قال شيخ الأزهر فى برنامج تليفزيونى قبل أيام إنه يجوز للفتاة أن تتقدم لخطبة الرجل، وللأب أن يخطب لابنته. نعم فتوى ليست جديدة.. يدعمها مثل شعبى شهير «اخطب لبنتك ولاتخطبش لابنك».. ونعم يفعلها بعض المشاهير.. لكن متى تتقدم الفتاة للزواج من الرجل؟ ولماذا لاتزال العادات والتقاليد أقوى من الدين فى تلك «الخطوة الحرجة» فى الزواج. فى عهد النبى - صلى الله عليه وسلم- قَالَ أَنَسٌ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسَهَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَكَ بِى حَاجَةٌ؟ فَقَالَتْ بِنْتُ أَنَسٍ: مَا أَقَلَّ حَيَاءَهَا، وَا سَوْءَتَاهْ وَا سَوْءَتَاهْ، قَالَ: «هِيَ خَيْرٌ مِنْكِ، رَغِبَتْ فِى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا». فابنة أنسٍ كانت متأثرة بالعادات والتقاليد لكنه أراد أن يصحح لها هذه العادات والتقاليد بالشريعة الإسلامية، وقد استنبط الفقهاء من هذا الحديث جواز أن تعرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، وهنا يأتى معيار التدين والخلق. أى رجل هذا؟ يرى شيخ الأزهر د. أحمد الطيب أن هناك مواصفات فى الرجل الذى تعرض المرأة نفسها عليه، وهي: الصلاح، والخلق، وأن يعرف لها حقوقها، ويصونها ويحميها، وتسعد معه، ومن هنا يجوز لهذه المرأة أن تكسر قاعدة العادات والتقاليد، لكن لا يجوز أن تعرض نفسها عليه لكونه كثير المال، أو خفيفَ الظل، أو وسيما. ورغم جرأة الخطوة، ومخالفتها العادات والأعراف، لكنها حدثت بالفعل مع عدد من المشاهير، فالفنانة نجلاء فتحى كانت قد تقدمت لطلب الزواج من الإعلامى حمدى قنديل فى محادثة تليفونية عندما قالت له:«أنا هتجوزك النهاردة»، لم يجد قنديل إجابة غير كلمة «عظيم»، لتقوم نجلاء بكسر حاجز توتره ب: «معاك بطاقة شخصية ليرد أنها بالفعل ليست معه، لكنه يمتلك جواز سفر، وعندما سألته: «موافق ولا هترجع فى كلامك، ليرد عليها بلا تردد:»«أكيد موافق». واعترف قنديل أنه انبهر بأسلوبها فى عرض الزواج، وعندما سألها عما كانت ستفعله إذا لم يقبل بالزواج، فأجابته: «بالطبع كنت سأحزن، لكن ليس كثيرا، لأنك ساعتها مش هتكون تستحق ثقتى فى رجاحة عقلك، وبالتالى مش هتكون الزوج المناسب لى». - نفس الأمر حدث مع وفاء الكيلانى، والممثل تيم الحسن، طلبت منه منذ أكثر من ثلاث سنوات أن تتزوجه، ولكن المفارقة أن هذا الطلب كان على الهواء فى برنامجها «الحكم» عندما كانت تستضيفه، فقالت له: «تتجوزنى»، فأجابها: «طبعا بقبل حبيبة قلبى»، وبالفعل تم الزواج. الخطبة بلفت النظر «احنا مش أحسن من نساء النبى».. بهذه الجملة بدأت معى مى فرج - 25عاما، وتعمل مدرسة لغة عربية بمدرسة البشاير. تقول مي: وإيه المشكلة فى إن البنت هى من تقوم بطلب الرجل للزواج إذا رأت فيه مقومات الزوج والأب الناجح، فالسيدة خديجة قد فعلت ذلك من قبل مع الرسول-صلى الله عليه وسلم- وقد تزوجها النبى بالفعل، وكانت سره وحنان قلبه وأول من آمن به، فهل نحن سنكون أفضل من نساء النبى. وتضيف مى بأن هذا التصرف لو كان مخزيا، لما وافق عليه الدين الإسلامى وكرم به المرأة وأعلى من شأنها، ولما قبله على أهل بيته. فأنا أرى أن كرامة الفتاة لن تمس بأى حال من الأحوال إذا سبقت هى وطلبت يد الرجل، أو على أقل تقدير لفتت نظره بشكل بسيط، ولو كان يبادلها نفس الشعور سيأتى إليها ويطلب يدها، وإن لم يكن معجبا بها سيتجاهل الموضوع ولن تخسر هى شيئا. - وتوافقها فى الرأى سندس شرف عبدالرحمن- طالبة فى السنة الرابعة من كلية التجارة جامعة القاهرة، وتروى :زوج عمتى مهندس ويمتلك مكتبا استشاريا للمقاولات، وكان يعمل لديه شاب أعجب بأخلاقه وأمانته، وزوج عمتى له ثلاث بنات تزوجت الكبيرة فقط. طلب زوج عمتى من هذا الشاب أن يتناول الغداء معه ومع أسرته، وبعد الطعام لمح زوج عمتى للشاب بأنه يريد أن يزوجه إحدى بناته لأنه يحبه كثيرا، ويعتبره الولد الذى لم ينجبه. فرح الشاب وصارحه بأنه كان يريد أن يرتبط بابنته الوسطى، لكنه كان يخجل منه نظرا للفارق فى الوضع المادى، ورغم أن أبى وأعمامى كانوا يرفضون ما فعله زوج عمتى، لكنى وبنات العائلة فخوران جدا بما فعله ونتيجته، فقد أراد إسعاد ابنته، وقد نجح فى ذلك. الغالى والرخيص - أما شهد المنيسى، فى الفرقة الثانية تجارة إنجليزى، فترفض وبشكل قاطع أن تتقدم لخطبة رجل، حتى لوكانت تحبه جدا، وتقول: الحياء شعبة من شعب الإيمان، وصفة من صفات البنات ويفضلها كل رجل فى فتاة أحلامه، فقد تعلمت من أمى أن الفتاة يجب أن تكون معززة مكرمة فى بيت والدها والرجل هو الذى يتعب لكى يحصل عليها، لأن الغالى يظل غاليا، والرخيص الذى يأتى بلا أى تعب يذهب بدون أى مجهود. هذه هى طبيعة المجتمع الشرقى الذكورى الذى نعيش به، فلو لم يتعب الرجل فى الوصول لفتاته لن يشعر بقيمتها وسيتركها مع أول خلاف، ومن الممكن أن يتطور الأمر ويعايرها بأنها من سعت له، وأنها ليست لديها كرامة، ولم تكن تحلم بالارتباط بشخص مثله. كسر الخجل «صعب».. بهذه الكلمة أجابنى هيثم محمد عبدالرءوف- محاسب بمكتب للضرائب العقارية، على سؤالى، وضحك كثيرا ثم قال: صعب أوافق إنى أتجوز بنت هى اللى اتقدمت لخطبتى، فالعادات والتقاليد التى تربينا عليها هى أن الشاب هو من يعجب بالفتاة ويتقدم لخطبتها، وعن نفسى لا أرضى أن تقوم أختى بهذا الفعل، وبالتالى لن أرضاه لزوجتى وأم أطفالى. - أما مارتن مينا- 24سنة، مطرب بكورال جامعة القاهرة، فيقول: لم أفكر فى شىء كهذا من قبل، لكن ما المانع إن كانت فتاة معجبة بى، وحاولت أن تلفت نظرى، إن لم أكن منتبها لها!!. فعلى العكس لن ينقص ذلك من كرامتها فى شىء، فمن تكسر خجلها من أجلى سأجعلها تاجا فوق رأسى من حبها الشديد بى، وليس عدم حياء منها. - ويرى أسامة الرئيس- 26عاما، محامى- أن الدين شىء، والعرف والتقاليد شىء آخر، فالسيدة خديجة قد تقدمت لطلب سيدنا محمد(ص) للزواج لأنه خير العالمين ولا يجوز مقارنته بأحد، لكن العادات والأعراف تنتقص من قدر أى فتاة تجرؤ على ذلك.•