لم تكن الراحلة هند رستم مجرد فنانة عادية، فهي صاحبة لقب "مارلين مونرو الشرق"، ليس فقط لقدر الجمال الكبير الذى كانت تتمتع به، بل لأنها من أكثر الفنانات التى استطاعت تأدية أدوار الإغراء في السينما المصرية بشكل كان في أحيان كثيرة يمتلىء بجو من الكوميديا، وفي أحيان أخرى يميل إلى الشر كخطف حبيب من حبيبته. هند رستم ولدت في حي محرم بك بالإسكندرية لأب تركي كان يعمل ضابط شرطة وأم مصرية، ونظرًا للجدية الشديدة التى كان يتمتع بها والدها في تربيته لها كان يرفض عملها في الحقل الفنى حتى أنه قطع علاقته بها تماما عندما صممت على العمل في الفن ولم يتصل بها إلا عندما تزوجت من د. محمد فياض وأعلنت اعتزالها الفن. قدمت هند رستم للسينما ما يقرب من 41 فيلمًا، عملت فيها مع العديد الشخصيات منهم كمال الشناوى، يوسف وهبى، عمر الشريف، فاتن حمامة ، سعاد حسنى، عماد حمدى، فريد الأطرش، شادية وغيرهم. كان الظهور الأول لهند من خلال فيلم "غزل البنات" للراحلة ليلي مراد ونجيب الريحانى. لم تكن هند نموذجًا للفنانة التقليدية بل أن ادوارها دائمًا كانت متنوعة وتحتوى على قدر كبير من الجرأة سواء في أدائها أو موضوعها الذى تطرحه، فلا يمكن لأحد أن ينسي أن هند رستم من أكثر الفنانات التى قدمت دور الراهبة المسيحية في أكثر من عمل سينمائي أشهرها "شفيقة القبطية". ورغم أن الكثيرين كانوا يلقبونها ب ملكة الإغراء إلا أنها أكدت في أحد حواراتها الذى أجرته مع الإعلامى محمود سعد منذ عام أنها لا تحب إطلاقًا هذا اللقب ولا تحب أن يصفها أحد به، مؤكدة أن الكاتب الصحفي مفيد فوزى هو الذى أطلق عليها هذا اللقب، وقالت "الله يسامح مفيد فوزي فهو من أطلق علىّ لقب ملكة الإغراء الذي يغضبني عندما أسمعه.. لكنه لفت انتباهي إلى ذلك فقمت بتغيير اتجاهاتي وأدواري فى الأفلام التالية ". لم تندم هند رستم يومًا على اعتزالها الفن نظرًا لقصة الحب الكبيرة التى جمعت بينها وبين زوجها الدكتور محمد فياض ورغبتها في الوقوف بجانبه، حيث رأت أنه من الصعب أن تستكمل حياتها الفنية والتى تتطلب تواجدها خارج المنزل لساعات طويلة وهو أمر لاي تفق مع عمل زوجها كطبيب. ورغم وفاة زوجها منذ سنوات قليلة فإنها ظلت إلى آخر عمرها تتعامل وكأنه على قيد الحياة نظرًا للعشرة الطويلة التى دامت بينهما وامتدت ل 50 عامًا. ومن المفارقات الغريبة في حياة هند رستم أنها كانت في فترة من حياتها تربي 21 كلبًا، نظرًا لأنها كانت تجد فيهم الوفاء والإخلاص لدرجة أنها كانت عندما ترى كلبًا في الشارع تظل تفكر فيه. وتعتبر هند رستم من الفنانات التى تجاهلت المهرجانات السينمائية تكريمها ولم تحتف بها كنظيرتها من الممثلات، لتتختم رحلتها مساء اليوم بعد مداهمة بعض الآلام الشديدة لها في المعدة نقلت على إثرها إلى المستشفي لتوفيها المنية عن عمر يناهز 82 عامًا. خلال لقاء برنامج مصر النهاردة بالفنانة هند رستم في منزلها على النيل بحي الزمالك وكان ذلك هو الظهور الأول للفنانة هند رستم بعد مرور أكثر من 37 عامًا.. رحبت الفنانة هند رستم وابنتها بسنت بمحمود سعد وجلست تحكى له عن حياتها بعد اعتزالها الفن فقالت: السبب في اعتزالي الفن كان لرغبتي فى البقاء بجوار زوجي الطبيب الراحل محمد فياض .... كان من الصعب أن يرجع من عمله المرهق طول اليوم ويسأل عنى فيجدنى في الاستوديو ... فشعورا منى بأهمية مهنته وضرورة توفير الجو المناسب لراحته بالمنزل قررت اعتزال الفن تماما . أكدت الفنانة المعتزلة هند رستم أنها غير نادمة على قرار اعتزالها الفن والأضواء بعد مرور أكثر من 35 عامًا، قائلة " فياض كان يستحق أكثر من ذلك بكثير فقد عشت معه أجمل أيام عمري ولو عاد بي الزمن لفعلت له أكثر من هذا " .... وعن حياتها كانت تقول " أنها تنام فى العاشرة مساء وتستيقظ فى الخامسة فجرا وتسلى أوقاتها فى تربية الكلاب ... زمان كان عندي 21 كلبًا تربيهم وتحبهم وتعتنى بهم جدا لكن الآن احتفظ بكلبين فقط فهى تحب الكلاب لانها تحب صاحبها بلا هدف ..لدرجة انى لو وجدت كلبًا في الشارع تظل تفكر فيه هل أكل ؟ وفين بينام ؟ ..." كما تحدثت هند رستم عن عائلتها فقالت إنهم من أصل تركي وكانت عائلة أبيها صعبة جدا لدرجة أن والدها قاطعها تماما عندما عملت في الفن ولم يتصل بها إلا عندما تزوجت من د . محمد فياض واعتزلت الفن " ... وعن زوجها قالت " أحبه جدا و أكن له كل تقدير واحترام حتى بعد وفاته وأقوم كل يوم من النوم لأجلس أتحدث معه عن كل ما يأتى ببالي وكأنه معى ولم يرحل .. فقد استمر زواجنا 50 عاما في استقرار وهدوء وحب جعلنى لم أشعر بالندم أبدا على اعتزالى الفن " ...