واحد من أنشط أجهزة المخابرات فى العالم، فهو يضم قرابة ال 250 ألف موظف وجاسوس ومتعاون، وهو مسئول عن جمع المعلومات عن الحكومات الأجنبية والشركات والأفراد وتقديم التقارير للإدارة الأمريكية لمساعدة كبار صناع القرار السياسى فى أمريكا، كما ببعض المهمات السرية بتكليف مباشر من رئيس الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى بعض العمليات شبه العسكرية. ويمتلك الجهاز ما يقارب 1000 عميل مزدوج حول العالم، ويحتل المركز الأول كأكثر أجهزة الاستخبارات تمويلاً فى العالم، لذلك فهو الجهاز الأكثر تطورًا تكنولوجيًّا من بين أجهزة الاستخبارات الأخرى. ويقع مركز الاستخبارات المركزية فى ضاحية «لانغلى» وتبعد 15 كيلومترا عن واشنطن العاصمة وهو مركز محصن تحصينا طبيعيا بوجود نهر «بوتوماك»، فضلا عن الحراسة المشددة عليه والكاميرات التليفزيونية المسلطة على المنطقة المحيطة ليلا ونهارا. وتبلغ مساحة هذا المركز حوالى 125 ألف متر مربع، بينما بلغت تكاليف الإنشاء عام 1966.. 46 مليون دولار، ويحيط بالمبنى سوار يبلغ ارتفاعه 4 أمتار تعلوه أسلاك شائكة. وتحتفظ الوكالة ببعض الأبنية لاستعمالها تحت أسماء مستعارة. وتعتبر وكالة المخابرات الأمريكية أحد أهم الأجهزة الرئيسية للتجسس ومقاومة التجسس فى الولاياتالمتحدة. فقد أنشئت إبان الحرب العالمية الثانية بأمر من الرئيس الأمريكى سهارى ترومان» لتحل محل «مكتب الخدمات الاستراتيجية» الذى كان أسسه الرئيس «فرانكلين روزفلت» وذلك تحت ضغط الاستخبارات العسكرية ومكتب المباحث الفيدرالى. وتنفذ المخابرات الأمريكية عمليات التجسس عن بعد عبر الأقمار الصناعية وبواسطة طائرات التجسس بدون طيار ومراقبة الاتصالات الهاتفية السلكية واللاسلكية والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى ك«تويتر» و«فيس بوك»، وسرقة قواعد البيانات للشركات العملاقة ل«جوجل» و«ياهو»، وغيرها، التى تتبع جهاز المخابرات. بالإضافة إلى منظمة «إشيلون» الأمريكية التابعة للوكالة الأمريكية، والتى تقوم بنشاطات بالتنسيق مع قيادة الاتصالات الحكومية فى بريطانيا (GCHQ)، ومؤسسة أمن الاتصالات الكندية (CSE) ومديرية الإشارات فى الدفاع الأسترالية (DSD) ومكتب المخابرات للاتصالات الحكومية فى نيوزيلندا (GCSB). وتعتبر المنظمة، أو الأذن الكبرى، والعيون الخمس للولايات المتحدة، كما يطلقون عليها، أشهر شبكة تجسس إلكترونى فى العالم، تقضى بتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الحكومات مع الحفاظ على السرية التامة لصيغة هذه الاتفاقيات، وبالفعل نفذت «إشيلون» عمليات تجسس ضد روسيا والصين وفيتنام وفرنسا واليابان والأرجنتين وغيرها. وكانت دول منطقة الشرق الأوسط على قائمة الجهات الأكثر اختراقاً من قبل (CIA)، بحجة محاربة الإرهاب. ويعترف رجال الاستخبارات المركزية باختراقهم لبعض التنظيمات، مثل القاعدة وبإنشائها لتنظيمات أخرى مثل «داعش» من أجل تنفيذ عمليات تشعل صراعاً بين الغرب والعالم الإسلامى، وفقاً لكتاب «مبادلة الأسرار» لمؤلفه «مارك هوبند»، مراسل صحيفة «فايننشيال تايمز»، البريطانية، الذى حصل على معلومات من ضباط فى المخابرات خلال سفرياته من روما إلى كابل ومن الخرطوم إلى جوانتنامو، حول نجاح الجواسيس فى إقامة قنوات سرية مع منظمات إرهابية. ولم يقتصر عمل (CIA) على التجسس فقط، وإنما عملت على أن يكون لها وكلاء عملاء من الدول العربية والخليج وأفريقيا وصل عددهم إلى 54 دولة لتنفيذ مخططها المشبوه مستخدمين كل الوسائل القمعية من مطاردات واللجوء إلى التعذيب والاستجوابات والاعتقالات غير القانونية والتصفية الجسدية. ولم تترك واشنطن عدواً أو صديقاً دون التجسس عليه، حيث أكدت «دير شبيجل» الألمانية أن الولاياتالمتحدة كانت تتجسس على الاتحاد الأوروبى بعد انتقاله إلى مكاتب جديدة فى نيويورك فى سبتمبر 2012، كما استهدفت مكاتب الاتحاد فى بروكسل والبعثة الدبلوماسية فى واشنطن ونظيرتها لدى الأممالمتحدة فى نيويورك، وفقاً لوثائق أدوارد سنودن، المستشار السابق للوكالة الأمريكية، واللاجئ حالياً فى روسيا والذى تلاحقه واشنطن بتهمة التجسس. كما شنت وكالة الاستخبارات الأمريكية غارات بطائرات دون طيار فى الكثير من دول الشرق الأوسط، أسفرت عن مقتل أكثر من 2400 شخص خلال 5 سنوات فقط، وفق ما كشفت عنه صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، حيث أثبتت ضلوع (CIA) بإذن مباشر من الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش، بالتعاون مع الموساد فى عملية التصفية الجسدية واغتيال القيادى فى حزب الله «عماد مغنية»، فى فبراير عام 2008، داخل العاصمة السورية، دمشق. وبحسب مسئول سابق فى الوكالة، فإن فريق مراقبين تابعا لوكالة الاستخبارات فى العاصمة السورية كان يتتبع تحركات «مغنية»، وفور خروجه من مطعم فى دمشق واقترابه من سيارته ذات الدفع الرباعى، قام رجال الموساد عن طريق جهاز تحكم عن بعد من تل أبيب، بتفجير السيارة، حيث تم زرع قنبلة فى الإطار الاحتياطى المعلق بالجزء الخلفى من السيارة، مما أسفر عن مقتل القيادى على الفور.•