طفنيس.. وأصفون.. اسمان لقريتين بمركز إسنا بالأقصر، من بين القرى الأكثر احتياجا، اختارتهما جمعية مصر المحروسة، لتنفيذ برنامجها «بداية» بالتعاون مع مؤسسة بنك مصر للتنمية وخدمة المجتمع، ليكون نموذجا للتنمية الشاملة بصعيد مصر. البداية كانت قبل 3 سنوات وتحديدا فى مايو 2012، بتكلفة ثلاثة ملايين جنيه و700 ألف جنيه، ليشمل البرنامج تحسين الجوانب التعليمية والصحية والبيئية والثقافية والاجتماعية لتحسين نوعية الحياة لحوالى 15 ألف نسمة هم عدد سكان طفنيس، و35 ألفًا هم سكان أصفون. كان المخطط خلال الثلاث سنوات هو إلحاق 1400 تلميذ بفصول ضعاف القراءة والكتابة، «اكتشفنا أن السبب الأول لترك التلاميذ للمدرسة هو تعثرهم فى القراءة والكتابة» يشرح محمد المسكين، مدير البرنامج فى - مصر المحروسة - لكن الأهالى كانوا يطلبون إلحاق عدد أكبر من أبنائهم بهذه الفصول بعد أن لاحظوا تغير مستواهم التعليمى، فالتحق بالفصول 2188 تلميذًا فى صفوف التعليم الأولى، وأشرف على تعليمهم 42 خريجًا تم تدريبهم على منهج القراءة الذى تتبناه وزارة التربية والتعليم حاليًا لعلاج مشكلة التعثر الدراسى. اكتشف محمد وزملاؤه أن سبب تعثر التلاميذ فى القراءة والكتابة وبالتالى فى الدراسة بشكل عام، تعود إلى منهج الصف الأول الابتدائى، المبنى على أن يكون الطفل قد عرف الحروف الهجائية فى مرحلة رياض الأطفال، لأن المنهج يبدأ بالكلمات مباشرة، ويتعثر التلاميذ الذين لم يلتحقوا برياض الأطفال، خاصة إذا كان الأب والأم غير متعلمين، ففكروا فى فتح فصول لرياض الأطفال، والتحق بها 465 طفلاً تحت إشراف 23 معلمة.. البرنامج أيضا حسّن البنية التحتية لمدرسة بإحدى القريتين، وبنى فصلين دراسيين بمدرسة نجع محمد عامر، بالإضافة للأنشطة الثقافية ودعم مراكز الشباب بالقريتين، ليمارس الشباب الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية. • مستوصف القرية مثل الكثير من القرى النائية والمحرومة، لا يتواجد طبيب الوحدة الصحية سوى يومين فقط أسبوعيًا، وكان الحل بالنسبة للبرنامج هو إنشاء مستوصف طبى بالجهود الذاتية، تتوافر فيه جميع التخصصات على مدار الأسبوع، والاعتماد على أساتذة طب القاهرة وأسيوط وسوهاج، بالإضافة إلى ندوات التوعية.. البرنامج تبنى أيضًا مشروعًا لتنظيف القريتين وعيّن 10 عمال للمهمة، بالتعاون مع مجلس القرية، لجمع القمامة ومتابعة رى الأشجار، وتبنى بناء 10 منازل لأسر فقيرة وتوصيل 12 وصلة مياه لنحو 12 من المنازل المحرومة من المياه. تبنى البرنامج مساعدة أسر فقيرة فى الحصول على دخل ثابت من خلال مدهم بالماشية والماعز والأغنام والطيور، وتدريب بعض الشباب على النجارة وإصلاح المحمول، ليكون لهم مشروعهم الخاص. يقول محمد: البرنامج لن يستطيع أن يستوعب كل الأطفال المتعثرين تعليميًا، ولا مساعدة كل الأسر الفقيرة اقتصاديًا، لكنه يصنع نموذجًا يصلح للاستمرار، ويتابعه من خلال برامج أخرى بالقرية، لكن هناك حاجة لدور أكبر من الدولة. •