«أنا متفائلة» ليست مجرد عبارة وإنما هو شعور عبرت عنه نجمة حوارنا الآتى الفنانة والدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية أثناء حديثها معنا عن أبرز المحطات التى شهدها مؤخرا مشوارها الثقافى والفنى والإنسانى من خلال منصبها كرئيس لدار الأوبرا المصرية، هذا الصرح الثقافى الفنى المصرى الذى أصبح توليها له ليس مجرد منصب وإنما هدف ورسالة عظيمة، تسعى من أجل تحقيقها بسواعد أبنائه حيث خبرات كبار القادة وطموح أبرز المواهب الشابة، تلك الخلطة السرية التى اعتمدت عليها الدكتورة إيناس عبدالدايم فى تولى شئون دار الأوبرا المصرية. • إهداء.. • فى البداية نتحدث عن إهداء الدورة ال 24 من مهرجان الموسيقى العربية للراحل الخال عبدالرحمن الأبنودى؟ - منذ رحيل الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى ونحن نفكر جديا فى ضرورة تقديم احتفالية وتكريم خاص من أجله يليق به، فقد كان هناك العديد من التكريمات احتفاء به من قبل العديد من الجهات، إلا أنه نظرا للعلاقة الشخصية والفنية الوثيقة بيننا وبين الراحل وجدنا أن أفضل تكريم له سيكون بإهدائه الدورة ال24، وتكريمه من خلال حفل الافتتاح، وذلك من خلال سرد لبعض المقتطفات من حياته الفنية وبالفعل سعينا لتنفيذها. • ولمن يعود الفضل فى تلك الفكرة؟ - الفكرة فى الأساس هى فكرتى وفكرة مديرة المهرجان جيهان مرسى وأيضا الإعلامية مها عجلان وبمساعدة الإعلامية «نهال كمال» حرم الشاعر الراحل، التى ساهمت كثيراً فى تسهيل جميع الأمور وتعاونت معنا كثيرا للحصول على كل اللقاءات والمادة المطلوبة لتنفيذ الفكرة فنيا. • تكريم • إذا انتقلنا إلى التكريمات الخاصة بمهرجان الموسيقى العربية هذا العام، وهم ستة عشر اسما من أبرز الأسماء فى سماء الطرب والموسيقى والشعر والإعلام من أبرزهم الشاعر الكبير جمال بخيت، الموسيقار الكبير صلاح الشرنوبى، الفنانة سميرة سعيد، الإعلامى فهمى عمر.. تعليقك؟ - الحقيقة أن الفضل فى ذلك يعود بعد ربنا للجنة التحضيرية للمهرجان، فمما لا شك فيه أن اللجنة هذا العام تتسم بالقوة، أما فيما يخص التكريمات فالاختيار عادة ما يكون على أساس ما قدمته تلك الأسماء من أجل الفن، وللأسف لم يكن هناك تركيز على هذا العطاء، لذلك يظل من الضرورى ومن الواجب علينا التفكير بجدية لتكريمهم من خلال المهرجان باعتباره ذا قيمة كبيرة فى مصر والوطن العربى بأكمله، وباعتبار هذا التكريم حقاً بسيطاً من حقوق رموز الفن المصرى علينا جميعا، وفقا للتاريخ وأيضا ما أضافوه، وللعلم فلكل شخصية من الشخصيات المكرمة حيثية خاصة فى اختيارها. • ومن التكريم إلى المؤتمر العلمى وأهم ما يميزه برأيك هذا العام؟ - فى العام الماضى لمست مدى أهمية المؤتمر العلمى، ولكن أثناء التواجد فى أكثر من بلد عربى مؤخرا التقيت بالكثير من المعنيين بالأمر ووجدت أن أكثرية التعليقات تفيد بضرورة ظهور المؤتمر العلمى بشكل أقوى وأكثر تأثيرا، لأن مصر ودار الأوبرا المصرية عليهم دعم الكثير من الأبحاث الجيدة التى تستحق أن يتم دعمها، وعليه قررت أن يكون الإشراف على المؤتمر من خلال لجنة علمية أكاديمية منفصلة عن لجنة المهرجان ونظرا للدور المهم الذى تقوم به اللجنة فى اختيار البحث المناسب وحيثياته فى قبوله أو رفضه لذلك كان من الضرورى تواجد لجنة متخصصة وبالفعل فمن خلال العام الماضى كانت البداية وإذا بنا هذا العام نشهد كماً هائلاً من الأبحاث التى تستحق بالفعل المشاركة، وعليه بدأنا نضع معايير سليمة للاختيار أكاديميا والحقيقة أن النسبة الأكبر من أفكار الأبحاث المتقدم بها هى أفكار جيدة جدا، فقد كنا حريصين على أن تكون الأفكار لا تقتصر فى مضمونها علينا كمصريين بل عليها أن تكون ذات صلة وثيقة بالمنطقة العربية كافة، حتى يتيح لنا فتح المجال أمام الجميع للمشاركة، على الصعيد الآخر هناك بعض الأبحاث لم يتم قبولها وهذا لأسباب عديدة منها على سبيل المثال ابتعاد الفكرة عن مضمون المهرجان المطلوب! • الجديد أيضا فى الدورة ال24 انطلاق مشروع تقديم أعمال جديدة للمواهب الشابة بدار الأوبرا، من خلال تقديم أغنية وطنية كل يوم من أيام المهرجان ماذا عنها؟ - الفكرة فى الأساس هى فكرة الملحن الكبير حلمى بكر وبعد مشاورات بين أعضاء اللجنة التحضيرية للمهرجان التى تضم نخبة من كبار نجوم الشعر والموسيقى والطرب الذين نذكر منهم الموسيقار حلمى بكر، الموسيقار صلاح الشرنوبى، د.عفاف راضى، الشاعر الكبير سيد حجاب، والفنان سامى الحفناوى، تحمسنا جميعا لتنفيذها والحقيقة أننى تحمست من أجلها، فهى عبارة عن تقديم أغنية يوميا من خلال حفلات المهرجان ضمن عمل فنى ضخم متكامل يجمع بين كبار نجوم الشعر والموسيقى وأقوى الأصوات. • اعترض البعض على نسبة مشاركة المطربين العرب والمصريين فى المهرجان ووصفوها بغير العادلة.. ماتعليقك؟ - دعينا نتساءل من هم المطربون الذين يستحقون الوقوف على مسرح دار الأوبرا المصرية على مستوى الوطن العربى؟! الحقيقة أن هناك فقراً فى المنطقة العربية، فى الوقت نفسه مصر أم الدنيا أيضا إذا بدأنا فى التفكير فى من يستحق الوقوف على مسرح دار الأوبرا المصرية سنجد أن العدد محدود والأصوات الجيدة معروفة ولا تحتاج إلى من يذكرنا بها، لذلك أنا أجد أنه يحسب للمهرجان استضافته لمطرب واحد عربى وواحد مصرى، يكفينا فى ظل ما نمر به من أحداث فى مصر والمنطقة العربية بأكملها. أول مرة. • لأول مرة النجمة سميرة سعيد على مسرح دار الأوبرا المصرية وبعد غياب يعود النجم صابر الرباعى إلى مسرح دار الأوبرا؟ - الحقيقة أنا سعيدة بجميع الفنانين المشاركين من خلال المهرجان سواء العرب أو المصريين والحقيقة أن الجميع بمجرد أن تم عرض الأمر عليهم رحبوا ولبوا النداء، حتى إن البعض قرر الغناء بدون مقابل إهداء لدار الأوبرا المصرية والمهرجان وكل جمهوره، وبالفعل هذه أول مرة تشارك الفنانة سميرة سعيد من خلال فعاليات المهرجان وهذا هو هدف المهرجان دائما التنوع والتجدد فى نجومه، أيضا الفنان صابر الرباعى يعود للمرة الثانية إلى مسرح دار الأوبرا المصرية وهو أمر أسعد جميع القائمين على المهرجان. • منذ أعوام ومهرجان الموسيقى العربية يشهد حضوراً متزايدا لمواهب الأوبرا الشابة والجدير بالذكر المساحة الكبيرة التى تمنحها الدورة الرابعة والعشرون للشباب سواء كمطربين أو عازفين أو قادة للأوركسترا؟ - دائما ما تقوم اللجنة الخاصة بالمهرجان باختيار الفنان وفقا لتاريخه وصيته ورصيده الفنى، أما فيما يخص الشباب فالتقييم يكون مختلفاً وذلك من خلال النظر إلى أدائه على مدار أعوام، والحقيقة إنه أمر جديد بدأت فى بلورته بالفعل منذ عامين ومازلت مصرة أن هؤلاء الشباب من الضرورى مشاركتهم فى المهرجان، لذلك أحاول تدريجيا تقديم مساحة أكبر من أجلهم ضمن فعاليات المهرجان فهم على مدار العام يتم تجهيزهم من خلال العديد من الاحتفالات، التى يكتسبون من خلالها الخبرة الكافية من عام إلى عام، حتى إن الأصوات اليوم أصبحت لا تستوعبها أيام المهرجان، أما فيما يخص القادة الجدد للأوركسترا فهو مشروع عمرى . • الفقرة الموسيقية • هناك طلب جماهيرى من جمهور مهرجان الموسيقى العربية يطالب دار الأوبرا بزيادة مساحة الفقرة الموسيقية من خلال المهرجان؟ - تلك الفقرة للعلم لم تكن متواجدة، فقط للعام الثالث هى متواجدة وبمساحة أكبر تدريجيا من عام إلى عام وذلك لأننى كموسيقية مؤمنة بتلك الجزئية، فعلى مدار أيام المهرجان سنشهد يومياً مساحة موسيقية، فنحن لدينا سولستات وعازفون مصريون على مستوى عالمى لابد أن نتباهى بهم. • معادلة صعبة يسعى المطربون الشباب إلى تحقيقها وهى الجمع بين الشهرة التى تحققها لهم برامج المسابقات المتعارف عليها وبين الخبرة التى يكتسبونها بالوقوف على مسرح دار الأوبرا المصرية مارأيك؟ - مما لا شك فيه أن المعادلة صعبة، فنحن فى دار الأوبرا المصرية منوطون بأعمال وهموم ورسالة، والحمدلله نجتهد للقيام بما نستطيع، فقط من أجل تلك الرسالة، فالمسابقات طموح شخصى من الشباب وبالتالى لا مجال للوقوف أمامه، ولكن أحيانا يفتقد بعض الشباب خبرة التعامل مع أنفسهم، فأنا أرى أن البعض من تلك المسابقات يكون من شأنها التدمير وليس الإضافة إلى الفنان الشاب، لأن من خلالها تلتقى الكثير من المواهب باختلاف الثقافات والأذواق والمستويات أيضا، وأحيانا يكون البعض من المواهب ذا قيمة فى مكانه وبالتالى هنا تكون الصدمة، هذا لا ننكر أننا نستمتع بالمسابقات وأحيانا نستمع إلى أصوات جيدة، فهى طموح للبعض الذى لا يكتفى بنجاحهم الداخلى ويسعى وراء النجومية التى لا تتوافر لديه من وجهة نظره فى مكانه، وإن كنت من أنصار عدم فهم مفهوم النجومية لاختلافه اليوم، فأنا أقدر مفهوم فنان حقيقى وليس نجماً، فعلى أى أساس تم تقييمه ليصبح نجما؟! • تحدٍ • صرحت من خلال المؤتمر الصحفى للمهرجان بخروج دار الأوبرا إلى جامعات مصر وصعيدها فى محاولة منها للوصول إلى جمهور الشباب، وهى مسئولية التى أجد منها مسئولية كبيرة وصعبة للوصول إلى جيل الأغلبية منه لا يعلم عن دار الأوبرا المصرية سوى اسمها؟ - تحد كبير ولكننى الحمدلله لدى الخبرة الكافية، وعلى دراية تامة بمن أخاطبهم، ومتطلباتهم، فالمكسب الحقيقى من خلال تلك التجربة للعلم ليس بأن تكون جميع الحفلات كامل العدد وإنما إذا أسعدنا الحظ باكتساب عشرين شاباً من خلال كل حفلة، فهذا هو الإنجاز فى حد ذاته، فهى رسالة وتقييم النتيجة مازال الوقت مبكرا عليه. • قناة السويس الجديدة • من مهرجان الموسيقى إلى حفل قناة السويس الجديدة والذى طالبت بالإبقاء على المسرح الذى أقيم من خلاله؟ - بالفعل ولكن للأسف لم يتم تفعيله بعد. • وماذا عن أهم ردود الأفعال التى تلقيتها منذ إقامة الحفل؟ - بشكل عام فجميع ردود الأفعال أذهلتنا جميعا كفريق عمل، والآراء بشكل عام كانت رائعة، وعلى الصعيد الآخر بالتاكيد كانت هناك بعض الآراء المختلفة ولكننا حرصنا على الاستماع إليها أيضا. حالة عامة • أخيرا رأيك فى الحالة الثقافية المصرية الآن التى يرى البعض أنها لم تعد كما كانت أيام اعتصام وزارة الثقافة؟ - من خلال الاعتصام كانت تجمعنا جميعا حالة لم تجمعنا كمثقفين فقط، بل جميع أفراد الشعب المصرى، وهى حالة رائعة ومما لا شك فيه أنه بمرور الوقت تظهر بعض المتغيرات وبالفعل تعرضت البلد وأيضا المثقفون للكثير من الأمور التى جعلت من تلك الحالة تتبدل إلى حالة أخرى مختلفة بعض الشىء وإن كنت على ثقة ولدى من التفاؤل ما هو كاف أننا عندما ننوى الاجتماع يكون من السهل علينا الاجتماع وبشكل صحيح، خاصة إذا كان الاجتماع من أجل هدف على نفس سمو ورقى الهدف الذى من أجله تكاتف المثقفون والفنانون وجميع فئات الشعب المصرى من قبل.•