كانت إدارة الرئيس الأمريكى السابق أوباما تتبع السياسة البريطانية تجاه الشرق الأوسط. وهى السياسة التى خلقت الإخوان فى مصر فى نهاية عشرينيات القرن الماضى وخلقت الوهابية فى المملكة السعودية فى ثلاثينيات نفس القرن. وهى مدرسة تعتمد على التيارات الدينية المتشددة لتحقيق مصالحها. إدارة أوباما رغم رحيله مازالت فى الحكم إلى الآن وبالتحديد فى عدد كبير من أعضاء الكونجرس. يدعمون الجماعة لغرض آخر تماما وهو الرحيل إلى الصين لإقامة معركة خطيرة هناك وسط مسلمى بورما!! صفقة الإخوان والأمريكان صفقة قذرة جديدة تتم ما بين الإخوان وما بين الأمريكان. الإخوان يريدون العودة للحياة من جديد بعد الضربات المتتالية منذ ثورة يونيه والأمريكان يريدون الإخوان لحربها الخفية المستترة تجاه الصين. وهو ما أعطى الجماعة الإرهابية الضوء الأخضر للعودة من جديد للظهور الحذر فى مصر مستغلين بدء العام الدراسى الجديد بعد أيام معدودة. فمازال فى المخزن الإخوانى الكثير يتعلمون ويتدربون لحين اللحظة المناسبة للظهور. وهناك جيل خامس يستعد للمرحلة الأصعب فى تاريخهم. من هؤلاء الرجال أيمن عبدالغنى زوج زهرة ابنة خيرت الشاطر وهو الرجل المقرب من نائب المرشد وقد وضعه أسامة ياسين نائبا لمسئول لجنة الشباب كى يقترب أكثر من القواعد الشبابية لإعداده فى المستقبل ليكون من القيادات فى مكتب الإرشاد. أيمن يلعب دورا كبيرا هذه الأيام فى لم شمل الجماعة وبالتحديد الشباب. فقد اتخذ هو وبعض قيادات الصف الخامس من الجماعة وهم رؤساء اللجان والشعب فى المحافظات قرارا بالانسحاب الهادئ من الصورة السياسية. انكماش من أجل لم الشمل. عبدالغنى استعان برجال من الجماعة أهمهم الدكاترة محمد الجاكى نجم نجوم جامعة الأزهر ومحمد عبدالعزيز وحسام أبوبكر وإبراهيم رمضان مسئول شعبة شمال القاهرة.. والأخير فى حالة نفسية سيئة الآن. كل ما ذكرتهم حاصلون على شهادات الدكتوراه من الولاياتالمتحدةالأمريكية. هؤلاء من وقود الإخوان فى المرحلة المقبلة. ومعهم رجال أمثال طارق وفيق وخالد عودة وعمرو دراج رغم ادعائه اعتزال العمل السياسى. وهم خارج السجن. لكن تحركات بعضهم تكاد تكون منعدمة أو محدودة خوفا من جرجرتهم إلى القضاء و من الملاحقة الأمنية. تلك المجموعة هى ممن يعتمد عليهم لإحياء الجماعة من جديد. فلجان التربية داخل الجماعة يركزون هذه الأيام على إعادة تأهيل الشباب من جديد ورفع روحهم المعنوية وهى المرحلة الأخطر والأدق فى مستقبل الجماعة. اللجان تعمل بجدية مستمرة وتتحقق على أرض الواقع. وكل يوم تأتى إليهم ردود الأفعال فى هيئة تقارير لاتخاذ القرار اللازم لتحقيق الخطة فى سرعة وثبات ونجاح. اجتماعات فرقة الإنقاذ التى يقودها أيمن عبدالغنى تتم بشكل دورى، كما أن هناك اجتماعات أخرى لتفعيل دور الشباب للضغط على النظام للوصول لهدنة ولو لوقت قصير يلتقطون فيه الأنفاس. العناصر المحركة الاجتماع يتم مع أربعة عناصر هم من يحركون الأحداث فى الوقت الحالى وهم من أخطر العناصر وأكثرها تشددا وهم مسئولو الطلبة فى الجامعات ومسئولة الأخوات وعضو بالالتراس وعضو من السلفية الجهادية. فى كل لقاء يتم توزيع المهام والتركيز فى الأيام المقبلة سيكون فى تجاه الألتراس وهم مجموعات تكونت من عناصر الألتراس أهلاوى وزملكاوى يتم تحريكهم باليومية. ويومية كل فرد فيهم تتراوح حسب المهام من مائة جنيه إلى مائتى جنيه. عبدالغنى له مهام أخرى فهو يتواصل بكثافة مع التنظيم الدولى الذى يضع خططا الغرض منها هو الصورة. صورة للغرب تقول أن بمصر حالة من عدم الاستقرار والقلق ونواة لثورة جديدة فى كل أنحاء البلاد. فأصدر التنظيم تعليمات لشباب الجماعة وحلفائها باتباع سياسة اللا مركزية خلال المواجهات والتى تجهز لها الجماعة منذ فترة، وساعة الصفر دخول الجامعات فى الموسم الدراسى المقبل. الاجتماعات التى أجرتها قيادات الجماعة مؤخرا استقرت على أن حركة المواجهات مع الداخلية تكون فى شكل مجموعات شبابية تشتبك فى وقت واحد لتعمل على إجهاض الداخلية فى عدة مواقع.. تلك المجموعات المتحركة ستكون خاضعة لقيادات القطاعات الإدارية للجماعة حتى يسهل التواصل. الدور الأخطر ومن المتوقع أن كل مجموعة شبابية سوف تقوم بتنفيذ هدف محدد، أما الدور الأخطر فهو ما يقوم به قيادات التنظيم الدولى بفتح اتصالات مع الإدارة الأمريكية لأنهم يعرفون تماما أن الأمريكان لن يتخلوا أبدا عنهم. المشروع الأمريكى فى منطقة الشرق الأوسط لا يتغير ولا يتراجع من الممكن أن يؤجل لحين اللحظة الحاسمة لكن الشرق الاوسط لا بد أن يحكمه التيار الدينى.. وقوة دفع الأمريكان للإخوان فى مصر ليست من أجل سواد عيونهم أو من أجل الديمقراطية كما يقولون بل من أجل سمعة الأمريكان فى مساندة الإخوان فى كل أنحاء الكرة الأرضية، فهم الفصيل السياسى الذى يحكم أكثر من دولة فى أفريقيا بداية من دول جنوب البحر المتوسط وعمقا فى السودان إلى نيجيريا ودول أخرى فى آسيا بداية من باكستان مرورا بإندونسيا إلى تركيا.. الإخوان منتشرون فى كل أنحاء الأرض وهم يؤدون خدمات جليلة للمصالح الأمريكية. لذلك الأمريكان لن يتخلوا أبدا عن مساندة الإخوان فى مصر من أجل أن يطمئن إخوان الدول الأخرى. وما يفعله الإخوان من اضطرابات فى مصر وتفجيرات وقتل للجنود ما هى إلا خطط ممنهجة خطط لها مخابرات خارجية - مخابرات عشر دول - على رأسها تركيا وقطر وألمانيا وإنجلترا وفرنسا تحت حماية ومظلة المخابرات الأمريكية. الإخوان والعناصر المتحالفة معهم لا ينطقون عن الهوى بل كل الخطط مدروسة.. الأحداث الأخيرة ما هى إلا إشارة جديدة لمخطط تطور فى الهجوم ليدخل المدن. والهدف الجنود من الشرطة والجيش ومؤسسات الدولة بعيدا عن المواطنين كى لا يخسرون الشارع، أو يختصموا الناس مباشرة. لذلك لن يضربوا السكة الحديد أو حتى الأسواق. الإستعانة بمخابرات الدول الأمر هنا مختلف تماما وهو ما يؤكد عليه التنظيم الدولى للإخوان وهو التنظيم الذى يعمل بأقصى جهده مستعينا بمخابرات الدول الصديقة للجماعة. وقد طرح العديد من الرؤى المختلفة لعودة الروح، والتى من شأنها أن تظهر الجماعة فى ثوب جديد ومختلف عما سبق، يحمل الكثير من الانفتاح على المجتمع، ويتخلى عن الكثير من أمور التشدد التى بدا عليها مؤخرا. قادة التنظيم لم تكن لديهم نظرة أحادية الفكر فى معالجتهم للأزمة وإعادة الجماعة بشكل أفضل للمشهد السياسى، حيث إنها ستمنح الشباب فرصة تولى المناصب المركزية، ومشاركة المرأة، بشكل أقوى فى المناصب الإدارية، والعمل على زيادة الوعى الأمني للشباب وتدويل منصب المرشد بعد أن تم احتكاره لإخوان مصر على مدار تاريخ، ووضع لائحة جديدة لانتخاب المرشد من مجلس شورى التنظيم الدولى. وهناك عدة توصيات بشأن أزمة «الإحياء الثالث للجماعة» وهى السعى لمحاولة حماية الكيان من التصدع أو «فرط العقد» والتفلت، سواء على مستوى أعضاء التنظيم أو المحبين والمؤيدين للفكرة، من خلال التركيز التربوى، والروحانى، ودراسة تجارب الإخوان فى مثل هذه الأزمة فى الأقطار المختلفة، وإيجاد دلائل مقنعة للشباب حول الأزمة خشية الكفر بمبادئ الجماعة. أما أخطر التوصيات فهى توثيق المشاهد الحالية، على أنها إحدى المحن الشداد التى تعرضت لها عبر مسيرتها وتاريخها، الحافل بالابتلاءات من قبل النظم الحاكمة وثبات الدور الوطنى والتاريخى للأخوات ومشاركتهن للإخوة فى الميدان كتفا بكتف، بل تصدرهن للمشهد وللصفوف الأولى، ومن الضرورى تمثيلهن فى المناصب الإدارية وفى مكتب شورى الجماعة وكذلك مكتب الإرشاد، وأن يكون لهن كيان منفصل يخضع لميزانية منفصلة وللجان تربوية تهتم بوضعهن التربوى، والإدارى والتصعيدى. الجماعة تعيد ترتيب البيت من جديد. وتبث كل يوم عبر لجانها الإلكترونية أنهم فى خلاف وتشتت. قد يكون بعضه حقيقيا لكنه بعيد جدا عن الكتلة الصلبة فى التنظيم. ودعم الأمريكان يعطيهم قوة لا يستهان بها، خصوصا أن مصر مقبلة على مرحلة صعبة فى العام المقبل.•