أول منطقة أى سائح يهتم بزيارتها فور نزوله من سلم الطائرة هى السوق الشعبى للبلد الذى سيقضى فيه إجازته، فهو المكان الذى يحمل ريحة تاريخ البلد ومذاقه. وفى القاهرة أسواق الأزهر وخان الخليلى والغورية ووكالة الخيامية وشارع المعز، كلها تحمل الكثير من نفحات تاريخ مصر والقصص والحكايات. الغورية.. سوق البنات العايقة الرحلة هذه المرة بدأت بركعتين فى جامع سيدنا الحسين وشوية دعا حلوين للأهل والأحباب عند المقام وما ينفعش نيجى عند الحسين من غير ما نعدى على أقدم سوق رسم وزين جمال ستات مصر لعقود طويلة، فى سوق الغورية يوجد كل احتياجات البنات من ملابس وأحذية وإكسسوار، فدخلت إلى هناك وقمت بجولة داخل السوق وللأسف وجدت أن كل البضاعة المعروضة هى منتجات تركية أما المصرى فكان مدارى ورا خالص، وقفت أمام محل محمد شعبان وسألته لماذا تبيع ملابس تركى، فقال: الزبونة بتحبها بالرغم أنها أغلى من المصرى بكتير لكن شغلها حلو وألوانها تبقى ثابتة مع تكرار الغسيل ودا بعكس المنتج المصرى اللى بصراحة سمعته مش قد كدا وسط الزباين، فى النهاية أنا عارض المصرى والتركى والزبونة لها الاختيار، وعموماً السوق نايم خالص والغورية بيعدى عليها أيام صعبة أوى مابتشوفش ولا زبون واحد، بعد ما كنا شغالين ليل نهار، وحضرِتك جيتى النهارده أهوه على غافلة وشوفتى بنفسك لا زبائن ولا يحزنون وإحنا فى دخلة موسم الصيف. • السبح الصينى غلبت المصرى وفى خان الخليلى قابلت عم رمضان بائع السبح وقال لى: والله نفسنا نمنع بيع السبح الصينى عشان نمشى حال الورش بتاعتنا بس نعمل إيه، أصلا بضاعة مش عالية يا أستاذة والزبون يحب الرخيص، إحنا زبونا محلى ملناش فى السياحة فلازم نرضى الزبون، بس برضه عندى السبح المصرى القيمة جداً حاجة كدا شغل يدوى ومعمولة من الأبنوس ومتعتقة فى زيت العود عشان تفضل فيها العطر لمدة سنين ودى بنبعها ب 100 جنيه. أما الصينى فبيبدأ من 10 جنيهات لحد 25 جنيهاً وكلها بلاستك بس هما بيعرفوا يعملوا الشغل اللى هيتباع، يعنى مثلا منزلين سبح مكتوب عليها لفظ الجلالة «الله» و«محمد» على كل حباية، فاللى بيمسكها بيتفائل بها وبنبعها ب 10 وأغلى واحدة ب25 جنيهاً يعنى يا بلاش، بصراحة يا أستاذة الشغل الصينى مافيش حد يعرف يعمله ببلاش كدا. • فى وكالة الخيامية.. الكليم البلدى لا يُعلى عليه صلاح فرغلى بائع كليم فى وكالة الخيامية يقول: إحنا شغلنا كله مصرى صناعة يدوية وللأسف مابيتبعش لأننا معتمدين على السائح الأوروبى هو اللى بيقدر شغلنا، مع أنى خفضت الأسعار جداً على حساب مكسبى يعنى مثلاً «حتة» الكليم البلدى المتر ونصف عرض ومترين طول ثمنها 150 أو 175 على حسب الألوان والغرزة، وعن أنواع الكليم يقول: كليم وجه بحرى بيكون لونه بيج وبنى أما كليم الصعيد فمشهور بألوانه الزاهية، وأنا بجيب الكليم من ورش فى أسيوط وأخميم.• فى خان الخليلى.. الفراعنة صينى وفى سوق خان الخليلى وللأسف وجدنا أن أكبر سوق شعبية فى مصر مليانة بضاعة صينى، وقابلنا هناك محمد حافظ وقال لنا: أنا بائع تماثيل أنتيكات فى الخان وأغلب الشغل المعروض عندى عبارة عن تحف ومشغولات نحاسية تمثل الحضارة الفرعونية والفلكلور الشعبى ومنها جزء بسيط مستورد عبارة عن تماثيل فرعونية بس صينى من المعدن، وحقائب حريمى هندى، لكن عادة السياح بيحبوا التماثيل وخصوصا تمثال توت عنخ آمون ونفرتيتى، أما المصريون فيحبون أن يشتروا المجات وأطباق الزينة، وللأسف إحنا بنشترى البضاعة الرخيصة عشان نعرف نبيع زى المنتج الصينى مثلاً لكن برضه المحل مليان تماثيل معمولة محلى فى ورش هنا وبعمالة مصرية، وبرضه بنضطر نبيع بالرخيص وأهو اللى جى على قد اللى رايح. •