قدم أعمالا تعتبر علامات فى مشوار من عمل معهم، كان من أشهر ملحنى الجيل السابق، صاحب بصمة حقيقية فى مجاله، أعماله خالدة إلى الآن فهو (الشمس الجريئة) و(سهرته دائما تحلى)، و(ساب فراغ كبير) عندما اختفى عن الساحة لفترة من الزمن، و(كان إحساسه صحيح) عندما قرر ترك التدريس فى معهد الموسيقى وتفرغ للعمل لكى يستطيع أن يقدم الروائع التى قدمها.. هو الملحن المختلف والموهوب خليل مصطفى الذى تحدث معنا عن مشواره الفنى، وأهم محطات حياته، حاولنا الدخول إلى العالم الخاص به لكى نرصد أعماله المختلفة التى تعيش إلى الآن رغم مرور عشرات السنين عليها, وعطاءه المستمر إلى الآن بنفس الموهبة. • البداية أنا من مواليد محافظة الشرقية، أنتمى إلى الطبقة المتوسطة، عندما كنت فى المدرسة لم أستطع حفظ النصوص مكنتش أعرف أحفظ النصوص وأنا فى المدرسة، وجاءت لى فكرة فى السنة الرابعة وهى حفظها على هيئة لحن وقد نجحت واستطعت اجتياز هذه المِحنة ولم أعرف فى ذلك الوقت ما اسم ذلك، والذى لا يعرفه البعض أننى منذ طفولتى وأنا عاشق للغناء وكنت متأثرا للغاية بالراحل عبد الحليم حافظ، وكنت دائم الوقوف أمام المرآة وأغنى جميع أغانيه، بعد الثانوية العامة قررت أن أعمل بمجال الفن وأكون ملحنًا وبلغت أسرتى أننى أريد الالتحاق بكلية التربية الموسيقية ورفضوا فى البداية ذلك بشدة إلا أنهم أمام إصرارى اقتنعوا ودعمونى ولكن بعد فترة من الزمن. • كان إحساسى صحيحًا فى السنة الرابعة فى الكلية بدأت مشوار الاحتراف من خلال خالى مصطفى الجوهرى الذى كان محبا للغاية للفنان على الحجار وانا كنت زميلاً وصديقًا لأخيه أحمد الحجار، وطلب منى أن يقابله لكى ينتج له ألبوم (اعذرينى) وبالفعل عرفتهما ببعض وبدأ يعمل وطلب منى على الحجار فى ذلك الوقت تلحين أول أعمالى وهى أغنية (كان إحساسى صحيح) التى تقول كلماتها: كان إحساسى صحيح ورغم دا قبلت أواجه شعورى قبلت أأجل قرارى قبلت أفضل جريح وكل دا لأنى كنت فى هواكى ساجن مصيرى معاكى زى الدخان والريح كلمات المرحوم عصام عبد الله، ولهذه الأغنية قصة فى منتهى الغرابة، وهى أننى حاولت أعتذر عنها وذهبت لأحمد الحجار لكى أبلغه بذلك ولكنه أصر على أننى ألحنها، وذات يوم ذهبت لصلاة الجمعة ومع بداية إلقاء الخطيب للخطبة وأنا قررت العمل على الأغنية وأريد مغادرة المسجد وبالتأكيد لا أحد يستطيع فعل ذلك الأمر فظللت (أعيد وأزيد) وكنت طوال هذه الفترة فى ملكوت خاص بى وبمجرد الانتهاء من الصلاة ذهبت إلى المنزل فورا وأمسكت العود لكى أسجل اللحن وحاز على إعجاب على الحجار وكل العاملين على الألبوم وذهبنا إلى الاستوديو لتسجيلها. وبمجرد صدور هذه الأغنية لاقت نجاحا كبيرا وأنا لا أعرف هل يعرفها الجمهور حاليا أم لا؟ وأتمنى أن تعرض مرة أخرى ويقدمها على الحجار ولا أعرف سببا لعدم غنائه لها فى حفلاته. بعد النجاح الكبير لأغنية (كان إحساسى صحيح) عُينت معيدا فى المعهد العالى للموسيقى العربية مع أننى خريج كلية تربية موسيقية لعدة أسباب أهمها ان الكلية صعبة جدا على العكس تماما المعهد، وأنا من الشخصيات التى لا تحب المذاكرة. • عنوان بيتنا والمنديل سافر على الحجار إلى محافظة بورسعيد وعندما عاد إلى القاهرة وجدت معه منديلا مكتوبًا عليه كلمات أغنية (عنوان بيتنا) للشاعر محمد البنّا وكان ذاهبا بها للملحن أحمد منيب، وأعجبت بها وطلب من الحجار تلحينها والاحتفاظ بها لنفسى ولم يمانع فى ذلك، وبالفعل لحنتها وأنا فى طريقى للمنزل، ويشاء القدر أنه لم يذهب لمنيب وطلب منى أن يسمع اللحن وأعجب به وكنت منزعجا من ذلك بسبب أننى كان لى أغنية أخرى فى نفس الألبوم بعنوان (هتوه) وكنت داخلا فى تحدٍ مع الحجار بسبب أنى كنت واضعًا جملاً صعب غناؤها، والغريب فى الأمر أننى لحنت (عنوان بيتنا) رغما عنى. وكان لديَّ شعور خاص أننى مكسوف منها على الرغم من إعجابى فى البداية بكلماتها المختلفة ولكنى كنت أريد تلحينها لنفسى فقط، وكانت المفاجأة الشديدة أنها (كسرت الدنيا) ولم يسمع أحد عن أغنية (هتوه) التى كنت متمسكا بها. • مدحت صالح وش الخير عرفنى عليه الشاعر مجدى النجار وذهبت معه لمقابلته وأول ما طل علينا الفنان مدحت صالح غنى لى (عنوان بيتنا) فأحببيته جدا لأنه بسيط و(ودمه خفيف) ورحبت بالعمل معه على الرغم أننى كنت مكتفيًا فى هذا الوقت بالفنان على الحجار، وفى هذه الجلسة سمع مدحت أكثر من لحن وكنت مترددًا أن أسمعه لحن أغنية (السهرة تحلى) من كلمات رضا أمين، لأنها رفضت من عدد كبير من الفنانين منهم حنان ومنى عبد الغنى وعلى عبد الخالق الذى قالى لى (أنا أغنيها فى الأفراح) لكنى لم أضمها إلى شريط كاسيت، وشعرت وقتها أننى مقتنع بشيء والكون كله ضدى. فعندما سمعنى رضا أمين كلمات «السهرة تحلى» قلت له هذه الأغنية كأنى لحنتها من قبل كدا، وأنا فى العام الأول فى الجامعة كان لدى جملة موسيقية على نفس الأغنية ولحنتها بالفعل. وأعود مرة أخرى لجلستى الخاصة مع مدحت صالح وقلت له مازحا لديَّ أغنية لا أحد يريد غناءها فطلب منى سماعها فى البداية وكان ألبومه قد انتهى من تحضيره وأحب السهرة تحلى وقرر أن يضمها للألبوم وقال لى بعد سماعها (أنا هاخدها ورزقى ورزقك على الله) وكانت هذه الأغنية البداية الحقيقية لمدحت صالح والانطلاقة لى فى مشوارى الفنى. وتم تسجيل الأغنية بعد يومين فقط واستبدلها مدحت صالح بأغنية أخرى واخترناها عنوان الألبوم ولم أنس ميعاد تصويرها على الإطلاق كانت فى 1985 وكنت فى الإسكندرية انا والشاعر رضا أمين ونزل الألبوم وكان عليه إقبال كبير والجميع بيسمع السهرة تحلى، فكنت أشعر أننى فوق السحاب بسبب النجاح المذهل الذى حققته، وندم ندمًا شديدًا كل من رفضها بلا استثناء. أعتبر مدحت صالح هو وش الخير على فقد قدمنا أعمالا كثيرة ناجحة ومتميزة كانت علامات خلال مشوارنا مثل «ولا تسوى دموع» كلمات وائل هلال وكنت ملحن كل هذا الألبوم باستثناء أغنية (المليونيرات) كانت من تلحين فاروق الشرنوبى وكتبها رضا أمين وبالفعل هو كتبها لنفسه لأنها تعبر عنه، ومن الأعمال الناجحة أيضا والقريبة إلى قلبى هى (باسم الحب سمى) للشاعر جمال بخيت فكلماتها مختلفة وجريئة، ولحنت لنفس الشاعر (البراءة). • الشمس الجريئة الذى لا يعرفه البعض ان هذه الأغنية كانت من نصيب مدحت صالح وكان لى قصة معها أننى عندما لحنتها ولم أستطع (قفل) اللحن ومدحت هو الذى أكمله لى وكان معجبا جدا بالأغنية التى تقول كلماتها: الشمس الجريئة والنسمة الرقيقة والضحكة البريئة.. للموجة الشقية فى بحور إسكندرية وفى مرة كنت بسمعها للشركة المنتجة لأعمال زوجتى السابقة المطربة حنان وقالوا إنها مناسبة لها وهى رفضتها فى الأول وبعد ذلك اقتنعت بها ونجحت بها جدا وسميت بعد ذلك حنان الشمس الجريئة واعتذرت لمدحت وأقنعته بأغنية أخرى واشتغلنا عليها بعد ذلك. • نجوم أثرت فى حياتهم أغنية أخرى لحنتها حصلت على جائزة عالمية فى أنطاكيا عام 1988 لأنوشكا بعنوان (حبيتك من كل قلبى)، وفى اعتقادى أن لا أحد يعرفها بالقدر الكافى، وقدمت أعمالاً كانت علامات فى تاريخ مَنْ عملت معهم. • ثنائى كونت بالفعل مع الشاعر رضا أمين ثنائيًا فنيًا قدمنا سويا العديد من الأعمال الناجحة منها «السهرة تحلى والشمس الجريئة وشوقنا» لعمرو دياب وفى الفترة الأخيرة كان المرحوم مجدى النجار رغم أننا لم نقدم أعمالاً كثيرة مع بعض مثل «كلمينى وحسى بيا» لعمرو دياب وأغنية «كل ما امشى بيعاكسونى» لحنان. • عمرو دياب أنا بدأت مع عمرو دياب منذ بداياته إلى الآن وقدمت له تقريبا خمسة عشر عملا، فى ذلك الوقت كنت معيدا فى المعهد العالى للموسيقى العربية وهو كان طالبًا عندى ويريد الغناء وأول عمل كان بعنوان «يا سمرة» وتلاها «أنا والشوق يطول ليلنا» و«خالصين» كلمات و «السكة مش طويلة» و«كلمينى» و«جالك قلب» و«أحلف بالليالى». • سبت فراغ كبير لهذه الأغنية حكاية غريبة مع صناعها، يوم وفاة أخى الشاعر محمد مصطفى، كانت صدمة كبيرة بالنسبة لى لأنه مات صغيرا واكتر شخص حزنت عليه بعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبعد وفاته وجدت نفسى أعمل موسيقى حزينة تعبر عن الحالة اللى كنت فيها وسمعتها للمرحوم مجدى النجار وتأثر بها أيضا ووجدته يكتب على هذا اللحن «سبت فراغ كبير» كتعبير عن الحالة التى كنت أمر بها فى ذلك الوقت وسمعها لعمرو دياب وأعجب بها وأخذها وأنا كنت باعتبرها أغنية مهداة إلى أخى، وحين كنّا ننفذها توفيت والدة عمرو دياب وهو اعتبرها خاصة بحزنه عليها، أما بالنسبة للجمهور فمنهم من استقبلها بشكل عاطفى ورومانسى. أنا وعمرو دياب تاريخ كبير قدمنا أعمالاً جيدة كثيرة منها ( اهو ليل وعدى) كلمات مجدى النجار و(عدت الأيام عليا) و(وَيَا قلبها) كلمات عادل عمر ولها قصة معنا وهى من 2006 وعمرو لم يضمها لألبومه فى ذلك الوقت، وفى 2013 طلب منى مجدى النجار يكتب على اللحن وأنا لم أعترض على ذلك وبالصدفة البحتة سمعها عمرو وكانت المفاجأة أنه تذكر الكلمات القديمة وأنا شخصيا كنت لم أتذكرها وطلب ننفذها فورا، وأريد أن أوضح شيئا ما أن أى جمل ذكرت أمام هذا الفنان الموهوب لو سألته عليها بعد مرور فترة طويلة من الزمن سيتذكرها لأنه يعمل بشكل احترافى وشغله لديه رقم واحد ومن أهم أولوياته. • سبب الغياب أنا لا أعرف السبب الحقيقى وراء ابتعادى لفترة ليست طويلة، وقد يرجع السبب أننى لست موظفا وسافرت فترة الأردن ولبنان، وهناك بعض الأشخاص فسروا ذلك أننى اعتزلت وهذه كانت شائعة سخيفة فلا يوجد فنان يعتزل إلا عندما يموت، وأشعر إلى الآن أننى لم أقدم شيئا ولديَّ الكثير والكثير وكل عمل أقدمه كأنى أنفذه لأول مرة، فأعتبر نفسى ملحنا هاويًا ولست محترفا. وأريد التركيز على قضية مهمة للغاية، أنه من يوم ما جاءت روتانا إلى مصر من 15 عاما قضت على جميع المنتجين، لم أسمع بعد ذلك عن أى منتج من الذين تعاونت معهم، وقامت هذه الشركة بتغيير السوق لصالحها وجعلت جميع الاتفاقات مع المطرب وهو الذى يتصرف مع الجميع سواء ملحنين أو شعراء أو موزعين.. روتانا كانت مشكلة بالنسبة لى لأنها دفعت أموالا مهولة للمطربين، ولا أعرف سببا لذلك، هل كانت تريد القضاء على القوى الناعمة فى مصر؟! •الجيل الجديد لم أعمل مع الجيل الجديد بسبب أن جميعهم يقلد عمرو دياب باستثناء محمد حماقى، فهو يشتغل بشكل عالمى شبابى، وهذا الذى يجعله إلى الآن مطرب الشباب الأول لأنه يبحث عن أحدث سرعات الأغانى العالمية ويقدم أعماله على أساسها، فلماذا أعمل مع الكربون وأنا لديَّ الأصل !!، الوحيد الذى من الممكن أن أعمل معه من الجيل الجديد هو محمد حماقى لأنه مختلف وغير متأثر بأى فنان آخر. • ملحنو الجيل الجديد هذا الجيل به عدد كبير من الموهوبين والمتميزين منهم محمد رحيم ووليد سعد وعمرو مصطفى وشريف تاج. • شعراء تامر حسين و أيمن بهجت قمر وأمير طعيمة و نادر عبد الله. • الحياة الشخصية أنا متزوج حاليا من السيدة راندا، والغريب فى الأمر أننى شخص لا يحب الحياة الزوجية والالتزام بها، وسأحكى لك موقفًا غريبًا وطريفًا فى نفس الوقت، فى يوم كتب كتابنا كان فى الشهر العقارى لأنها ليست مصرية وبعد انتهائنا قلت لها (أنا مبحبش الجواز، الغريب هو ردها عليا: هو فيه حد فى الدنيا بيحبه)، فهى متفهمة للغاية شخصيتى وطبيعتى الخاصة وأثمر زواجنا على وجود ابنى يوسف فى السنة الرابعة بكلية السياحة والفنادق واكتشفت موهبته الفنية وهو طفل وطلب منى أن يقدم أوراقه بعد الثانوية العامة فى كلية التربية الموسيقية ولكنى رفضت ذلك الأمر لأننى أخاف عليه وعلى مستقبله وحاليا لا يوجد فن وأصرت أنه يحصل على شهادة أخرى ويكون له وظيفة أخرى ودخل ثابت وبعد ذلك يفعل ما يريد، وهو بالفعل لديه موهبة حقيقية وصوته قوى ولكنه مثل جيل بأكمله متأثر بعمرو دياب. • الملحن والأحفاد تزوجت فى بداية حياتى بالمطربة حنان وقدمنا سويا أعمالا كثيرة ناجحة ومختلفة، استمر زواجنا ما يقرب من خمس سنوات وقد أنجبت ابنى الأكبر هشام الذى يعمل حاليا فى إحدى شركات الاتصالات وتزوج وأنجب حاليا وأصبحت ( جد). • الجديد أجهز حاليًا أغنية للمطرب مدحت صالح ضمن ألبومه القادم من كلمات الشاعر بهاء الدين محمد ولكنى لا أستطيع الإدلاء بأى تفاصيل عنها إلى أن ننتهى منها. •