على الرغم من انتهاء مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية الذى أقيم فى الفترة من 30 يناير إلى 5 فبراير تحت رئاسة الناقدة ماجدة موريس، إلا أنه كان لنا العديد من الحوارات الخاصة التى أجريناها على هامش المهرجان الذى أقيم فى مدينة الأقصر بينها الفنان راجح داود عضو لجنة التحكيم والفنانة سلوى خطاب التى عرض لها فيلمها باب الوداع على هامش المهرجان. مبدع حقيقي، موسيقاه تأخذك إلى عالم بعيد، تفصلك عن العالم بأكمله بضجيجه وصخبة وتناقضه، له أسلوب خاص به يميزه عن باقى الفنانين، موسيقى راجح داود بها سحر وتأمل وفلسفة وصوفية فى بعض الأعمال، الجميع يعرف أعماله منذ بداية سماعها فى تتر الأعمال الفنية لا ننتظر أن نشاهد اسمه على الشاشة، الحوار معه له مذاق خاص، يستطيع التحدث فى كل شيء بفلسفة خاصة فى الفن فى الموسيقى فى الحياة فى السياسة. اختارت إدارة مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية الفنان راجح داود كعضو لجنة تحكيم فى المسابقة الرسمية بها وجاء حوارنا على هامش المهرجان فى مدينة الأقصر التى وصفها بالجمال والهدوء والروعة. • ماذا عن تقييمك للدورة الرابعة من مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية ومستوى الأفلام التى عرضت فيها؟ - من وجهة نظرى كانت دورة جيدة فكان بها 12 فيلما طويلا و22 قصيرا تتراوح بين 10 دقائق والنصف ساعة وجميعها أفلام روائية، وفكرة إقامة المهرجانات فى حد ذاتها شيء له رسالة قوية ومشاهدة الأفلام من كل العالم ومشاركة الجمهور بها وعلى هامشها موضوع الجوائز وفى رأيى الشخصى أن الذى اجتهد وقدم فيلما جيدا لا يحتاج جوائز الذى قدم فيلما سيئا عقابه الوحيد هو العمل نفسه، كان معى فى لجنة التحكيم مجموعة منتقاة بعناية شديدة رأس اللجنة دكتور رمسيس مرزوق وهو من أهم السينمائيين فى مصر وتضم اثنين من الأجانب من فرنسا وإيطاليا ومخرجة من الإمارات تدعى نجوم الغانم والفنانة اللبنانية كارمن لبس، فكانت مجموعة مختلفة ومتنوعة الفكر والرؤى السينمائية المختلفة. • وماذا عن مستوى الأفلام التى تم عرضها وهل كانت مرضية بالنسبة لأعضاء لجنة التحكيم؟ - هناك أفلام مستوها جيد وأخرى سيئة وأنا شخصيا لا أعرف آلية اختيار الأفلام ومن المسئول عنها فى المهرجان، وكان من المفترض أن تكون الأفلام أفضل من ذلك، ولكن لا ننكر أن هناك أعمالا جيدة الصنع ومختلفة. • هل هناك أفلام كانت مثار خلاف بين أعضاء لجنة التحكيم ؟ - جميع الأفلام كنا نختلف عليها وهذا شيء طبيعي، وهناك مثل شعبى يقول «الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية»، والمناقشات والاختلافات شيء صحى جدا ومن المفترض أن آراءنا تكمل بعضها، ومن الممكن أن يرى أحدنا جزئية لم نشاهدها فنعيد وجهات نظرنا مرة أخرى وهذه فائدة المناقشات. • صرحت من قبل أنك لا تحب مشاركتك ضمن لجان التحكيم.. لماذا؟ - بالتأكيد.. لا أحب دور المحكم وهذه ثالث مرة أو رابع مرة أكون عضو لجنة تحكيم وأنا لى وجهة نظر فى هذا الموضوع فمثلا يعرض عليك عملان مستواهما جيد وعليك اختيار واحد فقط وليس عندما نختار واحدا فقط أن العمل الآخر سيئ ولكن يكون الاختيار على حسب توجه الشخص وذوقه الشخصي، وهذا أمر غاية فى الصعوبة، ومن جانب آخر أحب أكون فى المملكة الخاصة وعالمى دون وضعى فى مكان لإصدار أحكام على عمل الآخرين، والإنسان بصفة عامة يكون فى منتهى السعادة عندما يعمل الشيء الذى يحبه ويتقنه والعالم بتاعى هو الموسيقي. • عرض لك فيلمان على هامش المهرجان هما باب الوداع وقدرات غير عادية ماذا عن رد الفعل عليهما؟ - بالفعل تم عرضهما على هامش المهرجان وفى البداية كنت أعتقد أنهما فى المسابقة الرسمية وكنت سأعتذر عن عضوية لجنة التحكيم ولكن تم توضيح الأمر لى من جانب إدارة المهرجان وللأسف الشديد لم أتابع رد الفعل بسبب انشغالى بمشاهدة الأفلام داخل المسابقة والمناقشات التى تعقبها. • من أكثر الأشياء المعبرة عن الحالة الخاصة بفيلم باب الوداع هى المزيكا كيف استطعت تقديم ذلك خصوصا أن الفيلم بلا حوار؟ - المزيكا الجيدة هى التى توصل الأفكار وتلتقط الإحساس العام والخاص بالفيلم وتحاول تحاكيه أو تضيف له وهذا الفيلم خاص جدا ونوعية مختلفة والعمل ليس به حوار هو معتمد على لغة الجسد وتعبيرات الوجه وهذا من أصعب أنواع التمثيل وهو من بطولة الفنانة سلوى خطاب وأحمد مجدى وإخراج كريم حنفي. • قدمت موسيقى جميع أفلام المخرج الكبير داود عبد السيد حدثنا عن هذه العلاقة والتفاهم بينكما؟ - بالفعل كان لى حظ كبير أنا أقدم الموسيقى الخاصة بجميع أفلام المخرج العظيم داود عبدالسيد، فهو من أهم وأفضل المخرجين ومن أفضل من يقدم لغة سينمائية، وهو أيضا لا يختلف على موهبته اثنان، وهو بالنسبة لى لا يصنع أعمالاً جيدة الصنع فقط هو شخص يضيف للعاملين معه وهو على المستوى الإنسانى من أفضل الأشخاص الذى تعاملت معهم، وعلاقتى به متراكمة منذ سنوات عدة بها العديد من المواقف والنجاحات. • أسلوب خاص • الموسيقى الخاصة براجح داود تأخذنا إلى عالم خاص بها فلسفة وتأمل.. حدثنا عن العالم الخاص بك؟ - التأمل والفلسفة والصوفية جزء كبير من أسلوبى الخاص فى التأليف وجزء أيضا من عملى فى نوعية معينة من الأفلام، هذه بصمتى كمؤلف موسيقي، أما عن الحالة الخاصة أو العالم فلا يوجد غير الاجتهاد فقط، فعلى المبدع بذل مجهود فى البداية يعرض على السيناريو أقرأه جيدا وأتأمله وبجانبى ورقة وقلم وأضع فيها الخطوط العريضة، لكن لا يوجد لدى الحالات «الميتافيزيقية» وعندما أشرب القهوة يأتى الإلهام، أنا أرى هذا عبثا وفى رأيى أن الحالة الخاصة لا تخص أى شخص الذى يهم الجميع هو المنتج النهائى فقط لا غير ووقتها يحدث التقييم. • هل يوجد خلال مسيرتك الفنية فيلم أو عمل أخذ منك مجهودا كبيرا لا تنساه إلى الآن؟ - جميع أفلامى أخدت جهدا كبيرا حتى لو كان فيلما تسجيليا صغيرا، فالإبداع شيء مجهد، وأى مبدع يتردد وأحيانا يشك فى عمله وكل ذلك ضغط على الفنان. • هل ندمت على عمل قدمته؟ - إطلاقا.. فأنا لا أعرف الندم ولم أقدم موسيقى ندمت عليها طالما رضيت أن أقدمها من البداية ولو فى عمل أكون غير راض عنه فعقابى هو هذا الإحساس. • هل هناك عمل قدمته وبعد عرضة شعرت أنه لو رجع بيك الزمن ستقدمه بشكل أفضل؟ - جميع الأعمال، لو الفنان شعر أن عمله كامل ولا يريد إضافة شيء يكون فقد كل شيء دائما الفنان يراجع نفسه فى كل عمل قدمه ويفكر لو رجع به الزمن كان قدمه بشكل أفضل وأضاف له وهذا طبيعة أى مبدع. •