تلعب «الشلة» دورا رئيسيا فى إدارة لعبة كرة القدم، باعتبارها جماعة ضغط يمكنها أن تحمى مصالحها أمام الآخرين سواء فى اتحاد الكرة أوالأندية. وتعد ثقافة «الشلة»المتفشية فى منظومة كرة القدم بداية من قمة الهرم المتمثل فى الاتحاد الدولى للعبة «فيفا» خاصة رئيسه السابق جوزيف بلاتر ومرورا بجلوس عيسى حياتو رئيسا للاتحاد الأفريقى لكرة القدم السابق لمدة 30 عاما إضافة إلى حصول قطر على شرف تنظيم كأس العالم 2022 والدور الذى لعبته الشلة كى تحقق هذا الإنجاز. وشهد اتحاد كرة القدم فى مصر صراعات ضخمة بسبب «الشلة» وما يدور بداخلها وحولها وقد تحدثت «صباح الخير» مع إيهاب صالح المدير التنفيذى الأسبق لاتحاد كرة القدم والذى قرر اعتزال العمل فى المجال الرياضى بعد 20 عاما من الخبرة فى ظل تفشى منظومة الشلة. الشلة تحكم تحدث إيهاب صالح باستفاضة عن ظاهرة «الشلة» التى تسيطر على مقاليد الأمور داخل اتحاد الكرة خاصة فى السنوات الماضية فأكد أن هناك الكثير من الشلل بداية من تلك التى تتكون قبل بداية الانتخابات ومرورا بالتى تستهدف الحصول على مناصب ثم التى تحاول حماية مصالحها دون إدراك لطبيعة المناصب التى غرضها فى النهاية هو تحقيق النجاح الإدارى للعبة وصناعة بيئة حاضنة للاستثمارات فى المجال الكروى تعم بالفائدة على الجميع فى إطار شرعى. وأوضح صالح أنه عادة ما يستند أى مرشح إلى كتلة يملك عليها تأثيرًا تتبع المنطقة التى يخرج منها بحيث تكون لديه مجموعة من الأصوات محجوزة له ولكن عددها لا يسمح بأن يمنحه مقعدا لعضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة فيضطر إلى الاستعانة بآخرين يملكون أصواتا فى أماكن أخرى بحيث تتكون الكتل التصويتية حتى تصل إلى الرئيس وتظهر القائمة الانتخابية على السطح. وأكد صالح أن تلك الكتل عندما تتحد فإنها عادة ما تحقق الفوز فى انتخابات اتحاد الكرة ومن ثم تبدأ شلة أخرى فى الظهور غرضها هو التقرب من صاحب القرار كى تفوز بمنصب داخل الاتحاد والبعض قد يستفيد منه ماديا أو يستخدمه للحصول على بعض النفوذ. وأضاف صالح أنه فى الماضى ظهرت شلة ثالثة فى القنوات الفضائية غرضها هو التعاقد مع مسئولين داخل اتحاد الكرة كمحللين للمباريات هدفهم حماية مصالح تلك الفضائيات بحيث تضمن استمرار بث المباريات حتى لو تأخرت فى دفع مستحقات البث كى تحافظ على تدفق سيل الإعلانات عليها. وأشار صالح أن بعض اعضاء الجمعية العمومية عادة ما ينصاعون لرغبات بعض المرشحين لمجلس إدارة اتحاد الكرة ويمنحونهم أصواتهم بسبب حاجة ناديهم إلى المال لاستمرار عملية الصرف بحيث يأملون الحصول عليه من اتحاد الكرة .. ولكنهم ينسون أن دورهم الرئيسى هو التدقيق فى أسماء المرشحين للتأكد من أنهم يملكون الخبرات الكافية القادرة على رفع ثمن البطولات التى يشاركون فيها ومن ثم يتحقق العائد المادى الذى يبحثون عنه فى النهاية. وشدد صالح على أنه فوجئ فى إحدى جلسات اتحاد الكرة بإصرار البعض على تصعيد أندية القسم الرابع إلى الدرجة الثالثة كى يضمن البعض أكثر من 70 صوتا سينضمون إلى الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، وبالتالى سيحق لهم التصويت وهى كتلة انتخابية ليست بالهينة، ورغم محاربته لذلك فإنه لم يستطع وحده التصدى له فى ظل دخول القرار أكثر من مرة إلى مجلس الإدارة لتمريره بعدما جرى رفضه فى السابق. وتحدث صالح عن بعض أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الكرة قائلا إن بعض المسئولين داخل الأندية اتصلوا به حين كان يرشح نفسه لانتخابات اتحاد الكرة ليعلنوا له أنهم سيصوتون له وحين يكتشفون أنهم لن يحصلوا على وعد بتحقيق مصلحة أو دفع فاتورة انتخابية يعزفون عن منح أصواتهم له.. فالمناصب عادة ما تكون للأكفأ وليس لمن ليس لديهم أى دراية بالعمل الإدارى الرياضى. واستكمل صالح حديثه بأنه تعرض لتصويت انتقامى بسبب احتجاجه على ترشح هانى أبو ريدة، وذلك لصالح جمال علام فى مجلس اتحاد الكرة الماضى وبعدها اتخذ قرارا بعدم الدخول فى العمل الرياضى والاكتفاء بفترة ال 20 عاما التى قضاها داخل منظومة العمل الرياضى سواء داخل اتحاد الكرة أو لجنة البث أو باعتباره رئيسا لنادى جولدى لأن أدوات العمل الرياضى الناجح غير متوافرة فى هذا المناخ. الأندية أيضا وأوضح صالح أن ظاهرة الشلة تنصرف باتجاه مجالس إدارات الأندية أيضا حيث يسعى الرئيس إلى أن يصبح أحيانا صاحب الكلمة الأولى ويتجه بعض الأعضاء للتقرب منه لتكوين مجموعة مرتبطة تخلص فى النهاية إلى فرض السيطرة للحفاظ على مصالحها. وتابع صالح أنه مع ضمان رئيس النادى للأصوات اللازمة لتمرير القرارات أصبح يملك كل شيء وحتى ولو لجأ بعض الأعضاء لمناقشته فى قراراته فى الغالب يرفض ذلك ويعزلهم من أى مسئوليات يتولونها داخل أنديتهم وهذا هو السر فى انهيار الكثير من الأندية خاصة الصغيرة. وقال صالح إنه أحيانا نرى مسئولين يشترون عشرة لاعبين أو أكثر كل موسم، وهو ما يهدد ميزانيتهم إضافة إلى تدمير فريق الكرة لديهم، ولا أحد من مجلس الإدارة يملك أى وسيلة للاعتراض أمام سطوته وقدرته الكبيرة على السيطرة وحتى من يفكر فى الاحتجاج يواجه هجوما ضاريا يدفعه للاستقالة فى الوقت الذى كان يجب عليهم فيه توحيد الصف لمواجهة تلك الشلة والتى هدفها الاستمرار تحت ظل الرئيس صاحب النفوذ. •