مصر آمنة.. تلك هى العبارة التى من أجلها اجتمع حشد لا بأس به من نجوم مصر والعالم، داخل أروقة دار الأوبرا المصرية ضمن فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، الذى من المقرر أن تستمر فعالياته حتى الجمعة القادمة. بكل لغات العالم.. رسالة فنية إنسانية حرص جميع نجوم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هذا العام على توصيلها إلى جميع شعوب العالم، مؤكدين من خلالها بجميع لغات العالم أن مصر ستظل دائما بلد الأمن والأمان، إنها ليست مجرد عبارات أو شعارات وإنما هى حقيقة وإليكم الأدلة. • أسطورة السينما.. كلوديا كاردينالى.. النجمة الإيطالية التى وقع اختيار إدارة المهرجان برئاسة دكتورة ماجدة واصف عليها لمنحها جائزة فاتن حمامة التقديرية، التى تقرر منحها ضمن فعاليات المهرجان مع كل دورة مقبلة لأبرز الشخصيات السينمائية المصرية والعربية والعالمية التى قدمت على مدار تاريخها الفنى الكثير من أجل الفن السينمائى، وبالفعل حرصت النجمة كلوديا كاردينالى على الحضور إلى مصر والاحتفال بتكريمها ضمن حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، رغم أى ظروف محيطة فى مصر أو الوطن العربى أو العالم بأكمله، باعثة برسالة من مصر إلى العالم كله: «بالفعل أشعر بحب عظيم لمصر وللقاهرة، فأنا سعيدة للغاية لوجودى اليوم فى مصر، وإنه لشرف وفخر كبير لى أن أتسلم جائزة تحمل اسم فنانة بحجم وقيمة وعظمة فاتن حمامة». فقد بدا واضحا خلال حفل الافتتاح مدى سعادة النجمة كلوديا كاردينالى بهذا التكريم، وتفاعلها مع الحضور، الذى حرص أيضا على الترحيب بها، فقد بدت لحظة تسلم النجمة كلوديا كاردينالى لجائزة فاتن حمامة التقديرية مختلفة بكل المقاييس، حيث أظهرت مدى الحب والتقدير المتبادل بين كل من النجمة والجمهور، الذى كاد تصفيقه أن يصل إلى آخر شبر فى العالم بمجرد صعود النجمة كلوديا كاردينالى إلى خشبة المسرح. • فاتن .. سيدة الشاشة العربية فى لفتة لن ينساها الوجدان رغما عن أى ظروف أو تحديات قد يمر بها الوطن حضر كل من طارق عمر الشريف نجل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة برفقة شقيقته نادية ذوالفقار إلى حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى، لينوبا عن والدتهما الفنانة الراحلة فاتن حمامة، لتسليم جائزتها إلى المكرمين، وعقب الحفل بدأ الجميع فى الترحيب بالابن طارق عمر الشريف، الذى عبر أيضا عن سعادته بالتواجد فى مصر، مؤكدين أن تواجده فى تلك اللحظة يشعر الجميع بوجود كل من النجمة فاتن حمامة والنجم عمر الشريف بينهم، فبينما حرص البعض على التقاط الصور التذكارية برفقته، كان للذكريات الرصيد الأكبر من مدة اللقاء، حيث أغلى الذكريات التى جمعت البعض من الحضور بكل من النجمين فاتن حمامة وعمر الشريف. • حسين فهمى.. الواد التقيل من ضمن المكرمين هذا العام كان النجم حسين فهمى، الذى حرصت إدارة المهرجان برئاسة الدكتورة ماجدة واصف على تكليف الكاتبة والناقدة ماجدة موريس بتأليف كتاب عنه جاء عنوانه «حسين فهمى بين السياسة والسينما»، فعلى خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية وقف النجم الكبير حسين فهمى بين تصفيق حاد من الحضور الذى وقف احتراما وتقديرا لرصيد هذا النجم الفنى، واعترافا منه بتأييده التام لهذا التكريم الذى يحمل اسم الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، وبينما كان التصفيق يملأ أرجاء المسرح، طالب النجم حسين فهمى الجميع بالإنصات إلى كلمته أو رسالته التى حرص على ترجمتها بالإنجليزية حتى يصل مضمونها إلى كل فرد من أفراد الكرة الأرضية، حيث قال : «سعيد بهذا التكريم الذى يحمل اسم الفنانة فاتن حمامة، سعيد أيضا بتكريم أصدقائى وزملائى نور الشريف وعمر الشريف، وأود أن أوجه رسالة لأعزائى الحضور.. نحن سعداء بوجودكم بيننا اليوم، فهى رسالة إلى العالم تؤكد أن مصر هى بلد السلام، مختتمًا حديثه بعبارة: «سقوط طائرة لا يعنى سقوط وطن». • بعض النجوم الشباب على الصعيد الآخر تم منح الفنانة الشابة نيللى كريم جائزة فاتن حمامة للتميز، وعليه فقد حرصت نيللى على الحضور وتسلم جائزتها والاحتفال بتكريمها وسط جمهورها، ولكن ماذا عن باقى نجوم مصر من الشباب ؟! فقد حرص البعض منهم على الحضور، بينما تغيب البعض الآخر عن حفل الافتتاح لاسيما باقى فعاليات المهرجان، فالجدير بالذكر حضور كل من الفنانة داليا البحيرى، والفنانة ريهام عبدالغفور، والفنان آسر ياسين، والمخرج أحمد ماهر، والمخرج مروان حامد، والفنان شريف رمزى، والفنان إيهاب فهمى، والفنانة زينة، والفنانة انتصار، والفنان أمير شاهين، والمنتج محمد حفظى، والفنانة غادة إبراهيم، والفنانة الشابة أروى جودة، فى الوقت نفسه كان للنجوم الكبار حضور أوسع من خلال حفل الافتتاح يحسب لهم، من هؤلاء: النجمة يسرا، والنجمة الهام شاهين، والنجمة ليلى علوى، والنجم عزت أبوعوف، والنجم مصطفى فهمى، والنجمة لبلبة والنجمة صفية العمرى التى كانت عروس حفل الافتتاح، فقد التف حولها الجميع عقب الحفل، لالتقاط الصور التذكارية برفقتها، والفنان صبرى فواز، والمخرج داود عبد السيد، والمخرج أحمد صقر، والمخرج عادل أديب، والفنانة دينا، والفنانة رانيا فريد شوقى، والفنانة سمية الخشاب، والفنانة منال سلامة. • الحضور العربي فى صمت شديد صعد إلى المستوى الثانى من مستويات المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية والظلام يعتم على المكان وما هى إلا أضواء المسرح التى تقود الحضور نحو النجوم المكرمين، وجلس على مقعده يشاهد ويشارك مصر وشعبها الاحتفال بإقامة الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، هو الفنان السورى جمال سليمان، الذى حرص على الحضور إلى حفل الافتتاح ومشاركة الحضور سعادته بهذا الحدث الفنى، فى رسالة بعث بها إلى كل أبناء الوطن العربى والعالم تؤكد على سلامة وأمان مصر واتحاد كل أبناء الوطن العربى فى وجه أى عقبات أو تحديات طارئة عابرة لا محل لها من الإعراب. لم يقتصر التواجد العربى على النجم السورى جمال سليمان، والفنانة مادلين طبر، فقد جاء النصيب الأكبر لصالح النجوم الشباب والذين نذكر منهم الفنانة الشابة درة، والفنانة الشابة صبا مبارك، والإعلامى الشاب وسام بريدى، والفنانة الشابة دارين حداد، والممثل الشاب نجيب بلحسن . كل هؤلاء النجوم المصريون والعرب اجتمعوا عقب حفل الافتتاح على شرف النجمة كلوديا كاردينال لتناول عشاء فنى مصرى عربى عالمى بأحد فنادق القاهرة، حيث حضر الحفل الجميع وتبادلوا الأحاديث والذكريات والتقاط الصور التذكارية، ففى لقطة فريدة حضرت الفنانة سحر رامى إلى الحفل وجلست برفقة كل من الفنان مصطفى فهمى والفنان الشاب أحمد شاكر، فى لقطة أخرى اجتمع كل من المخرج محمد أمين راضى والفنانة صبا مبارك على طاولة طعام واحدة وحديث مطول بينهما استمر حتى نهاية العشاء، أيضا الإعلامية منى الشاذلى حرصت على الحضور وتبادلت الحديث مع كل من الإعلامية سهير جودة والإعلامى عمر زهران، أما المخرج داود عبد السيد فقد حضر متأخرا بعض الشيء، وبمجدر دخوله إلى قاعة الاحتفال انهال عليه الجميع للترحيب به والتقاط الصور معه، أيضا مصمم الأزياء هانى البحيرى الذى حضر إلى الاحتفال وجلس برفقة الفنانة داليا البحيرى، التى كانت تجلس برفقة زميلها فى لجنة تحكيم المسابقة الرسمية المخرج مروان حامد. «من أم الصابرين .. لنور الشاشة» يا فاتنة الفن يا مصرية الطابع انتي القمر عالي نور فننا السابع تلك هى بعض أبيات قصيدة الخال الابنودى عن سيدة القصر «فاتن حمامة»، التى سجل أبياتها قبل رحيله، ليقع اختيار إدارة المهرجان عليها لتكون الصوت المعبر عن تلك اللمحة الإنسانية والفنية، التى افتتح بها حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ومجموعة من أقوى وأشهر اللقطات لنجومنا الكبار فاتن حمامة، عمر الشريف، ونور الشريف، الذين وإن غابوا عنا بأجسادهم، فهم خالدون فى وجداننا. • ريكى آند ذا فلاش فيلم حفل الافتتاح لنجمته ميريل ستريب الذى أكد الجميع على ما لديه من عناصر خارج حدود عالم ميريل ستريب، من قصة وأداء وصورة، هذا الفيلم الذى تقوم قصته على مغنية الروك آند رول التى تحلم بالشهرة وأثناء ذلك تظل مأساة تلك المغنية تطاردها على مدار أحداث الفيلم، فهى إلى جانب كونها مغنية هى أم تركت أولادها وزوجها من أجل الشهرة إلى أن تفاجأ بأنه ما هو إلا وهم، لتقرر العودة لتصطدم بالحقيقة التى تؤكد فقدانها التواصل بينها وبين عائلتها، ريكى آند ذا فلاش من تأليف ديابلو كودى ومن إخراج جوناثان ديم، تشارك من خلاله ابنة النجمة ميريل ستريب مامى جومر. • المسابقة الرسمية 16 فيلمًا طويلاً من 14 دولة هو إجمالى عدد الأفلام المشاركة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، يمثل من خلالها مصر فيلمان هما «من ضهر راجل» للمخرج «كريم السبكي» و«الليلة الكبيرة» للمخرج «سامح عبد العزيز»، الجدير بالذكر ترأس المنتج البريطانى بول وستر للجنة تحكيم المسابقة الرسمية التى تضم فى عضويتها كلا من المخرج المصرى مروان حامد، والفنانة داليا البحيرى، والمخرجة المغربية ليلى مراكشى، فى الوقت نفسه يشهد المهرجان 120 فيلما يتم توزيعهما على أقسامه المختلفة. • ندوات على الصعيد الآخر يشهد المهرجان نخبة من الندوات مثل ترميم الأفلام، الدولة وصناعة السينما، تلك الندوة التى أدارها المخرج شريف مندور وتضمنت عددًا من الضيوف مثل د.أحمد عواض، رئيس المركز القومى للسينما، د. خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة لشئون الإنتاج، ونبيلة زريق مسئولة السينما بالوكالة الجزائرية للإشعاع، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين والصحفيين المصريين والعرب والأجانب، حيث ناقشت الندوة عددًا من المحاور أهمها خطة الدولة لتطوير صناعة السينما، فمن جانبه أكد د. خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة: «على مدى عقود طويلة والدولة تبحث عن دورها لتطوير صناعة السينما، وحتى الآن ما زال تصورها مقتصرا على إنتاج الأفلام، والحقيقة أنه ما هو إلا تصور خاطئ، وعلى مسئوليتى الشخصية فقد انتهى دور الدولة فيما يخص الإنتاج، فلدور الدولة أشكال كثيرة، لأنها فى حال أن أنتجت، فهى لم تمنح نفسها الفرصة للتفكير فى كيفية تسويق وتوزيع هذا المنتج الذى يسمى الفيلم، وبالتالى نحن كسينمائيين على مدار عامين شكلنا لجنة السينما فى المجلس الأعلى للثقافة، عقدت سلسلة من الاجتماعات مع جميع العاملين بالمجال السينمائى وتوصلنا كأعضاء لها لحزمة من الإجراءات المطلوب اتخاذها لإصلاح حال السينما المصرية، وهذا تم بالاتفاق عليه مع الدولة، تلك اللجنة تم تشكيلها فى 2014، وقد تضمنت سبعة وزراء وكانت مكلفة بحل مشكلات صناعة السينما المصرية واستمرت فى عهد رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب، من أهم تلك الإجراءات أولا استعادة أصول السينما المصرية وهى عبارة عن أربعة مجمعات استوديوهات كبرى هي: استوديو مصر وجلال والنحاس والأهرام، 24 سينما، أرض مدينة الفنون، وعليه المطلوب إنشاء شركة قابضة داخل وزارة الثقافة لإدارة تلك الأصول برؤية اقتصادية وثقافية لتحقيق الجزء الخاص بالتراث وأيضا الجزء الاقتصادى وأيضا إعادة هيكلة تلك الأصول، وأخيرا بحث الاستثمار الثقافى بإيجاد وجه آخر لتلك الأصول، هذا بالإضافة إلى المشروع الذى يتبناه المخرج شريف مندور وهو إنشاء صندوق تنمية لصناعة السينما، الذى سيلعب دورًا مهمًا فى عملية تنمية صناعة السينما فى حال إنشائه، أيضا زيادة الدعم غير المسترد الذى يوضع من وزارة المالية فى حساب المركز القومى للسينما، والذى على مدار الدورتين السابقتين كانت قيمته عشرين مليون جنيه». أما المخرج شريف مندور فقد أكد: «فى العالم كله جميع القرارات يتم تصعيدها من الوزارة إلى رئيس الوزراء ثم إلى رئاسة الجمهورية، وبالفعل فقد كانت لدينا عدة مطالب جزء منها تحقق وجزء لم يتحقق حتى الآن، ما تحقق للأسف لم يتم تسليط الضوء عليه بالشكل الكافى، فنحن نسعى منذ أكثر من ثمانية أعوام إلى استعادة أصول السينما المصرية وذلك عقب إدراكنا للإدراك الخاطئ لوزارة الاستثمار لفكرة إدارة تلك الأصول، وبالفعل تم استرداد الإدارة والأصول، أيضا سعينا من أجل تعديل الدعم السنوى من 20 إلى 35 مليون جنيه بهدف الوصول بالدعم إلى 50 مليون جنيه، فصناعة الفيلم المصرى لا مقارنة بينها وبين الفيلم الفرنسى، أيضا طالبنا بشهادة من غرفة صناعة السينما قبل تسجيل أى فيلم أو مسلسل مصري». •