها، وأذهب لزيارتها باستمرار ومازلت محتفظة بملابسها وإكسسواراتها وكل متعلقاتها كما هى كما انها مازالت موجودة، بالصدفة احيانا افتح التليفزيون لأجدها امامى فأبتسم واشعر بمشاعر مختلطة كمتفرجة وابنة . •