لا أحد يتخيل أن كل ما يراه الطفل فى صغره ويبهره يظل نقطة جذب وجاذبية له حين يكبر ويبدأ فى مرحلة الاختيارات فى حياته العملية. ونحن كأهل لا ندرك أننا حين نشترى لأولادنا لعبا يلعبون بها قد نكون فتحنا لهم طاقة نور على العالم الذى سيختارونه لمستقبلهم وهذا ما حدث مع ياسمين فهمى أصغر مبدعة فى عائلة فهمى. عمتها عزة فهمى أشهر مصممة مجوهرات مصرية وعمتها الثانية راندا فهمى اسم له ثقله فى عالم تصميم النحاس ووحدات الإضاءة ووالدها على فهمى هو من أمهر من تولى الإدارة فى مؤسستهم العائلية العريقة. نشأت ياسمين فى بيت يملأه الفن والرقى وفن العمارة فبيوت عائلتهم تشبه بيت السحيمى وما شابهه كلها بيوت مزينة بفنون عربية أصيلة حتى الصيغة التى ترتديها الفتيات والنساء فى المناسبات قطع مصاغة من عبق التاريخ والحضارة. نشأت ياسمين فهمى فى عائلة كل سيداتها تجيد فن الرسم عماتها وعمات والدها، وكان والدها يشترى لها كل يوم وهى ذاهبة للمدرسة اسكتشات لكى ترسم بها، وكانت تذهب وهى فى السابعة من عمرها مع والدها إلى المصنع الذى ترى فيه فنون النحاس واسطاواته وهم يجلسون فى دأب ينقشون النحاس وينشرونه ساعات طويلة من العمل لتخرج قطع من تحت أيديهم قد شاهدتها مجرد رسمة إبداعية لعمتها راندا فهمى. كبرت الطفلة الصغيرة وعيونها ومخيلتها متشبعة بفنون تراثية ومعمارية حتى الأثاث ببيوتهم كله بالنجارة العربى والتحقت ياسمين بكلية الفنون الجميلة قسم ديكور مسرح وسينما واختارت مشروع تخرجها عن نص سينمائى الظاهر بيبرس وحصل مشروعها على تقدير امتياز. عشقت ياسمين النحاس وبهرتها فكرة تصميم وحدات إضاءة من النحاس. بمرحلة الدراسة صممت نجفة من النحاس على شكل مخروطى ولم تكن فرحتها فقط بأن القطعة التى رسمتها على الورق من وحى الخيال أصبحت قطعة فنية تراها العين، ولكن اكتملت فرحتها بأن حصلت عليها على الجائزة البرونزية وتوالت الجوائز لتصميماتها، ففى العام التالى حصل تصميمها على الجائزة الفضية وفى العام التالى حصلت على الجائزة الذهبية لتترشح وتمثل مصر فى إيطاليا فى محفل عالمى يشارك فيه فنانون متميزون على مستوى العالم. •