«تفرق إيه باريس عن قلعة الكبش و لا الدرب الأحمر دى حتى الباطنية أجدع منها» دى الجملة اللى فضلت أقولها لنفسى وأنا بستحضر روح عالم التنمية البشرية العظيم د. إبراهيم الفقى كنوع من أنواع رفع المعنويات، ودا بعد رفض رئيس التحرير اقتراح تقدمت به أنا وزميلتى ياسمين خلف عشان نسافر خارج القاهرة ونعمل بعض التحقيقات الصحفية المختلفة عما تتناوله كل الوسائل الإعلامية ودوشت دماغ الناس به ليل نهار، لكن جاء رد رئيس التحرير صادمًا للغاية حيث قال تسافروا إيه؟!! انتو كمان عاوزين تتفسحوا!! طيب مافيش سفر وانزلوا اعملوا تحقيقات فى القلعة وبولاق والظاهر وعدوا على السيدة بالمرة وعندكم الجمالية والفجالة والعتبة وسوق السلاح.. يعنى ح تسفاروا برضه بس جوه القاهرة فى الأماكن المنسية فى توهة السياسيين وصفوة المثقفين وخطط المسئولين.. وأنا عارف إن متعتكم الحقيقية هى فى الحصول على اللقطة المميزة والحدوتة الإنسانية وفى الحالة دى تبقى قلعة الكبش أجدع من باريس.
فى الموسكى جهاز البنات بأرخص الأسعار
كل بنت بتحلم بالفارس أبو حصان أبيض، اللى حتلبس له الفستان الأبيض وحياتهم تكون أبيض فى أبيض.. لكن لحد ما تتجوز و تلبس الفستان بيكون أبوها وأمها شافوا كل الألوان، الأسود والرمادى والأزرق، دا غير «النجوم اللى فى عز الضهر»، والسبب أن جهاز العروسة أو بند الرفايع - زى ما بيقولوا عليه - أصبح واحدًا من أغلى تجهيزات الزواج بسبب مغالاة بعض الأسر الشعبية والريفية فى شراء «رفايع» زيادة عن اللزوم عشان «يكيدوا العُزّال» وأم العريس «ما تعيبش» على بخل أهل العروسة.. والوجهة الأولى لأى عروسة «بتجهز نفسها» هو الموسكى لأن فيه كل ما تتمناه العروسة فى المناطق الشعبية وبأرخص الأسعار.• فستان الفرح .. على الرغم من أن العادات تحمل تكلفة فستان الفرح على العريس، لكن أحياناً يضطر أهل العروسة لشرائه أو تأجيره لو عجز العريس عن دفع ثمنه بعد أن أنفق كل ما يملكه من مال فى تجهيزات الزواج، أو أن العروسة ترغب فى ارتداء فستان زفاف أغلى من المبلغ الذى حدده العريس لشرائه، ولأن أيضاً الفستان الأبيض هو حلم كل فتاة لذلك كانت وجهتنا الأولى هى جولة فى شارع الموسكى إلى محل لبيع فساتين الزفاف وبالصدفة اكتشفنا أن صاحبه مصمم أزياء سورى يدعى بشار براشكلى وأتى للعيش فى القاهرة فور اندلاع الحرب فى سوريا، وعن فستان الزفاف يقول بشار: البنت المصرية بتحب كل حاجة لكن للأسف ثقافة الموضة التركى مسيطرة على نظرة معظم البنات لفستان الفرح، وأنا بحاول بدورى أقنعهم بجمال الفستان المحلى وشياكته، فأنا أمتلك مصنعًا صغيرًا بعمالة مصرية وسورية معاً، وعن أسعار الفساتين يقول: عادة تبدأ من 1500 جنيه يعنى حوالى نصف ثمن المستورد ولو العروسة عاوزه أى موديل أنا أصممه لها، وعن موضه ألوان فساتين الخطوبة يقول: النبيتى موضة جداً والكحلى والزيتى بالإضافة إلى التطريز والخامات الرقيقة مثل التول والشيفون.• روب العروسة هو أهم قطعة فى الدولاب ودايماً البنات بتحب تشترى منه أحلى موديلات وألوان، وأثناء جولتنا فى الموسكى لفت انتباهى محل متخصص فى بيع روب العروسة الأبيض الزاهى، وفى الداخل وجدت محمد الحجار وهو سورى الجنسية وصاحب المحل، فقال لي: العروسة المصرية بتحب الروب الملون المبهج وبالرغم أن تخصصى فى سوريا كان بيع الروب الأبيض، لأن العروسة السورية لا ترتدى إلا الروب الأبيض المطرز، فإنى صممت موديلات بألوان مختلفة عشان نرضى ذوق بنات مصر، فأنا أمتلك مصنعًا صغيرًا هنا بعد أن حالت ظروف الحرب دون استيراد منتجنا من سوريا، لذلك أنشأت خط إنتاج من خامات مصرية وعمالة مصرية سورية، ودائماً نكتب على منتجاتنا «صناعة سورية على أرض مصر» لأننا فخورون بوجودنا هنا مع أشقائنا المصريين، وعن أسعار الروب يقول: أسعارنا تناسب الطبقة الشعبية فهى تبدأ ب125 جنيهًا بخامات رائعة وأغلى قطعة عندى ب 250 جنيهًا، لكن حتى أرخص منتجاتنا ترضى ذوق البنت المصرية لأننا نهتم بالخياطة والجودة والتشطيب وهذا أكثر ما يجذب البنت المصرية للمنتج السورى.. • عباية الصباحية طبعاً شياكة العروسة لن تكتمل بدون عباية براقة ومبهجة ترتديها عند استقبال المهنئين من العائلتين، لذلك سألت عم محمد بائع عباءات عن «عباية الصباحية» فقال لي: اسمها «الفراشة» لأن الأكمام فيها موصولة بالعباية نفسها وعادة بيكون لونها أبيض أو سكرى لكن إحنا بنبيع كل الألوان عشان نرضى كل أذواق البنات لأن البنت فى الأرياف بتحب العباية الملونة أكتر، أما خامتها فهى شيفون والبطانة عبارة عن قطن طرى عشان «يلبس» كل المقاسات حتى لو مليانة أوى، والتطريز عبارة عن «استرس» فضى وذهبى، وأنصح العروسة أنها تغسلها يدوى بحرص عشان تحافظ على جمالها، وعن الأسعار يقول: العباية بتبدأ من 150 جنيهًا وأغلى حاجة ب170 جنيهًا. •
