جدول امتحانات الصف الثالث الابتدائي 2025 الترم الثاني محافظة قنا    نماذج امتحانات الصف الثاني الثانوي pdf الترم الثاني 2025 جميع المواد    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لتطوير أرض مطار إمبابة ومنطقة عزيز عزت    أشرف العربي: رغم التحسن الملموس في أداء التنمية في مصر إلا أنه لازال أقل من المأمول    700 جنيه شهريا.. قوى النواب توافق على زيادة الحافز الإضافي للعاملين بالدولة    موعد وصول رسالة الأولوية للمتقدمين لحجز شقق سكن لكل المصريين    بتكلفة 24 مليون جنيه.. محافظ الشرقية يتفقد أعمال توسعة ورصف طريق جميزة بني عمرو    الذهب أم بيتكوين؟.. من المنتصر في سباق التحوط المالي لعام 2025؟    مدير المستشفى الإندونيسي بعد حصار الاحتلال: ماذا قدمت لنا القمة العربية بالأمس؟!    المصري الديمقراطي يشيد بكلمة الرئيس السيسي في القمة العربية: مصر تتحمل مسؤوليتها التاريخية في ظل غياب مخزٍ لعدد من القادة العرب    رومانيا.. انتخابات رئاسية تهدد بتوسيع خلافات انقسامات الأوروبي    مستشهدًا ب الأهلي.. خالد الغندور يطالب بتأجيل مباراة بيراميدز قبل نهائي أفريقيا    الحماية المدنية المدنية تنقذ مدرسة من حريق داخل جراج سيارات في حدائق الاهرام    «تعليم الشرقية»: أكثر من مليون طالب وطالبة أدوا امتحانات المواد غير المضافة للمجموع    اليوم.. نظر استئناف المتهم الأول بقتل «اللواء اليمني» داخل شقته بفيصل    سالي عبد المنعم: المتحف القومي للحضارة يعكس ثروتنا الحقيقية في الإنسان والتاريخ    اليوم في "صاحبة السعادة" حلقة خاصة في حب نجم الكوميديا عادل إمام أحتفالا بعيد ميلادة ال 85    هيقفوا جنبك وقت الشدة.. 5 أبراج تشكل أفضل الأصدقاء    في أجندة قصور الثقافة.. قوافل لدعم الموهوبين ولقاءات للاحتفاء برموز الأدب والعروض المسرحية تجوب المحافظات    التعليم العالي: القومي للبحوث يوجه قافلة طبية لخدمة 3200 مريض بمشاركة 15 طبيبًا في 6 أكتوبر    موعد مباراة الأهلي وباتشوكا الودية استعدادًا لكأس العالم للأندية    الثلاثاء.. قطع الكهرباء عن مركز طلخا فى الدقهلية 3 ساعات    غدًا.. انقطاع المياه عن مدينة شبين الكوم وضواحيها    مصدر ليلا كورة: اتجاه لإلغاء اجتماع اتحاد الكرة مع أندية الدوري    حفيد عبد الحليم حافظ علي فيس بوك : الواحد لو اتجوز هينكر الجواز ليه.. شيء مش عقلانى    خطوات التقديم للصف الأول الابتدائي 2025-2026 والمستندات المطلوبة    للمرة الرابعة.. محافظ الدقهلية يفاجئ العاملين بعيادة التأمين الصحي في جديلة    «أنتم السادة ونحن الفقراء».. مشادة بين مصطفى الفقي ومذيع العربية على الهواء    الهلال الأحمر الفلسطينى: خطر توقف سيارات الإسعاف يهدد بكارثة صحية فى غزة    تجديد حبس تاجر ماشية 15 يوما لاتهامه بقتل عامل فى أبو النمرس    سعر تذكرة الأتوبيس الترددي الجديد.. مكيف وبسعر أقل من الميكروباص    يحذر من مخاطر تحرير الجينوم البشري.. «الخشت» يشارك بمؤتمر المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت    شوبير يحرج نجم الأهلي السابق ويكشف حقيقة تمرد رامي ربيعة    إصابه 13 شخصا في حادث تصادم بالمنوفية    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 973 ألفا و730 فردا منذ بداية الحرب    1700عام من الإيمان المشترك.. الكنائس الأرثوذكسية تجدد العهد في ذكرى مجمع نيقية    زيلنسكى ونائب ترامب وميلونى.. الآلاف يحضرون حفل تنصيب البابا لاون 14    وسائل إعلام إسرائيلية: نائب الرئيس الأمريكي قد يزور إسرائيل هذا الأسبوع    سحب 944 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    في ذكرى ميلاده ال 123، محطات فى حياة الصحفي محمد التابعي.. رئاسة الجمهورية تحملت نفقات الجنازة    الرقية الشرعية لطرد النمل من المنزل في الصيف.. رددها الآن (فيديو)    الأزهر للفتوى: أضحية واحدة تكفي عن أهل البيت جميعًا مهما بلغ عددهم    ضبط 48.4 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    مصرع شخصين وإصابة 19 آخرين إثر اصطدام سفينة مكسيكية بجسر بروكلين    متى تقام مباراة اتلتيكو مدريد ضد ريال بيتيس في الدوري الاسباني؟    «الرعاية الصحية» تعلن اعتماد مجمع السويس الطبي وفق معايير GAHAR    10 استخدامات مذهلة للملح، في تنظيف البيت    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة العالم للإسكواش    براتب 15 ألف جنيه.. «العمل» تعلن 21 وظيفة للشباب بالعاشر من رمضان    النسوية الإسلامية (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ): أم جميل.. زوجة أبو لهب! "126"    رئيس جامعة القاهرة: الجامعات الأهلية قادرة على تقديم برامج تعليمية حديثة.. ويجب استمرار دعمها    خطوة مهمة على طريق تجديد الخطاب الدينى قانون الفتوى الشرعية ينهى فوضى التضليل والتشدد    استشهاد طفل فلسطيني وإصابة اثنين بجروح برصاص إسرائيلي شمال الضفة الغربية    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. في أول ظهور له.. حسام البدري يكشف تفاصيل عودته من ليبيا بعد احتجازه بسبب الاشتباكات.. عمرو أديب يعلق على فوز الأهلي القاتل أمام البنك    سيراميكا كليوباترا يقترب من التعاقد مع كريم نيدفيد    الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور وتوفير مكان ظليل في الحر له أجر وثواب    هزيمة 67 وعمرو موسى    حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر عوض بدوى: الشعر حياتى والتمثيل «على ندهة»!

إسكندرانى من حى «غيط العنب» بكرموز، انتقل إلى العطارين ودخل جامعة إسكندرية.. بدأ طريقه للفن من خلال والده الذى كان محباً للشعر والأدب، كما كان ممثلا فى فرقة إسكندرية القومية، فكان يذهب معه باستمرار حتى أحب الفن بشكل عام والتمثيل بشكل خاص وصار عاشقا للشعر، وذلك من خلال أوبريت ليلة من ألف ليلة لبيرم التونسى.
هو الشاعر عوض بدوى، «صاحب الكلمة الحلوة» فى عالم الغناء والضحكة الأحلى فى عالم البشر، يطل علينا من وقت لآخر ليطلق علينا كلماته الغنائية التى تسعدنا أحيانا و«تقلب علينا المواجع» أحيانا أكثر.. لا تعرفه عندما يأتيه شيطان الشعر، فتجده يكتب وهو فى غيبوبته الشعرية دون إحساس بمكان أو زمان حتى لو سجل لحظات جنونه هذه على تذكرة القطار.. وإلى تفاصيل الحوار
• مجنون للكلمة الحلوة
• سألناه عن بدايته وكيف التقى هو والفن معا فى طريق واحد؟
بدايتى مع الفن كانت من خلال والدى الذى كان ممثلا فى فرقة إسكندرية القومية، فكنت أرافقه دائما إلى المسرح حتى أحببت التمثيل بشكل خاص لكن عشقت الشعر وذلك عند حضورى مسرحية لأوبريت ليلة من ألف ليلة لبيرم التونسى، ووقتها كنت أول مرة أشعر بمعنى كلام موزون ومقفى وفيه جرس من خلال هذا الأوبريت، على الرغم من صغر سنى وقتها - 7 سنوات - إلا أن شغفى بهذا العالم جعلنى سريع الإدراك لكل ما تلتقطه أذنى.
ولم أكتف بالمشاهدة ولكن سحرنى كل ما تشمله كلمة فن، فبدأت بالتمثيل مع والدى، فى الوقت الذى أمارس فيه كتابة الشعر، حيث كنت أشعر بالتجاذب نحوهما فى نفس الوقت، فلا أنكر أنى أحببت المسرح وأحببت الشعر، ولكنى اتجهت أكثر نحو الشعر واهتممت بدراسته ومعرفة أشكاله وتحديدا الشعر العامى ومعرفة رواده، وساعدنى والدى كثيرا فى اكتشاف هذا العالم لأتعرف بعدها على صلاح جاهين والأبنودى وفؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم وأقرأ دواوينهم وأشعارهم، حتى دخلت فى مرحلة الكتابة، وأتذكر وأنا فى الصف السادس الابتدائى كان أستاذى مدرس اللغة العربية الأستاذ «حبشى» يطلب منى إلقاء ما كتبته من الشعر أمام أصدقائى بالفصل وقوله لى «سمعنى ياسيدى».
• من طفل قارئ لناشر بمجلة ميكى وسمير!
كنت وأنا تلميذ فى المدرسة أحب قراءة مجلات ميكى وسمير وكنت على تواصل مع إصداراتها، وفى إحدى المرات سجلت عناوين وأرقام التواصل معها، وبدأت فى مراسلتها وأبعث إليها ببعض أشعارى وقد أعجبوا بها ووافقوا على نشرها وكم كانت سعادتى بالنشر فى المجلات التى كنت يوما أقرؤها كأى طفل عادى.
وكنت أكتب شعرا اجتماعيا يتحدث عن الغلاء والزحمة والحب والخير، كما تأثرت وقتها ب«محمد عبدالمنعم» «أبو بثينة» رحمه الله وكان عميد رابطة الزجالين وقد تعرفت عليه بالصدفة عندما كنت أسير فى الشارع أبحث عن كتاب محدد، لم أجده، حتى وقع فى يدى بالصدفة ديوانان لهذا الشاعر، وأعجبت كثيرا بأشعاره، وهو من كتب لعبدالوهاب رائعة «لما أنت ناوى تغيب علطول» وكانت موضوعاته اجتماعية وأعجبت بها كثيرا وبدأت فى مراسلته وكان يهتم كثيرا بالمواهب الشابة حتى إننى فوجئت بالرد على بل وإبداء بعض الملاحظات.
وفى فترة الدراسة الثانوية ذاعت شهرتى كشاعر عامية واتسعت دائرة النشر فى مجلات وجرائد وكتبت عن تجاربى الشخصية وتجارب اصدقائى، واتجهت جديا لدراسة بحور الشعر والبحث والقراءة والذهاب إلى قصور الثقافة وحضور الندوات، فكان لدى نهم للمعرفة بشكل كبير رغم صغر سنى.
• الاختيار الأصعب
• أحببت الشعر والتمثيل، فمتى قررت الاختيار والمفاضلة بينهما؟
ظل الشعر والتمثيل يتقاتلان بداخلى لينتصر أحدهما على الآخر فمثلت مع والدى العديد من المسرحيات، وعندما التحقت بالجامعة وجدت قسم المسرح بكلية الآداب فاخترته على الفور، وكنت طالبا متفوقا وهناك التقطنى إيمان البحر درويش بالجامعة وكان يدرب وقتها فريق الكورال بالجامعة وتصادقنا عندما سمع شعرى وأعجب به كثيرا وهو من أقنعنى بأن أترك التمثيل وأهتم بالشعر أكثر، ولكنى صممت على التمثيل ووقتها حدث صراع بداخلى للاختيار بين الشعر والتمثيل، لأن فى الحقيقة صاحب بالين كداب، وبعد أن تخرجت فى الجامعة فى 1986 قدمت إلى القاهرة، وبدأت رحلة الاحتراف فكتبت أشعارا عامية كثيرا وعشت كشاعر، والتمثيل آخذ منى جزءا صغيرا فقمت بعمل بطولات فى المسرح ومثلت أدوارا مع حسين كمال ومحمد خان فى فيلم السادات لكن المشكلة أنه «مكنش» فيه وقت أوازن بين الاتنين، لأن سواء الشعر أو التمثيل بيحتاج تفرغ تام، كما أننى اكتشفت أنى حققت نفسى أكثر فى الشعر فاستمررت به رغم أن مهنتى فى الدولة ممثل كما أنى عضو نقابة مهن موسيقية ومهن تمثيلية وعضو بجمعية المؤلفين والملحنين وتم تعيينى فى المسرح كممثل، وفى نفس الوقت كان إيمان البحر درويش مهتما بموهبتى وأخذ منى مجموعة من الأغانى منها «أنا طير فى السما، ويا وابور الساعة 12 وأنا مقبلش أكون إنسان على الهامش»، وفوجئت فى نفس الوقت بمحمد منير يطلب منى أغانى وقدمت له ألبوم «وسط الدايرة» ومنه «أنا قلبى صفصافة، وعشقك ندى» ثم جاء تعاونى مع مدحت صالح وحميد الشاعرى وراغب علامة وعلاء عبدالخالق، وفجأة وجدتنى انسحبت من التمثيل تدريجيا وأخذنى الشعر وبدأت فى كتابة أغانى لعلى الحجار ومنير ووردة وعفاف راضى وسميرة سعيد..
وكانت أول أغنية لى تغنى «هى قلبى صفصافة» و«عشقك ندى» لمحمد منير ثم فى نفس الشهر كانت أغانى «أنا طير فى السما»، لذلك فالشعر حياتى والتمثيل سيظل فى دمى لآخر لحظة ولو طلبت لدور فى أى وقت سألبى بدون تفكير لأن التمثيل شر لابد منه.
• رئيس جمهورية التمثيل
• وما أهم ذكرياتك مع عالم التمثيل؟
التمثيل فن مركب ويحتاج موهبة حقيقية وكنت دائما أرى فى الراحل أحمد زكى رئيس جمهورية التمثيل، وتعاملت معه فى فيلم السادات وشعرت معه بمدى احترامى لهذا الفن باعتباره إبداعاً حقيقياً مش مجرد وظيفة، كما تعاملت معه فى ناصر 56 فكان أكاديمية للتمثيل منفردة، وجمعتنى به صداقة قوية واستفدت منه كثيرا وأبهرنى بآرائه وتمثيله حتى إننى أتذكر مشهداً جمعنى به فى أيام السادات وأنا أقوم بالتحقيق معه وأتهمه بعدم الإخلاص والوفاء لنا، وعندما دخل عبر الباب خلع الكاب وبدأ فى تبرير موقفه وبعد أن انتهى التحقيق معه نظر أحمد زكى إلى الكاب الخاص به نظرة فيها الكثير من المعانى ثم وضعه تحت ذراعه وخرج، وكنت أنا الوحيد الذى رأى هذه النظرة وصفقت له بمجرد انتهاء المشهد عن هذه النظرة «التى تحدث فيها صامتا فى لوم الى هذه الوظيفة التى أزعجته وأهانته لتضعه اليوم محل الاتهام»، وعبرت له عن مدى براعته وإتقانه فى المشهد حتى فوجئت أن هذه كانت بروفة وعندما أعدنا تصوير المشهد لم يعد هذه النظرة مجددا وعندما سالته عن السبب قال لى إنه إن فعلها ثانية فستكون تمثيلا وهو لا يحب التصنع.
• الشاعر «الكومبارس»
• ما أكثر المواقف التى كانت تزعجك وأنت متمسك بالشعر والغناء؟!!
- «من أكثر المواقف التى كنت أشعر فيها بالتناقض فى حياتى بسبب تمسكى بالتمثيل والشعر أننى كنت أجد نفسى أسجل أغنية مع منير ثم أذهب صباحا للتمثيل وأتعامل هناك بشكل غير مناسب على أنى مجرد كومبارس فأشعر بالضيق وكنت أنفعل لسوء التعامل معى باعتبارى كومبارس عادياً، رغم أنى أكون منذ ساعات مع كبار المطربين فى مصر والعالم العربى حتى كان يأتى المخرج محمد فاضل والراحل أحمد زكى لينهيا المشكلة ويؤكد أننى شخص موهوب ومعروف.
• الغنوة «تقلب» مجتمع
• تقييمك لحال الأغنية الآن؟
مش مبسوط، وأحيانا أتعجب من كاتبى الأغانى «اللى مش بيقرأوا» وكل ثقافتهم من كاسيتات سمعوها، وأقارن بين بدايتى التى «دوخت فيها» عشان أصنع اسمى حتى وأنا فى سن ال18 كنت أمشى فى العراق أبحث عن دواوين أحمد فؤاد نجم لأنها كانت ممنوعة فى مصر وشعرت أنى بذلت مجهودا حقيقيا لأصنع هذا الاسم وأنى كتبت كلام بجد له معنى، لأن الغنوة كلمة والكلمة أد إيه بتأثر فى المجتمع، فبالتالى مش منطقى أكون مكوجى ونقاش وأعمل أغانى لها معنى وقيمة!.
• المهرجانات.. مولد وصاحبه غايب
• معنى ذلك أنك معترض على أغانى المهرجانات؟
- أنا أعتبر أن ما تعرف بأغانى المهرجانات هو شيء غير أخلاقى ولا أصفه سوى بالجهل، لأن معنى أن يقول مفيش صاحب يتصاحب معناها أنه لا يرى شخصا محترما أو شخصا يستطيع أنه يصفه بالرجولة وهذا كلام مضلل وكلمات متدنية. حتى أننى قررت عندما يتم عمل نقابة للشعراء فسوف أطالب محاكمة هؤلاء الأشخاص المسئولين عن إفساد الذوق العام.
• ولكن، هل من الممكن أن نصفها بأنها ذوق جيل؟
يبقى جيل فاسد، فأنا لست ضد شيء فى المطلق، ولكنى ضد الكلام المستفز والمعانى المتدنية والذى يؤثر على جيل بالكامل من الأطفال والشباب، وهناك حكمة بأنك إذا أردت أن تتعرف إلى شعب فاستمع إلى كلمات أغانيه.
• كتبت الأغنية على تذكرة القطار
• ماذا عن كواليس أغنياتك التى لا تنساها؟
يرد ضاحكا.. أغنية أنا طير فى السما، أتذكر أنى كتبتها على تذكرة القطار القادم من الإسكندرية إلى القاهرة، والفكرة كانت قد جاءتنى فى البداية عندما كنت أجلس بغرفتى وكانت هناك صورة لطائر محلق فى السما وكنت أندمج معها وأتاملها كثيرا، حتى تخيلت الفكرة وقلت «لو أنا طير فى السما هيكون إيه إحساسى»؟!!. وظلت الفكرة بداخلى حتى كنت فى طريقى بالقطار إلى القاهرة وبدأت أردد وحدى الكلمات أنا طير فى السما.. بعشق بالوما.
وكلمة بالوما - فى نفس الأسبوع - قالتها لى عمتى وهى امرأة صعيدية الأصل وكانت تأتى لزيارتنا من وقت لآخر، فقالت لى عندما شاهدتنى بعد مرور سنوات وقد تغير شكلى «معقولة أنت عوض، دا أنا عرفتك بالوما.. يعنى بالتقريب». وبدأت فى كتابة الأغنية وكنت وقتها متأثراً بفؤاد حداد وبالقوافى المتلاحقة والأبيات القصيرة، حتى إنى أتبعتها بأغنية لمدحت صالح «شمس مشقشقة على صوت زقزقة .......» وكانت هذه تركيبة جديدة أثارت إعجاب الكثير ولكن تخليت عنها فيما بعد.
كذلك لأغنية «مقبلش أكون إنسان على الهامش» حكاية معى فهذه الأغنية التى بدأتها فى أولى جامعة وقد أنهيتها فى السنة الأخيرة، وبعد 10 سنين طلبها منى إيمان البحر ولحنها 9 ملحنين ولكن لم يقبل إيمان البحر بأى لحن فيها فكان يريد تصورا معينا لم يجده فى أى تلحين حتى لحنها هو بنفسه. وهى بالفعل تجربة شخصية وأذكر أننى كنت فى إحدى المحاضرات وكانت تتحدث عن قبائل تسمى الدنكا فى جنوب أفريقيا، وهناك لديهم شخصيات غير معترف بها وقالوا إنها تعيش على الهامش فهو ما دفعنى للكتابة والتعبير بأنى لا أقبل أعيش ع الهامش وعبرت عنهم.
وأحيانا تكون هناك كلمة تفجر بداية لأغنية كاملة مثلا أتذكر وأنا نازل من البيت مسافر وبسأل والدتى مش عايزة حاجة يا أمى؟ قالت لا، قلتها فكرى كويس عايزة حاجة وأنا راجع؟ فقالت لى لا يا بنى مش عايزة حاجة هو أنا ليا مين غيرك؟!!! وكانت هذه الكلمة فجرت بداخلى أغنية وردة «أنا ليا مين غيرك».
كما أن هناك مفارقة فى ألبوم «شخبط شخابيط»، فبدايته كانت مع هشام عباس عندما طلب منى عمل البوم للأطفال وكان اسمه «شخبط شخابيط» وبالفعل عملناه ولكنه لم يخرج للنور لسنوات كثيرة دون سبب واضح وانتقل الألبوم من هشام عباس إلى إيهاب توفيق ثم مدحت صالح ثم إيمان البحر درويش ثم استقر إلى نانسى عجرم، وأصعب أنواع الكتابة الكتابة للطفل والأغنية الشعبية، فالجمل لابد أن تصل للطفل مثل أغانى الأطفال العبقرية التى قدمها سيد حجاب والشريعى مع مدبولى وصفاء أبو السعود. على عكس أغنيات ليس لها هوية مثل أغنية بوس الواوا التى لا تمت للطفولة بأى صلة.
ومن مفارقات كتابة الأغانى أيضا أننى كنت فى عزاء أحد الأصدقاء وجاءتنى فكرة بدون أى استعداد، ولكن شيطان الشعر يأتيك فى أى لحظة، فحالة كتابة الشعر تكون فيها مغيبا وكثيرا ما أتساءل عن كيفية كتابة هذه الكلمات وأحيانا بسمع أغانى أتفاجئ أنى عملتها، ورغم هذه الحالة من الغيبوبة الشعرية فإننى فى نفس اللحظة أحافظ على الوزن والقافية.
• ذكرياتى مع «كتكوت»
• هل لكل مطرب الغنوة التى تناسبه؟
بالتأكيد، ودراستى للمسرح منذ طفولتى أثرت فى كثيرا حتى فى كتابة الشعر، لأن فى دراستى هناك ما يسمى منطوق الشخصية الذى يجب أن يراعى فى تحليل أى عمل درامى أو سينمائى والذى كان بارعا فيه كثيرا الراحل أسامة أنور عكاشة وهى أن كل شخصية بتتكلم بأبعادها الثقافية والاجتماعية والنفسية وهذا ما أثر على كثيرا فى كتابة الشعر، فمثلا وأنا بكتب لمحمد منير أتقمص مفردات البيئة النوبية فأكتب كلاما قريبا من شخصيته، وأراعى هذا تحقيقا للصدق الفنى حتى تكون أكتر صدقا فى التعبير عن الشخصية، لذلك أنا أقوم بدراسة الشخصية وكتابة ما يناسبها ودائما ما تكون فى الأغنية فكرة، فمثلا عندما كتبت لجورج كنت أراعى أن تكون بها مسحة أو مثل شعبى ليناسب الشخصية.
كذلك المطربة هدى عملت لها أول ألبوم الذى عرفت به «أنا بين نارين» ونجحت جداً وعملت لها أيضاً «اندهلى حد كبير أكلمه» وغيرها من الأغنيات ولكنها أغان شعبية بلا إسفاف.
أتذكر أيضاً أنى عملت ألبوم مع مطرب اسمه كتكوت الأمير وكان مطربا شعبيا مشهورا وقبل شهرته كان عازف إيقاع بفرقة أم كلثوم وسبب تسميته بكتكوت هى الست أم كلثوم، حيث إنها فى إحدى الحفلات تغيب طبال الفرقة عن الحضور مما اضطر إلى البحث عن بديل وتم ترشيح كتكوت الأمير الذى تردد اسمه وقتها كعازف إيقاع ذائع الصيت ولكنه صغير وكان اسمه وقتها سيد وعندما شاهدته أم كلثوم قالت «إيه الكتكوت اللى أنتو جايبينه ده» ولكن أعجبت به بعد ذلك. وعندما عملت له ألبوم فى الثمانينيات تقريبا كان ناجحا جداً وعلق فى ذهن كثيرين، ولكنه اعتزل بعد ذلك، كذلك اشتغلت شعبى مع حلمى عبدالباقى ومعظم أغانى جورج اللى عملتها شعبى.
• ألم تخش من عملك مع هدى شعبى بعد أن عملت مع وردة وجورج ومنير؟
لا لم أخش من العمل مع أى مطرب، لأن الفكرة فى الشعبى هى كيفية تقديمه وطرحه من اختيار الكلمات التى تتناسب مع ذوق المجتمع، وأنا تربيت فى حى شعبى فلازم ألعب على كل الألوان لأن بداخلى مخزون من الأفكار والمفردات الشعبية الجميلة والبعيدة تماماً عن الإسفاف.
• وماذا عن حقيقة رفضك عمل فوازير مع دينا؟
أنا بعمل شعبى محترم «مش زيطة وخلاص»، بمعنى أن فى كلمات لها معنى ومضمون، لكن عندما عرض عليا عمل فوازير للراقصة دينا كان معها سعد الصغير وريكو، فكان المطلوب منى «أى كلام وخلاص، المهم يترقص عليه»، وأنا أهتم بما أقدمه للجمهور حتى لو كان شعبى.. فدائما ما يكون فيه فكرة وعلى الأقل فى محاولة لأن يرتقى بالذوق العام، لذلك رفضت هذا العرض . كما أننى رفضت كثيرا من العروض من راقصات فى ملاه ليلية لعمل أغنيات لهن وألبومات وطلب استعراضات راقصة فى هذه الملاهى، لأن من يعمل مع أمثال عفاف راضى ووردة ومنير من الصعب العمل مع أى شخص لمجرد الفلوس لأنى براعى تاريخى واسمى.
• تاريخك الغنائى، كم يصل عدد أغنياتك حتى الآن؟
لا أتذكر فى الحقيقة عدد الأغانى التى كتبتها، لأن قبل عام 1986كتبت أغنيات كثيرة لمطربين غير معروفين ومطربين بالإسكندرية وبداية من 86 حتى الآن لم أتوقف عن كتابة الأغانى لذلك عندى مكتبة كبيرة من الأغانى قد تتجاوز المئات، فمثلا جورج وسوف عملت معه حوالى 30 أغنية وإيمان البحر درويش حوالى 25 أغنية وعلاء عبدالخالق حوالى 20 أغنية ونانسى ألبوم كامل «شخبط شخابيط» وأغانى أخرى منفردة، ولكن ممكن أقول إن فى أغانى مميزة عندى بسميها «وش الخير» زى أغنية «أنا طير فى السما» و«أنا مقبلش أكون إنسان عل الهامش» وكثير من الأغانى التى أحس معها بالسعادة بمجرد سماعها، كما أنى أكون حريصاً على اختيار الملحن الشاطر «قبل ما يكون صاحبى»، وقد تعاونت مع وليد سعد وأمجد العطافى وصلاح وفاروق الشرنوبى وعمار الشريعى ومحمد سلطان وأسماء أخرى لا شك فى موهبتها. ولاشك أنه فى كل مجال هناك فقاعات لا تملك مواهب ولكن لديها وفرة فى الحظ، ولكنى أبتعد عنها. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.