يقوم أغلب الفلاحين بحرق قش الأرز، مما يؤدى إلى ضبابية الرؤية وانعدامها على الطرق، واختناق المواطنين فى أغلب مناطق الجمهورية، وكذلك التلوث البيئى بالغ الضرر على الصحة العامة، ويهدد بمخاطر وأمراض خطيرة خاصة للأطفال وكبار السن والمرضى بأمراض الصدر، ويتسبب فى كثير من الأمراض مثل حساسية الصدر، والتهاب العيون. وحرق قش الأرز فى فصل الخريف يسهم بنسبة40٪من نوبات تلوث الهواء الحادة. الخبراء أكدوا أن قش الأرز ذو فائدة اقتصادية عالية، وحرقه يعد إهدارًا للثروة الزراعية، فهناك أكثر من 3 ملايين طن قش أرز سنويا بالإضافة إلى نحو 1.5 طن قشر أرز، يستخدم المزارعون، نحو مليون ونصف المليون طن، فى استخدامات تقليدية بمزارعهم، ويتبقى مليون ونصف أخرى، يجب إعادة تدويرها، وتدوير وزارتى البيئة والزراعة، للمخلفات الزراعية، لم يتعد300 ألف طن فى كل مرة. وأكد الأطباء أن حرق قش الأرز ينتج أدخنة تسبب تهيجًا شديدًا للجهاز التنفسى مما ينتج زيادة فى معدلات التهابات الشعب الهوائية المتكررة وحساسية الصدر وقد يتطور الأمر إلى الالتهاب الرئوى. وعدد المرضى يتضاعف بسببها بنسبة ملحوظة وفى معظم الحالات تكون التهابات صدرية وتكون بمثابة كارثة لمن يعانى من مشاكل وحساسية صدرية، خاصة مرضى الالتهاب الرئوى وأغلب المرضى فى هذه الفترة يتم عمل جلسات استنشاق وتنفس صناعى لهم. •التخلص السريع وقال مسعود عبدالدايم، فلاح من الشرقية:نضطر إلى حرقه لعدم وجود مكابس كافية، ونريد أن نخلى الأرض بأقصى سرعة حتى نجهزها للزرعة التالية، ويصل سعر كبس القش إلى 250 جنيهًا للفدان، وأيضًا لفوائد الحرق بالنسبة للأرض الزراعية، حيث يقضى على الحشائش، وإحنا أول ناس بننضر، لكن ماباليد حيلة. . والحل أن تقوم الحكومة بدعم المزارعين بمكابس بتكلفة رمزية وتعويضنا عن مصروفات نقله إلى مصانع التدوير، وإنشاء صناعات من القش. وأضاف عبدالدايم : أفران الخبز البلدى فى كل منزل كانت تستهلك معظم القش كوقود ومع انعدامها بسبب تكاسل الفلاحين ووجود الخبز المدعم ظهرت المشكلة. وأشار إلى أنه يمكن وضع قش الأرز على مسطح الأرض، لمدة 3 أيام ليجف فيقل العادم وقت الحرق، ويتم وضع جاز فى الأطراف ليساعد على الاشتعال، فلا يخرج أى دخان من القش ولو خرج هيبقى لونه أبيض. وكمان كل فلاح هيشترى سماد أقل عشان هيطلع سماد من الحرق. الدكتور محمد صلاح الدين أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة المنصورة، أكد أن المخلفات فى مصر تمثل ثروة هائلة، فالصين تستورد المخلفات، لاستخدامها فى مجالات عديدة. ولابد من توعية الفلاح بفوائد قش الأرز وأضرار حرقه عن طريق الكنائس والمساجد وعرض الأفلام التسجيلية. •العقوبات ليست حلا وأشار صلاح الدين ، إلى أن تطبيق العقوبات ليس حلاً، ولابد من توفير الوسائل البديلة للحرق، مثل وسائل النقل، وشراء قش الأرز من الفلاحين، وفى حالة الحرق بعد ذلك لابد من تشديد العقوبة. ويمكن إنشاء شركة قابضة لإدارة المخلفات وتدويرها. وبنك التنمية والائتمان الزراعى، يملك أعدادًا كبيرة من الشون التى يمكن تخزين مخلفات قش الأرز بها. وأوضح أن طن قش الأرز يتكلف 200جنيه بحد أدنى لتدويره، وتوفير الجرارات والآلات والماكينات المتخصصة فى النقل والتدوير. ولابد من دخول الشركات الكبرى والقطاع الخاص فى مجال تدوير المخلفات الزراعية، فالاستثمارات الضعيفة والقطاع الحكومى، لا تستطيع بمفردها القضاء على الأزمة. •فوائد بالجملة وقد قامت الغرفة التجارية بمحافظة الشرقية بعمل دراسة بحثية، وأوضح ياسر الشاذلى رئيس القسم الاقتصادى بالغرفة أن هناك مجالات عديدة للاستفادة بقش الأرز، بالإضافة إلى تحقيق عائد ربحى كبير، والتى بالفعل اتجهت إليها عدة دول، وأهمها: أعلاف للماشية:فبخلطه بنسبة من المولاس-المادة الخام للعسل الأسود – يتحول إلى علف مغذى واقتصادى للمواشى، وهو ما تنتهجه المزارع الأمريكية، وبذلك يكون هناك مردود اقتصادى كبير من خلال توفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد مكونات الأعلاف وتوفير آلاف الأفدنة التى تزرع بالذرة والبرسيم. وتحقن بآلات القش بالأمونيا ثم يتم تركها لمدة21يومًا ليتم الحصول بعدها على علف للماشية. كما يمكن إضافة قش الأرز كعلف مكمل مع البرسيم للمواشى مع بعض المواد الأخرى. -الزراعة:حيث إن أليافه تختزن الماء بصورة كبيرة مما يساعد الجذور على التمدد وامتصاص ما تحتاجه من الماء فهو يعتبر نوعًا من أنواع التربة والتى يمكن استغلالها فى زراعة أنواع شتى من الزراعات، لا سيما فى الأراضيغير المستصلحة، حيث يمكن زراعة أنواع من الخضر على بالات من القش المعالج ويتم ريها بالتنقيط وتجود عليه زراعة الكنتالوب والخيار والطماطم، كذلك فإنه يوفر بيئة صناعية صالحة لزراعة عيش الغراب ليظهرعيش الغراب ناضجًا بعد21يومًا. كما توجد بدائل أخرى زهيدة التكلفة للاستفادة من قش الأرز لا ينقصها سوى توعية المزارعين بها. كاستخدامه لتغطية المحاصيل الشتوية وتخزينها كالبصل، وتدفئة الصوب الزراعية. ويمكن إضافة الرماد الناتج عن حرق قش الأرز إلى التربة لزيادة الخصوبة. -سماد عضوى نظيف لا يلوث البيئة:حيث يخلو من الميكروبات المرضية واليرقات وبذور الحشائش، التى تهلك تماما أثناء عملية تخمر لاهوائي . ويمكن خلط اليوريا بالماء ثم رش أطنان قش الأرز بها وتغليفها بالبلاستيك لتترك21يومًا بعدها يحصلون على السماد العضوى، إلى جانب وجود طريقة أكثر سهولة، فيتم فرش طبقة من القش ثم طبقة صغيرة من السماد عضوى ثم طبقة قش ثم طبقة من اليوريا وهكذا. يتم رش هذه الطبقات بالمياه وتركها لمدة ثلاثة شهور مع تقليبها باللودر أسبوعيًا طوال تلك المدة لينتج فى النهاية كمية هائلة من السماد العضوى. وقد كانتا الشرقية والغربية من أولى المحافظات التى طبقت هذا المشروع. -تم بالفعل استخدامه فى إنتاج نوعيات من الورق، بدءًا من الورق الخفيف إلى الكرتون، وكذلك فى إنتاج الخشب والسليلوز، والفسكوز أو الحرير الصناعى. -أوضحت دراسة لوزارة البترول إمكانية استخدام قش الأرز فى إنتاج وقود الديزل. -يتم تحويله لغاز حرارى بتكنولوجيا صينية وتم بالفعل إنشاء وحدة فى محافظة الشرقية. فيستخدم فى إنتاج وقود البيوجاز كطاقة بديلة آمنة أكثر من الغاز الطبيعى والبترول والفحم. ينتج البيوجاز عن خلط روث الحيوانات +المخلفات الزراعية بعد تخميرها بالماء وبالاعتماد على أنواع متخصصة من البكتريا بمعزل عن الهواء تخمر لاهوائي حيث ينتجغازات الميثان القابلة للاشتعال بنسبة50ل70٪. -يمكن استخدامه بعد تقطيعه لأجزاء صغيرة من خلال تعديل الجزء الخلفى ل الحصادة الآلية الكومباين بحيث يترك فى التربة، ويقلب جيداًبإضافة بكتيريا التحلل، ليذوب فى التربة خلال أسبوعين. -يمكن استخدام قش الأرز فى مجالات عديدة منها توليد الكهرباء والطاقة. -أظهر العلماء احتواءه على مادة سكر تستخدم فى تصنيع مكملاتغذائية وبأسعار أقل كثيرًا من المستورد. -الخرسانة المسلحة:حيث أظهر بحث الدكتور أشرف الدماطي أنه يعطى الخرسانة المسلحة قدرة أكبر على التحمل ومقاومة تآكل الحديد وزيادة صلابة الأسمنت خاصة فى إنشاءات المدن الساحلية والمنشآت البحرية وذلك عن طريق معالجة بسيطة للقش عن طريق فرمه وتحميصه عند درجة حرارة محددة ينتج عنها مادة السيلكا ، قليلة تكاليفها. . فيمكن الاستفادة من القش والقشر. ويتم تنفيذ الفكرة على مرحلتين: الأولى للتخلص من مادتى البوتاسيوم والماغنسيوم – فى منطقة زراعية – ثم يطحن ويخزن الناتج. والثانية فى منطقة صناعية ليتم استخراج الطاقة من المواد المطحونة لبيعها كمواد خام، أو إدخاله فى صناعة الأسمنت. -تنتج مصر مادة السيلكافلو المستخدمة فى صناعة الأسمنت وتصدرها إلى دول عديدة منها اليابان، ولكن المشكلة فى قلتها وزيادة الطلب عليها سنويًا، والحل يتلخص فى تنفيذ فكرة الدكتور أشرف الدماطى العلمية، والمتوقع أن يكون للأسمنت فى السنوات القادمة قيمة اقتصادية عالية جدًا مما يعود على سوق التصدير فى مصر بعائد مادى كبير. -تدخل مادة السليكا جيل الموجودة فى قش الأرز فى العديد من الصناعات لقدرتها على امتصاص الغازات خاصة من المنتجات البترولية وتنقية مياه الشرب والأحماض وصناعة مستحضرات التجميل، وتوفير مادتى السليكا جيل والسليلوز باستخلاصها من قش الأرز بأسعار مخفضة محليًا بدلاًمن استيرادها مما يدعم الاقتصاد القومى المصرى. -قام فريق بالمعهد القومى للبحوث، بالعمل على مشروع بحثى حول معالجة مياه الصرف المحتوية على مخلفات الصباغة باستخدام قش الأرز المعالج، مما يوفر للدولة ميزانية ضخمة، وللحفاظ على البيئة حيث تشكل تلك المخلفات مشكلة بيئية كبيرة، نظرًا لصرفها فى بعض البحيرات أو المجارى المائية. -طوب عازل للحرارة وحوائط سابقة التجهيز خفيفة الوزن ومقاومة للحرارة بعد ضغطه، وقد اعتمدت عليه بالفعل الدنمارك فى بناء بيوت من7طوابق دون الحاجة لتركيب نظام للتدفئة أو التبريد. -كربون نشط:فقد ابتكر طالب بكلية العلوم جامعة بنها، طريقة لتحويله إلى كربون نشط لاستخدامه فى صناعات مثل:تحلية المياه، تبييض السكر، لتقليل استيراد مصر منه، وتنفيذ المشروع سيتم علي3مراحل، وفى المرحلة الثالثة يتم تحويل قش الأرز والمخلفات الزراعية إلى كربون نشط أو فحم أو بيو أويل زيت البترول، ولكن يحتاج إلى تمويل ضخم حتى يكتمل المشروع. •لجنة قومية الدكتور سعيد سليمان، الأستاذ بزراعة الزقازيق، طالب بعدد من الإجراءات: -تشكيل لجنة قومية على مستوى جميع المحافظات على أن تضطلع بمهمة حصر كميات قش الأرز وتوفير العدد اللازم من ماكينات الكبس وسيارات التحميل بشكل فورى، والإشراف المستمر والتفتيش الدائم على المخالفين، وتشديد العقوبات على المخالفين وتطبيقها بشكل فورى. -تشجيع القطاع الخاص من خلال تقديم التمويل اللازم والدعم المادى لتحويل الأبحاث العلمية والمعملية فى الاستفادة منه إلى الطابع التجارى. -يجب على وزارة البيئة تأسيس مركز لإعداد دراسات الجدوى الفنية والمالية للمشروعات المعتمدة على خامة قش الأرز، وتشجيع تحويلها من نطاق البحث إلى الإنتاج التجارى، على أن يضم المركز مندوبًا من رئاسة الوزراء ومندوبًا من الصندوق الاجتماعى، وذلك من أجل توفير الدعم المادى للمشروع فى بداياته. ونوه سليمان إلى أنه يمكن الاستفادة بقش الأرز بجوانب متعددة، بالإضافة إلى ما سبق ذكره أهمها صناعة الحصر والقبعات وكفرشة للخيول وكغطاء لأماكن تربية الحيوانات. من جانبها أعلنت وزارة البيئة، أن هناك مأموريات ليلية لضبط من يحرقونه، إضافة لتصويرهم عن طريق القمر الصناعى واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، بغرامة من5آلاف جنيه ل100ألف جنيه. مع تقديم دعم مالى قيمته50جنيها لطن القش، وذلك عن طريق المتعهدين المخصصين لجمعه. وقد ساهمت الهيئة العربية للتصنيع، منذ عام2005بتصنيع منظومة جمع وكبس القش وتدويره لإنتاج السماد العضوى، وقامت بتصنيع وتوريد أكثر من850مكبس قش و750جرارًا زراعيًا ساهمت فى الاستفادة من حوالي200ألف طن قش كان يتم حرقها، وقامت مؤخرا، بتوريد120مكبس قش أرز، 40مقطورة قلاب، 40جرارًا زراعيًا بإجمالى30مليون جنيه.
وتتميز المنظومة الجديدة التى تم التعاقد عليها مع محافظة الشرقية بقدرتها على جمع وكبس حوالي250إلي300ألف طن من قش الأرز، وقد تم البدء بتلك المحافظة باعتبارها من كبرى المحافظات فى زراعة الأرز وتنتج حوالي700ألف طن قش سنويًا تم الاستفادة بحوالي40٪منها عن طريق المنظومة السابقة، وسيتم الاستفادة بحوالي42٪مع المنظومة الجديدة. •