دائما وأبدا فى أجواء الاحتفالات لازم يطلع لى حاجة «تكدرنى».. أبسط شىء الاحتفال بيوم «شم النسيم»، فشم النسيم زى ما هو دارج ومتعارف عليه إن مفيش شم من غير فسيخ، أمال هنشم إيه لا مؤاخذه، ده أنا أدمنته عديت مرحلة «الشم» وقربت أخده حقن، ده هو الفسيخ طبق الموسم ولازم يتربع كده على عرش المائدة وهو بيلمع بزيت وليمون لحد ما «نشحر» زى العربية الكهنة اللى لازم تتزيت، هذا الكائن المدعو «فسيخ» وهو أفضل ما قدمه الفراعنة على الإطلاق بالنسبة لى شخصيا لا يمكن أن أستغنى عنه، حتى أثناء سفرى خارج مصر.. كنت دائما أضعه فى أولوياتى وخطتى.. ماما اطلبيلى «فسيخ» عشان أشم النسيم وأنا مسافرة، وطبعا بكون مصرة انى أسافر بيه وأفضل ألفه بورق وأكياس وأحط نعناع فى الأكياس عشان متقفش به فى المطار إلا أن كل محاولاتى تبوء بالفشل لازم ريحته تطلع ده هو جماله فى ريحته.. أنا مش هرد على الناس العنصريه اللى بتحكم على الفسيخ من ريحته وبيكرهوا يقربوا ليه ويفضلوا ماسكين مناخيرهم بمشبك غسيل، ما هو لامؤاخذة لو كان اسمه «سموكد سالمون» كانوا حبوه.. دايما ضد فكرة أننا نحكم على حد من مظهره، ريحته أو اسمه.. الجوهر يا جماعة اهتموا بالجوهر، محدش هيفهم يعنى إيه تجيب لقمة عيش مقمرة تجرد بيها فسيخ من أوله لآخره وتطلع حتة اللحمة الحمرا وتاكلها مع بصل أخضر.. أصحاب القلوب الضعيفة والأشخاص الطرية يمتنعون، وعلى الرغم إن كل مرة يعملى حكاية فى المطار ويوقفونى ساعات كأنى مسافرة «بمخدرات» إلا أن فداه هو فعلا مخدرات ده ألعن من المخدرات هو فى الحقيقة «لغم» إلا أنى لازم أسافر به ده أنا ممكن أخليه يسافر هو شخصيا قبلى أو أحجزله تذكرة يقعد جنبى، لكن لا «شم نسيم» بدون فسيخ، وطبعا لأنى حاليا فى مصر قلت خلاص الكرة فى ملعبى هحتفل بمظاهر شم النسيم اللى اتعودت عليها نلون بيض ونخرج فى الجو الجميل وناكل فسيخ لحد ما نفطس زى زمان، بس الواضح أنى غبت كتير عن مصر ولأن ربنا رزقنى بأختى «ربا» وهى فصيلة جدا صدمتنى بالواقع المر فى حوارنا سوا أنا: بقولك إيه ياروب عايزين نظبط يوم شم النسيم ربا بسخرية: هو فين شم النسيم ده هنعمل فيه إيه؟ أنا: نوصى على فسيخ ونفكر فى مكان نخرج فيه بليل ونشترى ألوان نظيفة نلون بيها البيض. ربا: حيلك حيلك، انت عارفة كيلو الفسيخ بكام؟ ده البورى مدخلش البيت من ساعة ما جدتك ماتت؟ أنا: إيه ده، كل ده عاملين حداد على السمك؟ ربا: لا البورى بقى غالى وبعدين شوفتى الفيديوهات دى؟ طبعا فرجتنى كم فيديوهات عن المزارع اللى بتعيش فيها البورى وأنه من الصرف الصحى. أنا «بضحك»: وماله أنا ماليش دعوة بالماضى بتاعه كان عايش فين أنا ليا وهو قدام عينى غرقان زيت وليمون وبيلمع أنت بطلتى تحبى الفسيخ؟ ربا: لا بموت فيه بس ماما بقت تكرهه. أنا: طبعا يا حبيبتى يا ماما عشان الضغط ربا: لا ما هو ماما عندها الضغط من زمان وبتاكله، بس سعره دلوقتى هيجبلها سكته فقالت مش هتجيبه. أنا بعصبية: لا طبعا الفسيخ ده لازم ييجى لو مش كده والله هدور على أى بيت هياكل فسيخ وهعزم نفسى عندهم . ربا: محدش هيجيبه أنا: أنت متآمرة عليا وأنت مالك يا كئيبة ربا: وعشان أكمل كآبة مش هنلون بيض أنا : قوليلى بقى زى التليفزيون ووزارة الصحة إن الألوان بتسمم البيض ربا: لا الحقيقى إن الأسعار اللى سممت البيض وسممت فرحة الناس؟ أنا: ليه هو ده كمان ليه دخل بالدولار؟ الفرخة بقت تاكل باتون ساليه مستورد؟ ربا: لا يا خفيفة كل الأسعار زادت البيضة بقت أغلى من جنيه ونص أنا: يعنى إيه ولا فسيخ ولا بيض أمال هنشم النسيم إزاى ونغنى الدنيا ربيع والجو بديع؟ ربا: لميس ممكن تفوقى هو فين الربيع، طيب بلاش أنتِ مقتنعة إن الجو بديع بذمتك؟ قولى الجو تراب، الجو حر، الجو عفار.. ده حتى الربيع مبقاش موجود. أنا: فصلتينى وسممتينى ده أنت فصيلة أكتر من بيانات وزارة الصحة فى يوم شم النسيم روحى اتخمدى. ربا: خدى التقيلة بقى مبقاش اسمه شم النسيم ده بقى «سم» النسيم.•