ويبقى السر كامنًا فى جاذبية الابتهالات الدينية التى تستقطب المحبين والعاشقين لفن الإنشاد الدينى، الذى يمكن استغلاله فى توجيه العديد من الرسائل المهمة، من أجل تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام فى الخارج.. بدأ الإنشاد الدينى فى مصر منذ عهد أحمد بن طولون من خلال مجموعة من المكبرين الذين يتناوبون التكبير والتهليل والنشيد فى ليالى رمضان أو قبل صلاة الفجر، وكان المنشدون فى الماضى ينشرون القصص الدينية والإسلامية التى تحمل هموم وفكر المجتمعات الإسلامية عبر قوالب زجلية ملحنة دون موسيقى، حتى برزت مجموعة من المنشدين الذين تنافسوا فى التعريف بالإسلام ونصرة الرسول الكريم.. وتميز المصريون وأبدعوا فى فن الإنشاد الدينى، الذى جذب العديد من المشايخ الذين أنعشوا هذا الفن وأثروه، ومن بينهم الشيخ عبدالسميع بيومى، والشيخ محمد الفيومى أحد أفراد بطانة الشيخ على محمود، والشيخ محمد الطوخى، والشيخ سيد النقشبندى، والشيخ نصر الدين طوبار. والمؤسف أن الاهتمام بفرق الإنشاد الدينى يظهر فقط فى شهر رمضان الكريم، فيما يشهد الاهتمام بهذه الفرق تراجعًا واضحًا فى باقى شهور السنة، فى الوقت الذى ظهرت فيه فرق إنشاد إندونيسية وماليزية تجوب دول العالم لتحسين صورة الإسلام لدى الغرب، فى ظل انتشار التطرف والإرهاب.. وفى تعليقه على ذلك، قال نقيب المنشدين والمبتهلين الشيخ محمود التهامى من جانبه: «إن فن الإنشاد الدينى يحتاج إلى المحافظة عليه والاهتمام به»، مشيرًا إلى أن هناك سعيا دؤوبا لاكتشاف المواهب فى الإنشاد الدينى من جميع ربوع الجمهورية، وخاصة المراكز والقرى والنجوع التى مازالت تحتفظ بالأصالة الإنشادية والفطرة السليمة الفنية. ونوّه التهامى إلى دور مشروع مدرسة الإنشاد الدينى - التى شهدت تخريج دفعتين من الشباب والفتيات حتى الآن - فى الحفاظ على فن الإنشاد، وإيجاد جيل متميز من المنشدين، داعيًا إلى ضرورة وجود تعاون أكثر مع وزارة الثقافة، وأن يتحول هذا المشروع من مشروع تدريبى إلى دراسة نظامية فى أكاديمية الفنون تصل إلى درجة الدكتوراه.. وأكد نقيب المنشدين والمبتهلين أن فن الإنشاد الدينى سيعود إلى سابق عصر ازدهاره، لافتًا الانتباه إلى أن كثيرًا من الشباب الموهوبين يسعون لإتقان هذا الفن، والوصول إلى درجة الإنشاد الراقية. •