رغم فوز منتخبنا الوطنى الثمين والصعب على غانا بهدفين للاشيء فى الجولة الثانية لتصفيات المجموعة الخامسة الأفريقية لكأس العالم وانفراد مصر بصدارة المجموعة برصيد 6 نقاط من 6 تليها أوغندا ب 4 نقاط ثم غانا بنقطة واحدة.. والكونغو صفر. فإن ذلك لا يبرر على الإطلاق الإغراق فى التفاؤل واعتبار أن التصفيات قد انتهت وأننا على أعتاب المونديال على الرغم من أن غانا نظريا هى أقوى فرق المجموعة.. وقد تكون المنافس الأساسى والأكبر لمصر فى رحلة الصعود للمونديال. وسر تحفظى الشديد على ذلك الإغراق الشديد فى التفاؤل أننا ما زلنا فى الخطوة الثانية أو المرحلة الثانية للتصفيات، وباق 4 مراحل تساوى 12 نقطة لكل فريق.. ولذا الحديث عن صعوبة التعويض لأى فريق من الفرق الأخرى أمر غير وارد وقد يكون فقط موجودا لدى الكونغو التى حتى لو فازت بالأربع مباريات القادمة وهو أمر شبه مستحيل فلن تصعد أيضا فى وجود ثلاث فرق قوية مثل مصر وغاناوأوغندا. ولعل السب الثانى هو على الرغم من أننا كنا نحتاج بأى ثمن للفوز والفوز فقط بصرف النظر عن الأداء والاستحواذ ومصطلحات كرة القدم المعقدة.. إلا أننا اكتشفنا أننا أمام منافس قوى لاعبوه صغار السن قاموا بمحاصرة فريقنا طوال ما يقرب من 90 دقيقة فى وسط ملعبنا، ونحن لعبنا فقط على الهجمة المرتدة ولم يهاجم منتخبنا سوى ثلاث مرات حصلنا منها على الهدفين الغاليين جدا.. إذا كنا نلعب بذلك الأسلوب على أرضنا فماذا نفعل خارج أرضنا أمام أوغندا ثم غانا؟!. ونعود إلى النقطة الأهم فى هذا التحليل، وهى أن هناك 12 نقطة لكل فريق مازالت فى الملعب.. فبالنسبة لمصر التى لديها 6 نقاط ثمينة جدا من فوزين أحدهما داخلى والآخر خارجى، فليس أمامها سوى الفوز فى ثلاث مباريات من الأربعة الباقية لها، أى لابد من أن تحصل على 9 نقاط من ال 12 نقطة الباقية، وهذه النقاط التسع تجعلها تغرد بعيدا عن السرب بعد الجولة الخامسة وقبل لقاء غانا آخر لقاءات المجموعة فى نوفمبر القادم 2017 برصيد 15 نقطة، وهذا العدد من النقاط لا يستطيع أى فريق أن يصل إليه حتى غانا.. لأن غانا لديها نقطة واحدة ولو فازت فى الأربع مباريات القادمة سيكون رصيدها 13 نقطة.. وأوغندا التى لو فازت هى الأخرى بثلاث مباريات من الأربع وهذا شبه مستحيل سيكون رصيدها أيضا 13 نقطة، وهذا يؤكد صعوبة الموقف، وعدم وضوحه حتى الآن بالنسبة لأى منتخب من المنتخبات الثلاثة مصر وغاناوأوغندا. والحقيقة أن الصعوبة الحقيقية أمامنا هى مباراة الجولة الثالثة لمصر التى ستكون أمام أوغندا فى 28/8/2017 التى أعتبرها مباراة عنق الزجاجة الحقيقية التى ستحدد مسيرة مصر إلى المونديال، فبالنسبة لنا لا بديل عن الفوز على أوغندا على ملعبها، وهذا الفوز الصعب والثمين لو تحقق سيرفع رصيد منتخبنا إلى تسع نقاط كاملة وسوف يحدد رصيد أوغندا بأربع نقاط، ولو حدث هذا فإنه ستكون الضربة القاضية لمنتخبنا على أوغندا بمباراة الجولة الرابعة فى القاهرة فى 2/9/2017 أى بعد أسبوع واحد من الجولة الثالثة.. الفوز فى هذه المباراة يضعنا على أعتاب النقطة 12.. ولن يكون أمامنا سوى مباراة الكونغو فى القاهرة 2/10/2017 والفوز فى هذه المباراة يصعد بنا مباشرة إلى كأس العالم دون انتظار نتيجة المباراة الأخيرة بين مصر وغانا. لكن المشكلة والأزمة أنه لو لم يتحقق هذا الفوز على أوغندا فى الجولة الثالثة فستكون هناك مشكلة صعبة جدا حيث إن أضعف الإيمان هو التعادل.. والتعادل يرفع رصيد مصر إلى 7 نقاط ورصيد أوغندا إلى 5 نقاط، وفى هذه الحالة لو فازت مصر بمباراتيها التاليتين تكون وصلت للنقطة ال 13 فى انتظار مباراتى غانا مع الكونغو رايح جاى.. ومباراتها أمام أوغندا على أرض أوغندا خاصة أن فريق أوغندا تعادل مع غانا فى المرحلة الأولى من التصفيات.. وفى هذه الحالة ستكون مباراتنا مع غانا فاصلة، والمشكلة ستتعقد أكثر وأكثر لو حدث لا قدر الله لو أن المنتخب انهزم أمام أوغندا فلن يكون أمامه سوى الفوز بالثلاث مباريات التالية لأن الفوز بمباراتين فقط من الثلاث وهما أوغنداوالكونغو على أرضنا سيزيد رصيدنا إلى 12 نقطة فقط، وستظل المباراة الأخيرة مع غانا لتكون أيضا المباراة الفاصلة التى سيتحدد على أثرها من يصعد للمونديال.. لذا أعتقد أن المباراة القادمة مع أوغندا هى أصعب مباريات المراحل الأربع المتبقية.. والمشكلة الأهم والأعمق فى رأيى أن هذه المباراة ستجىء بعد عشرة أشهر من مباراة المرحلة الثانية.. وهذه الفترة الطويلة يجب أن نعيد ترتيب أوراقنا مرة أخرى مثلما ستفعل هذه الفرق لأنها ستكون أنهت الراحة السلبية ودخلت فترة إعداد جديدة.. لذا علينا أن نتيح المجال للاعبينا المحليين والدوليين بفترة إعداد جيد وألا يطول بنا الوقت فى مباريات الدورى والكأس حتى شهر يوليو لأن هذا يهدد الراحة السلبية للاعبينا.. وأيضا يهدد فترة الإعداد بألا تكون كافية للمراحل المتبقية من المباريات حيث إن الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات بينهما أسبوع واحد فقط. نعم.. مباراة أوغندا هى عنق الزجاجة الحقيقية.. وهى الطريق الفعلى إلى المونديال.. والنقطة ال 13 التى لو حققها أى فريق من الفرق الثلاث فى ظل تعقد مواقف المجموعة بأكملها ستكون هى كلمة السر للوصول إلى المونديال. •