يجمع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون، رئيس مجلس الإدارة السابق لمجموعة «إكسون موبيل»، أكبر شركة نفط فى العالم من حيث القيمة السوقية، العديد من أوجه الشبه يأتى فى مقدمتها أنهما قادمان من خارج المنظومة السياسية الحكومية الأمريكية، تحديدا من عالم رجال الأعمال ولم يشغلا مناصب حكومية من قبل. فمن خلال إدارته لموقع «بريتبارت» اليمينى الذى لعب دورا فى الدعاية لترامب خلال فترة الانتخابات شن بانون هجوما على منافسة ترامب الديمقراطية هيلارى كلينتون، والتى هاجمها فى كتاب حمل عنوان «ثروة كلينتون» كشف فيه جانبًا من ثروتها، وفى إطار بحثه عن تنظيم سياسى مناهض للطبقة الحاكمة انضم لحزب الشاى الرافض لتركيبة النظام السياسى الحالى فى أمريكا، ودائما ما كان يهاجم الفوضى التى زرعها الرئيسان السابقان جيمى كارتر وجورج بوش، وتفاخر بانون فى إحدى الحفلات بأن هدفه هو تدمير المؤسسة السياسية المحافظة. ولاقى قرار ترامب بإزاحة بانون من مجلس الأمن القومى الأمريكى ارتياحا لدى معارضى الرئيس الأمريكي، ولفت الأنظار للصراع الخفى الذى يدور بين بانون من جهة وجاريد كوشنر صهر ترامب والمكلف بإدارة العديد من الملفات الهامة فى السياسة الخارجية مثل عملية السلام والعلاقات مع دول مثل الصين وكندا. وقبل إقالته، أثار بانون حالة من الجدل بهجومه الدائم على الإعلام الأمريكى بسبب تغطية قضية ما يعرف بالتدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية عن طريق القرصنة الإلكترونية لصالح ترامب أو قيام مسئولين بإدارة ترامب بإجراء اتصالات بمسئولين روس بشكل غير معلن. يذكر أن بانون حاصل على شهادة ماجستير فى دراسات الأمن القومى من جامعة واشنطن كما درس فى كلية الأعمال الإدارية فى جامعة هارفارد، وعمل فى «جولدمان ساكس»، وتوجه بانون لاحقًا إلى الإنتاج السينمائى وأصبح منتجا قبل انضمامه إلى شبكة «بريتبارت» الإعلامية، وفى أغسطس 2016 عينه ترامب مديرا لحملته الانتخابية التى كان مهندسها الاستراتيجى الكبير. •