الزومبى ودراما الشحاتين الأكثر إقبالاً

جاءت الدورة التاسعة للمهرجان القومى للمسرح المصرى الذى تنظمه وزارة الثقافة سنوياً بمشاركة قطاعاتها المختلفة لعروض المسرح المصرى بجميع أنواعه المهداة للفنان الراحل «نور الشريف» بكثير من الإيجابيات خاصة فى تنظيم المهرجان، وكثرة عدد العروض المسرحية المشاركة وأن ضعف المستوى الفنى لأكثرها وبعض السلبيات أبرزها قلة الندوات التطبيقية عقب العرض وغياب نجوم المسرح الكبار عن المشاركة بالعروض المسرحية.
افتتح الدورة هذا العام وزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى النمنم، ورئيس المهرجان المخرج ناصر عبدالمنعم، وذلك بالمسرح الكبير بدار الأوبرا بالجزيرة بحضور ومشاركة عدد كبير من نجوم وفنانى المسرح وصناعه النجمة سميحة أيوب، المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافى، والفنانون عبدالرحمن أبو زهرة، أشرف عبدالغفور، رجاء حسين، سامى مغاورى، محمود الحدينى، مجدى صبحى علاء قوقة، ود. سامح مهران، الناقدة آمال بكير، د. سناء شافع، د. مصطفى سليم، رئيس المركز القومى للمسرح والكاتب أبوالعلا السلامونى.
• أزمة حفل الافتتاح
بدأ حفل الافتتاح متأخرًا ساعة كاملة، مما أثار غضب الجمهور خاصة الصحفيين الذين بدأوا بالتصفيق مناشدين إدارة المهرجان ببدء الحفل. وبدأ الحفل بعرض مسرحى قصير مهدى للفنان الراحل نور الشريف، من إخراج تامر كرم ورقصات ضياء شفيق، أعقب العرض فيلم تسجيلى عن الفنانين الذين رحلوا عنا فى العام الماضى من إنتاج المركز القومى للمسرح والموسيقى. ألقى المخرج ناصر عبدالمنعم رئيس المهرجان القومى كلمته تلتها كلمة وزير الثقافة ثم كرما الفنان القدير عبدالرحمن أبوزهرة، المخرج عبدالرحمن الشافعى، الكاتبة والناقدة فريدة النقاش، الناقدة فوزية مهران تسلمتها عنها ابنتها عايدة علام، الكاتب د. محمد عنانى، رائد فن العرائس د. ناجى شاكر، المخرج د. نبيل منيب.
• غياب أسرة «نور الشريف» عن الافتتاح
رغم أن الدورة مهداة إلى الفنان الراحل نور الشريف تقديراً له ولتاريخه الفنى الطويل فإنه لم يحضر أحد من أسرة الفنان حفل الافتتاح رغم تأكيد إدارة المهرجان على تواصلها مع زوجته الفنانة «بوسى» وابنته «مى».
تكونت لجنة التحكيم من 9 أعضاء هم: سيدة المسرح العربى الفنانة سميحة أيوب، الفنان سناء شافع، الفنان أشرف عبدالغفور، د. كمال عيد، د. نهى برادة، د. سامح صابر، الفنان أحمد الحجار، د. محمد سمير الخطيب وإبراهيم الحسينى.
أما أعضاء اللجنة العليا للمهرجان فيرأسها المخرج ناصر عبدالمنعم وتتكون من 5 أعضاء هم: د. سيد خطاب، المخرج عصام السيد، الكاتب أبوالعلا السلامونى، المخرج محمد فهمى الخولى ود. نهاد صليحة، هذا بالإضافة إلى الأعضاء حسب مناصبهم وهم: المخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافى، د. هيثم الحاج رئيس الهيئة العامة للكتاب، د. إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، د. نيفين الكيلانى رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، ود. مصطفى سليم رئيس المركز القومى للمسرح.
• كثرة العروض المشاركة
شهدت الدورة التاسعة للمهرجان القومى للمسرح، مشاركة 37 عرضًا مسرحيًا إضافة ل4 عروض أخرى تقدّم على هامش المهرجان، وزيادة عدد العروض أدّى إلى مد فترة انعقاد المهرجان حتى 8 أغسطس، التى تشهد تفوقًا للمسرح الجامعى، وعروض جمعيات المجتمع المدنى، مقارنة بعروض مسرح الدولة، التى قلّ إنتاجها هذا العام بشكل كبير، ما أثّر على منافسة المسرح الحكومى فى المهرجان، كما تضمنت عروضًا مسرحية من كل الجهات التى نصت لائحة المهرجان على مشاركتها واتسعت أيضا رقعة المشاركة بصورة ملحوظة لتشمل محافظات حدودية هى: مرسى مطروح والبحر الأحمر التى شاركت لأول مرة بفرقة شلاتين المسرحية، ومن الصعيد شاركت فرق سوهاج وأسيوط وقنا، ومن الوجه البحرى محافظات الغربية والشرقية، ومن المحافظات الساحلية شاركت فرق بوسعيد والإسكندرية بالإضافة إلى فرق القاهرة والجيزة. وأقيم على هامش المهرجان معرض لمستنسخات رواد المسرح المصرى، وندوة فكرية بعنوان (المسرح ومقاومة الإرهاب)، وذلك لأن المسرح المصرى المعاصر، يمثل انعكاسًا قويًا لفكرة مقاومة الإرهاب بكل أشكاله، ومكتبة الإسكندرية استطاعت تقديم عرضين لمنظمات المجتمع المدنى، وهذا يحدث لأول مرة، وتعتبر هذه المشاركة متميزة، ودليلاً على اهتمام مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية بالمسرح».
كما تشهد الدورة التاسعة عودة للمسرح العمالى، متمثلة فى فرقة من مؤسسة (الأهرام) الصحفية العريقة، حيث تقدم عرضها (حلم ولا علم)، من إخراج شريف سمير.
القومى بلا ندوات تطبيقية
لكن فى ظل هذا الكم من العروض المسرحية إلا أنه غابت ندوات النقد التطبيقى التى تتلو العروض وإن وجدت تقابل بغياب جمهورها سواء من المتخصصين أو الجمهور العادى. وربما يرجع ذلك لوجود أكثر من عرض فى اليوم، وبالتالى لن يتمكن الجمهور أو المتخصصون من حضور جميع العروض، وبالتالى سيتركون الندوات للحاق بالعروض الأخرى.
تأخير التذاكر المجانية يسبب ارتباكًا
جاء حجم الإقبال الجماهيرى على عروض المهرجان بشكل كبير خاصة فى أيامه الأولى التى تنقل الجمهور فيها بين مسارح: الهناجر، العرائس، ميامى، الغد، ملك، الساحة بالأوبرا، مركز الإبداع الفنى، وكالة الغورى، والجمهورية، المعهد العالى للفنون المسرحية، الفلكى، قاعتى الطليعة ومسرح مؤسسة الأهرام، وكان التزاحم على أبواب دور العرض المختلفة شديداً، ويعد هذا دليل حيوية للمهرجان، والحركة المسرحية ككل، لكن تأخير وصول التذاكر المجانية إلى المسارح فى الأيام الأولى تسبب فى قليل من الارتباك لكثير من دور العرض المسرحى وساعد فى تفاديها فريق عمل «لجنة الاستقبال» وهى لجنة تضم 20 شابا من الجنسين للعمل ضمن لجان المهرجان لأول مرة هذا العام وجميعهم من المتطوعين. تضم هذه اللجنة فى عضويتها طلاب وخريجى الجامعات المحبين لفن المسرح.
المهرجان يدعو الجمهور لإبداء الرأى
بذل المخرج ناصر عبدالمنعم رئيس المهرجان فى الدورة الحالية مجهودًا كبيرًا فى التحضير لتظهر بشكل تنظيمى أفضل، لذا فقد اقترحت اللجنة العليا هذا العام توزيع استمارة استبيان بجميع المسارح التى تشهد فعاليات المهرجان مخصصة للجمهور توزع بشكل يومى فى محاولة لجمع مقترحاتهم، والملاحظات والشكاوى المتعلقة بالمهرجان فى دورته الحالية، وكيفية معرفته بالمهرجان وعروضه، كما كلفت إدارة المهرجان مجموعة عمل تقوم بجمع الاستبيان بشكل يومى وتفريغه، للعمل على دراسة محتواه ورصد المشكلات التى يرصدها الجمهور لتجاوزها مستقبلا، إضافة إلى دراسة مقترحات التطوير انطلاقا من أهمية رأى الجمهور باعتباره المستهدف الأهم. ومن خلال بيانات الجمهور يمكن للمهرجان تدشين قاعدة بيانات يمكن التواصل من خلالها مع الجمهور خلال الدورات المقبلة. والعمل على إعداد تقرير نهائى يعبر عن الدورة التاسعة بكل سلبياتها وإيجابياتها ومدى إقبال الجمهور على العروض، وهو ما يساعد المركز القومى للمسرح فى تنفيذه بالرصد والتوثيق عبر وسائله السمعية والبصرية، لتكون بمثابة أرشيف للمهرجان مستقبلا يمكن الباحثين من الحصول على كل ما يتعلق بالحدث حال الحاجة إليها فى دراساتهم وأبحاثهم.
الزومبى دراما الشحاتين
شهد المهرجان توليفة من العروض تمثل مناهج واتجاهات وأنماط إنتاج متعددة، وعروضا للمستقلين والهواة والمحترفين يحلم صناعها بجوائز المهرجان وبترك بصمة فى المشهد المسرحى، كما شاهد عروضا تتكئ على نصوص عالمية شهيرة، مثل «قضية ظل الحمار» لدورينمات الذى قدم فى معالجتين الأولى لمحمد جبر وفرقة مسرح الشباب، والثانية لمصطفى إبراهيم وفرقة بيت ثقافة أحمد بهاء بأسيوط، ونص ماكبث لشكسبير الذى قدمه أشرف النوبى لفرقة مطروح بمعالجة جديدة، ونص «حلم ليلة صيف» الذى قدمه من إنتاج مكتبة الإسكندرية المخرج محمد مكى، وعروض أخرى عن نص أوروين شو «ثورة الموتى» ورواية اليف شافق الأشهر «قواعد العشق». كما جاءت عروض شبابية من الألف للياء كتبها وأخرجها شباب معهد الفنون المسرحية ونالوا بها جوائز عربية ومحلية فى تجربة «الخروج من النص» أو المستقلين فى تجارب أخرى، كما كان للثقافة الجماهيرية حضورها اللافت بعروض صنعها أبناء الأقاليم المختلفة، وتوقف كثيرون عند تجربة فرقة شلاتين الاستثنائية.
من أكثر العروض التى لاقت إقبالا شديداً هو العرض المسرحى «دراما الشحاتين» فرقة فيكتور المسرحية المستقلة، تأليف بدر محارب، إخراج أحمد سعد والى. الذى تمت إعادة عرضه مرتين باليوم الواحد بسبب الضغط الجماهيرى عليه. كذلك العرض المسرحى «الزومبى والخطايا العشر» إخراج طارق الدويرى.
المهرجان القومى.. فى مستشفى أبو الريش للأطفال
واصل المهرجان القومى هذا العام تقليداً اتبعه بالذهاب بعروض مسرح القاهرة للعرائس والمسرح القومى للطفل لإدخال البهجة والسعادة إلى قلوب أطفالنا المرضى فى مستشفيات أبوالريش ومستشفيات 57357، فقدمت فرقة المسرح القومى للأطفال من إنتاجها العرض المسرحى «فتفوتة» لأطفال مستشفى أبوالريش «اليابانى»، بينما قدمت فرقة مسرح العرائس فى المستشفى نفسها عرض «اللعبة الشقية»، كما حظى ذوو الاحتياجات الخاصة بأولوية مطلقة لحضور جميع العروض المسرحية.
القومى بلا نجوم
يعد المهرجان القومى للمسرح هو أكبر ملتقى مسرحى على مدار العام يضم أفضل العروض التى قدمت خلال العام من المؤسسات الثقافية المختلفة، واعتدنا خلال الدورات السابقة على وجود النجوم المسرحيين المشاركين بعروض فى المهرجان، ولكن عدد النجوم يقل مما يقلل من قيمة المهرجان، ولم يكن فى هذا الموسم نجوم كبار شاركوا فى المسرح سوى الفنان القدير «يحيى الفخرانى» الذى نعرف جيداً أنه يقدم العروض للجمهور وليس للتسابق.•