أنا الحاوى..بقيت حاوى بقيت غاوى فى عز الجرح أنا ما بكيش بقيت عارف اطلع م ضلوع الفقر لقمة عيش بقيت قادر أدارى الدمعة جوايا ما بينهاش بقيت راضى أنام رجليا مقلوبة كما الخفاش ما أنا اتعودت أحلامى أشوفها بتجرى قدامى ومالحقاش أنا سلمت سبت العفرة ع دقنى وصدقنى الدنيا دى حاجة ما تسواش.. أنا الكافر أنا الكافر فى كل شريعة رافضانى أنا المقتول وأنا الجانى...أنا المسحول بأحلامى أنا محنيش جبينى غير لرب الخلق ولا بالحرق ولا بالشنق أموت والجنة عنوانى أنا النسيان....هتفتكرونى لما هموت بكلمة ضعيفة مكسورة ومنقوشة على الجدران ...مولود كده مبشفش غير نور الصباح .... قالوا مجنون قالوا مجنون اللى يفكر.. مصر ممكن تتحرر فوجود عمو المشير قالوا مجنون اللى يغلط لو حتى بكلمة واحدة.. على رجالة التحرير...قالوا مجنون اللى يفضل قاعد ساكت فى بيته والناس عمالة تموت نايم وحاضن كنبته .. فاتح روتانا سينما .. بيتفرج على كتكوت .... هذا ما آل إليه حال الكلمة فى قاموس الأغنية المصرية الآن، فعقب أعوام طويلة كانت الأغنية المصرية لسان حال الحبيبة، الحنين والخيانة الهجر واللقاء، أصبحت الكلمة فى وصف الواقع بقضاياه وأحداثه.. كاتب لبكرة جواب كاتب لبكرة جواب خايف ما يكملش أصل الأعمار بيد الله وأنت متضمنش العمر يخلص إمتى ليه مبتندمش المال الحرام يقف فى البطن ميتهضمش أصل الجوع يخلى الحجر ينطق لما تكون ماشى على رجلك واللى جنبك بيزحف بيشحت... طب اسمع واضحك .... سهران وياكى سهران وياكى بغنيلك غنيت ومنيايا بيحكيلك....سامحينى خلاص أنا بقيلك من نار البعد أنا بشكيلك...يا ما كنت كتير مجروح وبشوفك فين ما بروح فى غيابك كنت بموت....جيتى رديتى فى الروح كلمات فى وصف كل شىء وأى شىء، فمع اندلاع ثورة يناير انطلقت الفرق الغنائية المستقلة أو فرق الأندر جراوند، لتعبر عن قضايا وهموم الشباب فى العصر الحالى، وفى فترة وجيزة نجحوا فى فرض كلمتهم التى أصبحت لسان حال الكثير من الشباب فى وصف هزيمتهم وانتصارهم، قضاياهم ومشاعرهم. ثورة موازية شهدتها الأغنية المصرية تزامنا مع 25 يناير، ثورة على كل ما هو سائد، سواء فى الأفكار أو أسلوب طرحها، مثلا فى وصف المرأة غنى فريق عز الأسطول أغنيته «أوزنها بالمال»، وفى وصف الشهيد غنى فريق قرار إزالة أغنيته «أنا الكافر»، وفى وصف الإنسان غنى فريق مسار إجبارى أغنيته «أنا الحاوى» وغيرها من الأغانى التى نجحت فى تحقيق جماهيرية واسعة بين شباب هذا العصر، نجحت فى الحديث عنهم وأصبحت لسان حال الكثير منهم، فى روايته عن حبه، عن ألمه، نجاحه وفشله، عن نفسه وعن وطنه. أوزنها بالمال تقولوا إيه فيها بنت القمرات تقولوا إيه فيها؟ لما قلعت كردانها واشترت راجلها لما الديون زادت عليه وقفت ولا أجدع راجل يا ولا أوزنها بالمال .....مربوط بأستك نفس المكان بس اليوم جديد نفس الحفلة وأنا كالعادة وحيد نفس البنات والحكايات مع اختلاف الأسماء مزيكا بترقص، زحمة تفطس والناس على بعضيها بتبصبص مربوط بأستك وسط ناس بلاستيك كله عامل فيها مستر بومباستيك.. من أشهر الفرق الغنائية المستقلة هو فريق «نغم مصرى» الذى قال أحد أعضائه سامر جورج «عازف الجيتار»: «بالتأكيد هناك فارق بين الكلمة المتعارف عليها فى الأغنية وبين الكلمة التى نحرص الآن على تقديمها، فنحن الآن نغنى لمصنع، نغنى أنا الحاوى، نصف كل شىء فى الوجود، فعقب ثورة يناير ظهرت العديد من الفرق المستقلة استطاعت أن تحدث تغييرًا فى الشكل المتعارف عليه للكلمة فى الأغنية المصرية، تنوع واختلاف فى الكلمة بفضل الفرق المستقلة». فى الوقت نفسه يرى ياسين محجوب عضو فريق قرار إزالة: «نحن فى مرحلة جديدة فى مسار الكلمة، كلمة أكثر تعبيرا عن الواقع، أكثر تعبيرا عن الشارع المصرى والعربى السياسى والاجتماعى، ما يدور فيه من أحداث وقضايا وهموم، تعبير شديد المصداقية وأكثر تأثيرا فى الآخرين، والدليل الجماهيرية التى حققتها الكلمة بين الجميع بمختلف الفئات العمرية ومختلف الأذواق».•