من حق المشاهدين أن يسعدوا بإنتاج جزء جديد من مسلسل سبق أن حقق جماهيرية كبيرة فى جزئه الأول، ومن حق صناعه إنتاج أجزاء جديدة طالما لديهم القدرة على الحفاظ على نفس النجاح بل إضافة نجاح جديد، أما الإقدام على إنتاج جزء جديد من أجل التواجد فقط فإنه ليس مكسبًا على الإطلاق بل يعود بالعمل الفنى وصناعه إلى الوراء.. يأتى فى صدارة مسلسلات الأجزاء، مسلسل «ليالى الحلمية» أحد كلاسيكيات الدراما المصرية خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات عبر دويتو مميز جمع بين المؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة والمخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ، إضافة إلى مجموعة متميزة من النجوم الذين ساهموا فى نجاحه لأعوام طويلة.. وفى رمضان هذا العام، قرر المؤلفان أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين إعادة تدوير المسلسل بجزء سادس يعانى من معالجة درامية تقليدية، غلب عليها الحشو والمط والتطويل، والرهان على ممثلات عائدات بعد غياب وفاقدات للياقة الفنية، والاعتماد على ممثلين آخرين أقل فى التأثير فى الأجزاء السابقة، فى ظل غياب الفنان يحيى الفخرانى «سليم البدرى» والفنان صلاح السعدنى «العمدة سليمان»، فضلاً عن الإصرار على الدخول فى معمعة موسم رمضانى مكتظ بمسلسلات نجوم وأنصافهم. كل هذه الأسباب وغيرها صدمت المشاهدين فى الجزء السادس من مسلسل «ليالى الحلمية» المشوه، ودفعهم إلى الإنصراف عن متابعة المسلسل ليخسر جزءا من جمهوره الذى تكوّن عبر سنوات طويلة. ويأتى ضمن مسلسلات الأجزاء المسلسل الكوميدى «هبة رجل الغراب» الذى حقق نجاحًا لافتًا فى جزئه الأول والثانى فى ظل وجود توليفة من النجوم الشباب على رأسهم بطلة العمل الفنانة الشابة إيمى سمير غانم، فضلاً عن عرض الجزءين الأول والثانى بعيدًا عن زحام الدراما الرمضانية. وعلى غير المتوقع، هلّ علينا فى رمضان الجزء الثالث من مسلسل «هبة رجل الغراب» بعد أن تغير معظم أبطاله المؤثرين، ليضع صناعه أنفسهم فى مقارنة صعبة مع صناع الجزء الأول والثانى، وفى منافسة شرسة أيضًا مع مسلسلات كوميدية أخرى مثل مسلسل «نيللى وشريهان» للفنانة دنيا سمير غانم واختها إيمى بطلة الجزءين الأول والثانى. ويبقى رهان صناع الجزء الثالث على نجاح مسلسل «هبة رجل الغراب»، محفوفًا بالمخاطر وربما الفشل إلا إذا استطاع صناعه تفجير الضحك وسط مسلسلات تتنوع سيناريوهاتها ما بين الأكشن والدراما النفسية والاجتماعية. •