خايفة أكون بحلم وأصحى ألاقى نفسى لسه فى بيتنا اللى فى المنشية اللى آيل للسقوط، الحمدلله هعيش اليومين الفاضلين من حياتى فى مكان آدمى نظيف مش مصدق نفسى إنى قاعد أنا ومراتى وولادى فى بيت مقفول بابه علينا»، «لأول مرة فى حياتى أنام وأعرف يعنى إيه شعور بالأمان»، «أخيرا بقينا بنى آدمين وهنتعامل برحمة وإنسانية».. هذا ما فعله حى الأسمرات «بمدينة تحيا مصر».. المدينة التى تم إنشاؤها خلال 6 أشهر، لانتشال أهالى العشوائيات المتضررين الذين يسكنون فى مناطق خطيرة غير صالحة للسكن الآدمى، كأهالى منطقه الدويقة ومنشية ناصر وبطن البقر وعزبة خيرالله وغيرها من المناطق التى يتكدس فيها الناس بأعداد هائلة، يموتون كل يوم ولا نسمع عنهم شيئاً!! فقد أعاد هذا الحى الحياة الآدمية لأهالى العشوائيات، وأحياهم من جديد ورسم على وجوههم الفرحة والابتسامة التى كادت أن تدفن معهم. ناس قمت برصد حياتهم خلال سلسلة حلقات على صفحات مجلتى فهم أشباه بنى آدمين.. يعملون على باب الله ويقضون نصف عشاهم نوم - بيوتهم من الداخل متآكلة وليس لها معالم بالمرة فمثلاً فتاة فى سن المراهقة تعيش فى عشة واحدة مكدسة بأفراد أسرتها وعمها وأسرته.. كانت تشكو أنها لا تستطيع تغيير ملابسها أمام كل هذا الجمع.. ذهبنا إلى مدينة تحيا مصر وقمنا بجولة داخل حى الأسمرات، الذى تم الانتهاء من مراحله الأولى والثانية، وجار العمل فى المرحلة الثالثة الآن.. وقبل دخولنا المدينة، أوقفنا أمين شرطة واصطحبنا بسيارته الخاصة داخل المدينة إلى مكتب رجال الشرطة المسئولين عن تأمين المدينة.. فهى مؤمنة بالكامل من الداخل والخارج.. وبعد الانتهاء من التصاريح والإجراءات الأمنية بدأت جولتنا.. فالمدينة مساحتها من الداخل كبيرة جدا، ومجهزة بكل الإمكانيات والخدمات والمرافق.. حيث بها ملعب كبير مجهز لكرة القدم وبها مدرسة ومستشفى.. وأيضا بها 11 ألف وحدة سكنية تم فرشها بالأثاث الكامل.. حيث تسلم الشقة للأهالى فقط «على المفتاح».. ويتم تسكينهم على مراحل، فقد تم نقل 36 أسرة من منطقة الدويقة بمنشية ناصر، وتسكينهم بعمارة واحدة.. تتكون من 6 طوابق، كل طابق به 6 شقق.. والشقة شاملة جميع التجهيزات من حيث فرش المطبخ والصالة والغرفتين، بالإضافة إلى فرش الأجهزة الكهربائية، كالتليفزيون والثلاجة والغسالة الهاف أوتوماتيك. فالشقة من الداخل بالنسبة لهم عالم من الخيال، لكنها تحملهم دفع 300 جنيه شهريا، تكاليف جمع القمامة والكهرباء والمياه.. وأثناء جولتنا ذهبنا إلى العمارة الساكنة بالحى، وتحدثنا مع أهلها عن شعورهم بعد أن تم نقلهم من الحياة العشوائية إلى الحياة الآدمية. فأخبرنا «صابر سيد» رجل فى ال60من عمره ، عن فرحته قائلا: أنا مش مصدق نفسى لحد دلوقتى.. إن بقى عندى شقة محترمة فى مكان محترم.. الدنيا هنا عسل وتمام التمام.. الشقق جميلة جدا ومفيهاش حاجة ناقصة ومفروشة. وأثناء حديث عم صابر معى، قاطعته «سناء محمود» التى تسكن فى الشقة المجاورة له، لتضيف قائلة: أنا مبسوطة جدا، كل حاجة هنا موجودة الحمد لله.. الحياة هنا بصراحة كريمة جدا.. أنا من سكان الدويقة وكان بيتى فوق حافة الجبل وعلى وشك الانهيار مع أى هزة أرضية.. وكل يوم قبل ما أنام، كنت بوصى أهلى على ولادى عشان لو حصل حاجة للبيت وأنا فيه.. ودايما كنت بدعى ربنا إن البيت لو وقع ميكونش فى حد من ولادى.. حياتنا كانت على طول مهددة وعلى كف عفريت ولما الرئيس عرف كده نقلنا على طول.. ثم تكمل ودموع الفرحة بعينها، لأول مرة أحس بالاستقرار.. لأول مرة أنام وأنا مطمنة. • الإيجار كسر فرحتى بالمكان.. استقبلنا «على» والتكشيرة مرسومة على وجهه، وكأن شيئاً ما يزعجه، فعندما سألته أخبرنى قائلا: «بصراحة أنا معنديش أى اعتراض على المكان، بس أكتر حاجة مضايقانى فيه هو ال300 جنيه الإيجار.. ومحدش فينا كان عارف موضوع ال300 جنيه.. واتفاجئنا بها بعد ما مضينا على العقد.. بيتى فى المنشية «كان ملك» وكنت بدفع بس الميه والنور.. لكن هنا فى حى الأسمرات كل حاجة بيدفع لها فلوس مياه ونور وإيجار كمان!!.. والموضوع ده مكنش موجود لما مضينا العقد.. وأنا راجل أرزقى على باب الله ومش حمل إنى أدفع كل شهر 300 جنيه بالإضافة للمواصلات اللى بتكلفنى 8 جنيه رايح جاى، ولو بالتوك توك هتكون 13 جنيه.. وعشان آخد أى مواصلة تخرجنى بره المدينة ب 5 جنيه.. فموضوع الإيجار هو بس اللى تعبنى.. لكن غير كده مفيش حاجة تانية.. المدينة فيها كل حاجة من الإبرة للصاروخ.. والخدمات والمرافق هنا كويسة جدا الحمدلله.. • طعم الحياة حلو قوى.. «ثروت مهدى» فاجأنى برده قائلا: طبعا فى فرق كبير، فرق السما من الأرض.. الواحد مكنش يحلم إنه يقعد فى مكان نضيف.. أنا كنت فقدت الأمل إنى أخرج من منطقتى، رغم إنى بحبها لكن العيشة فيها بقت صعبة قوى..•