عندما كانت البندقية هى اللسان، والقول الحق الذى استخدمناه للدفاع عن أراضينا واستردادها من المغتصب المستبد الظالم، كان هو القلم الذى عبر عن مشاعرنا وما يدور فى أعماق نفوسنا، قبض بقلمه على مكنون عواطفنا، فرددنا حروفه وكأننا كتبناها بأرواحنا، لا هو الذى كتبها بقلمه، اشتهر بكتاباته الوطنية وحروفه الحرة، التى انتشلت مصرنا الحبيبة من النكسة إلى الانتصار، ومن الغروب إلى شروق شمس لا تعرف الظلام، كان يعى جيداً معنى الكلمة وتأثيرها على شعب مهزوم بائس، وكيف أن الكلمة قادرة على جلب الانتصار، وإحياء الروح الثورية فى الجنود وكذا الشعب، إنه محسن الخياط، شاعر الثورة والعاطفة معاً. وُلد الشاعر الصحفى محمد محسن إسماعيل الخياط والشهير بمحسن الخياط أول مارس عام 1927 فى المحمودية بمحافظة البحيرة وتخرج فى كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية جامعة الإسكندرية 1948 وعمل مدرسًا للغة الإنجليزية بالمحمودية، ثم انتقل إلى الإسكندرية فعمل فى مدرسة معلمات الورديان عام 1959، ثم انتقل عام 1964 للعمل فى جريدة الجمهورية، تبنى الكثير من المواهب الأدبية والشعرية من خلال إشرافه على باب أدب وفن فى جريدة الجمهورية، كما أسهم فى خدمة الثقافة والإبداع من خلال عموده الأسبوعى للنادى كلمة ونادى أدباء المحافظات. كما عمل مديرًا لمكتب مجلة الشاهد وأثناء عمله الصحفى زار فرنسا واليونان والاتحاد السوفيتى وليبيا واليمن ولبنان وسوريا وكتب الشعر والقصة القصيرة والمسرحية والأوبريت وصدرت له عدة دواوين منها: أكبر ثأر وناى وشموع وحكايات بهية، وله مسرحية استعراضية عن أوزوريس وله مسرحية شعرية أخرى باللغة الفصيحة بعنوان الفرسان يشعلون الصمت. صورة بلادى من الأغنيات التى كتبها الشاعر محسن الخياط أغنية سكت الكلام والبندقية اتكلمت ولحن الكلمات الموسيقار بليغ حمدى وغناها عبدالحليم حافظ عام 1969 أثناء معارك الاستنزاف وعندما اندلعت المعارك يوم 6 أكتوبر 1973 العاشر من رمضان 1393 هجريا لتحرير سيناء من دنس الاحتلال الإسرائيلى بدأت الأغنيات الوطنية تدعم كفاح مصر حتى تحقق النصر العظيم ومن هذه الأغنيات (لفى البلاد يا صبية) كلمات محسن الخياط الذى ذهب إلى منزل عبدالحليم حافظ فوجده نائماً فانتظر حتى استيقظ وأسمعه الكلمات فأعجب بها، وعلى الفور اتصل عبدالحليم حافظ بالإذاعى وجدى الحكيم مسئول إنتاج الأغانى وقال له: أرجو استخراج تصريح دخول للإذاعة للشاعر محسن الخياط لأننى سوف أحضر لتسجيل أغنية، ولحن محمد الموجى الكلمات وغنى عبدالحليم (لفى البلاد يا صبية). وأقيمت حفلة فى مدينة السويس يوم السابع من يونيو عام 1975 أى بعد يومين فقط من خطاب الرئيس السادات بمناسبة إعادة افتتاح قناة السويس بعد إغلاقها لمدة 8 سنوات الحفل الساهر الكبير حضره الرئيس وقدم فقرات الحفل تحية كاريوكا ونادية لطفى وفريد شوقى وكمال الشناوى وعمر الحريرى وعزت العلايلى، وبدأ عبدالحليم حافظ الحفل بأغنيته «عاش اللى قال» كلمات محمد حمزة وألحان بليغ وغنى أيضا من كلمات محسن الخياط وألحان محمد الموجى «النجمة مالت ع القمر»، وفى هذا الحفل شارك فى الغناء مع العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ : فايزة أحمد ووردة ومحرم فؤاد وهانى شاكر وغنت فايزة أحمد «بوابة القنال» كلمات عبدالرحمن الأبنودى وألحان محمد سلطان وأغنيتها النادرة «عاد القنال» كلمات صالح جودت وألحان محمد سلطان. من الأغنيات التى كتبها الشاعر الصحفى محسن الخياط «أحلى بلد بلدي» ولحنها أحمد فؤاد حسن وغناها الفنان محمد قنديل كما كتب (صورة بلادي) وتعرف أيضا ب«الحلوة قالت للقمر» ولحن الكلمات الموسيقار على إسماعيل وغنى الثلاثى المرح والمجموعة وقد أُجيزت هذه الأغنية يوم السبت 24 رمضان 1393 هجريا / 20 أكتوبر 1973 م. كتب الشاعر الصحفى محسن الخياط أيضا العديد من الأغنيات العاطفية ومنها أغنية «ع اللى جري» ولحنها حلمى بكر وغنتها المطربة التونسية عليا، كما غنتها أصالة بالاشتراك مع صابر الرباعى. عندما طلبت من الشاعر والناقد محمود الحلوانى أن يتذكر معى ملامح الشاعر محسن الخياط رد قائلاً: «إنه على الرغم من ذاكرتى البائسة، المضروبة بما يمكن اعتباره «زهايمر» مبكرًا، فإننى مازلت أذكر ملامحه جيدا. جسد نحيل، وجه يحمل ملامح تشبه منحوتة قديمة لفلاح مصرى، خبر معدن الزمن من كثرة ما قطعناه معا من أشواط، وما دار بينهما من معارك، ومن عواطف أيضا، حتى اطمأن كل منهما للآخر، فتصاحبا. غير أن كثرة المعارك التى خاضها هذا الفلاح تركت على ظهره انحناءة خفيفة لا تكاد تبين، تتحرج فى الإعلان عن نفسها، تردها باستمرار صلابة قديمة ويقظة اكتسبتهما روحه من التمرس على مقاومة الفاسدين والمستبدين باسم الوطن، ومقاومة الجلادين باسم الثورة! أذكر نظراته الهادئة، والمتفهمة، والمشجعة، والناقدة معا، تطل من وراء عدسات نظارته السميكة، بينما يقرأ قصيدة جديدة دفعها أحدنا له لمناقشتها فى الندوة، أو لنشرها فى صفحته الأسبوعية. أتحدث بكل تأكيد عن الشاعر الراحل محسن الخياط الذى - ربما- كان هو الشاعر الكبير الوحيد الذى أتيح لى أن ألتقى به، بشكل منتظم، فى أول طريقى فى كتابة الشعر، الأمر نفسه الذى أتيح لمعظم أبناء جيلى، وكان ذلك فى ندوته التى كان يقيمها فى مبنى جريدة الجمهورية، حوالى منتصف الثمانينيات تقريبا. لم تكن الندوة مقصورة على أدباء القاهرة فقط، إنما كانت تحضرها أعداد كبيرة من أدباء الأقاليم الذين نجح هذا الشاعر الكبير فى أن يفتح لهم نافذة واسعة يطلون منها بإبداعاتهم الشابة على القارئ، ويفرحون بأسمائهم التى يرونها، ربما للمرة الأولى، أسفل قصصهم أو قصائدهم فى «الجرانين». كانت هذه النافذة هى صفحته الأسبوعية بجريدة الجمهورية والتى تحمل اسم «نادى أدباء الأقاليم»، تلك الصفحة التى أظنها كانت من أنجح الصفحات الأدبية والثقافية التى عرفتها الصحافة الأدبية المصرية، فى تاريخها، وأكثرها مساهمة فى اكتشاف وتقديم المواهب فى الأنواع الأدبية المختلفة، ومن مختلف أقاليم مصر، وهو الدور نفسه الذى لعبه الكاتبان الكبيران أيضا عبدالفتاح الجمل ومحمد جبريل، فى جريدة المساء. امتزجت فى ملامح محسن الخياط طيبة الأب الذى يحنو على أبنائه الصغار، ويخشى عليهم من الزمن الصعب الذى يعرفه جيدا، مع شيء من القسوة التى تتعجل أن يكبر هؤلاء الأطفال ويصبحوا أكثر عزما وقدرة من أبيهم على تحقيق أحلامهم، تلك التى لا تنفصل عن حلمه بوطن أجمل، ضحى من أجله بالكثير من سنوات شبابه التى قضاها فى المعتقل. كان الخياط على الرغم من ضعف بنيانه يمتلك الكثير من العزم، ذلك العزم الذى زادته تجربة اعتقاله فى عصر عبدالناصر صلابة، وهو ما يتجلى فى أشعاره الكثيرة، خاصة تلك التى ولدت فى المعتقل وضمتها دواوينه ومنها هذه القصيدة: «مستقتلين ولا عمرنا نرمى السلاح من يدنا مستموتين نضحك لأيام الجراح اللى ارتوت من دمنا واحنا كده من صنع أوجاع الجياع المحرومين من شعبنا تبور حياتنا ع الطريق ترويها أيام الضنا تطرح هنا لاسفاحين ولاجلادين هيغيروا طعم الكفاح فى بقنا طعمه جميل زيك يا نيل وحلاوته تشفى جرحنا ساعة ما تجرى ف دمنا من ميتك تشفى العليل ساعة ما أمواجك تميل على شطنا اشهد يانيل إنك بتجرى سلسبيل لكن على شطك يانيلنا م العطاشى كام قتيل اشهد يانيل إنك بتحفر بالضوافر فى الصحارى لجل ما تخلق نهار» الهم الوطن لم يفارق محسن الخياط الهم الوطنى، وظل وفيا لقضاياه مدافعا على الحق فى الحرية ضد القمع والاستبداد، مناديا بالحق فى العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، منتبها أيضا إلى استحقاقات وطنه ومعاركه الخارجية ضد العدو الإسرائيلى، والإمبريالية الأمريكية، وهو ما ظهر واضحا فى أعماله الشعرية سواء التى كتبها بالعامية كما فى دواوينه»: «أكبر تار» و«ناى وشموع» و«حكايات بهية»، أو فى نصوصه المسرحية الشعرية التى صاغها باللغة الفصحى «عرش أوزوريس» و«الفرسان يشعلون الصمت»، وهو ما تأكد أيضا فى أغنياته الوطنية القليلة. فى هذه الأعمال جميعا لم يغب عن الخياط وجه الوطن، فكان يستعيده من خلال الرموز الدالة كالنيل، وبهية تارة، ومن خلال أقنعة الأسطورة المصرية كإيزيس وأوزوريس تارة أخرى. الأمر الذى رفد شعر الخياط بالصورة الدرامية سواء فى قصائده الغنائية أو فى مسرحه الشعرى، وهو ما يمكن أن يلمسه القارئ فى هذه المقاطع من مسرحيته الشعرية «عرش أوزوريس» إيزيس: قتلوه قتلوا حبيبى مرتين قد كنت أدرك أنّ فى هذى الحياةْ خيرًا وشرْ لكنَّ أبشعَ ما أراه أن يقتل الأخ ويلتيْ جهرًا أخاهْ كما تقول إيزيس ل «ست»: «بل اغتصبت وكنتَ نيرانَ الحطبْ كنتَ الخديعةَ والخيانةَ كنتَ ألسنةَ اللّهبْ أرَّقْتَ طفلاً كان يحلمُ باللَّعِبْ ووأدتَ حلْمَ الشّعبِ خنتَ صَلاتَه وأخذت ما أعطاه ريحُ الدفءِ والخيرِ الوفير وشمسنا أغرقتهم فى بحر طوفان الجزَعْ أطلقتَ شيطانَ النّذالةِ حيثُ كنتَ وسَيلُها من يومها لم ينقطعْ الكورس: الشرُّ كالأفعى يبعثر سُمَّه فى كلّ أرجاء المدينه الشرُّ يقتلع السّلامةَ والسّكينهْ والرّيحُ تعبثُ بالشّراع وبالسّفينة «أوزوريسُ» أدْرِكْنا فقد بدتِ الحياة رؤًى حزينه فلاح: يا خَلْقْ، يا ناسْ اللقمة صارتْ فى نُدرةِ أحجار الماسْ والبسمةُ ذَبُلتْ، وتجمَّد فى النّاسِ الإحساسْ قد حرتُ لماذاتخمد فى النّاس الأنفاسْ ألأّنا نعشق هذى الأرض؟ أَلأَّنا نقرع للحبّ الأجراسْ؟ الأيام السوّد تمرْ قلْ يومًا بلْ أيامًا بل شهرًا بل أعواما بل ألفًا لكنْ إيزيسْ لم تَخْمَدْ فيها روحُ الثأرْ قد ذَبُل ربيعُ العمرْ وتقوَّس ظهرُ الأيّامْ لكنْ إيزيسْ مازالت مشرقةً كجبين الفجرْ ما زالت فى نُضْرةِ أَوْراقِ الزَّهْرْ والسيّد فى هذا العَصْرْ من يملك مالاً وقصورًا وضياعا السيّد يتسلّى فى أبهاء القصرْ يتحكّم فى أرزاق النّاسِ يحوّلُها كأسًا من خَمْرْ قد ملك الأرضَ وصار الكلُّ عبيدَ الأرضْ أفقدهم طعمَ الأمسِ وطعمَ اليومَ وألجمَ فى فمِهمْ أغنيةَ الغدْ». ككثيرين من شعراء العامية الكبار كان لمحسن الخياط إنجازه فى كتابة الأغنية العاطفية والوطنية، لكنه لم يسلم نفسه تماما لها، واكتفى منها بعدد من الأغانى القليلة التى أثبتت تميزه فى هذا المجال، وعلى الرغم من نجاح الأغنيات العاطفية القليلة التى كتبها مثل «ع اللى جري» التى غنتها المطربة عليا التونسية، و«مسيرك هتعرف» التى غنتها شادية، فإن محسن الخياط لم يذهب بعيدا فى كتابة هذه الأغنية العاطفية، وكان توجهه الأكبر لكتابة الأغنية الوطنية، التى تميز فيها أيضا وقدم خلالها مجموعة من الأغنيات التى واكبت الأحداث الوطنية الكبرى فى حرب الاستنزاف وانتصار أكتوبر، وقد اتسمت أغنيات الخياط الوطنية بقدرة مدهشة على رسم الصورة الشعرية، التى لا تخلو أيضا من درامية وهو ما يمكن أن نتعرف عليه فى عدد من الاغانى التى غناها له عبد الحليم حافظ مثل «سكت الكلام والبندقية اتكلمت»، و«النجمة مالت ع القمر»، و«لفى البلاد ياصبية»، و«بحبك يابلادي» لفايزة أحمد، «أحلى بلد بلدي» لمحمد قنديل، وغير ذلك من أغنيات وطنية وحماسية شاركت فى إذكاء الحماس الوطنى لدى المصريين فى لحظات فارقة من تاريخ الوطن. قدم «الخياط» العديد من المواهب فى مجالات الشعر والقصة والنقد.. وإلى جانب نشر إنتاجهم أتاح لهم فرصة الحضور إلى القاهرة وإلقاء إبداعاتهم فى - الصالون الثقافى - الذى أنشأه فى مقره الجديد ويستمعون لرأى النقاد ويناقشونهم فى كل شئون الثقافة والأدب. ولشاعرنا الكبير عدة دواوين مطبوعة وهي: أكبر ثأر. ناس وشموع. حكايات بهية وهذا الديوان له جزء ثان بعنوان «الفرسان يشعلون الصمت». يضيف الشاعر خالد العبادى قائلاً: «عرفت محسن الخياط فى أحد مؤتمرات أدباء الإقليم والحقيقة أن سبب معرفتى به هو الدكتور جمال التلاوى، حيث استضافنا فى منزله وكنا نعشق محسن الخياط عشقنا رهيبا ولم نكن نعرفه بشكل شخصى سوى أننا كنا نقرأ له مقالاته فى صفحته الخاصة بجريدة الجمهورية تحت عنوان «أدباء مصر فى الأقاليم» وكان رجلا لطيفا متواضعا محبا للمبدعين فأعطيته قصيدة وقلت إنه سيلقيها فى سلة مهملاته بمكتبه وكان عمرى وقتها 19 عاما وإذ بمحسن الخياط ينشر القصيدة وكانت بعنوان «طواحين الهوا» فى صفحته بالجمهورية وكان يقدم كل عمل ينشر بنفسه فسعدت جدا بأخلاق هذا الرجل الرائع واهتمامه بالمبدع وأبسط تكريم له هو إقامة نادى أدب بقصور الثقافة يحمل اسمه وأسعى لإنشاء هذا النادى بنفسى، كما قمت بالتعاون مع إقليم شرق الدلتا التابع لقصور الثقافة بإقامة حفل لتكريمه وتسلم الدرع عن الشاعر الراحل محسن الخياط الأستاذ الدكتور أسامة أبوطالب الذى قدم فى الحفل بعضا من سيرة شاعر مصر الكبير محسن الخياط رحمه الله». حكايات بهية قدم الشاعر الكبير الراحل محسن الخياط «حكايات بهية» التى تتناول شخصيات مهمة فى تاريخنا الحديث بأنها ظلت حبيسة الإطار الضيق الذى قدم به الفكرة. وعرض عليه بعض دور النشر الوطنية تولى مسئولية طبعها. لكن الخياط تردد. حتى التقى المناضل طاهر عبدالحكيم. صاحب دار فكر للدراسات والنشر. ووجد فى داره متنفساً لحكايات بهية. ويعبر محسن الخياط عن أمله فى أن تتحول الحكايات إلى أسطوانة يتداولها شباب مصر كوثيقة فنية تزكى فيهم روح الوطنية الصادقة. وتؤكد لهم بطولات الشعب المصرى ومقاومته الطغاة والغزاة والمستبدين. هذه المقاومة التى لم تتوقف منذ فجر التاريخ. - له ثلاثة دواوين بالعامية المصرية هي: «أكبر تار» - الدار القومية للطباعة والنشر - القاهرة، و«ناى وشموع» - الدار القومية للطباعة والنشر - القاهرة، و«حكايات بهية (الجزء الأول)» - الثقافة الجماهيرية - القاهرة، و«حكايات بهية (الجزء الثاني)»، وله مسرحية شعرية باللغة الفصحى بعنوان: «عرش أوزوريس» - الهيئة العامة للكتاب - القاهرة، وله مسرحية شعرية أخرى باللغة الفصيحة بعنوان: «الفرسان يشعلون الصمت» - مخطوطة. ما توفر من شعره الفصيح من الشعر المسرحى الحوارى المتحرر من الوزن والقافية، يرسله وفقا للضرورة الدرامية على ألسنة المتحاورين، مستفيدًا من الأبعاد التاريخية والأسطورية لشخصياته، كما نجد فى شعره إفادات من الرمز وقدرة على توظيف المعانى الموحية التى تسقط من التاريخ على الحاضر وتستقيم بعض مقاطعه فى أنساق من التكثيف الشعرى، تشف عن عمق وعيه السياسى كما تعكس صدق مشاعره الوطنية، يسوقها فى خيال متوازن ولغة سلسة موحية تتسم بالقدرة على تجسيد المعانى وتوضيح الأفكار. وفى صباح أول مارس لعام1992 م، رحل عن عالمنا هذا الشاعر العظيم بعدأن ترك لنا إرثًا فنيًا يجعله حياً مدى الحياة.. رحم الله الشاعر المقاوم الكبير محسن الخياط. •