تراجع جديد.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الثلاثاء 4 يونيو 2024    أول مرة منذ 6 فبراير، انخفاض سعر خام برنت لأقل من 78 دولارًا للبرميل    تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    طهران ترفض مقترح بايدن بشأن وقف إطلاق النار في غزة    لحظة أقتحام نشطاء يساندون فلسطين لقنصلية الاحتلال في سان فرانسيسكو (فيديو)    سيف زاهر يعلن أسماء اللاعبين المتوقع انضمامهم للأهلي ويفجر مفاجأة عن علي معلول (فيديو)    ملف يلا كورة.. مشروع القرن ينتظر الأهلي.. استدعاء عمر كمال.. وإصابة فتوح    سيف جعفر يتحدث عن سرقة العقود من الزمالك.. ماذا قال؟    الدماطي: الأهلي أول نادي أرسل الدعم لأهلنا في فلسطين.. وتعاقدات الرعاية من قبل أحداث غزة    طقس اليوم.. شديد الحرارة نهارا مائل للحرارة ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 38    اليوم، بدء قبول اعتذارات المعلمين المشاركين في امتحانات الثانوية العامة 2024    طريقة حصول نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة الغربية الرابط والخطوات    كريم محمود عبد العزيز يحيي ذكرى ميلاد والده: "في الجنة ونعيمها يا أعظم أب"    عمرو عرفة يروج لفيلم أهل الكهف    زوجى ماله حرام وعاوزة اطلق.. ورد صادم من أمين الفتوى    6 شروط لأداء الحج ومعنى الاستطاعة.. أحكام مهمة يوضحها علي جمعة    متى ينتهي وقت ذبح الأضحية؟.. الأزهر للفتوى يوضح    طبيبة تحذر الحجاج من المشروبات الغازية على عرفات: تزيد العطش    مصرع وإصابة 21 شخصا في المغرب تناولوا مادة كحولية    عمرو أديب يكشف مفاجأة بشأن زيادة مدة انقطاع الكهرباء    إيران: تسجيل 80 مرشحا لخوض الانتخابات الرئاسية    طاعات على المسلم فعلها تعادل ثواب الحج والعمرة يومياً.. تعرف عليها    "في حد باع أرقامنا".. عمرو أديب معلقاً على رسائل شراء العقارات عبر الهاتف    أسعار الذهب في الإمارات بختام تعاملات الأمس    واشنطن تفرض عقوبات جديدة على صناعة الطائرات المسيرة بإيران    أمير هشام: جنش يرغب في العودة للزمالك والأبيض لا يفكر في الأمر    نفاذ تذاكر مباراة مصر وبوركينا فاسو    مقتل صاحب كشك على يد عامل بسبب خلافات مالية    حاكم كورسك: إسقاط 20 طائرة مسيرة أوكرانية خلال يوم    4 يوليو المقبل.. تامر عاشور يحيي حفلا غنائيُا في الإسكندرية    انطلاق تدريبات جوية لقوات الناتو فوق شمال ألمانيا    وفاة 11 شخصا جراء تسرب للغاز في منجم بمقاطعة بلوشستان الباكستانية    عبد الحفيظ: مرحلة مدير الكرة انتهت بالنسبة لي.. وبيبو يسير بشكل جيد مع الأهلي    مصطفى بكري: الرئيس حدد مواصفات الحكومة الجديدة بالتفصيل    نقابة الصحفيين تكرم الزميل محمد كمال لحصوله على درجة الدكتوراه| فيديو    مجهولون يطلقون النار على المارة وإصابة مواطن في الأقصر    رفضت ترجعله.. تفاصيل التحقيق في إضرام نجار النيران بجسده بالبنزين في كرداسة    سيد عبد الحفيظ يعتذر من خالد الغندور لهذا السبب    مجدى البدوي يشكر حكومة مدبولي: «قامت بواجبها الوطني»    وكيل مديرية الصحة بالقليوبية يترأس اجتماع رؤساء أقسام الرعايات المركزة    بمرتبات مجزية.. توفير 211 فرصة عمل بالقطاع الخاص بالقليوبية    مصطفى بسيط ينتهي من تصوير فيلم "عصابة الماكس"    «كلمة السر للمرحلة القادمة رضا المواطن».. لميس الحديدي عن استقالة الحكومة    اليوم 240 .. آخر احصاءات الإبادة الجماعية في غزة: استشهاد 15438 طفلا و17000 يتيم    وصلة ضحك بين تامر أمين وكريم حسن شحاتة على حلاقة محمد صلاح.. ما القصة؟ (فيديو)    مصرع شاب في حادث مروري بالوادي الجديد    هل الطواف بالأدوار العليا للحرم أقل ثواباً من صحن المطاف؟.. الأزهر للفتوى يوضح    عدلي القيعي يرد على تصريحات شيكابالا: قالي أنا عايز اجي الأهلي    النائب العام يلتقي وفدًا من هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    "الشراكات فى المنظمات غير الحكومية".. جلسة نقاشية ضمن فعاليات مؤتمر جامعة عين شمس    صحة الفيوم تنظم تدريبا لتنمية مهارات العاملين بوحدات النفايات الخطرة    متربى على الغالى.. شاهد رقص الحصان "بطل" على أنغام المزمار البلدي بقنا (فيديو)    حضور جماهيري ضخم في فيلم " وش في وش" بمهرجان جمعية الفيلم    أكرم القصاص: حكومة مدبولي تحملت مرحلة صعبة منها الإصلاح الاقتصادي    غدًا.. جلسة استئناف محامى قاتل نيرة أشرف أمام حنايات طنطا    بمشاركة 500 قيادة تنفيذية لكبريات المؤسسات.. انطلاق قمة "مصر للأفضل" بحضور وزيري المالية والتضامن الاجتماعي ورئيس المتحدة للخدمات الإعلامية    النائب العام يلتقي وفدًا رفيع المستوى من أعضاء هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    تقديم الخدمة الطبية ل 652 مواطنا خلال قوافل جامعة قناة السويس بقرية "جلبانة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر عوض بدوى: الشعر حياتى والتمثيل «على ندهة»!

إسكندرانى من حى «غيط العنب» بكرموز، انتقل إلى العطارين ودخل جامعة إسكندرية.. بدأ طريقه للفن من خلال والده الذى كان محباً للشعر والأدب، كما كان ممثلا فى فرقة إسكندرية القومية، فكان يذهب معه باستمرار حتى أحب الفن بشكل عام والتمثيل بشكل خاص وصار عاشقا للشعر، وذلك من خلال أوبريت ليلة من ألف ليلة لبيرم التونسى.
هو الشاعر عوض بدوى، «صاحب الكلمة الحلوة» فى عالم الغناء والضحكة الأحلى فى عالم البشر، يطل علينا من وقت لآخر ليطلق علينا كلماته الغنائية التى تسعدنا أحيانا و«تقلب علينا المواجع» أحيانا أكثر.. لا تعرفه عندما يأتيه شيطان الشعر، فتجده يكتب وهو فى غيبوبته الشعرية دون إحساس بمكان أو زمان حتى لو سجل لحظات جنونه هذه على تذكرة القطار.. وإلى تفاصيل الحوار
• مجنون للكلمة الحلوة
• سألناه عن بدايته وكيف التقى هو والفن معا فى طريق واحد؟
بدايتى مع الفن كانت من خلال والدى الذى كان ممثلا فى فرقة إسكندرية القومية، فكنت أرافقه دائما إلى المسرح حتى أحببت التمثيل بشكل خاص لكن عشقت الشعر وذلك عند حضورى مسرحية لأوبريت ليلة من ألف ليلة لبيرم التونسى، ووقتها كنت أول مرة أشعر بمعنى كلام موزون ومقفى وفيه جرس من خلال هذا الأوبريت، على الرغم من صغر سنى وقتها - 7 سنوات - إلا أن شغفى بهذا العالم جعلنى سريع الإدراك لكل ما تلتقطه أذنى.
ولم أكتف بالمشاهدة ولكن سحرنى كل ما تشمله كلمة فن، فبدأت بالتمثيل مع والدى، فى الوقت الذى أمارس فيه كتابة الشعر، حيث كنت أشعر بالتجاذب نحوهما فى نفس الوقت، فلا أنكر أنى أحببت المسرح وأحببت الشعر، ولكنى اتجهت أكثر نحو الشعر واهتممت بدراسته ومعرفة أشكاله وتحديدا الشعر العامى ومعرفة رواده، وساعدنى والدى كثيرا فى اكتشاف هذا العالم لأتعرف بعدها على صلاح جاهين والأبنودى وفؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم وأقرأ دواوينهم وأشعارهم، حتى دخلت فى مرحلة الكتابة، وأتذكر وأنا فى الصف السادس الابتدائى كان أستاذى مدرس اللغة العربية الأستاذ «حبشى» يطلب منى إلقاء ما كتبته من الشعر أمام أصدقائى بالفصل وقوله لى «سمعنى ياسيدى».
• من طفل قارئ لناشر بمجلة ميكى وسمير!
كنت وأنا تلميذ فى المدرسة أحب قراءة مجلات ميكى وسمير وكنت على تواصل مع إصداراتها، وفى إحدى المرات سجلت عناوين وأرقام التواصل معها، وبدأت فى مراسلتها وأبعث إليها ببعض أشعارى وقد أعجبوا بها ووافقوا على نشرها وكم كانت سعادتى بالنشر فى المجلات التى كنت يوما أقرؤها كأى طفل عادى.
وكنت أكتب شعرا اجتماعيا يتحدث عن الغلاء والزحمة والحب والخير، كما تأثرت وقتها ب«محمد عبدالمنعم» «أبو بثينة» رحمه الله وكان عميد رابطة الزجالين وقد تعرفت عليه بالصدفة عندما كنت أسير فى الشارع أبحث عن كتاب محدد، لم أجده، حتى وقع فى يدى بالصدفة ديوانان لهذا الشاعر، وأعجبت كثيرا بأشعاره، وهو من كتب لعبدالوهاب رائعة «لما أنت ناوى تغيب علطول» وكانت موضوعاته اجتماعية وأعجبت بها كثيرا وبدأت فى مراسلته وكان يهتم كثيرا بالمواهب الشابة حتى إننى فوجئت بالرد على بل وإبداء بعض الملاحظات.
وفى فترة الدراسة الثانوية ذاعت شهرتى كشاعر عامية واتسعت دائرة النشر فى مجلات وجرائد وكتبت عن تجاربى الشخصية وتجارب اصدقائى، واتجهت جديا لدراسة بحور الشعر والبحث والقراءة والذهاب إلى قصور الثقافة وحضور الندوات، فكان لدى نهم للمعرفة بشكل كبير رغم صغر سنى.
• الاختيار الأصعب
• أحببت الشعر والتمثيل، فمتى قررت الاختيار والمفاضلة بينهما؟
ظل الشعر والتمثيل يتقاتلان بداخلى لينتصر أحدهما على الآخر فمثلت مع والدى العديد من المسرحيات، وعندما التحقت بالجامعة وجدت قسم المسرح بكلية الآداب فاخترته على الفور، وكنت طالبا متفوقا وهناك التقطنى إيمان البحر درويش بالجامعة وكان يدرب وقتها فريق الكورال بالجامعة وتصادقنا عندما سمع شعرى وأعجب به كثيرا وهو من أقنعنى بأن أترك التمثيل وأهتم بالشعر أكثر، ولكنى صممت على التمثيل ووقتها حدث صراع بداخلى للاختيار بين الشعر والتمثيل، لأن فى الحقيقة صاحب بالين كداب، وبعد أن تخرجت فى الجامعة فى 1986 قدمت إلى القاهرة، وبدأت رحلة الاحتراف فكتبت أشعارا عامية كثيرا وعشت كشاعر، والتمثيل آخذ منى جزءا صغيرا فقمت بعمل بطولات فى المسرح ومثلت أدوارا مع حسين كمال ومحمد خان فى فيلم السادات لكن المشكلة أنه «مكنش» فيه وقت أوازن بين الاتنين، لأن سواء الشعر أو التمثيل بيحتاج تفرغ تام، كما أننى اكتشفت أنى حققت نفسى أكثر فى الشعر فاستمررت به رغم أن مهنتى فى الدولة ممثل كما أنى عضو نقابة مهن موسيقية ومهن تمثيلية وعضو بجمعية المؤلفين والملحنين وتم تعيينى فى المسرح كممثل، وفى نفس الوقت كان إيمان البحر درويش مهتما بموهبتى وأخذ منى مجموعة من الأغانى منها «أنا طير فى السما، ويا وابور الساعة 12 وأنا مقبلش أكون إنسان على الهامش»، وفوجئت فى نفس الوقت بمحمد منير يطلب منى أغانى وقدمت له ألبوم «وسط الدايرة» ومنه «أنا قلبى صفصافة، وعشقك ندى» ثم جاء تعاونى مع مدحت صالح وحميد الشاعرى وراغب علامة وعلاء عبدالخالق، وفجأة وجدتنى انسحبت من التمثيل تدريجيا وأخذنى الشعر وبدأت فى كتابة أغانى لعلى الحجار ومنير ووردة وعفاف راضى وسميرة سعيد..
وكانت أول أغنية لى تغنى «هى قلبى صفصافة» و«عشقك ندى» لمحمد منير ثم فى نفس الشهر كانت أغانى «أنا طير فى السما»، لذلك فالشعر حياتى والتمثيل سيظل فى دمى لآخر لحظة ولو طلبت لدور فى أى وقت سألبى بدون تفكير لأن التمثيل شر لابد منه.
• رئيس جمهورية التمثيل
• وما أهم ذكرياتك مع عالم التمثيل؟
التمثيل فن مركب ويحتاج موهبة حقيقية وكنت دائما أرى فى الراحل أحمد زكى رئيس جمهورية التمثيل، وتعاملت معه فى فيلم السادات وشعرت معه بمدى احترامى لهذا الفن باعتباره إبداعاً حقيقياً مش مجرد وظيفة، كما تعاملت معه فى ناصر 56 فكان أكاديمية للتمثيل منفردة، وجمعتنى به صداقة قوية واستفدت منه كثيرا وأبهرنى بآرائه وتمثيله حتى إننى أتذكر مشهداً جمعنى به فى أيام السادات وأنا أقوم بالتحقيق معه وأتهمه بعدم الإخلاص والوفاء لنا، وعندما دخل عبر الباب خلع الكاب وبدأ فى تبرير موقفه وبعد أن انتهى التحقيق معه نظر أحمد زكى إلى الكاب الخاص به نظرة فيها الكثير من المعانى ثم وضعه تحت ذراعه وخرج، وكنت أنا الوحيد الذى رأى هذه النظرة وصفقت له بمجرد انتهاء المشهد عن هذه النظرة «التى تحدث فيها صامتا فى لوم الى هذه الوظيفة التى أزعجته وأهانته لتضعه اليوم محل الاتهام»، وعبرت له عن مدى براعته وإتقانه فى المشهد حتى فوجئت أن هذه كانت بروفة وعندما أعدنا تصوير المشهد لم يعد هذه النظرة مجددا وعندما سالته عن السبب قال لى إنه إن فعلها ثانية فستكون تمثيلا وهو لا يحب التصنع.
• الشاعر «الكومبارس»
• ما أكثر المواقف التى كانت تزعجك وأنت متمسك بالشعر والغناء؟!!
- «من أكثر المواقف التى كنت أشعر فيها بالتناقض فى حياتى بسبب تمسكى بالتمثيل والشعر أننى كنت أجد نفسى أسجل أغنية مع منير ثم أذهب صباحا للتمثيل وأتعامل هناك بشكل غير مناسب على أنى مجرد كومبارس فأشعر بالضيق وكنت أنفعل لسوء التعامل معى باعتبارى كومبارس عادياً، رغم أنى أكون منذ ساعات مع كبار المطربين فى مصر والعالم العربى حتى كان يأتى المخرج محمد فاضل والراحل أحمد زكى لينهيا المشكلة ويؤكد أننى شخص موهوب ومعروف.
• الغنوة «تقلب» مجتمع
• تقييمك لحال الأغنية الآن؟
مش مبسوط، وأحيانا أتعجب من كاتبى الأغانى «اللى مش بيقرأوا» وكل ثقافتهم من كاسيتات سمعوها، وأقارن بين بدايتى التى «دوخت فيها» عشان أصنع اسمى حتى وأنا فى سن ال18 كنت أمشى فى العراق أبحث عن دواوين أحمد فؤاد نجم لأنها كانت ممنوعة فى مصر وشعرت أنى بذلت مجهودا حقيقيا لأصنع هذا الاسم وأنى كتبت كلام بجد له معنى، لأن الغنوة كلمة والكلمة أد إيه بتأثر فى المجتمع، فبالتالى مش منطقى أكون مكوجى ونقاش وأعمل أغانى لها معنى وقيمة!.
• المهرجانات.. مولد وصاحبه غايب
• معنى ذلك أنك معترض على أغانى المهرجانات؟
- أنا أعتبر أن ما تعرف بأغانى المهرجانات هو شيء غير أخلاقى ولا أصفه سوى بالجهل، لأن معنى أن يقول مفيش صاحب يتصاحب معناها أنه لا يرى شخصا محترما أو شخصا يستطيع أنه يصفه بالرجولة وهذا كلام مضلل وكلمات متدنية. حتى أننى قررت عندما يتم عمل نقابة للشعراء فسوف أطالب محاكمة هؤلاء الأشخاص المسئولين عن إفساد الذوق العام.
• ولكن، هل من الممكن أن نصفها بأنها ذوق جيل؟
يبقى جيل فاسد، فأنا لست ضد شيء فى المطلق، ولكنى ضد الكلام المستفز والمعانى المتدنية والذى يؤثر على جيل بالكامل من الأطفال والشباب، وهناك حكمة بأنك إذا أردت أن تتعرف إلى شعب فاستمع إلى كلمات أغانيه.
• كتبت الأغنية على تذكرة القطار
• ماذا عن كواليس أغنياتك التى لا تنساها؟
يرد ضاحكا.. أغنية أنا طير فى السما، أتذكر أنى كتبتها على تذكرة القطار القادم من الإسكندرية إلى القاهرة، والفكرة كانت قد جاءتنى فى البداية عندما كنت أجلس بغرفتى وكانت هناك صورة لطائر محلق فى السما وكنت أندمج معها وأتاملها كثيرا، حتى تخيلت الفكرة وقلت «لو أنا طير فى السما هيكون إيه إحساسى»؟!!. وظلت الفكرة بداخلى حتى كنت فى طريقى بالقطار إلى القاهرة وبدأت أردد وحدى الكلمات أنا طير فى السما.. بعشق بالوما.
وكلمة بالوما - فى نفس الأسبوع - قالتها لى عمتى وهى امرأة صعيدية الأصل وكانت تأتى لزيارتنا من وقت لآخر، فقالت لى عندما شاهدتنى بعد مرور سنوات وقد تغير شكلى «معقولة أنت عوض، دا أنا عرفتك بالوما.. يعنى بالتقريب». وبدأت فى كتابة الأغنية وكنت وقتها متأثراً بفؤاد حداد وبالقوافى المتلاحقة والأبيات القصيرة، حتى إنى أتبعتها بأغنية لمدحت صالح «شمس مشقشقة على صوت زقزقة .......» وكانت هذه تركيبة جديدة أثارت إعجاب الكثير ولكن تخليت عنها فيما بعد.
كذلك لأغنية «مقبلش أكون إنسان على الهامش» حكاية معى فهذه الأغنية التى بدأتها فى أولى جامعة وقد أنهيتها فى السنة الأخيرة، وبعد 10 سنين طلبها منى إيمان البحر ولحنها 9 ملحنين ولكن لم يقبل إيمان البحر بأى لحن فيها فكان يريد تصورا معينا لم يجده فى أى تلحين حتى لحنها هو بنفسه. وهى بالفعل تجربة شخصية وأذكر أننى كنت فى إحدى المحاضرات وكانت تتحدث عن قبائل تسمى الدنكا فى جنوب أفريقيا، وهناك لديهم شخصيات غير معترف بها وقالوا إنها تعيش على الهامش فهو ما دفعنى للكتابة والتعبير بأنى لا أقبل أعيش ع الهامش وعبرت عنهم.
وأحيانا تكون هناك كلمة تفجر بداية لأغنية كاملة مثلا أتذكر وأنا نازل من البيت مسافر وبسأل والدتى مش عايزة حاجة يا أمى؟ قالت لا، قلتها فكرى كويس عايزة حاجة وأنا راجع؟ فقالت لى لا يا بنى مش عايزة حاجة هو أنا ليا مين غيرك؟!!! وكانت هذه الكلمة فجرت بداخلى أغنية وردة «أنا ليا مين غيرك».
كما أن هناك مفارقة فى ألبوم «شخبط شخابيط»، فبدايته كانت مع هشام عباس عندما طلب منى عمل البوم للأطفال وكان اسمه «شخبط شخابيط» وبالفعل عملناه ولكنه لم يخرج للنور لسنوات كثيرة دون سبب واضح وانتقل الألبوم من هشام عباس إلى إيهاب توفيق ثم مدحت صالح ثم إيمان البحر درويش ثم استقر إلى نانسى عجرم، وأصعب أنواع الكتابة الكتابة للطفل والأغنية الشعبية، فالجمل لابد أن تصل للطفل مثل أغانى الأطفال العبقرية التى قدمها سيد حجاب والشريعى مع مدبولى وصفاء أبو السعود. على عكس أغنيات ليس لها هوية مثل أغنية بوس الواوا التى لا تمت للطفولة بأى صلة.
ومن مفارقات كتابة الأغانى أيضا أننى كنت فى عزاء أحد الأصدقاء وجاءتنى فكرة بدون أى استعداد، ولكن شيطان الشعر يأتيك فى أى لحظة، فحالة كتابة الشعر تكون فيها مغيبا وكثيرا ما أتساءل عن كيفية كتابة هذه الكلمات وأحيانا بسمع أغانى أتفاجئ أنى عملتها، ورغم هذه الحالة من الغيبوبة الشعرية فإننى فى نفس اللحظة أحافظ على الوزن والقافية.
• ذكرياتى مع «كتكوت»
• هل لكل مطرب الغنوة التى تناسبه؟
بالتأكيد، ودراستى للمسرح منذ طفولتى أثرت فى كثيرا حتى فى كتابة الشعر، لأن فى دراستى هناك ما يسمى منطوق الشخصية الذى يجب أن يراعى فى تحليل أى عمل درامى أو سينمائى والذى كان بارعا فيه كثيرا الراحل أسامة أنور عكاشة وهى أن كل شخصية بتتكلم بأبعادها الثقافية والاجتماعية والنفسية وهذا ما أثر على كثيرا فى كتابة الشعر، فمثلا وأنا بكتب لمحمد منير أتقمص مفردات البيئة النوبية فأكتب كلاما قريبا من شخصيته، وأراعى هذا تحقيقا للصدق الفنى حتى تكون أكتر صدقا فى التعبير عن الشخصية، لذلك أنا أقوم بدراسة الشخصية وكتابة ما يناسبها ودائما ما تكون فى الأغنية فكرة، فمثلا عندما كتبت لجورج كنت أراعى أن تكون بها مسحة أو مثل شعبى ليناسب الشخصية.
كذلك المطربة هدى عملت لها أول ألبوم الذى عرفت به «أنا بين نارين» ونجحت جداً وعملت لها أيضاً «اندهلى حد كبير أكلمه» وغيرها من الأغنيات ولكنها أغان شعبية بلا إسفاف.
أتذكر أيضاً أنى عملت ألبوم مع مطرب اسمه كتكوت الأمير وكان مطربا شعبيا مشهورا وقبل شهرته كان عازف إيقاع بفرقة أم كلثوم وسبب تسميته بكتكوت هى الست أم كلثوم، حيث إنها فى إحدى الحفلات تغيب طبال الفرقة عن الحضور مما اضطر إلى البحث عن بديل وتم ترشيح كتكوت الأمير الذى تردد اسمه وقتها كعازف إيقاع ذائع الصيت ولكنه صغير وكان اسمه وقتها سيد وعندما شاهدته أم كلثوم قالت «إيه الكتكوت اللى أنتو جايبينه ده» ولكن أعجبت به بعد ذلك. وعندما عملت له ألبوم فى الثمانينيات تقريبا كان ناجحا جداً وعلق فى ذهن كثيرين، ولكنه اعتزل بعد ذلك، كذلك اشتغلت شعبى مع حلمى عبدالباقى ومعظم أغانى جورج اللى عملتها شعبى.
• ألم تخش من عملك مع هدى شعبى بعد أن عملت مع وردة وجورج ومنير؟
لا لم أخش من العمل مع أى مطرب، لأن الفكرة فى الشعبى هى كيفية تقديمه وطرحه من اختيار الكلمات التى تتناسب مع ذوق المجتمع، وأنا تربيت فى حى شعبى فلازم ألعب على كل الألوان لأن بداخلى مخزون من الأفكار والمفردات الشعبية الجميلة والبعيدة تماماً عن الإسفاف.
• وماذا عن حقيقة رفضك عمل فوازير مع دينا؟
أنا بعمل شعبى محترم «مش زيطة وخلاص»، بمعنى أن فى كلمات لها معنى ومضمون، لكن عندما عرض عليا عمل فوازير للراقصة دينا كان معها سعد الصغير وريكو، فكان المطلوب منى «أى كلام وخلاص، المهم يترقص عليه»، وأنا أهتم بما أقدمه للجمهور حتى لو كان شعبى.. فدائما ما يكون فيه فكرة وعلى الأقل فى محاولة لأن يرتقى بالذوق العام، لذلك رفضت هذا العرض . كما أننى رفضت كثيرا من العروض من راقصات فى ملاه ليلية لعمل أغنيات لهن وألبومات وطلب استعراضات راقصة فى هذه الملاهى، لأن من يعمل مع أمثال عفاف راضى ووردة ومنير من الصعب العمل مع أى شخص لمجرد الفلوس لأنى براعى تاريخى واسمى.
• تاريخك الغنائى، كم يصل عدد أغنياتك حتى الآن؟
لا أتذكر فى الحقيقة عدد الأغانى التى كتبتها، لأن قبل عام 1986كتبت أغنيات كثيرة لمطربين غير معروفين ومطربين بالإسكندرية وبداية من 86 حتى الآن لم أتوقف عن كتابة الأغانى لذلك عندى مكتبة كبيرة من الأغانى قد تتجاوز المئات، فمثلا جورج وسوف عملت معه حوالى 30 أغنية وإيمان البحر درويش حوالى 25 أغنية وعلاء عبدالخالق حوالى 20 أغنية ونانسى ألبوم كامل «شخبط شخابيط» وأغانى أخرى منفردة، ولكن ممكن أقول إن فى أغانى مميزة عندى بسميها «وش الخير» زى أغنية «أنا طير فى السما» و«أنا مقبلش أكون إنسان عل الهامش» وكثير من الأغانى التى أحس معها بالسعادة بمجرد سماعها، كما أنى أكون حريصاً على اختيار الملحن الشاطر «قبل ما يكون صاحبى»، وقد تعاونت مع وليد سعد وأمجد العطافى وصلاح وفاروق الشرنوبى وعمار الشريعى ومحمد سلطان وأسماء أخرى لا شك فى موهبتها. ولاشك أنه فى كل مجال هناك فقاعات لا تملك مواهب ولكن لديها وفرة فى الحظ، ولكنى أبتعد عنها. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.