لم يحالفه الحظ فى أن يمارس ما درسه بكلية الفنون التطبيقية التى تخرج فيها عام 2008 مهندس ديكور (تصميم داخلى وأثاث)؛ عمل محمد صلاح خضر بعدة شركات ديكور وصمم العديد من "شعارات الشركات" بعد تخرجه، لكن حبه للرسم دفعه إلى أن يفتتح مشروعه الخاص بعد أن طلب منه صديق أن يعد له تصميما خاصا، وبالفعل حصل صديقه على تصميم رائع لحلية فضية، فقرر محمد أن تكون هذه نقطة البداية لمشروعه الخاص. تصميمات سياسية ببعض "اسكتشات" الرسم وعدة من برامج الحاسب الآلى وكاميرا تصوير بإمكانات عالية ليصور بها أعماله.. بدأ مشروعه عام 2010 بتصميم كلمة "الحمد لله"، يقول محمد: "هذا التصميم من أحب الأعمال إلى قلبى لأنه كان فتحة خير علىّ -كما يقولون-، صممته على شكل "دلاية" وبعد أن رفعته على صفحتى على فيس بوك انهالت الطلبات علىّ لطلب التصميم، وحتى الآن لا يزال التصميم هو الأكثر طلبا". بعد تدشين صفحته على فيس بوك بعنوان "مجوهرات خضر" التى بلغ عدد أعضائها الآن ما يزيد على مائة ألف عضو استهدف خضر من خلالها إعداد تصاميم تلبى احتياج فئة الشباب فيسعى إلى تلبيه طلباتهم غير التقليدية والمتسمة بالعصرية ومواكبة الموضة مع إدخال اللغة العربية فى التصميمات الشبابية التى أكسبتها تميزا، ويسعى خضر إلى مواكبة الأحداث السياسية والاجتماعية، فيعد تصاميم خاصة تتناسب مع الحدث (عيد الأم- الحج- خطوبة – زواج – شبكة- الأسماء- تواريخ لها مناسبات- النادى الأهلى، الألتراس- هتافات التحرير- أحداث بورسعيد – شخصية أساحبى). يقول خضر: "أسعى لتلبية طلب العميل وفقا للمناسبة المطلوبة، وأحاول أن أحافظ على مصداقيتى حتى لا أخسر عملائى، فأحدد للعميل مدى إمكانية تنفيذ طلبه، وكم الوقت المستغرق لتنفيذه؛ لأن بعض الأعمال تحتاج إلى دقة متناهية لما بها من حفر ونحت وزخارف، وربما كان طلبه غريبا كأن يكتب بيت قصيدة شعرية على سلسلة ذهبية فى مساحة صغيرة، فأحاول معه للتوصل لحل يرضيه، ويمكن تنفيذه وإلا فإن خلاف ذلك سيفقدنى مصداقيتى ويحولنى لتاجر فقط يسعى للربح بعيدا عن حرفية الفن". بالخط العربى ويعتمد محمد خضر فى صناعته وتصاميمه على مواد الكريستال، والفضة، والذهب، والمينا، والنحاس المطلى، كخامات تصنيع بعد أن يقوم برسمها على اسكتشات ثم يتم معالجتها بعدة برامج بالحاسب الآلى، حيث تظهر للعميل بالشكل النهائى الذى ستصمم عليه، وهنا يتم مشاورة العميل فى القطعة الفنية للأخذ بملاحظاته وتعديلها أو بالاتجاه نحو التنفيذ مباشرة مع الورش الفنية التى يتعامل معها، وعند الانتهاء من تنفيذها يعدل خضر على التصميم مرة أخيرة ليستلمها فيما بعد بشكلها النهائى ليقوم بتصويرها ورفعها على صفحته ثم شحنها للعميل لتصل إليه، وكل هذا يتم فى خلال أسبوع على الأكثر من أول مكالمة تليفونية معه. يعشق محمد تصاميمه كلها لكنه يضع لتصاميم الخط العربى مكانة خاصة لما بها من خصوصية ومرونة فائقة فى تطويعها للكلمة المصممة، بخلاف التصميم الأجنبى فهو يمكن المصمم من الكتابة والتصميم بالخط النسخ، والرقعة، والكوفى، والديوانى، وتدفع التصاميم العربية للانتشار خارج الوطن العربى. وعلى الرغم من أن خضر قد لقى رواجا هائلا فى الوطن العربى وخارجه فقد تعامل مع ما يزيد عن 12 دولة حول العالم، إلا أن أحلامه وطموحه تتعدى مجرد انتشار تصاميمه، فهو يحلم أن يحافظ على مستواه الفنى ومصداقيته، وأن تصبح تصاميم "مجوهرات خضر" ماركة مسجلة ليصل بأحلامه إلى أن يعرض منتجاته فى معرضه الخاص.