الساحر المتمرد

كثيرون هم الفنانون، لكن قليلاً من نطلق عليهم «الأسطورة».. مايكل جاكسون أسطورة، من أساطير الغناء، تركيبة فريدة، تربع على العرش لسنوات طويلة، وصنف كأنجح وأهم نجم فى تاريخ الموسيقى على الإطلاق، وسجل أكثر من رقم فى موسوعة جينيس، بلغت 21 مرة طوال حياته ولقب بملك البوب.. حصل جاكسون على 8 جوائز جرامى فى ليلة واحدة، كما حقق ألبوم ثريلر THRILLER أكثر مبيعات فى التاريخ، فى عام 1984.
الحديث عن حياة مايكل جاكسون، أشبه بمشاهدة فيلم مثير مشوق وغامض حتى بعد معرفة النهاية.
مشاهدة جاكسون تشبه من يذهب لرؤية الساحر، وهو الوصف الذى وصفته به أوبرا وينفرى، بعد حوار أجرته معه عام 1993 بعد عزلة 14 عاما عن الصحافة، حتى قرر الظهور معها فى بث مباشر من مزرعة نيفرلاند، حيث وصلت نسبة مشاهدة الحوار ل100 مليون.
فرقة جاكسون
ولد مايكل جاكسون فى 29 أغسطس 1958، هو الطفل الثامن بين عشرة أطفال لعائلة جاكسون، بدأ مهنة الغناء مع إخوانه كعضو فى فرقة جاكسون فايف فى 1964، كانوا يقدمون العروض الغنائية فى مدينة جارى، ثم انتقلت العروض للمسارح الكبيرة.
بدأ مايكل الغناء الفردى فى 1971. وأصدر أول أغنية له go to be there، ولم ينفصل عن الفرقة رغم انخفاض شعبيتها، وفى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى، أصبح جاكسون شخصية بارزة فى الموسيقى الشعبية.
كانت نقطة التحول فى حياته مع إصداره ألبومه الأول (of the wall) حقق الألبوم نجاحا كبيرا، وحصل على أول جائزة فى حياته، جائزة American music award فى عام 1980.
بعدها قدم جاكسون ثانى تجربة سينمائية له وهى فيلم E.T وأصبحت صوره تملأ الشوارع، ثم صدر له ألبوم ثريلر، الذى دخل به موسوعة جينيس كأكثر ألبوم مبيعا، تعدت المبيعات 113 مليون نسخة، وقدرت مبيعات الألبومات بما يفوق 750 مليون نسخة، أى أكثر من ضعف عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية.
تحدى العذراء
كان له فضل فى كسر الحواجز العرقية على محطات التليفزيون الموسيقية، فكان أول مغنٍ أفريقى الأصل تظهر فيديوهات أغانيه على قناة إم تى فى. شعبية هذه الفيديوهات ساعدت على إشهار القناة التليفزيونية الجديدة آنذاك، إم تى فى.
وجاكسون من مواليد برج العذراء ورجل العذراء فى العمل طموح ويهتم كثيرا بالتفاصيل الدقيقة، مما قد يمنعه من رؤية الصورة الكاملة. يأخذ عمله على محمل الجد ويدخل فى مرحلة إدمان العمل. يميل إلى التحليل والتدقيق والنقد.
الظلام هو الحل
عانى جاكسون طفولة صعبة، ولد لعائلة أفريقية أمريكية من الطبقة العامة، علاقته بوالده لم تكن موفقة، بسبب قسوته وعنفه قال مايكل خلال مقابلة مع أوبرا وينفرى إن والده كان يقول عنه إنه بشع، لوجود حب شباب كثير فى وجهه، مما جعله يغسل وجهه فى الظلام، وإن والده سر تعاسته وحزنه، كان يسخر منه دائما ويضربه، حتى إنه كان أحيانا كثيرة يصعد للمسرح ليغنى، وقد نال ضربا مبرحا من والده، فكان يمرض ويتقيأ من جراء الضرب.
وعندما سئل جاكسون عن علاقته بوالده قال: لم أعرفه جيدا، ومازلت أشعر بالغضب من تصرفاته خلال الطفولة.
مايكل الوحيد
الوحدة لا تتعلق بالناس، بل هى شعور داخلى بالاغتراب، وهذا ما تحدث عنه مايكل، كذكريات طفولته وكيف كان يشعر بالوحدة ويبكى وهو أخ لتسعه أشقاء، حرمانه فى طفولته من أشياء عديدة نتيجة شهرته، كالتسكع والسهر وغيرها، حرص على إحاطته بالأطفال لتعويضهم عما حرم منه.
يذهب الأطباء النفسيون إلى أن أسباب الشعور بالوحدة النفسية تعزى إلى أسباب المعاملة من قبل الأهل وخاصة إذا كانت عنيفة.
ملامح سمراء
هل كانت المرآة عقدة مايكل جاكسون؟
عمليات التجميل فى حياة جاكسون هى المحطة الأشهر، ما بين التمرد على لونه الأسمر، حتى شغفه المتواصل بتغيير ملامح وجهه، أجرى ما يقرب من 25 عملية تجميل، وعرف بإدمانه لهذه النوعية من العمليات أطلق عليه (العنصرى الهارب من جنسه) ثم بالتحول من اللون الأسمر للون الأبيض، بل طمث كل ما يتعلق بملامح الزنوج، خاصة الأنف والشعر المجعد.
قيل إنه حقن نفسه بالبهاق كى يصل لهذا اللون، وهو ما نفاه جاكسون مؤكدا أنه يعانى من خلل فى عمل البشرة، يؤدى لتدمير صبغة البشرة، وأنه يشعر بالألم من القصص والشائعات التى تثار حوله.
ربما لم يكن صادقا.. فشخصيته المتمردة وعدم حبه لوجهه فى مرحلة المراهقة، وسخرية والده منه، والعنصرية التى كان يجدها بحكم نشأته فى مجتمع أبيض فرضت عليه التخلص من اللون الأسود.
الأغرب هى إجابة جاكسون عن مدى رضاه عن شكله بعد العمليات فقال إنه غير راض عن شكله، وإنه يبحث عن الكمال، وأكد أنه حتى وبعد عمليات التجميل لا يحب أن ينظر للمرآة.
تحرش
فى صيف 1993 قام إيفان تشاندلر باتهام مايكل جاكسون بالتحرش الجنسى بنجله جوردان البالغ من العمر 13 عاما. بدأت العلاقة بين جاكسون وإيفان فى مايو 1992 وكان تشاندلر يتباهى دائما بهذه العلاقة.
وصل جاكسون إلى تسوية مالية مع تشاندلر لفض الأمر، وتم قفل التحقيق لعدم وجود أدلة كافية فى سبتمبر. انتحر إيفان تشاندلر فى بيته فى 5 نوفمبر 2009 أى بعد وفاة مايكل جاكسون بخمسة أشهر.
يقول حارسه الشخصى إنه كانت لديه طبيعة خاصة فى التعامل مع المقربين، ولم يكن اجتماعيا، يحب أن يخدم نفسه بنفسه، كان شخصا طبيعيا فلم يكن لديه أى علاقات بأطفال، ولم يكن مدمنا للمخدرات.•