أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب رسميًا عن اختياره الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل" النفطية العملاقة "ريكس تيلرسون" لمنصب وزير الخارجية الأمريكي. ويتمتع وزير الخارجية الأمريكية الجديد بعلاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال علاقة مستمرة منذ عقدين من الزمن توجت بمنحه وسام الصداقة الروسي قبل أربعة أعوام وكان قد انتقد العقوبات الأمريكية على روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا. ويشغل تيلرسون حاليا منصب رئيس مجلس إدارة شركة إكسون موبيل النفطية، إحدى الشركات الأمريكية منذ عام 2004، حيث اكتسب خبرة دبلوماسية من إبرام صفقات مع دول أجنبية لصالح الشركة للطاقة. حصل ريكس على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1975، وذلك من جامعة تكساس. ومن اللافت أن تيلرسون امتنع حتى الآن عن الحديث بالتفاصيل بشأن توجهاته إزاء القضايا الدولية، وركز على بحث المواضيع الاقتصادية. وسوف يتجه "تيلرسون" للكونجرس حيث سيتم انعقاد جلسة استماع لبحث ترشيحه في إطار التشكيلة لوزارية الجديدة لترامب. ومن المتوقع أن يواجه تيلرسون خلال هذه الجلسة، أسئلة حول علاقاته مع الرئيس الروسي، والتي تعود إلى مشاركته في المفاوضات مع شركة "روس نفط" الروسية حول مشاركة "إكسون موبيل" في مشاريع نفط وغاز في مناطق قطبية بشمال روسيا. ونقلت قناة "سي ان ان" عن مصادر أمريكية قولها إن وزيري الخارجية السابقين جيمس بيكر وكوندوليزا رايس، وكذلك وزير الدفاع السابق بوب غيتس أوصوا ترامب باختبار تيلرسون لهذا المنصب. لكن عددا من السيناتورات الأمريكيين قد عبروا عن قلقهم من العلاقة الودية بين تيلرسون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باعتبار أن المزدوج ترامب-تيلرسون قد يدفع بالسياسية الأمريكية للتقارب مع المواقف التي تتخذها موسكو من أهم القضايا الدولية. ويعكس اختيار تيلرسون لإدارة دفة الدبلوماسية الأمريكية العلاقة الوثيقة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين الذي اتهم بالتدخل بالانتخابات الأمريكية التي جرت الشهر الماضي لصالح ترامب. ومن المقرر أن يطرح ترامب تشكيلته الوزارية على الكونجرس الأمريكي للموافقة عليها بعد توليه مقاليد السلطة، في 20 يناير المقبل. وصف الرئيس المنتخب مرشحه لشغل منصب وزير الخارجية بأنه "تجسيد للحلم الأمريكي". واستطرد ترامب قائلا: "عن طريق العمل الدؤوب والإخلاص وعقد الصفقات الذكية، ارتقى ريكس في السلم الوظيفي وصولا إلى منصب الرئيس التنفيذي ل"إكسون موبيل"، وهي من أكبر الشركات ذات السمعة الحسنة عبر العالم". واعتبر أن ميزات تيلرسون المتمثلة في المثابرة والخبرات الواسعة وتفهمه العميق للشئون الجيوسياسية، تجعله مرشحا ممتازا لشغل منصب وزير الخارجية. وأعرب عن ثقته بأن وزير الخارجية الجديد سيعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي وسيركز على مصالح الأمن القومي المحورية للولايات المتحدة. واستطرد قائلا: "أعتقد أنه لا يوجد هناك مرشح آخر لديه كفاءة أو إخلاص أكبر لشغل منصب وزير الخارجية في هذا الوقت الحرج لتاريخنا".