فرق الأندر جراوند أو الفرق المستقلة، هى مجموعة من الفرق الموسيقية والغنائية التى ظهرت منذ أعوام، كانت فى البداية مجرد ظاهرة لديها جمهور محدود يتابعها ويبحث عنها فى أماكن ترددها، ولكن تدريجيا ومع مرور الوقت استطاعت تلك الفرق أن تجد لنفسها مكانة لدى جمهور عريض بمختلف الفئات والأعمار، فقد استطاعت أن تخلق لنفسها شعبية وجماهيرية عريضة من خلال أبسط الكلمات وأبسط الألحان التى تستهدف بها مختلف الأذواق، فالبعض لديه اتجاه سياسى يغنى به، والبعض أوجد لنفسه لونا غنائيا خاصًا به وهو ما يبدو واضحا من خلال الكلمة واللحن.. عز الأسطول، صحرا، مسار إجبارى، شارموفرز، كايروكى، بلاك تيما وغيرها من الفرق المستقلة التى نجحت فى بناء كيانها بمفردها دون الاعتماد على منتج أو راعٍ رسمى، وتدريجيا استطاع البعض منهم أن يفرض نفسه بغنائه وشعبيته ليجد وبسهولة مدخلا لأحد المنتجين أو الراعين لكى يتبناه، وهنا يتبدل الحال، لتصبح الفرقة التى كانت تخطو خطواتها فى مشوار الانتشار بمنتهى البطء نظرا لعوامل كثيرة، هى الفرقة نفسها التى نشهد جميعا انطلاقها بسرعة الصاروخ، مثل فرق كايروكى، بلاك تيما، ولكن على الصعيد الآخر لا تزال هناك فرق مستقلة تواصل مشوارها ببطء شديد، بحاجة إلى من يأخذ بيدها. ملحوظة: جودة اللون الموسيقى للفرقة المستقلة ليس هو الشرط الذى على أساسه يتحدد مصير تلك الفرق، فهى كالعادة مسألة صدفة أو حظ قد يلعبان دورهما مع إحدى الفرق، وفى الوقت نفسه قد يتخليان عن فرقة مستقلة أخرى ربما هى الأكثر تمكنا وموهبة. فى عام 1997 بدأ مشواره من خلال فرقة الفنان فتحى سلامة، وفى عام 2004 بدأ مرحلة جديدة مع فرقة فلامنكا بقيادة أشهر جيتاريست فى الوطن العربى وائل خضر، ولكن عقب خمس سنوات قرر الانضمام لفريق صحرا حتى جاء قراره بالانفصال عنه ليبدأ مرحلة جديدة تشهد بناء كيان غنائى موسيقى مستقل خاص به، إنه المطرب الشاب عز الأسطول أحد أعضاء فريق عز الأسطول، الذى نجح فى أن يخلق لنفسه ولفريقه الذى يضم نخبة من الموسيقيين شعبية وسط جمهور وعشاق هذه النوعية من الغناء والموسيقى. سر النجاح يحسب للمطرب الشاب عز الأسطول إتقانه لأشهر ألوان الغناء الشرقى بمختلف لهجاته، فهو ذلك الغاوى للغناء باللهجات الجزائرية، التركية والخليجية وبالتأكيد المصرية، هذا التنوع كان بمثابة سر النجاح الذى اعتمده عز الأسطول لكى يصل إلى تلك الجماهيرية العريضة التى أصبح يتمتع بها بين جمهور عريض من مختلف الفئات العمرية. مشروع العمر حسام غالب «ليد جيتار»، على أبوزيد «ليد جيتار»، محمد الزوغبى «صولو كيبورد»، يامن عبدالله «قانون»، عمر الروبى «كيبورد»، سامح شعبان «درامز»، مصطفى بكار «فركشن»، هؤلاء هم أعضاء فرقة عز الأسطول، الذين قرروا وهب حياتهم من أجل مشروع موازٍ لمشاريع كثيرة أخرى نذكر منها أغانى المهرجانات التى استطاعت أن تفرض نفسها، ولكن مع فئة محددة، وعلى الرغم من ذلك هى اليوم لديها فرق تتغنى بها ولديها منتجون ينفقون الكثير من أجل تقديم الجديد من خلالها، إنه حقا مشروع متكامل، ولكن كل هذا لم يدفع بأعضاء فريق عز الأسطول للتخلى عن حلمهم ومشروع العمر كما يرونه، فقد كانت بالفعل البداية فى غاية الصعوبة، ولكن اليوم رغم ما يعانى منه فريق عز الأسطول وغيره من الفرق المستقلة من تجاهل وسائل الإعلام لهم، ورغم البطء الشديد الذى تشهده خطواتهم نحو ذلك الحلم فإن هذا لن ينفى النجاح الذى استطاعوا أن يحققوه من خلال مجهودات شخصية بحتة. شىء نظيف «اللى يحب يسمع شىء نضيف هو ده جمهورنا».. هكذا عبر أعضاء فريق عز الأسطول عن الهدف من مشروع العمر بالنسبة لهم، وهنا يقول مطرب الفريق عز الأسطول: «المختلف بيننا وبين أى فرق موسيقية أو غنائية أخرى أن حقيقى الهدف من كل عمل نقدمه هو فرض لون جديد من الموسيقى، أكثر محاكاة للأحداث الحياتية اليومية فى الواقع، وأيضا تلبية رغبة لدى جمهور لديه ذوق غاية فى النقاء والرقى من خلال كل لحن أو كلمة يتلقاها، لذلك كل من يحب أن يستمع إلى موسيقى راقية، وكلمة حقيقية عليه أن يبحث عنهما من خلال أعمال فريقنا أو بعض الفرق المستقلة الأخرى». سهران وياكى .. سهران وياكى بغنيلك يا لا لا لى غنيت ومنيايا بيحكيلك سامحينى خلاص أنا بقيلك من نار البعد أنا بشكيلك ياما كنت كتير مجروح وبشوفك فين ما بروح فى غيابك كنت بموت جيتى رديتى فى الروح .. تلك هى كلمات «سهران وياكى» التى طالما تغنى بها المطرب عز الأسطول أثناء انضمامه لفريق صحرا، ومع خالص امتنانه واعتزازه بتلك الكلمات قرر الفصل بين انفصاله عن الفريق وبين تشبثه الملحوظ بغناء تلك الكلمات من خلال فريقه الجديد، أيضا أغنية الدماغ العالية وأغنية «أوزنها بالمال».. اوزنها بالمال .. تقولوا ايه فيها بنت القمرات .. تقولوا إيه فيها ؟ لما قلعت كردانها واشترت راجلها لما الديون زادت عليه وقفت ولا أجدع راجل يا ولا اوزنها بالمال وخد الأصيلة اوزنها بالمال يا عدرا يا فاطمة الزهراء شموعى والبخور قايد فى الحاضرة محمد يا سيدى أتى للكون بشرى على سنة الله ورسوله خدها يا ولد أما هذه فهى كلمات أغنية «اوزنها بالمال» التى يتغنى من خلالها فريق عز الأسطول من أجل كل سيدة شرقية، والتى يقول عنها المطرب: «من أشهر أغانى الفريق، التى لديها مكانة خاصة لذلك أحرص دائما على أن يتضمنها كل برنامج حفل نقدمه سواء فى ساقية الصاوى أو دار الأوبرا المصرية أو قبة الغورى، محكى القلعة، الربع، بالإضافة إلى العديد من الأماكن التى يظل ظهورنا الأشهر من خلالها، نتردد عليها بشكل دائم، ومن أجلنا يتردد عليها جمهور عريض من مختلف الأعمار». حلم أكبر عز الأسطول المطرب الذى قرر أن يبنى فريقه الموسيقى دون الاعتماد على منتج أو دعم أحد الرعاة، لم يقتصر طموحه على تحقيق حلم فريقه وإنما قرر أن ينشئ شركة دعاية وإعلان «عز الأسطول لتسويق فرق الأندر جراوند» فقط من أجل هدف رئيسى واحد هو تحقيق أحلام فرق مستقلة أخرى كثيرة مازالت فى بداية مشوارها، تبحث عن الفرصة، تبحث عن مدخل لعالم الميديا، وهنا يقول عز الأسطول: «تخرجت فى تربية موسيقية الزمالك، قسم الغناء الأوبرالى، عقب ذلك خضت مشوارا طويلا حتى أصبحت اليوم أعيش من أجل فريقى ومن أجل غنائى، أعشق الراى، وأشعر بمنتهى المتعة وأنا أنشد أحد المواويل الصوفية، نشأت على صوت صباح فخرى، إبراهيم طاطلسيس، الشاب خالد، لطفى بوشناق، أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، ولكن عقب كل هذا لم أستطع النجاة بنفسى حتى لا أصطدم بحقيقة لا جدال عليها، قد تكون الوحيد فى هذا العالم الذى تتمتع بالموهبة، ولكن هذا لا ينفى مدى أهمية الدور الذى تلعبه وسائل الإعلام حتى ترى تلك الموهبة النور، من هنا كانت فكرة الشركة، التى قررت أن يكون هدفها الرئيسى هو خدمة ومساعدة الفرق المستقلة التى بحاجة إلى من يرشدها إلى نقطة البداية، تلك أصعب النقاط فى أى مشوار نبدؤه». •